أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي رشيد - العهر الأخلاقي والثقافي 4















المزيد.....

العهر الأخلاقي والثقافي 4


علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 450 - 2003 / 4 / 9 - 01:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


توطئة سوداء :
سوداء سماء العراق .  سوداء شمس الظهيرة وهي تراقب وهجا همجيا يعبث ببغداد المخيلة .  سوداء مآذن الله وابتهالات المتضرعين . سوداء حكمةالموت وهي تشرّع بقذائف الصلف المتمدن . سوداء نظرات الأطفال المفزوعين بحشد الشظايا التي تلعق أجسادهم الغضة . سوداء وصايا ... لم تفلح في أن تمسح عن جسد الله غبار ركام بيوته المسفوحة بتعاليم إله ﺁخر ( وجّه بوش حملته الصليبية على العراق بمغزى ديني ، حين أوضح بأن هذه الحرب ، هي حرب
 الرب ) . سوداء وداعة البيوت المشمولة بهذيان الأنفجارات ونثار اللحم على عتبات ألفتها . سوداء مساحة الحلم المنهوكة بكوابيس اليقظة الأبدية للمترقبين بديهية فنائهم . سوداء شواطيء دجلة وأشجار الكالبتوز على ضفافها المنخورة بالربايا . سوداء أصوات صافرات الإنذار وهي تنبح خلف نعيق حاد لغربان ترصد مكامن الفزع ، في خرائب تبتلع حشرجات أنين سيفضي لخلاص لاتدونه الضمائر  .  سوداء دموع الحزن العالقة بأهداب البغداديين
سوداء هي الحرب ...  قذرة ، سليطة الفتك،لاتنظر في عيون ضحاياها ، بل تبطل بريق تلك العيون التي سترسم حدود الخديعة في مباهج المنتصرين وهم يخوضون حروبا ضد ( رعاع سمر ) لايكلف دمهم البشرية أي وخزة ضمير، أو هفوة شرف  ( سترتعد أمام بشاعة الموت) لبائعي الوطن من الخونة  .
سوداء ... سوداء ... سوداء هي الخيانة حين تنهش ﺁدمية مرتكبيها وهم يهتفون لحرب نظيفة وسريعة  ، لتمرير خديعة ناصة لفعل الحرب ، وهم يبتهجون لانتصارات الغزاة في رسم مشهد قاتم لديمقراطية تخطّ بدم نازف من أعين طفلة لا تفقه خراب ضمائر ( الديمقراطيين ) ، ورغاء الكلاب المتعلقين بمكاسب مابعد الغزو .
سوداء كتابات العملاء وهم يمرّرون  تلفيقاتهم (على القراء ) بعهر أسود كلون أرواحهم ،  وبسجالات تنفث سفالتها وهي تمجد فعل الموت ، وترسم صورة الملاك (الأمريكي ) بأجنحة باركها رب ، وهي تسقط كرهها على المظلومين ، بحمم لا يمكن حتى للجحيم من استعارة سعيرها .
من هم الخونة ؟
• هم جمع من جنرلات مارسوا فعل الجريمة ضد العراقين وتحت شعار ( بالروح والدم نفديك ياصدام ) ، وبعد انكماش عطايا ( القائد ) باعوا ضمائرهم لمشتر جديد ( الغزاة ) ، وهاهم يعملون كأدلاء يبيعون إحداثيات الخيانة ، كي تدك تكنلوجيا الخراب  ملامح الوطن ، الوطن الذي اعتادوا العبث بنزاهته .

• هم جمع من معممين أدلاء يقيمون صلواتهم بين خراب القصف للمدن المقدسة ، مكبرين بالدعاء أن يحفظ الله القائد المنتصر ( بوش ) ، دون أن ينسوا فعل الوشاية على علماء الحوزة العلمية ، كي يتسنى لهم وحدهم إصدار الفتاوى ، وليفتوا باستحباب تقبيل يد الغزاة ، وبطلان الشهادة  دون ضريح الأمام علي (ع) أو الأمام الحسين (ع )  ، وربما اعتبارها محض هراء ، وخصوصا ونحن نمتلك أئمة جدد أكثر عولمة ويجيبون الدعاء بالدولار .

• هم جمع من مرتزقة أميين أشاعوا في دول الغرب خرابا ثقافيا أسميته بثقافة السبسيدي* وأطلقت عليهم تسمية مثقفي السبسيدي ( والسبسيدي مخصصات تمنحها الدول الغربية لبعض النشاطات والجمعيات لأهداف ثقافية واجتماعية و استثمار البعض من أنصاف المثقفين ولاعبي الحبال هذه المساعدات والدخول إلى عالم الثقافة والسياسة فقط لغرض التكسب حتى أصبح من لايعرف الألف من الباء يصدر صحيفتين ثقافيتين ، وشرطي الأمن السابق يؤسس جمعية لحقوق الأنسان العراقي ، ومن لايعرف واجب المسلم إتجاه وطنه وشعبه يؤسس مجلسا أسلاميا، يلصق أسماء أئمة أهل البيت الكرام عليه وهم منهم ومن نواياهم براء )
 نماذج من العهر:
بعد حجم الخراب الذي نسجته الحرب وعدد ( الضحايا ) وبشاعة قتلهم التي توخز صلادة الحجر ، والتي ( و للأسف ) لم توخز ضمائر المرتزقة من نساجي شهادة حسن سلوك للغزاة ، والتكبيربنظافة الحرب ووداعتها ( في الاقتصاص من  طوابير الضحايا الأبرياء ثمنا لتغيير الدكتاتور).
 يصف أحدهم وبتلفيق داعر بشائر الفرح بالقتلة الغزاة :
 حيث رأينا على شاشات التلفزة كيف اختلط الجنود البريطانيون بالجماهير في البصرة وقيامهم بتقديم معونات إنسانية ومرحهم مع الشباب. كذلك شاهدنا الجماهير شمال الكوت ترحب بالقوات الأمريكية الزاحفة نحو بغداد . وهذا أول الغيث..
هكذا يصف أبناء البازار ( يالبؤسهم ) المجرمين ، قاتلي أطفال ونساء وشيوخ العراق و مهندسي خراب المدن ، ومن ثم يطالبون من الحرب بتحريرهم من الطاغية ، في الوقت الذي يسجنون أنفسهم في بذاءة الخيانة لغزاة يمارسون فعل الفتك والإذلال بحق شعبهم .
 إن الذي نحتاجه ونتوقع حصوله هو إنفجار عارم في مظاهرات جماهيرية   تعرب الجماهير الشعبية من خلالها عن فرحتها العارمة بسقوط النظام. عندها أتوقع أن يحصل الترحاب بقوات الحلفاء.
أليس للشعوب صوت واحد أمام التحديات حين يتعلق الأمر بأوطانهم  ، وكان هدف العراقيين ومنذ سنين  إنهاء الدكتاتورية ومحاكمة صدام كمجرم حرب ، وإيقاف سلسلة الحروب المشبوهة ، لماذا لم يرحب حلفاؤك ومنذ عشرات السنيين بنضال العراقيين في الخلاص من الطاغية ؟.
وهل يعتقد الخونة أن أرواح العراقيين مزاد لكل بائع ومشتري في رهانات الحروب واحتفاليات الموت المجاني ؟ .
 وهل مازال في عرف الخونة ( ورغم حجم الجريمة وكثرة الضحايا ) بأن الدم العراقي مباح ، للحد الذي يزورون فيه حجم الإبادة ، ويمتدحون نظافة القاتل ؟ .
محاولة قوات الحلفاء تجنب وقوع الضحايا بين المدنيين لأنهم جاؤوا لتحريرهم من النظام الفاشي وليس لإلحاق الأذى بهم. وهذه المحاولة أدت إلى إطالة فترة الحرب نسبياً. ولكن لو تأملنا مجريات الحرب بدقة وإنصاف، لوجدنا أنها فعلاً وحيدة من نوعها في التاريخ من حيث سرعة تقدمها وقلة الضحايا والحفاظ على البنى والركائز الإقتصادية
يطالب مرتزق ﺁخر أمريكا بنقل ثقافة الكاوبوي للعراق ، ثقافة تجنيد المرتزقة ، وتعرية الضمائر ، ولا بأس من أن تحصل مقابل على ذلك ثمن مادي ( وهل ثروة العراق مقسومة بين الدكتاتور ( حيث بددها على قصوره وعبيده وحروبه المشبوهة ) ، وبينكم وريثي عرش العراق لتهبوها لأسيادكم الغزاة .
نعم نحن بحاجة الى دعم خارجي لاننا محاطون بفرس خبثاء واتراك دمويين وعرب اجلاف فالجميع يريد سرقتنا واستباحتنا لذا لابد من قوة ضامنة قوية مثل امريكا على الاقل ان هذه القوة ستقوم بنقل بعض مظاهر الحضارة الحديثة حتى وان ارادت مقابل ذلك ثمنا ماديا، اما الجار السئ لنا فانه يريد سرقتنا فقط ولا يعطينا اي شئ سوى شعارات العروبة المستهلكة...
وأخيرا، هل حقا لا توجد وسيلة أخرى غير هذا الخراب و هذا الموت وتجارب الإبادة المجانية لأخراج النظام من العراق . نعم يقتل العراقيون كل يوم على يد النظام ، وبقاء الطاغية مدة أطول معناه ضحايا أكثر ، لكن هل الحل في ترويع الضحية وقتله بحرب إبادة مدمرة (  ليست حرب وديعة كما يصفها البعض )، هل الحل في قتل مزيد من الأبناء للأمهات الثكالى لتكتمل المعادلة الصدامية الأمريكية في توزيع الأدوار في قتل العراقيين . فكيف يبارك الخونة راجمات الموت الامريكية في أخماد نبضات قلب الأبرياء من أبناء شعبهم والمنكوبين بالموت المجاني في مسالخ الطاغية أيضا ؟ .
نصوص عهرية لاتحتاج إلى تعليق
• من الخطأ الفادح ان تخصص ميزانية كبيرة في عراق المستقبل لشراء الاسلحة او لتنظيم وبناء جيش كبير، ولذا فان بقاء قسم من الجيوش الامريكية وتاجير بعض القواعد لها في العراق ، كما هو الحال في اليابان والمانيا، هو اجدى وانفع للعراق المستقبلي .
• ان الاصوات الداعية الى اشراك اخرين، عدا امريكا وبريطانيا، تنسى ان ذلك قد يغضب امريكا الامر الذي سيعني انها ستعرقل اي تطور مستقبلي بدونها،وهذا من حقها على ضوء الجهود التي بذلتها .
• ايه ايتها الارض المغمسة بالدماء ها قد ان الاوان لنطرزك بالزهور ونملأ رئتيك بنسائم الحرية .
• يجب ان يبقى الجنود الاميركيون في العراق حتى اجراء اول انتخابات وتشكيل حكومة ديموقراطية"، موضحا ( قائد لسرايا العملاء في جيش العراقيين المتأمركين ) ان بقاء القوات الاميركية في العراق يجب ان يكون لمدة عامين على الاقل .

 


* ثقافة السبسيدي ثقافة خراب ثقافي أشاعها مثقفو السلطة بعد خروجهم إلى المنافي ، في محاولة لتلويث ثقافة المنفى ، وباستقطاب جيش من الأميين وأنصاف المثقفين وطرحهم كأسماء بديلة لرموز ثقافة المنفى الأصليين , حتى أصبح من لايعرف الألف من الباء شاعرا كبيرا ، والذي لم يقرأ صحيفة بحياته صحفيا ، والمرتزق ، باحثا أو ناقدا... والذي لايفرق بين اللون الأحمر والأصفر ناقدا تشكيليا أو يرأس جمعية للفنانيين التشكيليين ، ولكون هؤلاء الرداحين لديهم خبرات في التكسب ، وبسبب السخاء الذي تغدقه الحكومات الغربية على الثقافات الأخرى ، تمكن هذا البعض من طرح نفسه على ساحة الأبداع بالمنفى وإقامة مهرجانات شعرية ولقاءات صحفية ، ومما يؤسف له أن الكثير من الشعراء الكبار والصحفيين الحقيقيين لبوا دعوات هؤلاء المرتزقة والحضور جنبا إلى جنب مع شلل الأميين السابقيين متناسين أنهم ساهموا في تزكية هذا العهر الثقافي مقابل فندق وتذكرة سفر ومبلغ بسيط ، ويمكن اعتبار هولندا الوكر الأكبر لثقافة التلويث هذه وأستخدامها كمركز للخراب الثقافي العراقي ، ولهذا السبب مارست وبعض من الأصدقاء النزيهين( منهم الشاعر والفنان ناصر مؤنس والشاعر مخلص خليل ) قطيعة وانسحابا من  هذا  الوسط الثقافي الملوث ومنذ سنيين .



#علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليل بلاغة عمياء
- العهر الأخلاقي والثقافي 3
- هل هو طهر حقا ؟
- العهر الأخلاقي والثقافي 2
- الذي نام على عشبه - إلى الصديق حمزة الحسن وهو يترقّب حرائق أ ...
- خرق
- رفضي للحروب
- توضيح حول مقال بأسم علي رشيد
- تفاصيل الذاكرة
- عواء البنادق


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي رشيد - العهر الأخلاقي والثقافي 4