أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - الثورة العراقية تشرين 2019 رسالة إلى صديقي الروائي المصري -سعد القرش-














المزيد.....

الثورة العراقية تشرين 2019 رسالة إلى صديقي الروائي المصري -سعد القرش-


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 6442 - 2019 / 12 / 19 - 17:10
المحور: الادب والفن
    


رسالة إلى صديقي الروائي المصري "سعد القرش"

سأكتب عنها بما تبقى من عمري

فخور بمدينتي "الديوانية" وسأكتب عنها بما تبقى من عمري فهي كنز حياة
وقفت مديرة مدرسة وسط ساحة الاحتجاج وقالت كلمتها الشجاعة،
هذه المربية من مدينة ولادتي وطفولتي ونشأتي ونضجي، فيها تعلمت الحرف وأنغمرت في عالمها الرياضي ثم الأدبي والسياسي، فيها خفت وأعتقلت أكثر من خمس مرات، فيها أختفيت زمن الدكتاتور هارباً من حروبه وعملت سراً بالحزب الشيوعي العراقي، ومنها ألتحقت بثوار الجبل، وتسللت مختفياً،وعدت للجيش والحرب فكنت أعود لها في الشهر سبعة أيام، ومنها التحقت ثانية للثوار، وعنها كتبت لحد هذه اللحظة تسعة كتب ست روايات وثلاث مجاميع قصصية، حكيت فيها عن محنة بشرها زمن الخوف المطلق من سلطة دكتاتور قاسي جلب المحتل وأنقبر لاحقاً في حفرة قبل أن يقبر في عاره بعد محاكمة.
كيف لي أخرج من هذي المواضيع والتاريخ والمأساة تتكرر يا صديقي الروائي "سعد القرش"
كيف والقمع صار سافراً وأشرس من زمن الدكتاتور
سأظل أكتب عن هذا المخاض المستمر والصراع الدموي السافر الذي جعل الجيل العراقي الجديد، يخرج إلى الشارع صارخاً بصدرٍ عارٍ وعلم
- أريد وطن أريد حقي
ليواجه رصاص القنص، وقنابل الدخان، والهراوات والماء الحار ثم الخطف والقتل بكواتم الصوت والتغييب في المعتقلات والتعذيب في قصة مكررة وكأنها قدر العراقي الأبدي.
هذا الجيل ضرب مثلا سيخلده التاريخ، جيل شاب سحب الشعب المذعور من قمع السلطات تاريخياً سحبه بقوة مثل التضحية إلى الخروج للشارع خالقاً قيم وأعراف جديدة أهمها خروج المرأة العراقية إلى الشارع ودعمها المعنوي والمادي للثوار
المرأة التي ينظر لها فكر الأحزاب الدينية الشيعية الطائفية والسنية السلفية نظرة دونية كونها مجرد أداة للمتعة لا غير.
هذا الفيديو من ساحة الثوار في مدينتي تعلن فيه امرأة مسنة مربية مديرة مدارس عدة عن مواصلتها الإضراب عن التدريس بالرغم من التهديدات التي وصلت إليها من مليشيات الأحزاب القذرة التي حولتها الثورة إلى خفافيش ظلام، تصرخ بكل شجاعة
- ماذا أقول لأمهات الشهداء إذا ذهبت إلى الدوام
ماذا؟
وتصرخ معلنة عن اسمها الحقيقي غير هيابة من قتلة لا ضمير لهم
قبل يوم لصقوا عبوة ناسفة بسيارة الثائر "ثائر" والذي لا يزال وضعه خطراً
أعلنت اسمها وكأنها تقول وتعلن وتصرخ
مثل الحسين في كربلاء
مثل جيفارا في أحراش بوليفيا
لا يهمني الموت
يهمنى الموقف والإعلان عنه
قالت بصوت واضح:
وكلامها جعلني أبتهج وأنا البعيد في شمال الأرض وحيدا
أبتهج
بحياتي
التي كرستها من أجل تثوير أبناء جلدتي للمطالبة بحقوقهم
وكنا معزولين
نعذب ونذل في الأقبية ويطلقون سراحنا لمعرفتهم أن تأثيرنا شبة معدوم
ولم ننثنِ لكن كنا نموت من الحزن والبكاء والكتابة النادبة والحزينة بالرغم من بارقة الأمل الخفية التي وسمت خلاصات قصصنا ورواياتنا
كلام هذه المرأة المربية العراقية الجليلة منح لحياتي وجهدي الثقافي والسياسي والأدبي معنى
ووشحني بجائزة المحبة والمعنى بإضفاء معنى على عنادنا للسلطات الذي كان طوال أربعين عاما كأنه عبثا، وكأننا نحمل صخرة سيزيف التي نوصلها للقمة فتتحرج لنعود نحملها ونصعد
أسمعوا
(أني وقفت هنا "في ساحة الأعتصام بالديوانية" وقلت يعني أوقف بالصف وأدرس زين، أم الشهيد أش تكول: هاي الحجية واصله" وفعلا واصلة وأفتخر، مديرة مدرسة، معاونة، مدرسة، واسمعوا أعلن عن اسمي:
(فاطمة طراد عناد)
، خلي كلمن يهددني خلي يهدد، اني وصلتني رسائل تهديد وما اهتميت، ما اهتميت، ليش دماءنا جاي تسيل بكل طريقة جاي تسيل،
أني وياك أقول أن جريمة الوثبة جريمة شنعاء، لكن جريمة وحده هزت القضاة، أني أكول، يا قضاة ليش كل هذا السبات
لعد 400-500 شهيد المعلن عنهم والما معلن أشكد، إشكد جريح أشكد تعوق، وينهم، إشكم يا قضاة وين دمهم
وين حقوقهم)
أنتهى كلام المربية المسنة
المجللة بالسواد
عباءة وعصابة وثوب أسود يشي بحزن العراقية السرمدي
سعد القرش صديقي عم ماذا تريدني أكتب عن ماذا
نورني ياحلو
عن التاريخ كما فعلت في ثلاثيتك
"أوزير"
التاريخ والوضع والحياة لديك في مصر أتاح لك الكتابة عن ذاك التاريخ والتخيل الفكري الذي ترجمته حياة
لدينا
لا مجال
يعد هذا ترفاً
وما اكتبه الآن عن نفس الثيمة والحياة والتجربة
فما زلت جزء من الثوار في حياة مستمرة واصلتني بأجيال يكادون أحفادي
صعب تفهمني بالرغم من شدة قربك مني
يا مدينتي
وصفتك بالصحرواية البائسة في لقاءات وتوصيف بالسرد بنصوصي وحاولت إظهار حياتك ونبضك السري بالغور في حياة مناضليها
وأثمر النضال وجهد جيلي بهذا الظهور والمقاومة التي جعلتني أفخر وأرقص وأبكي مثل طفل وسأكون سعيدا لحظة الموت ففي مدينتي مثل هذه الروح المرأة التي تعلن عن اسمها وسط سعير القتلة
طوبى لكم
سعّودي لا تلومني
ليس لدينا سوى رسم السير في عنف وطن لم يستقر لحظة
18-12-2019



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثل مدمن مخدرات
- أصدقائي التشكيليون وثورة تشرين العراقية الكبرى 2019
- حوار سلام إبراهيم: حلم مضاد للخراب والقبح
- الأحتلال الإيراني الخفي للعراق وفوز الفريق العراقي ورمزه
- الثورة العراقية الكبرى ماذا يجري خلف الكواليس؟
- أبن أخي الصغير - حسين- والثورة العراقية
- من أجل عقد مؤتمر عاجل للحزب الشيوعي العراقي
- أعلان تضامن
- لقائي الوحيد مع الشاعر -طارق ياسين
- أوراق سلام إبراهيم الثقافية -١ في الوسط الأدبي العراقي ...
- العراق المعاصر والشخصية الشيوعية والفنان
- طفلان ضائعان قصص كتابي التاسع
- بمناسبة 8-8- يوم نهاية الحرب مع إيران 1988
- (كرز ومطر) ديوان الشاعرة البحرانية -ليلى السيد- عمق وجرأة وش ...
- تضامناً مع النائبة - هيفاء الأمين -
- صديقي الشاعر -زاهر الغافري-
- يؤثَّثُ الفراغَ ويضحكُ- مجموعة الراحل -حميد العقابي- القصصية ...
- حول الشيوعية السابقة والنصيرة -نصيرة القيسي- وحوارها في برنا ...
- العراق ولّاد رغم الخراب.. ينبض شعراء: الشاعر -كرار ناهي-
- الفنان التشكيلي العراقي -بشير مهدي- و 8 شباط 1963


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - الثورة العراقية تشرين 2019 رسالة إلى صديقي الروائي المصري -سعد القرش-