أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسيب عادل حطاب - عن انتفاضة تشرين وماينبغي















المزيد.....

عن انتفاضة تشرين وماينبغي


نسيب عادل حطاب

الحوار المتمدن-العدد: 6442 - 2019 / 12 / 19 - 17:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باغتت الانتفاضة الجميع .. النظام السياسي برمته.. السلطة, احزابها الحاكمة. حواضنها الدولية والاقليمية وحتى اليساريين كان الجميع مصاب بعمى الالوان لم يبصروا جيدا فضنوا ان الحمل كاذب ولم يتوقعوا ان تؤول الامور الى هذا الماّل وان تذهب الانتفاضة هذه المرة بعيدا في شعاراتها واصرارها ودماء ابنائها . تعودت السلطة أن توسع قليلا للناس ليفرغوا غضبهم يومان ..ثلاثة .. سبعة بعد ان يسارع السيد مقتدى الصدر ليقوم بما هو موكل به فيتبنى هذا الحراك مسبقا ليحتويه ويسد عليه الطريق بعد ان يطلق بعضا من بالوناته الخطابية وتمثيلياته الشبيهة بتمثيليات مهرج السيرك التي لاتقنع احدا بالضحك سوى الاطفال .وفي اسوأ الاحوال تعمد السلطة لاطلاق ميليشياتها و مرتزقتها المدججين بالذخيرة والعصي ورشات المياه الساخنه لتفرق المتظاهرين بعد ان تلقي القبض على ابرز ناشطيهم وان تغيبهم او تغتالهم ان اضطرت وبعد ان يخفض السيد مقتدى من صياحه وينسحب هو ورجاله بعد اتمام المهمة بهدوء دون غبار.. هكذا جرت الامور وهكذا تعودت سلطة الاسلام السياسي المدعومة امريكيا وايرانيا ان تتعامل مع الحراك الشعبي طيلة سنوات مابعد السقوط... لم تعرف السلطة قانون التراكمات الكمية ولم تقرأ عنه كانت حمى السرقه واللصوصية وشراهتها وتقاسم الكعكه والنفوذ والاثراء قد سرت في كل مكونات السلطة ومجتمعها واحزابها فتخلت عن شرفها ووطنيتها وانشغلت بالتهام كل مايقع امامها وادارت ظهرها للوطن و لبسطاء الناس .. حتى اليسار بكل تاريخه ونضالاته ونظافة يد ابناءه استطاب ماحصل عليه عرضيا من فتات الكعكه وكأن اقصى ماكان يسعى اليه توظيف بعض كوادره و جريده ومقرات واجتماعات حزبية دون مطاردة واعتقال.. ولدت الانتفاضه هذه المرة مكتملة الحمل ناضجة تحمل كل ملامح غضب المحرومين والبسطاء وتستمد شرعيتها منهم لم يستطع أن يتبناها مقتدى هذه المرة اوينسبها لنفسه او ان يرفع رايته على صاريها... ربما كانت هذه واحدة من اروع سمات هذا الحراك سيما وأن الجماهير بوعيها الوطني والطبقي تجاوزت ايضا حدود القدسية والولاء المذهبي الذي رسمه الموروث الديني وعمقته ولعبت عليه احزاب الاسلام السياسي ردحا طويلا فكفرت به وازاحته جانبا.. لكن هل يكفي كل هذا للوصول بالانتفاضة الى مرماها وغاياتها هل يكفي الاصرار والصدق والبسالة ودماء الشباب والشهداء . لقد علمتنا التجارب ان الجماهير وبالاخص جماهير القاع الفقيرة هي التي تصنع الثوره وتقدح شرارتها وهي التي تدفع فاتورتها عن طيب خاطر لكن هذه الجماهير البسيطة وغير المنظمه بحاجة دائما الى من يوائم خطواته مع خطواتها في سعيها نحو الثورة والانعتاق ان لم يسبقها اصلا و ياخذ بيدها لتنظيم نفسها وبلورة اهدافها وتحديد ماهو ممكن وسقف المطالب والاهداف واليات الوصول والنجاح كل هذا يقع بالاساس على عاتق الاحزاب الوطنية والثورية المؤمنة باهداف هذا الحراك. الانتفاضة السودانية نموذجا... وهو مانفتقده تماما في الحالة العراقية ففيما عدا اليسار الذي التحق بالثورة متأخرا فان الساحة السياسية قفراء مجدبة بالتنظيمات الوطنية الليبرالية والقومية وحتى هذا اليسار كان ضعيفا مترددا بكل اجنحته فهو اما يسارا كان قد ربط نفسه بالنظام وبات منشغلا بتاكيد حسن السيرة والسلوك ومكبلا بتحالفات برلمانية عقيمة ضيقة الافق او يسارا يذهب بعيدا في تحليلاته وشعاراته ليضفي على نشاطه بعدا يساريا خالصا ليرفع و يستعير شعارات لايفهمها الشارع او سابقة لاوانها و خارج دائرة اهتمام الجماهير في الوقت الحاضر . سيرد علينا من يقول ان الجماهير ليست بحاجة الى هذا وهي قادرة من خلال ممارسة النضال والمواجهة ان تتعلم فنون الثورة والانتفاضه والتنظيم وهذا مما لاشك فيه لكن حين تحل المواجهة ليس ثمة وقت لكل هذا. انها بلا ريب مهمة الاحزاب الوطنية والثورية المنظمة ان تقوم بدور الدليل للجماهير المنتفضه وان تتحدث باسمها احيانا وان تختصر الطريق وتقلل الكلفة فلو كان وراء هذه الجماهير المنتفضه احزاب ثورية حاضنه وراعية وموجهه لها لاستطاعت تقليل الخسائر في الارواح او ربما ممارسة الردع الثوري واجبار الميليشيات المسلحة واحزاب سلطة الاسلام السياسي ان تكف يدها عن ممارسة عمليات الاغتيال المنظمه وتصفية النشطاءوالمناضلين... . في التقييم الموضوعي للانتفاضه فانها وبعد اكثر من سبعين يوما على بدايتها وحرارة استمرارها تكون قد رسمت لاول مرة خط الشروع لبناء دولة مواطنة حرة تمتلك ارادتها ومشروع وطني عراقي عابر للطائفية - وربما القومية ايضا -يؤسس لنظام علماني ديمقراطي راسخ يصون ثروة الشعب ويحافظ عليها ويضمن نوعا من العدالة في التوزيع .متى سيتحقق هذا..؟ وهل يأتي كل هذا مرة واحدة..؟ لا اظن ذلك ولن يكون الان لكن الاكيد ان هذه الانتفاضه هي نقطة البداية لطريق طويل......... ورغم كل الايجابيات فان الانتفاضه لاتزال عاجزة لا عن تحقيق اهدافها فحسب بل لاتزال عاجزة عن محاصرة السلطة وارغامها على النظر جديا لتنفيذ مطالبها التي لم يجر تسميتها بوضوح وتحديد سقوفها ..ماهو المقبول وماهو غير المقبول. بحيث ان سلطة الاحزاب الحاكمة حاولت وما زالت تحاول التسلل والالتفاف على مطالب المتظاهرين عبر تكليف البرلمان الفاسد بتشريع قانون جديد للانتخابات هو اي هذا البرلمان غير مؤهل لذلك اصلا او اختصارالامر في نقطه واحده وهي المطالبة بالتغيير الوزاري باستقالة عادل المنتفكي اولا وقد تحققت ومن ثم تسمية رئيس وزراء جديد يحظى بمقبولية من المتظاهرين وحتى هذا المطلب الاخير ولغاية هذه اللحظة فان السلطة تحاول القفز عليه فتطلق بالونات اختبار لاسماء مرشحين بالتكليف الوزاري من داخل منظومة احزاب الاسلام الشيعي لتختبر رد فعل الانتفاضة معللة نفسها باحداث تباين او تصدع او تراخي في مواقف المنتفضين .. على ان هناك من اقنع المنتفضين ان يصرفوا النظر عن مهمة تسمية رئيس الوزراء تلافيا للاختلاف والاكتفاء باستعمال حق النقض على المرشحين الذين لا يحوزون على رضا المنتفضين.. ولكن هذا الموقف يرسل رسالة للحكومة مفادها ان هناك عدم اجماع و تباينا في أراء وأمزجة المنتفضين يمكن استغلاله وتوسيع رقعته واحداث اختراق في جسد الانتفاضه كما انها تعطي الحكومة هامشا مريحا للعب وطرح اسماء مرشحة متعدده بديلة من داخل منظومة الحكم الفاسدة تدرك انها مرفوضه لالهاء الحراك واستخدام عامل الوقت الذي يعمل لصالحها عبر زرع الملل واليأس ومحاصرة المنتفضين معاشيا واقتصاديا بالترافق مع بث الرعب في صفوف المتظاهرين من خلال استمرار مسلسل تصفية واغتيال نشاطاء وقادة الحراك .على ان تسمية رئيس وزراء من خارج منظومة الاحزاب الطائفية رغم اهميته بالنسبة للمنتفضين والشعب على السواء لكنه ليس بأهمية أمر اخر كان على المنتفضين وقادتهم الانتباه اليه وهو ضرورة كتابة وثيقة مباديء وطنية او برنامج تغيير دستوري وسياسي -سمه ماشئت - بحده الادنى يحظى باجماع وطني واجبار السلطة عبر برلمانها لاقراره..ان هذا الامر يتقدم في اهميته على مسالة تسمية رئيس وزراء جديد فما الفائدة من اختيار رئيس وزراء وطني او نزيه وتحميله وحده مسؤولية التغيير وتركه عاريا مكشوف الظهر امام برلمان طائفي مدجج بالفساد والصلاحيات وميليشيات طائفية لاتتورع عن تصفية من يمس سلطانها ووجودها أن اقرارمثل هذه الوثيقة يمثل نوع من الضمان والالزام لتنفيذ خطوات التغيير ويحصن رئيس الوزراء المقبل ضد المساومة والضعف والتهديد وتبقى مسألة تسمية المنتفضين لرئيس وزراء يحظى بثقتهم واحترامهم و يتصدى للعمل على تنفيذ برنامجهم للتغيير خطوة لاحقة لابد منها .. لقد فرضت الانتفاضه وجودها وباتت امرا واقعا رغم انف سلطة الاحزاب والميليشيات الاسلامويه وبرلمانها المزيف وعليها وحدها تقع مسؤولية استكمال بناء جسمها الثوري واختيار قادتها والمتحدثين باسمها وتخويل من تراه جديرا للحديث باسمها واعلان شروطها وتحديد مطالبها وفرض اسم مرشحها لمنصب رئاسة الوزراء .ان سلطة الاحزاب الفاسده غير مهتمة او متحمسه بل ولاتريد تنفيذ مطالب الحراك وفي سبيل ذلك فانها لاتتورع عن عمل المستحيل للاحتفاظ بمراكز القوة والقرار ولهذا الغرض فهي لاتكترث ان حكمت بحكومة تصريف اعمال لسنه واكثر وهي غير معنية بتطبيق دستورها واحترام مواده ولن تتردد او تخجل ان تدوس عليه ان لزم الامر



#نسيب_عادل_حطاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار العراقي لم يعد يساريا
- رحلة في عالم السخرية والنقد السياسي الساخر
- بيني وبينك البحر
- تهجير العباد وتدمير البلاد
- حكايات عراقيه
- أخراج تراجيديا بن لادن.. أمريكيا
- الانتخابات العراقية تفاؤل ام تشاؤل في التغيير
- قراءه اخرى عن صناديق الاقتراع
- الحوار المتمدن واحة الفكر التقدمي
- عن ثورة أكتوبر أيضا...
- رساله الى البرلمان
- تداعيات رجل حزين


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسيب عادل حطاب - عن انتفاضة تشرين وماينبغي