أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - فرس النبي














المزيد.....

فرس النبي


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 6441 - 2019 / 12 / 18 - 23:01
المحور: الادب والفن
    


كن يتجمَّعن في فترة ما قبل الظهيرة في بيتها، يجلسن في صحن الدَّار المشطوف بعناية، كن نسوة من مختلف الأعمار تربطهن علاقات القرابة والجيرة، ويصدف كثيراً أن تكون واحدة منهن على الأقل حبلى، ويحدث أحياناً - وهن يتمازحن ويتغامزن ويثرثرن ويشربن القهوة - أن تقع عينا إحداهن على فرس النبي يطير بقربهن فتذكّرهن بضرورة استخارته، فيحدث أن تصطاده إحداهن - من المعروفات بمعلاقهن الكبير - وتجلبه في المرة القادمة معها في علبة أعواد ثقاب فارغة ومعه حجرين صغيرين خفيفين جداً من أحد مزارات الأولياء الصالحين، واحد باللون البني يرمز للبنت والآخر باللون الأبيض يرمز للصبي.
وإذ يهدأ لغطهن تُخرج المرأة فرس النبي من مخبأه وتضعه في حضن الحبلى منهن ومن أمامه الحجرين البني والأبيض، فإذا ما اِنقضَّ فرس النبي بكلابتيه القويتين على الحجر البني بغية التهامه، ساد الصمت بين النسوة وخيّم الحزن والتجهُّم على وجه الحبلى، أما إذا التقط الحجر الأبيض تنسال دموع الفرح من عيون الحبلى.

**

نطالب بتعديل اسم كلية الطب البيطري إلى كلية الطب الحيواني وخريجها من طبيب بيطري إلى طبيب الحيوان - أسوة بقواميس اللغات العالمية.

**

في سياق حديث تلفوني قصير مع أحد أصدقائي المحترمين استطعت أن ألتقط منه بأن على الكاتب المبتدئ أن يكون قد قرأ أو يفكر بقراءة:
- الإخوة كارامازوف للكاتب فيودور دوستويفسكي
- لعبة الكريات الزجاجية للكاتب هرمان هيسه
- عوليس للكاتب جيمس جويس
- الجبل السحري للكاتب توماس مان
- خريف البطريرك للكاتب غابرييل غارثيا ماركيز
- مائة عام من العزلة للكاتب غابرييل غارثيا ماركيز
- آنا كارينينا للكاتب ليو تولستوي
- الحرب والسلم للكاتب ليو تولستوي
- بحثًا عن الزمن المفقود للكاتب مارسيل بروست
باعتبارها من أهم الكتب الأدبية عالمياً.
بالإضافة لبعض الروايات التي لم أستطع أن أخزّن أسماءها في ذاكرتي القصيرة.
وخُيّل لي أني سمعته يقول في نهاية الحديث: "ينبغي ألا ننسى بالطبع كتاب حجر الجلخ للكاتب علي إبراهيم دريوسي."

**

الأب: تكلمنا اليوم كثيراً كالشلالات دون استراحة أو انقطاع.
سلمى: ستنقرض العربية يوماً ما إذا لم نتكلم بها!

الأب: رغم وجود مئات الملايين من المتحدثين باالعربية فإنّْها مُهددة بالانقراض والضياع على المدى البعيد على الأقل، بالاضمحلال على أحسن تقدير، تموت اللغة الأم في البلاد التي لا تحترم التنوع البيولوجي من حيوانات ونباتات وبشر ولا التنوع الثقافي والمعرفي والإنساني على أراضيها.

سلمى: يتَوَقَّع العلماء المختصين باللغات موت أكثر من نصف لغات العالم والتي عددها ست آلاف وخمسمائة لغة مع حلول عام 2100. ومن أقوى الأمثلة على ذلك هو الموت السريري للغة الإيرلندية.

إبراهيم: الأخطار التي تحاصر لغتنا العربية الجميلة متنوعة وشائكة، فهي محاصرة باللغات الأجنبية الجبّارة علمياً وأدبياً ومعرفياً، محاصرة باللهجات العامية وقبل كل شيء بالانحطاط بين متحدثيها، حتى ضمن الأسرة الواحدة، وصولاً إلى انحطاطاتها في الدوائر الحكومية والسياسية.

ماهر: العربية هي نتاج الآرامية والكلدانية والسريانية لذلك هي لغة موغلة في القدم، وشكلّت جسراً لعبور كثير من الحضارات في العصر الوسيط، ويتحدث بها مئات الملايين من البشر، إضافة إلى حاجة أكثر من ملياري إنسان مسلم لمفرداتها ليستطيعوا التواصل مع الديانة الإسلامية والتي بلورت واحتضنت آلامهم وآمالهم عبر عصور وصارت جزءاً من وجدانيتهم، فكيف يمكن لهذه اللغة التي تحتمل كل هذه المعطيات أن تندثر؟ العربية لغة عقيدة وليست وسيلة تفاهم وتواصل وحسب، لا تنقرض العربية إلا باِندثار القرآن والإسلام، والقرآن محفوظ إلى يوم نبعث، أما أن تضعف العربية فهذا واقع لا محال عنه.

بيلسان ساخرة: نسيت أن تقول وهي لغة يوم الحساب!

الأب: يا ماهر، يا ابني، يا صهر المستقبل، مداخلاتك غنية دائماً، تشغلني وأتعلم منها أحياناً، ما تطرّقتُ إليه أنا هو اِحتمالية قائمة لها مبرراتها، وأرجو ألا تحدث، قد تصير العربية يوماً عبارة عن لغة لممارسة الطقوس الإسلامية لا أكثر، علماء اللغة والتَطَوُّر لهم بالتأكيد وجهات نظر تَخَصُّصية تتجاوز وجهتي نظرنا اللاتَخَصُّصيتين.

**



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوتك
- لا أعرف مدينتي
- عادة عسكرية
- هندسة وصفية
- البيان الطلابيّ
- هكذا يفكر جورج
- برغل ناعم
- تربية سوداء
- حوار قصير عن حجر الجلخ
- اعترافات لم تكتمل
- روائح طيبة
- غسيل زيزفون
- اعتقال الفصول
- عن الرأسمالية الشريفة
- قصيدة أبراهام
- قصيدة إِنْزيغْتن
- المِلزَمة
- صلولين
- نشرة أخبار
- كيف صار المُهَنْدِس كاتباً -2-


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - فرس النبي