التطرف والغلو بين الامس واليوم ...والحلول المستعصية.

سليم سليمان سليم الحشاش

الحوار المتمدن-العدد: 6440 - 2019 / 12 / 17 - 19:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

التطرف والغلو بين الامس واليوم ...والحلول المستعصية.

إنّ بذور التطرف والغلو ليست وليدة اللحظة، بل هي حاضرةٌ في المجتمع الإسلامي، ويرجع السبب في الغلو والتطرف عند هؤلاء إما إلى الجهل في العبادة، أو لأهواء خاصة للغلاة يقع تأثيرها على الشباب الغيور المندفع إلى التدين عاطفياً أو صغار السن، وقد أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام منذ ١---٤--- قرنا عنهم حيث قال إنه سيخرج قومٌ في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية، وقد ذكره البخاري في صحيحه.
وقد ظهرت هذه الظواهر على مدار التاريخ ومنها في العصر الحديث جماعة التكفير والهجرة في مصر، وقد امتدت آثار هذه الحركة إلى كثير من البلدان العربية والإسلامية، وقد كانت هذه الحركة كرد فعل لما تعرض له بعض المعتقلين الإسلاميين في السجون من تعذيب، بعد الخلاف الذي نشب بين قيادة الإخوان المسلمين والرئيس جمال عبد الناصر بعد إسقاط الملكية عام ١---٩---٥---٤---م، فقد نادى أفراد هذه الحركة إلى تكفير من يعذبونهم في السجون، ومن ثم الحاكم الذي يأمر هؤلاء بالتعذيب، ومن ثم المجتمع الساكت على هذا الحاكم، وبذلك يكونون قد كفّروا المجتمع بأكمله.
ومن الأسباب التي قد تدفع هؤلاء إلى الغلو والتطرف:
1. ضعف العلم الشرعي أو أخذ العلوم من مصادر غير موثوقة ومن غير أدلة.
2. التحزبات والأهواء والعصابات.
3. تلقي العلم من دعاة السوء والفتنة والالتفاف حولهم وما أكثرهم في المجتمعات.
4. التعالي والغرور والتكبر على العلماء والناس.
5. صغر السن وقلة التجارب والغيرة والتعصب الزائد.
6. انتشار ظواهر الفساد والانحلال الأخلاقي في المجتمع.
7. النقمة على من يديرون السلطة بسبب البطالة والأوضاع الاقتصادية والسياسية في بلادنا العربية والإسلامية.
8. استغلال الأعداء للكثير من الشباب المتحمس واستفزازهم ودعمهم من أجل إحداث شروخ في المجتمعات الإسلامية.
9. التسرع لدى هؤلاء وعدم الصبر والحكمة في الدعوة لدى كثير من الغيورين ولاسيما الشباب المتدين.
كما نرى فإن هناك أسباباً عديدة لهذه الظاهرة ولكن ما هو السبيل لعلاج هذه الظاهرة؟ وكيف نجنب البلدان العربية والإسلامية هذه الظاهرة والتي تساوت مع التهديدات الغربية والصهيونية لإضعاف وإنهاك مقدراتنا.
دعا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الشباب في مصر إلى قراءة كتاب (دعاة لا قضاة)، للمرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين حسن الهضيبي، وأكد أنّ الكتاب به ردود قوية وشافية للفكر التكفيري ومواجهة التطرف والتشدد.
وعند العودة إلى هذا الكتاب (دعاة لا قضاة) للهضيبي، نجد أنه عبارة عن أبحاث وكتابات، جاءت كرد على بعص المقالات المتداولة داخل المعتقلات تكفر السجانين، وتشرح فكر التكفير الذي نشأ في المعتقلات المصرية وانتبه له الإخوان وردوا عليه بهذا الكتاب، وجاء في باب الأسماء والأحكام، نقد مباشر للمقالات المغالية في التكفير التي وجدت بين السجناء في ذلك الوقت.
كما ذكر الهضيبي في هذا الكتاب بطلان من يكفر مرتكب الكبيرة، وذكر بعض استدلالاته من السنّة ورد عليها، واعتمد في بعض ذلك على (المحلّى)لابن حزم، وذكر اتفاق أهل السنة على عدم تكفيره.
وقد قام بالرد على كلام المودودي بان النطق بالشهادتين لابدّ ان يلحق بها العمل، وقد قال بطلان اشتراط التحقق من علم الناطق بالشهادتين بمدلولهما لقبول إسلامه، او اشتراط أي شيء آخر للحكم بإسلام العبد وذكر أدلة من السنة.
أما عن (إن الحكم إلا لله) قال: لم يرد في القرآن ولا في السنة و لفظ الحاكمية من مصطلحات قد وضعها الانسان.
وقد تكلم في موضوع مهم وآية يعتمدها الكثير من الغلاة في تكفير الحكومات العربية والإسلامية: "ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون"
وهنا قال قد توهم البعض ان هذه الآية مقصدها للحاكم بمعنى ولي الأمر أو القاضي وهذا غير صحيح وإنما الآية عامة في كل من حكم في دين الله تعالى سواء كان ولي أمر أم قاضياً ام مفتياً ام غير ذلك من عامة الناس إذ ان تخصيص النص بغير برهان لا يجوز شرعاً.
فالحقيقة أن مسؤولية علاج هذه الظاهرة الخطيرة تقع على عاتق الجميع كلٌ في مجاله وعمله والتركيز على العلاج بالحجة والأدلة والبرهان لأن الفكرة لابد من مواجهتها بفكرة مقنعة بجواب كافٍ ووافٍ وهنا لابد من الإشارة إلى بعض النقاط المهمة في هذا الصدد:
1. الاعتراف بوجود المسببات لهذه الظاهرة وحصرها.
2. عدم الخلط بين القضايا التي لها أصول شرعية وببن ما فيه مخالفة للشرع.
3. توضيح لهؤلاء مواطن الغموض لديهم بالحجة والبرهان.
4. إعادة طباعة الكتاب (دعاة لا قضاة) وتوزيعه على الشباب.
5. اعتماد الحوار والحوار فقط لعلاج من أصابهم هذا الداء.
6. إيجاد برامج علمية وإعلامية وتربوية في إستراتيجية ذات أبعاد متوسطة وبعيدة المدى..

#سليم_سليمان_سليم_الحشاش (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات