أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طالب عبد الأمير - إشكاليات النظرية والممارسة في عمليات الإنتقال الديمقراطي















المزيد.....

إشكاليات النظرية والممارسة في عمليات الإنتقال الديمقراطي


طالب عبد الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 6440 - 2019 / 12 / 17 - 10:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


صدر مؤخراً للباحث الإقتصادي العراقي الدكتور صالح ياسر حسن كتاب بعنوان "عمليات الإنتقال الديمقراطي على الصعيد العالمي ـ بعض إشكاليات النظرية والممارسة". وذلك عن دار أوروك ـ ميديا، في العاصمة السويدية ستوكهولم.
يشمل الكتاب ( الذي يقع في 234 صفحة من القطع المتوسط)، عشرة فصول، يتناول فيها الباحث وبروح نقدية إختلاف المفاهيم المتعلقة بالديمقراطية وبعمليات الانتقال وأهمية توضيحها. ويسلط الضوء على بعض المفاهيم والأطروحات النظرية التي تؤصل لعملية الإنتقال الديمقراطي، من خلال التعريف بمفهوم الانتقال" ذاته. ورصد وتحليل الأسباب التي تؤدي اليه، والطرق أو الأساليب التي تتم من خلال عملية الانتقال، مخرجات هذه العملية، لاسيما فيما يتعلق بترسيخ الديمقراطية في مرحلة مابعد الانتقال.
وقبل أن يشرع الباحث أبواب ثيمة الكتاب، يضع بين أيدينا عدداً من الملاحظات التي تخص مفهموم الإنتقال الديمقراطي، وموقعه في البحث عن كيفية تطبيق عمليات الإنتقال، من مجتمع ذي طبيعة إستبدادية ديكتاتورية الى نظام ديمقراطي نقيض. بمعنى آخر، إعادة بناء الدولة على أسس جديدة، أسس ديمقراطية. ولكن من خلال السعي الى تحقيق هذا الهدف تنشأ بعض الإشكاليات والصعوبات في الممارسة. وهذا ماحدث ويحدث في مختلف البلدان السائرة نحو هذا المسعى، بدرجات متفاوتة، إعتماداً، الى حد كبير، على "مستوى التطور الإجتماعي والإقتصادي في البلد المعني، وعلى الظروف الإقليمية والعالمية السائدة في اللحظة التاريخية التي يحدث فيها هذا الإنتقال.
وبالرغم من وجود تباينات في التحليل العلمي، لفهم موضوعة الإنتقال الى الديمقراطية فثمة مقاربات أيضاً في هذا الحقل المعرفي، الذي يخبرنا الباحث، بأن دراسة منظومته أصبحت تأخذ إستقلالية، بحيث بات يطلق عليه اسم "علم الانتقال الديمقراطي، أو فقه المرحلة الإنتقالية".
بدراسة منهجية ابتدأها بشرح المفاهيم والمصطلحات التي تشكل بنية موضوعة الانتقال الى الديمقراطية، يتابع الباحث صيرورتها التأريخية، وفق ما يطلق عليه "التحقيب التاريخي" بمعنى تتبع انتشار مفاهيم الديمقراطية، بصيغتها المعاصرة على شكل موجات، ذلك رغم أستدراكه بأن هذه المقاربة تعرضت الى النقد بسبب "تعريفها المبهم للانظمة الديمقراطية من خلال مؤشر الانتخابات أساساً". أذ أن الانتخابات وأن كانت تشكل أحد الجوانب الأساسية في الممارسة الديمقراطية، لكنها ليس العنصر الوحيد، اذ ثمة أساسيات أخرى تتعلق بحقوق الفرد وحرية التعبير والعمل، بل وجميع "الشروط اللازمة لإحترام الحقوق والحريات والفصل بين السلطات الثلاث الخ". ولدينا التجربة العراقية، على سبيل المثال التي تعرض فيها الديمقراطية واحدة من أهم تجلياتها على المحك، حيث الحراك الشعبي الذي يستخدم فيه الشباب المنتفض والمدعم من طيف واسع من فئات المجتمع، أدوات الفعل الديمقراطي الذي ضمنها الدستور، وهي حق التظاهر السلمي والإعتصام والإضراب عن العمل وحرية التعبيروغيرها، والتي تقابل من قبل السلطات المتنفذة بأشكال عدة من محاولات القمع والإلتفاف على هذا الحق. فالممارسة الديمقراطية لا تتحدد بصناديق الانتخابات، وأنما هي فعل يومي مؤسساتي، حق يمارسه الجميع.
إن توفرالشروط اللازمة لعمليات الإنتقال الى الديمقرطية، لم تصنع لوحدها تحولاً نحو الديمقراطية، فهي ترتكز أيضًا على جملة من العوامل الخاصة في كل بلد، كالبنى الدستورية والهيكليات القانونية والمؤسساتية السياسية التي تنشأ بها. وهذا الكتاب يلفت انتباهنا الى ضرورة التمييز بين الانتقال الديمقراطي والحكومة الديمقراطية. ويميز بين ثلاثة أنماط للانتقال الى الديمقراطية تتلخص في:
ـ بناء نظام ديمقراطي جديد، على انقاض حكم لاديمقراطي، ـ استعادة النظام الديمقراطي، بعدة فترة من حكم لاديمقراطي، والثالت الانتقال من نظام شبه ديمقراطي، أو ديمقراطي مقيّد الى نظام ديمقراطي كامل.
في الفصل الأول من الكتاب، يركز الباحث على ما أسماه بمعركة المفاهيم، بمعنى التمييز بين المفاهيم الرئيسية للتحول الى الديمقراطية. فيما يتناول في الفصل الثاني بعض المقاربات النظرية للتحول الديمقراطي التي تشمل مقاربات تحديثية، بمعنى الغوص في بواطن البنى الاقتصادية والاجتماعية ومستوى التصنيع والتمدن ومؤشرات الرفاه المادي. أما الفصل الثالث فقد خصص لمحددات وعوائق الانتقال الديمقراطي، مثل إشكالية العلاقة المدنية ـ العسكرية في مرحلة الانتقال الى الديمقراطية، والحركات والقوى المضادة، التحديات الاقتصادية والاجتماعية، الأنماط الاقتصادية ـ الاجتماعية المختلفة، تآكل قدرات الدولة، التحديات السياسية، عائق الايديولوجيا، اشكالية الدستور، اشكالية العفو والعوائق أمام تطبيق العدالة الاجتماعية الانتقالية، تأثيرات المحيط الاقليمي والدولي ...الخ.
وفي الفصول اللاحقة يتناول د. صالح ياسر حسن تجارب الدول الاوروبية والأمريكيتين ودولاً في القارتين الأفريقية والآسيوية.
ويفرد الباحث فصلاً خاصاً للحالة العراقية، واللحظة التي يعيش فيها العراق اليوم، وهي مرحلة الإنتقال الى مرحلة التحول الديمقراطي في ظروف إقتصاد ريعي، والتي يصفها بالثنائية المستحيلة. كما أن تشخيص المرحلة الإنتقالية التي يمر بها العراق اليوم جاءت نتيجة لماضٍ شمولي عاشته البلاد ومستقبل صعب لتحقيق الديمقراطية. والمعضلة تكمن في تشكيلة الدولة الريعية وطبيعتها، التي لايمكن لها توفير الشروط الأساسية لبناء الديمقراطية. "وإنما تعزز السمات التسلطية (الدكتاتورية)"، إذ أن الدولة هي المتحكم بالثروة الوطنية. بتعبير آخر يمكن القول أن الريعية النفطية في دول مثل العراق هي الاقتصاد السياسي للاستبداد". ولذلك فأن البدء بعملية الانتقال من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتج هو المدخل الوحيد الى تأسيس حياة ديمقراطية بكل معنى الكلمة. وخلصت الدراسة الى أن "الديمقراطية لن تتحقق في العراق "طالما ظل الاقتصاد ريعياً مشوهاً واحادي الجانب، وستبقى البلاد تواجه حالات استعصاء دائمة طالما ظلت اسس الدولة الريعية ـ الاستبدادية قائمة".
إذن المرحلة التي يمر بها العراق اليوم هي مرحلة الانتقال الى مرحلة التحول الديمقراطي، "ولم يصل بعد الى مرحلة (التحول الديمقراطي)، كما يستنتج الباحث.
إن ما يهدف اليه كتاب "عمليات الانتقال الديمقراطي ـ بعض إشكاليات النظرية والممارسة" هو تسليط الضوء على بعض المفاهيم والأطروحات النظرية التي تؤصل لعملية الانتقال الديمقراطي، وذلك من خلال التعريف بمفهوم "الانتقال" ذاته، ورصد وتحليل الأسباب التي تؤدي إليه، والطرق أو الأساليب التي تتم من خلالها عملية الانتقال، ومخرجات هذه العملية، لا سيما فيما يتعلق بترسيخ الديمقراطية في مرحلة ما بعد الانتقال. هذا اضافة الى تقديم عرض لبعض التجارب في مختلف مناطق عالمنا المعاصر، وأخيرا تتوج الدراسة ببلورة جملة من الدروس والملاحظات والخلاصات. التي تأتي في المقدمة منها هي أنه لا وجود لتغيير ديمقراطي في التجارب الانتقالية، وخاصة بالنسبة للأنظمة الشمولية والتسلطية، دون مخاطر وأثمان (تكاليف الانتقال)، وهذا يختلف من تجربة لأخرى، ومن مرحلة لأخرى، غير انه من الضروري التشديد على أن مخاطر الانتقال الديمقراطي لن تكون أعلى كلفة من بقاء النظام الشمولي والدكتاتوري جاثم على صدور الناس.

وبعد الغوص في موضوعة الانتقال الديمقراطي وتفكيك مفرداتها، وابراز المعايير والأسس التي يشيد عليها المفهوم العام، من خلال" تحليل عمليات الانتقال الديمقراطي على الصعيد العالمي، ومايرافق هذه التحولات من إشكاليات الفهم النظري لمفهوم الديمقراطية، والمعظلات التي تواجه عملية الممارسة، يبلور الباحث جملة من الاستنتاجات والخلاصات، وأبرزها: عدم وجود وصفات جاهزة دولياً للانتقال الديمقراطي. لكن هناك العديد من الدروس التي يمكن تعلمها. ومنها أن التجارب الملموسة بينت أن خبرات وتجارب الانتقال الديمقراطي على الصعيد العالمي جرت من خلال طرق عديدة وآليات مختلفة، كان لكل منها ظروف وسمات وديناميات خاصة. وغالباً ما أثر أسلوب الانتقال على نوعية النظام الديمقراطي الوليد وحدود قدرته على الاستمرار والمطاولة في مواجهة تحديات الانتقال.
ومن الإستنتاجات الأخرى التي توثقت لدى المؤلف عدم وجود أدلة سحرية ووصفات جاهزة للانتقال الديمقراطي. والديمقراطية لاتفرض من الخارج، وهي غير قابلة للاستيراد والتصدير، كما أن عملية الانتقال الى الديمقراطية، على الأغلب، معقدة، لكنها ديناميكة، مفتوحة على كافة السيناريوهات وتستغرق فترة زمنية طويلة نسبياً.
"عمليات الإنتقال الديمقراطي على الصعيد العالمي – بعض إشكاليات النظرية والممارسة"هذا الكتاب هو الثامن من مجموعة مؤلفات الباحث الكتور صالح ياسر حسن في مجالات الإقتصاد والسياسة وفي المجتمع المدني والمجتمع السياسي.



#طالب_عبد_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطرف الثالث
- ساحة التحرير
- هذه ليست كسابقاتها
- أهمية الوعي الإعلامي لفهم تطور تقنية المعلومات ووسائل الاتصا ...
- في محل والدي
- قصة قصيرة: في محل والدي
- نوبل في الأدب توسع آفاقها
- هل يحصل على جائزة نوبل هذا العام؟ أدونيس يقول أن منتقديه لم ...
- في الذكرى السادسة لرحيلة كاظم السماوي شاعر ومناضل اممي
- تراتيل الرجوع
- غموض وصية ألفريد نوبل وراء مأزق جائزته للآداب، عبارة «الأدب ...
- مرثية للوطن
- لوركـــــــــــا المتألق ابداً
- هل إنتهت حرب الولايات المتحدة على الارهاب؟
- مصافحة بيد واحدة
- عز الدين ميهوبي: لا يمكن تصور اتحاد يعلق عضوية الأدباء العرا ...
- سلام عبود في (زهرة الرازقي) العودة للنقاء العراقي وطيبة الجذ ...


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طالب عبد الأمير - إشكاليات النظرية والممارسة في عمليات الإنتقال الديمقراطي