أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ليلو كريم - الخلاص السياسي















المزيد.....

الخلاص السياسي


محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 6440 - 2019 / 12 / 17 - 00:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنا لا أقول بعراق من ثلاث مكونات ، فالكرد مكون نال الإستقلال وأن كانت بغداد لا تعترف بذلك رسميًا ، ولكن لا قيمة لإعتراف بغداد من عدمه ، فأربيل عاصمة دولة كردستان ، أما لماذا يشترك الكرد في حكومة بغداد فهذا من أوجه الدبلوماسية الواقعية التي تتعامل مع الأمر الواقع حرصًا على ما متوفر من مكاسب ومنجزات ، ومازالت كردستان مُهددة بأخطار تُحدّق بها من كل صوب ، فهل يغامر الكرد ويخنقوا أنفسهم لمجرد أعلان عن قيام دولة بتمام الإستقلال ؟ .
تبقّى في العراق مكونان ، الشيعة والسُنة ، وللسُنة رئاسة مجلس النواب حصة أقرتها الأتفاقات التقاسمية التي نعرفها كعراقيين ، وللشيعة رئاسة مجلس الوزراء ، وثقل مطالب المتظاهرين التي تنادي بتغيير حكومي تصب على رأس رئيس مجلس الوزراء حتى أودت بعادل عبد المهدي وأعقبه قبل التوزير محمد شياع السوداني الذي لاقى رفض من المتظاهرين أستباقي ، ومازال الكرسي الشيعي فارغًا ، لا المتحاصصين يقنعون المتظاهرين بشخصية تشغل المنصب ، ولا المتظاهرين يطرحون شخصية تلاقي القبول من السلطة ، ولا رجال الدين الشيعة يأتون بإسم كحل وسط فيلاقي قبول الغاضبين ، ولا السُنة لهم حق شغل المنصب ، وليس للكرد ذلك ، والشيعة في هرج ومرج حكومة ومواطنين ، ودستور المحاصصة الشفوي يمنع تغيير قواعد التقاسم إكرامًا لعيون الشيعة النازفين ، وأصوات التحرير وسوح الغضب الأخرى ترفض تدخل العالم ، والأمم المتحدة أضعف من التدخل وإنهاء الدوامة ، والحال الى هذه اللحظة كما هو .
تُطرح اسماء شيعية لشغل منصب رئيس الوزراء لكنها تُرفض ، وللكتل السياسية آراء متضاربة ، ومعاندة ، والمكون السُنى حائر بحاله وأوضاعه وخيم النازحين والمخاطر الأمنية والتوجس الثقيل من ( الصفويين ) وأتباعهم المحليين وغزو الشيعة الثوري . ولكن السُنة لا يُصرحون كلهم بذلك خوفًا أو طمعًا .
منصب رئيس الوزراء وظيفة تشمل في عملها كل المواطنين العراقيين دون استثناء أو فرز ، فلماذا هو حكر على الشيعة ، والحال ينطبق على مناصب البرلمان والرئاسة ، لماذا يقتسم السُنة والشيعة والكرد السلطة وليس للمسيحي واليهودي والأزيدي والصابئي والتركماني والشبكي وذوي البشرة السمراء والصرخيين واليمانيين والصوفيين والبهائيين والكاكائيين والسريان والأرمن والكلدان ؛ من تمثيل سياسي فعّال يُمكنهم من التدخل لسد ثغرة أو رأب صدع أو إنهاء احتقان أو إشغال شاغر فيكون هناك صمام أمان ، بل صمامات أمان ، وفسح المجال لمواهب المكونات الصغيرة سكانيًا لإظهار ثراء العراق وسعة خياراته السياسية وتداخل الحضارات والثقافات المحلية كحلول في المُشكل السياسي ، فيجلب أهل المكونات خزينهم الحضاري والسياسي العريق وألواحهم ومسلاتهم الى واقع السلطة وزجها في دولة العراق الحالية ليتمزج الحاضر بالماضي فتزداد الحكمة وتتعمق .
لما نترك كل هذا الموروث القديم ، العظيم ؛ يموت بين أيدي ورثته ونتركهم دون أهتمام وجذب وكأن عراق الديموقراطية الحالي يُمثِل تقاسم للسلطة سطحي لا شأن له بتأريخ العراق وحضاراته وثرواته الموروثة من سياسة وقانون وأشكال سلطة وحضور لمواطنين من ابناء المكونات العريقة والمتنوعة مازالوا مُبعدين ، منبوذين ، لا يُسمح لهم بالتدخل لفك وتفكيك الأزمات العصية والفشل المعيب في إدارة البلد ، فلا يُدعى مسيحي - مثلًا - لشغل منصب رئيس الوزراء كأخٍ مواطن يلجأ له أخوته حين اختلافهم وغياب الحل فينبري المسيحي ، المواطن ، لشغل المنصب وإستكمال الفترة الى موعد الإنتخابات التالية .
أستقال عادل عبد المهدي ، ورُفِضَ محمد شياع السوداني ، وتضاربت الآراء حول مرشحين وأسماء شيعية ، وكأن الشيعة في أختلافهم هذا فقدوا كل ما في ذاكرتهم عن واقع وجودهم في بلد عريق ، بلد حضارات ، فيه ثراء بشري من عراقة وحضارة ، فأنكفأوا على أنفسهم كمن هو في دولته الخاصة لم يعد يرون غيرهم .
العراق بسبب هؤلاء الساسة أمسى فقيرًا في كل شيء ، فهم يصارعون ويتصارعون ويتدافعون فوق أرض تزخر بكل فخر الحضارات وعظمة التاريخ وهيبة العالم القديم والجديد وكنوز باهرة مُعتقة ؛ بينما هم لاهون لاعبون عابثون بغير وعي وإنتباه ، وأي بلاءٍ أعظم من دولة يديرها ساسة منفصلين عن أرضها وماضيها وكنوزها الحية ، منشغلين بعقدة الكتلة الأكبر ، والعراق أكبر خزين حضاري يمكن لأبناءه الأصلاء ، ابناء ذلك التأريخ الموغل بالقِدم أن يستوعبوا مشاكل السياسة وينبروا ليخلصّوا البلاد من هذا التدافع والصراع والنزيف واللاحكمة .
جاء في الكتاب المقدس : (( لِمَعْصِيَةِ أَرضٍ تَكْثُرُ رُؤَسَاؤُهَا ، لكِنْ بِذِي فَهْمٍ وَمَعْرِفَةٍ تَدُومُ / سفر الأمثال ٢٨ : ٢ )) هذا النص بحد ذاته كنز ، تأمله بقلبك ، تعمق فيه بذهنك ، أبحر في المعاني التي تلوح بين ثناياه ، وأسقطه على حال سلطة العراق والمحاصصة ، وكأنه يصف بدقّة متناهية صورة المحاصصة السياسية في دولة العراق حاليًا .
(( وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ ، وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ ، فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ / رومية ٢ : ٨ ))
يقول الأب جوزيف : ((في الإنجيل لا نصوص واضحة مباشرة عن هكذا قضايا وإنما ثمة إرشادات عامة عن ضرورة تحلي الحاكم بالكفاءة والقدرة والمحبة لشعبه
باركك الرب وحفظك )) وقول الأب صحيح فلقد نأى الإنجيل بنصه عن السياسة وأوكل الأمر للحاكم وحث على إطاعة الرياسات والسلطات وترك ما لقيصر ، وهذا الوجود الهادئ للمسيحيين تحقق فعلًا في بلادنا إذ لم نشهد فعل سياسي حاد أو عمل راديكالي للمسيحيين بل وجدناهم مكون إيجابي نافع اجتماعيًا ومميز قي الآداء الحكومي والوظيفي مبتعدين عن العمل الثوري السياسي والانقلابات العسكرية والهياج الجماهيري والصدامات الطائفية ، وعلى هذه الشاكلة يكون صمام الأمان ، فالتربية السلمية العريقة المتأصلة تخدم بلادنا في ظل الحرائق المتفرقة التي تسببت بها سياسات الأنظمة الحاكمة المتعاقبة وإيصال الذهنية العامة الى حالة من التشنج الخطر .
(( الشيعة اكثر جهة وطنية من أي مكون !! )) هذا تصريح عبر قناة الشرقية لنائب برلماني شيعي وهو محمد الغزي بتاريخ ١٦ كانون ١ ....
أعتقد أن الوقت قد حان لتبني طرح مختلف يُخلصنا من المخاطر القادمة ..
أدعو لطرح اسماء من مكونات عراقية لم تجد الفرصة في الحياة السياسية والموافقة على من يُتاح له الوصول لرئاسة الوزراء ودعمه وفتح حقبة جديدة من العمل السياسي ..



#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوارق بين غيث وعواد
- خليل بدوي وفعل الإفاقة .. عودة لبحيرة الوجع
- فكر وخطاب من مواليد عهد الثورة ..
- المطعم التركي ، ونبي
- واقعية الثورة
- قول في الثورة
- غفلة القاذفين ، وحكمة المحصنين ..
- مولانا والبحر .. اسرار سكندرية ( الإهداء للدكتور يوسف زيدان ...
- بطاقة معايدة الى مولانا الدكتور يوسف زيدان
- جغرافيا ، اقتصاد ، جهاد .
- الأتمتة أم الحتمية التاريخية ..
- مسلسل الفندق ، وفنادق واقعية ..
- قراءة الكاتب فارس شمخي لقصيدة ( بنات ) للشاعر ناصر البدري
- فلسفة عدسية
- هيفاء الأمين والوصف الأمين
- تجاهلوا فلاح العازمي ، المجهري
- البحث عن رؤوس الخيوط .. الدوري يُقايض برأس صدام
- المرأة ليست نعجة
- انواع تغيير نظام الحكم وأفضلية ثورة المواطنين
- ثورة أمام مرآة قطع مكافئ


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ليلو كريم - الخلاص السياسي