أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - السياسات التي يقترحها جيلاني الهمّامي إصلاحيّة و ليست ثوريّة - 6 - من تجلّيات تحريفية حزب العمّال التونسي و إصلاحيّته في كتاب الناطق الرسمي بإسمه ، - منظومة الفشل -















المزيد.....


السياسات التي يقترحها جيلاني الهمّامي إصلاحيّة و ليست ثوريّة - 6 - من تجلّيات تحريفية حزب العمّال التونسي و إصلاحيّته في كتاب الناطق الرسمي بإسمه ، - منظومة الفشل -


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 6439 - 2019 / 12 / 16 - 02:49
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


السياسات التي يقترحها جيلاني الهمّامي إصلاحيّة و ليست ثوريّة - 6 - من تجلّيات تحريفية حزب العمّال التونسي و إصلاحيّته في كتاب الناطق الرسمي بإسمه ، " منظومة الفشل "
--------------------------------------------------
" هذه الإشتراكيّة إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتوريّة الطبقيّة للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".
( كارل ماركس ، " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).

-----------------------------------------

" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقّفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظريّة و أن يتخلّصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليديّة المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أنّ الاشتراكيّة ، مذ غدت علما ، تتطلّب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلّب أن تدرس . و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمّال بهمّة مضاعفة أبدا..."
( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل؟ " )
------------------------------------
" قد كان الناس و سيظلّون أبدا ، فى حقل السياسة ، أناسا سذّجا يخدعهم الآخرون و يخدعون أنفسهم، ما لم يتعلّموا إستشفاف مصالح هذه الطبقات أو تلك وراء التعابير و البيانات و الوعود الأخلاقية و الدينية و السياسية و الإجتماعية . فإنّ أنصار الإصلاحات و التحسينات سيكونون أبدا عرضة لخداع المدافعين عن الأوضاع القديمة طالما لم يدركوا أن قوى هذه الطبقات السائدة أو تلك تدعم كلّ مؤسسة قديمة مهما ظهر فيها من بربرية و إهتراء . "
( لينين ، " مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة " )
---------------------------
"... حين أزاحت الماركسية النظريّات المعادية لها ، و المتجانسة بعض التجانس ، سعت الميول التي كانت تعبر عنها هذه النظريّات وراء سبل جديدة . فقد تغيّرت أشكال النضال و دوافعه ، و لكن النضال إستمرّ . و هكذا بدأ النصف الثاني من القرن الأوّل من وجود الماركسيّة ( بعد 1890 ) بنضال التيّار المعادى للماركسيّة في قلب الماركسيّة .
...لقد منيت الإشتراكيّة ما قبل الماركسيّة بالهزيمة ، وهي تواصل النضال ، لا في ميدانها الخاص ، بل في ميدان الماركسيّة العام ، بوصفها نزعة تحريفيّة .

... إنّ نضال الماركسيّة الثوريّة الفكري ضد النزعة التحريفيّة ، في أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدّمة للمعارك الثوريّة الكبيرة التي ستخوضها البروليتاريا السائرة إلى الأمام ، نحو إنتصار قضيّتها التام ، رغم كلّ تردّد العناصر البرجوازية الصغيرة و تخاذلها . "
( لينين ، " الماركسيّة و النزعة التحريفيّة " )
--------------------------------------------
" إنّ ديالكتيك التاريخ يرتدى شكلا يجبر معه إنتصار الماركسيّة في حقل النظريّة أعداء الماركسيّة على التقنّع بقناع الماركسيّة ."
( لينين ، " مصائر مذهب كارل ماركس التاريخيّة " المخطوط في مارس 1913 ، ( الصفحة 83 من " ضد التحريفيّة ، دفاعا عن الماركسية " ، دار التقدّم موسكو )
---------------------------------------------------------
" إنّ ميل المناضلين العمليين إلى عدم الإهتمام بالنظرية يخالف بصورة مطلقة روح اللينينيّة و يحمل أخطارا عظيمة على النظريّة تصبح دون غاية ، إذا لم تكن مرتبطة بالنشاط العملي الثوري ؛ كذلك تماما شأن النشاط العملي الذى يصبح أعمى إذا لم تنر النظريّة الثوريّة طريقه . إلاّ أنّ النظريّة يمكن أن تصبح قوّة عظيمة لحركة العمّال إذا هي تكوّنت فى صلة لا تنفصم بالنشاط العملي الثوري ، فهي ، وهي وحدها، تستطيع أن تعطي الحركة الثقة وقوّة التوجّه و إدراك الصلة الداخليّة للحوادث الجارية ؛ وهي ، وهي وحدها ، تستطيع أن تساعد النشاط العملي على أن يفهم ليس فقط فى أي إتّجاه و كيف تتحرّك الطبقات فى اللحظة الحاضرة ، بل كذلك فى أيّ إتّجاه وكيف ينبغى أن تتحرّك فى المستقبل القريب . إنّ لينين نفسه قال و كرّر مرّات عديدة هذه الفكرة المعروفة القائلة :
" بدون نظرية ثورية ، لا حركة ثوريّة " ( " ما العمل ؟ " ، المجلّد الرابع ، صفحة 380 ، الطبعة الروسية ) "
( ستالين ، " أسس اللينينية - حول مسائل اللينينية " ، صفحة 31 ، طبعة الشركة اللبنانية للكتاب ، بيروت )
-------------------------------------
" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بدّ أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي . "
( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "
12 مارس/ أذار 1957 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 )
-------------------------------------
كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية .
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005)
==========================================
مقدّمة :
من تابع و يتابع كتاباتنا سيتفطّن دون عناء إلى كون هذا المقال يتنزّل ضمن مشروع نقدي للخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب العمّال التونسي و بالتالى ليس مقالا منفردا مناسباتيّا من ناحية و لا هو من ناحية أخرى، كافيا شافيا لوحده للبتّ نهائيّا في المسألة و إنّما هو لبنة من لبنات سلسلة من المقالات السابقة و محطّة من محطّات سلسلة مقالات لاحقة تمّت البرمجة لها على أنّنا لا نتعهّد للقرّاء بإنجازها و إصدارها في تاريخ معيّن ذلك أنّنا نشتغل وفق أولويّات خاصة .
في السنوات الأخيرة ، صدرت لنا على صفحات الحوار المتمدّن عدّة مقالات ناقدة و لسياسات حزب العمّال التونسي ومواقفه و أفكاره و اليوم نغتنم فرصة إعادة قراءة كتاب السيّد جيلاني الهمّامي المنشور سنة 2017 عن الثقافيّة للطباعة و النشر و التوزيع، تونس و الذى قدّم له السيّد حمّه الهمّامي ، لنقطع خطوة ضروريّة أخرى في مشروعنا النقدي فالكتاب يحمل في طيّاته مواقفا تعدّ وليمة بالنسبة للنقد الماركسي لن نفوّتها لا لشيء إلاّ لأنّها تكشف جوانبا هامة بل غاية في الأهمّية من الخطّ الإيديولوجي و السياسي التحريفي و الإصلاحي لهذا الحزب سيما و أنّ هذه المواقف خطّها قلم قيادي من أعلى قيادات هذا الحزب .
و لا يندرج هذا بتاتا ضمن الترف الفكري أو المناكفات و المهاترات الفكريّة أو التهجّم الشخصيّ و ما شاكل ذلك كما يحلو لبعض مشوّهي الصراع على الجبهة النظريّة و السياسيّة الزعم و إنّما يندرج ضمن المساهمة في القيام بالواجب الشيوعي المتأكّد والملحّ في دحض و تعرية التحريفيّة و الدغمائيّة بشتّى ألوانهما المهيمنتين على الحركة الشيوعية العربيّة و العالميّة و المعرقلتين إلى درجة كبيرة نشوء الحركات الثوريّة و نموّها و تطوّرها ، و في إعلاء راية الشيوعية الثوريّة لتكون سلاحنا العلمي البّتار في كفاحنا البروليتاري الجبّار في سبيل الثورة الشيوعية و تحرير الإنسانيّة من كافة أشكال الإستغلال و الإضطهاد الطبقيّة و الجندريّة و القوميّة ، و الغاية الأسمى هي المجتمع الشيوعي على الصعيد العالمي.
حيال تشويه الماركسيّة و تحريفها تشويها و تحريفا منقطعا النظير ، يتلخّص واجبنا و تتلخّص أوكد المهام الملقاة على عاتقنا في المساهمة قدر الإمكان في رفع تحدّى إزاحة الغبار عن التعاليم الشيوعية الحقيقية ، الشيوعية الثوريّة ( فمثلما أعرب عن ذلك إنجلز في خطابه على قبر ماركس، كان ماركس قبل كلّ شيء ثوريّا ) و عن تطوّرها ككلّ العلوم . و لن نملّ من ترديد ، سنمعن و نتمادى في ترديد ، أنّنا ننطلق في أعمالنا النقديّة من الشيوعيّة الجديدة أو الخلاصة الجديدة للشيوعية التي طوّرها طوال عقود من النضال النظري و العملي محلّيا و عالميّا بوب أفاكيان كونها شيوعيّة اليوم ، قمّة ما بلغته أسس الشيوعية من رسوخ علمي و تطوير تأسيسا على تقييم نقدي لتاريخ الحركة الشيوعية العالمية و دفاعا عن الجانب الصائب الرئيسي في نظريّاتها و ممارساتها و القطع مع الأخطاء وهي ثانوية و إن كانت جدّية و الجانب غير العلمي الذى علق بها منذ بداياتها الأولى و معالجة للمشاكل الجديدة الطارئة ؛ وإستفادة من مراكمات النضالات الشيوعية و الصراعات الطبقية عبر العالم قاطبة و من عدّة مجالات من النشاطات الإنسانية الأخرى.
و" تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيء مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "
( بوب أفاكيان ،" القيام بالثورة و تحرير الإنسانية "، الجزء الأوّل ، جريدة " الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 .)
و من يتطلّع إلى تفسير العالم تفسيرا علميّا و تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا ، عليه / عليها بدراسة و إستيعاب و تطبيق و تطوير هذه الخلاصة الجديدة للشيوعية ، الشيوعية الجديدة و نقترح عليه / عليها التفحّص النقدي لأدبيّات أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية و أدبيّات مناهضيها التى ترجمها و نشرها بموقع الحوار المتمدّن شادي الشماوي ، و التفحّص النقدي لجدالات ناظم الماوي بهذا المضمار وهي منشورة كذلك على صفحات الحوار المتمدّن و بمكتبة هذا الموقع على الأنترنت. و كإطلالة أولى على الشيوعيّة الجديدة أو الخلاصة الجديدة للشيوعيّة الآن و هنا و دون تأخير ، وثّقنا كملحق لعملنا هذا نصّا يلخّص فيه بوب أفاكيان نفسه التوّجه والمنهج والمقاربة الجوهريّين و العناصر الأساسيّة للخلاصة الجديدة للشيوعيّة .

و لا نزيد عن هذا كيما لا نطيل عليكم ، ولنطلق فورا سهم النقد الماركسي و ندعه يتجّه إلى هدفه و يصيبه فيكشف جوانبا من المستور من التحريفيّة و الإصلاحيّة لدى حزب العمّال التونسي ، و ذلك وفق المحاور الآتى ذكرها :
1- لخبطة فكريّة بداية من العنوان ،
2- الدولة بين المفهوم الماركسي و المفهوم التحريفي،
3- أشكال حكم دولة الإستعمار الجديد و أوهام إمكانيّة إصلاحها لخدمة الشعب،
4- من أوهام الحزب التحريفي و الإصلاحي الديمقراطية البرجوازية ،
5- تجلّيات منهج مثالي ميتافيزيقي مناهض للمادية الجدليّة ،
6- السياسات التي يقترحها جيلاني الهمّامي إصلاحيّة و ليست ثوريّة ،
7- ثمّة فشل و ثمّة فشل !
خاتمة :
--------------------------------------------

6- مقترحات حزب العمّال إصلاحيّة و ليست ثوريّة :

و الآن لنلقى نظرة على مدى ثوريّة البديل الذى يقترحه السيّد جيلاني الهمّامي الذى يظنّ البعض أنّ علمه لا يخالطه جهل و لا يشوبه كذب . و ربّما قد تكونوا تفطّنتم من الفقرات التي تعرّضنا لها بالتحليل و التعليق إلى أنّها ليست أبدا مقترحات ثوريّة ، هي مقترحات إصلاحيّة كلّيا و بجلاء .
مضطرّون لتكرار ذلك ليستوعب من لم يستوعب بعدُ أنّ الناطق الرسمي باسم حزب العمّال و النائب بمجلس نواب الشعب عن الجبهة الشعبيّة يؤمن بإمكانيّة إحداث " تغيير جذري " في ظلّ دولة الإستعمار الجديد و ليس على أنقاضها أي في ظلّ سيادة الطبقات الرجعيّة المتحالفة مع الإمبريالية و بالتالى ضمن النظام الرأسمالي الإمبريالي العالمي القائم . و هنا يكمن جوهر عدم ثوريّة هذه المقترحات الإصلاحية ، ما يطرحه الهمّامي بصراحة و ليس خلف الأبواب الموصدة هو إصلاحات في إطار دولة الإستعمار القائمة ليس أكثر . غايته كما مرّ بنا هي تمتين الدولة القائمة أي ترميمها و تقويتها و ليس تحطيمها. إنّه لا يرمى إلاّ إلى " إصلاح مؤسّسات الدولة و أجهزتها و تمتين أسس الحكم الرشيد و الديمقراطية و دولة الحقّ و العدل ..." ( ص25) و هذا جوهر الإصلاحية بهذا الشأن .
ما المشكل و ما الحلّ ؟ سؤال محوري آخر يساعد على تبيّن واضح لخطوط التمايز بين الإصلاحيين و الثوريّين . و في موضوع الحال ، المشكل يشخّصه السيّد الهمّامي أساسا في " منظومة الحكم " ، في " منظومة الفشل " ، في " مؤسّسات الحكم ، رئاسة و برلمانا و حكومة " . و الحلّ المقترح هو تحوير في هذه المؤسّسات طبعا دون المساس بأسس دولة الإستعمار الجديد و أعمدتها ماركسيّا كما شرحنا آنفا . و هذا تشخيص و علاج لا يعكسان نظرة بروليتاريّة ، نظرة شيوعية ثوريّة للعالم ، بقدر ما يعكسان نظرة برجوازية لا أجلى منها . فالموقف و المنهج الشيوعيين يحدّدان المشكل في دولة الإستعمار الجديد برمّتها و طبقاتها الرجعيّة المتحالفة مع الإمبرياليّة و نمط إنتاجها و يحدّدان الحلّ في الإطاحة بهذه الدولة و بالطبقات التي تقف وراءها و نمط إنتاجها ؛ و إنشاء دولة جديدة ثوريّة تعتمد على الطبقات الشعبيّة بقيادة البروليتاريا و تقمع أعداءها، و إنشاء نمط إنتاج يخدم الشعب و كلّ هذا كجزء من الثورة البروليتارية العالمية و في خدمتها و الهدف الأسمى بلوغ الشيوعية على الصعيد العالمي .
و قد ينبّهنا أحدهم أو إحداهنّ أو البعض إلى أن السيّد الهمّامي يشخّص أحيانا الداء في " إختيارات الإئتلاف الحاكم اللاوطنيّة و اللاشعبيّة و التي عمّقت الهيمنة الإستعماريّة الجديدة ..." ( ص 129 ) وهي " في جوهرها تثبيت للإختيارات القديمة " ( ص 82 ) و ينعت المنظومة التي أفرزتها انتخابات أكتوبر 2014 مثلها مثل منظومة أكتوبر 2011 بأنّها " منظومة رجعيّة عميلة و معادية للوطن و الشعب ..." ( ص 147 ) إلخ . أيّها المنبّه ، أيّتها المنبّهة ، أيّها المنبّهون سعيكم مشكور و إسمحوا لنا بلفت نظركم و بقيّة القرّاء إلى أنّ كلام الهمّامي يركّز مجدّدا على الإئتلاف الحاكم وليس على الدولة برمّتها ، بجميع مؤسّساتها ، كما أنّ الكلام عينه لا يتطرّق البتّة إلى الإطاحة بدولة الإستعمار الجديد ؛ أقصى ما يفعله هو نوع من التبرّم و الشكوى و التنديد كي لا يخسر قاعدة إنتخابية غاضبة على الأوضاع التي يعانى منها الشعب ، و كي يضغط على هذا المسمّى إئتلاف حاكم لعزله إلى حدود للتمكّن من الحلول محلّه في مؤسّسات الرئاسة و الحكومة و البرلمان ، لا أكثر و لا أقلّ ؛ و ذلك نعيدها ، في إطار دولة الإستعمار الجديد و ليس على أنقاضها .
و لن ندخل هنا في نقاش وهم " الثورات التي عرفتها منذ مطلع العشريّة الحالية "( 101) و" ثورة جديدة " ( ص 147 ) و ما سمّاه حمّه الهمّامي " المسار الثوري الذى تشهده منذ 17 ديسمبر 2010 " ( ص 7 ، ضمن تقديم حمّه الهمّامي ) بينما سمّاه جيلاني الهمّامي ب " ثورة 14 جانفى " (ص 121 ) – و لهذا الإختلاف في التسمية أكثر من دلالة - ، فقد خضنا جدالات طويلة و عميقة بهذا الصدد في مواضع أخرى من كتاباتنا و حسبنا هنا تثبيت عناصر إعترافات للسيّد جيلاني الهمّامي بعدم تغيّر الوضع السائد على عدّة مستويات أساسيّة و بأنّه ساء أكثر أحيانا بما يدلّل على مثاليّة المتحدّثين عن " ثورة 14 جانفي " أو ما شابه و أنّ ما تبقّى للإنجاز هو إستكمال مهامها . الأساسي تمّ و أنجز ، أنجزت ثورة ، و تظلّ هناك مهام عالقة للإستكمال لا غير ، هذا ما يلهث به التحريفيّون و الإصلاحيّون بينما يقف الواقع شامخا لتفنيد هكذا دعاوى تخدم الرجعيّة و الإصلاحيّين و تدير ظهر المجنّ للشعب و تضرّ ضررا كبيرا الجماهير و المناضلين و المناضلات الثوريين و الثوريّات و تمرغ وجه علم الشيوعيّة في الوحل .
و ممّا جاء على لسان صاحب كتاب " منظومة الفشل " إقرارا بعدم تغيّر الوضع السائد على اكثر من صعيد و بأنّه ساء أكثر أحيانا على عدّة مستويات سياسيّة و إقتصادية و إجتماعيّة و ثقافيّة ...، إضافة إلى ما أتينا عليه قبلا في هذا و في غيره من المحاور التي عالجنا :
1- " تستمرّ البلاد تحت حكم دولة عاجزة و فاشلة " ( ص 21 )،
2- " و رغم أنّ الثورة كنست الكثير من هذه الوجوه فإنّها في المقابل فتحت الباب على مصراعيه ليزداد هذا النشاط إنتشارا برموز جديدة و في مواد و سلع أخرى و خاصة تلك التي تدرّ أرباحا أكبر مثل المخدّرات " ( ص 15 ) [ + و عاد و يعود عدد متزايد من كوادر بن علي إلى تقلّد مناصب عليا في دولة الإستعمار الجديد ] ،
3- " قوّة الدولة و فعاليّتها ليست مطلقا في السياسة القمعيّة و التعسّف و العمالة لمراكز النفوذ المالي و السياسي العالميّة " ( ص 25 ) ،
4-" شرعت في أليّام الخيرة " ماكينة " الدعاية الرجعيّة تشتغل على هدف جديد ..." ( ص 29 )،
5- " حتّى مؤسّسات الشركة التونسيّة للكهرباء و الغاز ...و الشركة التونسيّة لتكرير النفط ... و ديوان الحبوب و تونس الجوّية ووكالة التبغ و الوقيد فسيقع قبل موفّى سبتمبر القادم إخضاعها لعقود سيتمّ ضبطها في ضوء مؤشّرات تصرف بمعنى آخر سيتمّ الشروع في خوصصتها ." ( ص 67 )،
6- " ما أشبه اليوم بالبارحة " ( ص 109 )،
7- " إنّ المقاربة الواردة في وثيقة المخطّط المعروضة الآن للنقاش في مجلس نواب الشعب مقاربة أكثر سوءا ممّا تمّ إتّباعه حتّى الآن " ( 122 )،
8- ..." حال البلاد اليوم التي خال معظم الشعب أنّه بإزاحة بن علي سيستقيم حاله و تتحسّن ظروفه فإذا به يجد نفسه في ورطة جديدة أعقد و أسوأ " ( ص 147 ).
و كلّما جرى الحديث عن ثورة إجباري على الماركسي أو الماركسيّة أن يثير أو تثير على الدوام طبيعة الثورة و الأصدقاء و الأعداء و قواها الرئيسيّة و أهدافها و ما إلى ذلك و طبعا مسألة في متنهى الأهمّية هي مسألة طريق بلوغ السلطة و أي نوع من الدولة ستكون البديل بإعتبار أنّ السلطة قضيّة مركزيّة في كلّ ثورة . و بما أنّ السيّد الهمّامي في ذروة تبرّمه يطرح " ثورة جديدة " ( ص 99 ) ، لزاما علينا أن نتوجّه له بسؤال مركزيّ بخصوص ما نحن بصدده في هذا المحور ، " ما هو طريق السلطة " في هذه " الثورة الجديدة " ، من منظور شيوعي ؟ ( واعون تمام الوعي أنّه أطلق " ثورته الجديدة " دون تحديد لطبيعتها و لا للأصدقاء و الأعداء و لا لقواها الرئيسيّة و لا لأهدافها إلخ كأنّ لا يعنيه الأمر البتّة ، لذلك في سبيل المضيّ بالنقاش إلى منتهاه ، إصطفينا أن نثير فقط سؤال طريق الثورة الكاشف للتحريفيّة والإصلاحيّة هنا ).
سيسبقنا قرّاء متحفّزون للإجابة إجابة سريعة أسرع من البرق في شقّين ، أوّلا ليس لصاحبنا منظور شيوعي و بالتالى " فاقد الشيء لا يعطيه " ، أليس كذلك ؟ و ثانيا ، لا يوجد في جعبة صاحبنا غير " من يتحكّم في السلطة المحلّية ، يتحكّم في دواليب الدولة و الحكم " و من ذلك نستشفّ أنّه و أضرابه يعوّلون على الإنتخابات فالإنتخابات ولا شيء غير الانتخابات.
لئن كان الجواب من هذا القبيل و بهذه السرعة الباهرة ، نسرّ لذلك و نحيّى أصحاب الإجابة على تركيزهم معنا و إستيعابهم أن ما يحقّ لنا تسميته بثورة الانتخابات الهمّاميّة ( نسبة للهمّامي ) لا صلة لها بالماركسيّة .
و إضطرارا لا إختيارا ، لا يسعنا في نهاية هذه النقطة إلاّ أن ندين أشدّ الإدانة ما إنحطّ إليه الهمّامي من تشويه لنضالات جماهير شعبنا على غرار ما يفعل أعداء الشعب حيث عثرنا عليه متلبّسا بإعتماد ذخيرة مفاهيم الطبقات الرجعيّة و الإمبرياليّة العالميّة فيعدّ مثلا إنتفاضة 3 جانفى 1984 " حريقا " ( ص 109 ) و يحوّل مقاومة الجماهير الشعبيّة و نضالاتها البطوليّة دفاعا عن حقّها في الحياة ضد التجويع و التفقير و القمع و ما شابه ، وإن كانت عفويّة في أساسها ، إلى مجرّد " أحداث الخبز الأليمة " . بفعل نظّارات الهمّامي التحريفيّة و الإصلاحيّة تستحيل الإنتفاضة الشعبيّة المجيدة " حريقا " ( دلالات هذا السلبيّة خمّنتموها ، على ما نعتقد ) و تستحيل جرائم الطبقات الرجعيّة و دولة الإستعمار الجديد ، بلغة ممجوجة إعتدنا عليها من الطبقات الرجعيّة ، إلى " أحداث أليمة " !
و غني عن البيان أنّ حمّه الهمّامي قدّم للكتاب و نوّه به و إعتبر بفخر أنّ المقالات التي تشكّل منها الكتاب " حريّة بالتجميع و النر " ، و على ضوء ذلك لا يمكن إعتبار ما أتاه جيلاني الهمّامي مجرّد زلّة قلم فرد : الموقف صادر عن أعلى ممثّلين لأعلى القيادات الحزبيّة ، الناطق الرسمي باسم حزب العمّال و أمينه العام . و لتنديدنا بلا ريب قاعدة صلبة قد تدفع غيرنا إلى إصدار تنديدهم هم أيضا بهكذا تشويه لنضالات الجماهير الشعبية و تشويه للماركسيّة !!!
و نسبق إعتراض من قد يعترض متحدّثا عن نزاهة هذا الشخص أو ذاك ، بإيراد موقف قطعي للينين رماه التحريفيّون و الإصلاحيّون في عداد " الكلمات المنسيّة " :
" إنّ هذا النسيان للإعتبارات الكبرى ، الجذريّة حرصا على مصالح اليوم العرضيّة ، و هذا الركض وراء النجاحات العرضيّة ، و هذا النضال من أجلها دونما حساب للعواقب ، و هذه التضحية بمستقبل الحركة في سبيل الحاضر ، إنّ كلّ ذلك قد تكون له دوافع " نزيهة " أيضا . و لكن هذا هو الإنتهازية ، وهو يبقى افنتهازيّة ، و لعلّ افنتهازيّة " النزيهة " هي أخطر الإنتهازيّات ..."
( لينين ، " الدولة و الثورة " ، الصفحة 74 من طبعة دار التقدّم ، موسكو )



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجلّيات منهج مثالي ميتافيزيقي مناهض للمادية الجدليّة – 5 - م ...
- من أوهام الحزب التحريفي و الإصلاحي الديمقراطية البرجوازية – ...
- ملاحظات نقديّة ماركسيّة لخطاب رئيس تونس الجديد إبّان حفل أدا ...
- الدولة بين المفهوم الماركسي و المفهوم التحريفي – 2 - من تجلّ ...
- أشكال حكم دولة الإستعمار الجديد و أوهام إمكانيّة إصلاحها لخد ...
- تونس : تصوّروا فوز حمه الهمّامي الأمين العام لحزب العمّال ال ...
- لخبطة فكريّة بداية من العنوان - 1- من تجلّيات تحريفية حزب ال ...
- من تجلّيات تحريفية حزب العمّال التونسي و إصلاحيّته في كتاب ا ...
- الطرف الرئيسيّ و الطرف الثانويّ للتناقض تطوير ماويّ للجدليّة ...
- - إزدواج الواحد - مفهوم ماديّ جدلي ثوري و- جمع الإثنين فى وا ...
- كتاب جديد لبوب أفاكيان يستحقّ الدراسة النقديّة العميقة : إخت ...
- قانون وحدة الأضداد هو قانون التناقض وماديّا جدليّا، لا وجود ...
- النقد و النقد الذاتي و الطرد من الحزب بين الفهم المادي الجدل ...
- لفهم ما يجرى فى فنزويلا فهما صحيحا و عميقا من منظور شيوعي ثو ...
- نظرية صراع الخطّين فى الحزب تطبيق لقانون التناقض الشامل لكاف ...
- تونس : رغم إنتفاضتها الشعبيّة ، لماذا لم يتغيّر في الأساس وض ...
- عن خاتمة وثيقة -هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيّا - لينين ...
- شريط خطاب جديد لبوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، ال ...
- حزب العمّال التونسي يشوّه تعريف الطبقات - مقتطف من - حزب الع ...
- حزب العمّال التونسي واللخبطة التروتسكيّة لأنواع الثورات فى ا ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - السياسات التي يقترحها جيلاني الهمّامي إصلاحيّة و ليست ثوريّة - 6 - من تجلّيات تحريفية حزب العمّال التونسي و إصلاحيّته في كتاب الناطق الرسمي بإسمه ، - منظومة الفشل -