أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيروان شاكر - حسن عبدالغفور بين الفضاء والادراك















المزيد.....

حسن عبدالغفور بين الفضاء والادراك


سيروان شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 6438 - 2019 / 12 / 15 - 19:01
المحور: الادب والفن
    


حسن عبدالغفور بين الفضاء والادراك
لغة تحكمه هياكل انسانية
المنظور الذاتي هي فلسفتي في الحياة
عندما يفكر المرء مليا يجد كثيرا من المعاني منقوشة في اعمال هذا المبدع حقا انه يدرك على حكمته في الغوص بعوالم الامثال الابداعية، مفهوم اعماله متسع ومتطور يقوم على عدة نواحي منها المثالي والمعنوي اضافة الى الجانب الجمالي فاعمال (حسن) بصيغة عامة وباختلاف مواضيعه واشكاله وافكاره يقوم بدور فعال وله اثاره الايجابية في تشكيل مفهوم الحياة المعاصرة للنحت ودعم مقومات الانسانية في هذا العصر لتحقيق الغايات المنشودة نظرا لان هذا النحات يلعب دورا اساسيا في بناء الصيغة الجديدة للفكر المعاصر فاعماله توازي عالم العصر الحالي- انه يبتكر وسائل متعددة في تحقيق افاق غاياته المعرفة الذاتية فمساحات اعماله الشاسعة فكريا افاق غير محدودة، انه يعرف ما يملك ذاته، حصنا من الانسانية ورقما في عالم التشكيل المعاصر بابداعاته النحتية والفنية يحاكي المشاعر الانسانية، وينتقل من مكان اخر بتشكيلاته المختلفة فيزيد لثقافة العالم عالما جديدا، هي طفرة اخرى في ثقافة ثلاثية الابعاد او يمكن القول انه ايقونة جديدة ذات وجوه متعددة منها التطور الفكري والازدهار الفني او التقدم الذهني، انه يجيد التلاعب في عالم الصلابة فيجعله بين يديه مشاعرا يتحكم بها كيفما يشاء بالاضافة الى افتراضاته الفضائية من خلال ربط اعماله بها وكيفية اخراج هذا العمل الفني بصورة اخرى وهو زيادة لعالم الفضاء بمنحوتاته الابداعية – تقنية اطال فهم المتذوق لخوض هذه التجربة الرائدة في عالم الجمال، فهو يغزو قيمه الثقافية بما يخدم اهداف الانتماء والهوية والفكر والانسانية لمستقبل واعي، يرمي الى بناء روابط اصيلة بين الحاضر والتاريخ وصولا الى العصر الحالي، فبناء حسن في اسس صحيحة لعالم المنحوتات هي ثروة اضافية للبشرية عملية (حياة كاملة) تاخذ منها وتعطيها وتعكس التغيرات الحضارية بما يفكر هذا المبدع في منظومة حسية واعادة الصياغة للواقع تماما كما حدث لكل جوانب الحياة.
يشكل عبدالغفور في هذا الاسلوب ثقافة جديدة لعصرنا عصر الاختراعات والافكار فانجازه هذا النمط من الاشكال الرشيقة والمنسجمة في تنسيق خطير وغريب متعارضة مع كل الاساليب النمطية الاخرى من حيث الحركة والتقنية الكبيرة والمواد المستخدمة، فاشكاله عبارة عن محسوسات ذاتية جدلية في بعده الوظيفي والفكري ليشكل نطاقا بصريا حرا يصممه من خلالها الشكل الذي يفرض وجوده على الواقع وفي فضاء مستقل ويحضر ذاته بطريقة موضوعية من جهة وابداعية من جهة اخرى- يضع حسن علاقة جدل بين رشاقة تعبيراته ومنحوتاته التركيبية وبين الفضاء الخارجي للعمل او عبر ما يفرضه البعد الجمالي الذي يمثل مجموعة المواقف والحالات التي توجه الى الفنان بما يتماشى مع شكل وواقع هذا المبدع في عالمه الداخلي، وفي نفس السياق تبرز جدلية الكتلة والفضاء الخارجي او المطلق سواء كان من الواقع العام او حضارته الداخلية الذي يحمل صيغة خيالية ونعني هنا بان يكون العمل الفني حاملا تشكيلات تستجيب الى ذوق المشاهد المبدع لتتناغم مع متطلباته الثقافية والحسية- ان الجدلية التي تكمن داخل هذا الفنان وبين مؤسسته الافتراضية انه نجا من نمط فني يكون في اطار واحد بل وضع اعماله الرشيقة في اطر مختلفة ليبدع في تسمية كل عمل فني ويعطي لها دلالات حرة ومعينة في ادراجه بقواعد جدلية جديدة تحكمه عواطفه ومشاعره الانسانية، ولكن في ذات الحين يدرج هذه الاشكال الخرافية والواقعية في تعبيراته وفي اختلاف تقنيته ومواضيعه، وهنا نتساءل هل يتجرد حسن من احساسه ونظامه الداخلي والعكس هو الصحيح فهو في عالم مغلق ليدخل بها الى فضاء مستقل ومن خلالها يوجه رسالته مباشرة الى العالم الحر بكونه حاملا هياكلا تتحدث الى ثورة قادمة لاثر تشكيلي مبدع يغير ذاته ومخزوناته الانسانية حسب علاقته المخفية بين اصابعه وبين كتلته الحسية فيجمع الاثر الفني في نطاق المعاصرة الشكلية وبحضور كامل لمشاعره المختلفة لهذه الثلاثية الابعاد الابداعية، وفي نطاق عالمه الفكري يتوغل كل من يرى تشكيلاته التي تكمن في اطالة مسالة التلقي الجمالي يمثل بذلك تغيرا على مستوى الفن الراقي ليكون هذا الجمال اكتمالا لعالمه الحقيقي.
حرر حسن حروفه الذاتية في اتمام صورته الاخيرة وهو الكشف عن قيمة هذه الكتل عبر توظيف عناصر خارجية مرتبطة بواقعه الداخلي وفق نمط خاص وهو احداث علاقة جديدة بين الشكل والرؤية وبين الفضاء الذي استخدمه حسن في اكمال مسيرته، اصبح حاملا لخصوصية هيكيلية جديدة، يجرد ويحور من مفهوم الحياة التقليدية ويضعه امام انظارنا باحرف اخرى عبر عوالم تتنوع وتتداخل بين الهدف واثبات الحقيقة في اوجه معاصرة لروح النحت المعاصر عبر الابعاد الاسلوبية على فضاءات فنية تتعدد في اختلافها، فتكون متعارضة مرة اخرى مع خصوصية الشكل السائد في وضع صورة النحت والمجسمات- لقد خلق اعمالا تتمحور في قضاياه الذاتية والمرتبطة بحياة شخص الفنان تارة وتارة حياة الانسان بصورة عامة وصولا الى اعماق التخيل في المعاني وبالتالي فان تحديه يكمن في جعل كل شكل من اشكاله متناغما مع الاخر ليكون رواية جديدة في اسطورة حضارية ويبقي على خصوصية كل شكل او نحت على حدة من حيث المعنى والتوظيف وايضا معاصرة مفهومه في توصيل رسالته والحفاظ على البعد الدلالي وهذا ينبع من وعي الفنان بتجربته الفنية الحديثة المرتبطة بجذوره الانسانية والمتاقلمة في اطر غريبة.
لقد احتل حسن الفضاء بكل شفافية وقد احتلت منحوتاته ذاته وتداخل معها ليكون مسالة زمنية جديدة يعبر بها مادته المؤلفة من اشكال شاعرية وطويلة تصاغ بشكل متنوع فيخترق فراغ الواقع ويهيمن على الطبيعة بوصفه حاملا غايات انسانية واساليب مبتكرة ويتحدى الفكر الحديث ويتحكم بكامل قواه الذاتية ولذلك لايرغب ان ينتهي الى اتجاه معين بل يرغب في العودة الى الرؤية الداخلية المتكاملة الى حالة الادراك الحسي قبل المنطقي- خطوة الاتجاه الذاتية في النحت فـ (حسن) ابعد من ان يكون تقليديا حتى في المنهج المباشر لان فاعليته ما زالت مرتبطة بشيء حتى كان ذلك الشيء مركز مجال الرؤية وليس معانيه ثلاثية الابعاد لذلك الواقع لانه يعتمد على واقع ذهني وفكري مصصم لاظهار علاقة جميع الاشياء في مجال الرؤية، فهو يبحث عن مظاهر الذاتية في فضاءه من خلال تجاربه الهامه والجديرة بالاهتمام المفرط، فقد اظهرت تجاربه الهادفة ان هنالك اختلافا كبيرا بين ما تراه العين حقا وبين التمثيل المنظوري للشيء ذاته، ان اهمية هذا الاكتشاف تسوغ مقتبسات طويلة وعميقة ذات انعكاسية مختلفة من حجوم واشكال ومسافات بين الرؤية والحقيقة وبين ما كا نمعطى من قبل حافز خارجي والخصوصية الحقيقية.
فهذا المبدع عندما يقدم قوانين جديدة في المنظور الذاتي فانما يصنع او ينحت مسقطا للشيء الذي ينظر اليه على سطح غريب وبها يكتشف ماهية الشكل في احجامه المختلفة لذلك تحتم عليه ان ينحت منظوره الداخلي ويصف شكله الحقيقي في نظرية لاينبغي ان تظهر فيها الاشكال بوضوح تام، هذا هو دوره واسلوبه في حضور ذاته وبانتماء منطقيته يعكس طابعه الخاص وفق مسار تحرير الانسانية من كل اوجه التقليد.



#سيروان_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان لقمان سلام بين الرؤية والحوار تظهر الحقيقة
- اللون والتعبيرات الذهنية في فلسفة عبدالرحمن وحيد كلحو
- ظواهر طبيعية ومشاهد اسطورية وقوانين انسانية في اعمال الفنان ...
- الخيال والمبادىء والذاتية في اعمال الفنان كوهدار صلاح الدين
- زيرفان علي عبدي بين التعبير والحقيقة وجوه اصيلة
- سلمان اسماعيل (الشهيد سلمان) ورحلة العمر الصامتة مع الفن
- سمير دوسكي- تصنيع اشكال تجريدية بملصقات من الذاكرة
- البحث عن الجمال في رحلة المجهول
- مريم البحايري في رحلة الى فضاء الكون عبر الالوان)
- الفنان - دادفان محمد شريف وعاصفة الالوان
- كاليري دهوك اسطورة اليوم وحضارة للمستقبل
- تحديات الزمن من وجهة نظر فنان
- تحديات الزمن من وجهة نظر فنان 3-4
- تحديات الزمن من وجهة نظر فنان 2-4
- تحديات الزمن من وجهة نظر فنان 1-4
- (السلام) يخترق عالم الخيال
- انظمة جديدة في فوضى النظام
- تراث واصالة وحقيقة تأريخية في اعمال الفنان خالد النعيمي
- اعمالي هي مرحلة للتطور في الجدل الروحي
- جمال سليم ونظريته في البحث الشكلي


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيروان شاكر - حسن عبدالغفور بين الفضاء والادراك