أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - المليشيات تعلن الحرب على الشعب العراقي!














المزيد.....

المليشيات تعلن الحرب على الشعب العراقي!


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6438 - 2019 / 12 / 15 - 12:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في الدولة العميقة، كما هو الحال في العراق المبتلى بكل ما هو سيء في عالم السياسة، لا يكتفي قادتها وعرّابها القابع وراء الحدود، بالهيمنة السياسية والاقتصادية الاجتماعية على مفاصل الدولة والمجتمع، وانما يعملون على تحصين هذه الهيمنة بتشكيل أذرع عسكرية، يتم إنتقاء عناصرها عادة من اناس سماتهم الرئيسية، البلطجة والارتزاق والوعي الاجتماعي المشوه، لضمان التصاقهم بهم، وتفانيهم في خدمة مخططاتهم المعادية جملة وتفصيلاً لمصالح الشعب العراقي.
وهذه الاذرع العسكرية، ماهي إلا مليشيات وقحة ومنفلتة، لاتتورع عن ارتكاب ابشع الجرائم، إرضاء لأسيادها، وتجسيداً لحالة التخادم القائمة بينهما، وكانت طيلة السنوات الماضية، هي القوة الضاربة لهذا الحلف غير المقدس، ونفذت تبعاً لذلك كماً هائلاً من الجرائم والاعتداءات، تراوحت بين الخطف والضرب والاغتيال والابتزاز ومصادرة بيوت واملاك الاخرين بالتهديد أو التزوير، وكانت ضحاياها طائفة واسعة من المواطنين العراقيين، الذين لا ذنب لهم سوى عدم الولاء لهم، او يمتلكون ما يجعل لعاب هؤلاء القتلة يسيل بغزارة.
وفي الانتفاضة البطولية، التي إندلعت في الاول من اكتوبر، وأعادت للعراقيين كرامتهم، ووحدتهم الوطنية، ارتكبت هذه المليشيات جرائم يندى لها الجبين، وتوصم بالخزي والعار مقترفيها، بعد ان جاءتهم الاوامر بالتصدي للمنتفضين البواسل، وهم يعلمون جيداً، أن المتظاهرين ما خرجوا الى ساحات الشرف، إلا للمطالبة بحقوقهم المسلوبة، وإحتجاجاً على الدمار والخراب الشاملين، الذين زرعتهما ورعتهما الاحزاب السياسية والكتل المتنفذة، على حساب جوع واملاق الغالبية العظمى من الشعب العراقي.
إعتلوا في بادئ الامر سطوح البنايات العالية، ليمارسوا هوايتهم المفضلة، في حصد رؤوس وأجساد الشباب العراقيين، فأستشهد المئات، وجرح وعُوّق الالاف في مجزرة قل نظيرها في العالم المعاصر، إضافة الى استهداف بعض الاجهزة الامنية والعسكرية للمتظاهرين السلميين بالرصاص الحي، والقنابل المسيلة للدموع والمحرمة دولياً، وتصويبها الى الرأس لتصيب منهم مقتلاً.
وبعد أن جربت الحكومة وأجهزتها القمعية القسوة المفرطة والعنف اللامحدود، وإعتقال الالاف من المنتفضين، ومعها حزمة من الوعود الكاذبة، والاصلاحات الترقيعية، دون أن تحقق نجاحاً ولو كان ضئيلاً، بادرت الميليشيات مجدداً، الى أختطاف الناشطين وتغييبهم، ثم توجت نشاطها الاجرامي بمجزرة السنك، وبتواطئ مكشوف مع قيادات القوات الامنية والعسكرية التي كانت تحيط بالمعتصمين والمتظاهرين، ويفترض فيها حمايتهم، لكنها انسحبت قبل بدء الهجوم الغادر وأطفأت الكهرباء كلياً عن منطقتي السنك والخلاني، ليخلو الجو لهؤلاء الاوباش وينفذوا جريمتهم الوحشية، التي راح ضحيتها أربعة وعشرون شهيداً، وأكثر من سبعين جريحاً، أضيفوا الى قائمة الشهداء الابطال الذين افتدوا العراق بأرواحهم، ومن أجل كنس الطبقة السياسية الفاسدة.
ومن سخريات القدر، ان تدعي الحكومة في بياناتها، أن عصابات مجهولة الهوية قامت بأختراق الحاجز الامني، واطلاق النار على المتظاهرين، الامر الذي يدل على ضعفها والاستخفاف بها حد الاذلال والمهانة، من قبل الميليشيات ذاتها.
إن الانتفاضة الباسلة بأبطالها، وبالجماهير الغفيرة التي تدعمها وتساندها والاصرار الثوري على ديمومتها، والثبات في سوحها، سيؤدي لا محالة الى تحقيق أهدافها كاملة، وإلقاء أعدائها وسارقي خيرات بلدها في القاع من مزبلة التاريخ.



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن تشتكي حبة القمح اذا كان القاضي دجاجة؟!
- حزم إصلاحية تنزف دماً
- بغلة العناد تُغذّى خارجياً
- حماية الأرواح لها الأولوية
- تقرير التظاهرات يبرئ القتلة !
- قرن مضى والنهجُ باقٍ ما انقضى!
- شماعة المندسين سلاح العاجزين!
- جهود حثيثة لبناء دولة الأغنياء
- ولاية بطيخ معاصرة
- ما السبيل للخروج من عنق الزجاجة؟
- أين الانجاز على الأرض؟
- إصرار على ديمومة الخراب
- المتنفذون يديرون ظهورهم مجدداً لمصالح الناس
- مطية الطائفية لم تعد صالحة للركوب!
- قوانين مهمة بحاجة الى تعديل
- لا يستقيم الظل والعودُ اعوجُ!
- مواقف تحوم حولها الشكوك
- الحواشي الرخوة كيف نعالجها؟
- مجلس مكافحة الفساد لم يحقق ما وعد به!
- طريقة مبتكرة في إشعال الحرائق


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - المليشيات تعلن الحرب على الشعب العراقي!