أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام محمد جميل مروة - نجيب محفوظ يعود من جديد..اليقظة والأحلام معاً..















المزيد.....

نجيب محفوظ يعود من جديد..اليقظة والأحلام معاً..


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 6437 - 2019 / 12 / 14 - 19:08
المحور: الادب والفن
    


نجيب محفوظ الذي طار الى اكثر المناطق وأوسعها في العالم اجمع ذلك معلوم ومعروف من خلال ترجمة اعمال الأديب الى عشرات اللغات العريقة والمهمة في طليعتها الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية والألمانية والسويدية والنروجية والهندية وبعض اللغات المختلفة .
في الواقع لم يكن الأديب يرغب في السفر خارج "المحروسة مصر وتحديداً القاهرة "، كما كان يطلق عليها اسمها الدلع "المحروسة مغروزة في دميّ " لا أستطيع ان اتنفس او أعيش بدون المشي والسير على دروب القاهرة إبتداءاً من ساعات الصباح الاولى ، مع اول اطلالة للشمس التي تلسع بأشعتها الفقراء والحرافيش صباحاً باكراً حيث تكون اصواتهم وصيحاتهم لشد الهمة والإستعداد نحو استقبال يوم جديد للرزق.
عندمًا تعرض الاستاذ للأغتيال "1994" ، بعد مراقبة من قبل شابين كانا قد كُلفا بقتلهِ نتيجة "الإلحاد الزائد" ، والفائق عن اللزوم في معادات "الذات الإلهية"، كانت تلك الشحنات هي ذاتها تنفضح بعد كل اعتداء على اصحاب العقول النيرة التي تبحثُ عميقاً في تاريخ من ليس لَهُ تاريخ منذُ ما يُقارب القرون الثلاثة حسب تفسير نجيب محفوظ في رواياتهِ المتعددة عن "ان الاديان "، لعبت وتلعب وما تزال تدور في لعبتها القذرة حول تضليل الناس وتشجيعهم على "الدخول الى دين ما ونقض ورفض اي دين اخر"، وهذا ما كان واضحاً بعد ما القت الشرطة والأمن على الشباب الذين حاولوا طعن الأديب "بخنجر مسموماً"، ليس عندما غُرِز في رقبة الأديب بل كان يبثُ اكثر سماً لأن حاملهُ قد تأسف كثيراً وكان ممتلئاً حقداً وغيظاً من عدم موت الأديب مباشرةً لأنهُ يستحق العقاب ، وصرح مراراً القاتل بأنهُ ليس نادماً بل سوف يدخل الجنة من اوسع الأبواب لأنهُ قدم خدمًةً للأسلام ما بعدها خدمةً كالجهاد في سبيل إقامة الحد بالسيف على كل فاجر خارج عن الشريعة مرتداً .
هنا من المؤكد ان السنوات التي حدثت لاحقاً كانت تُشيرُ الى مكانة الأديب واعماله الفائقة والفائضة في اسلوبها الأدبي في إتقان روائي وقصصي محكي في اللهجة المصرية العامية ، وفي كمال وزينة ودقة اللغة العربية السليمة . التي كانت اُسلوب ونهج نجيب محفوظ في اكثر الأحيان سواء كان عندما يروي قصصهِ في مجالسه الخاصة وفِي مكتبهِ في "جريدة الاهرام القاهرية "، حيث كان لَهُ مكتب خاص يجتمع بهِ مع كبار وعمالقة الأدب العربي في ايام كثيرة، كان اللقاء يضم بِلا مواعيد مع الصحافي "محمد حسنين هيكل "، ومع "توفيق الحكيم"، ومع "محمود عباس العقاد "، ومع "كوكب الشرق السيدة ام كلثوم "، التي احبها كثيراً وكان معجباً في إدائها الفني وصوتها الجميل والرائع ومكانتها في إيصال الحس الوطني بعد حفلاتها التي كانت تتبرع بريعها الى المجهود الحربي، بعد محاولات الحروب على جمهورية مصر العربية اثناء الإعتداء الثلاثي 1956 و 1967، و يوم العبور1973،
عندما تم اختيار اعمال الأديب لنيلها "جائزة نوبل في الآداب "، من قبل الجهة المنظمة كانت شبه تحول تاريخي عبر عنهٌ نجيب محفوظ بأن الذي انتصر ونال الجائزة هو الشعب المصري كافة . لأنهُ كان يكتب عن الأصالة طيلة عشرات السنين ولم يسمع بيّ أحداً وكنت اعمل في سنوات القحط والفقر والعوز أياماً طويلةً لا اجد مدخولاً يسد رمقي و معاناتي كانت تتشابه مع جميع الذين كانوا "يُعانون النُدرة "، في الحصول حتى على الرغيف وحدهُ.
من سمات الأديب بعد نيلهِ الجائزة حيث لم يستطيع السفر الى السويد لكنهُ كلّف السفارة المصرية ومثلتهُ ابنتيه "ام كلثوم و فاطمة"، في تسلم الجائزة مباشرة.
وصرح انهُ سعيد وسوف استمر بالكتابة الى اخر لحظة في حياتي معلقاً على ذلك لأنها متعتي الوحيدة التي تعودت على ممارستها منذ تفتحت اعيني على الكتب والمجلات التي كانت شحيحة وبالكاد احصل على رؤيتها لكنها كانت جديدة وتشدني وتجذبني الى متابعة القراءة في شغفها التي أوصلتني الى "حلمي الكبير" ،كما انهُ قال في الكثير من لقاءاتهِ انني اشعر بتلذذ ما بعده غبطة عندما امسك القلم ما بين إبهامي وسبابتي وأبدأ بنسج خيال نابع من اعماق أعماقي .
ان الذي حاول إقصاء الأديب من الوجود لم يكن إلا صعلوكاً في اياديّ المتخلفين الذين يعيشون على غذاء ثقافة القتل والذبح المستمرة الى اللحظة ؟
القرار بإزاحة الفيلسوف نتيجة حتمية بعد وصول اعمال الأديب الى مستواها الأدبي الذي شكل نقلة نوعية في التقريب بين الحضارات المتعددة التي مرت على ارض "الكنانة مصر"، منذ اليوم الاول لتدفق مياه النيل الأزرق اتياً من مسافات بعيدة جداً لكن الزمن حول ارض مصر وشعبها الى "حدوتة شعبية "، تتناقلها الناس بكل لطف وخفة دماء حسب ما كان يقدمهُ الاستاذ في رواياتهِ المتتالية ، التي كانت دائماً تجذب القراء مع الاسماء والأمكنة والأزمنة لأصحاب "السحنات المصرية المعروفة في لونها ورمزها الأسمر وزنود البحارة "، الذين كانوا يجوبون ويغوصون في نهر النيل الأزرق ،
كان دائماً يحب مصافحة الناس العاديين من طبقة الفقراء ولم يكن لديه مانع بعدما إزدادت شعبيته ِوشهرتهِ غداة فوز اعمالهِ بحائزة الأدب ،
كما انه يعترف ان لَهُ "اصبعاً سادسا ً"، بدونِ شعور يعتز بإمتلاكهِ لذلك" القلم "، الذي كان بمثابة مرافقاً لَهُ منذ بداية كتابة رواياتهِ التي كانت سبباً في محاولات متعددة لإغتياله.
اما الثلاثية الشهيرة تضم فصول روايات ثلاثة
"بين القصرين "وقصر الشوق" والسكرية"، بالإضافة الى
رواية" اولاد حارتنا "،التي مُنعت منعاً باتاً في مصر بعدنشرها في لبنان بيروت مطلع الستينيات من القرن الماضي ، كانت ناقوس خطر رافقه الى مطلع التسعينيات من نفس القرن بعد انتشار العمل الإرهابي في تجريم وتحليل دماء كل الكتاب والصحافيين الذين يُروجون الى فكرة الإنفتاح على الاخر،
احلام فترة النقاهة الأحلام الاخيرة للأديب كان الحلم الذي يحمل رقم "352 "، يعبر عن مكنونات لاحقته بعد وقبل الاغتيال ولاحقاً حيث نرى ان الأديب لَهُ باع واسع في البحث الخطير والدفين للشعوب تلك التي سكنت مناطق النيل ومناطق الرافدين، بعد ما آلت اليه ظروفنا الحالية من ان نظرةً الأديب لم يكن يتمنى ما وصلت اليه حالنا ،لكنهُ أشار اليها منذالبواكير في ادبياتهِ واعماله القيمة وإلا لم تصبح مترجمة الى لغات العالم الحديثة والمتجددة .
حلم 352 بالحرف””فجأة أخترق الزلزال قلبي وجف حلقي وكانت ثواني كأنها أعوام ولكن الله سبحانه كتب لنا السلامة واختلفت الطوائف فقال المسلمون إن الله اكرم الخلق إكراما لهم، وقال المسيحيون إن السلامة كانت هديةً لهم ، وقال اليهود إنهم أحباب الله منذ القدم، وأشتد الجدل واحتدم وكادت الفتنة أن تشتعل،"".
القراءة كانت من يوميات نجيب محفوظ في معظم الأوقات والأحيان كان مرادهُ ان يكتب عن ما لا يستطيع المواطن العادي التحدث به علناً وشفهياً لذلك كانت جائزة نوبل يستحقها الناس اولا وأخيراً لأنهم اقرب الى حبر ومداد قلمهِ من صالات التكريم الفسيحة والمبهجة في إنارتتها،
في ذكرى منحك الجائزة نستدركُ كم كُنت عادلاً ومُحِقاً في أحلامك واحكامك النابعة من أصالة الأدب العربي الذي لا يموت وإن مات الكثير من امثالك، يبقى الأدب فناً وشعراً مهماً تطاولوا على قامات من طينتك،
بالرغم من ان هناك من يعتقد اننا لا نصل إلا اذا زضيّ عنا الغرب او عندما يمنحونا جوائز قيمة فليس ذلك عيباً او إهانة لكن الإعتماد على الذات هي مشرع يحتاج الى سلام دائم ومستقر لكى تُصبِحُ ثقافتنا من أوليات ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا،
عصام محمد جميل مروة ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الطبقات المسحوقة في المجتمع وإعادة إحياء دور الإنسان كك ...
- إستعادة الثروات المنهوبة مطلب شعبي هل يتحقق ام بعيد المنال..
- رسالة الى رئيس مجلس النواب اللبناني الإستقالة سريعاً صوناً ل ...
- رِقة فيروز في اغانيها تنبعثُ كألحان روحية الى اخر المدى..
- ممنوع تصفية القضية الفلسطينية بالإغتيالات للقادة الميدانيين ...
- اعتراض مرشد ثورةً ايران على فقراء العراق ولبنان انانية غير م ...
- الحراك المدني والتظاهرات في مواجهة الطائفية السياسية قبل الف ...
- غارات إرهابية على جُحر ابو بكر البغدادي الدموى


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام محمد جميل مروة - نجيب محفوظ يعود من جديد..اليقظة والأحلام معاً..