أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - قفشات وتسميات مبتكرة صاحبتْ ثورة الاشقاء السودانيين














المزيد.....

قفشات وتسميات مبتكرة صاحبتْ ثورة الاشقاء السودانيين


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 6436 - 2019 / 12 / 13 - 01:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ ان بدأت الثورة السودانية للقضاء على نظام البشير ؛ كنت أتابع ما يجري أولا بأول وقد لفتت نظري كثرة المصطلحات الغريبة التي كان يطلقها الثوار وأتباع السلطة معاً وما يتخللها من قـفْشات مضحكة وسط معمعة الانتفاضات والاحتجاجات العارمة قبل ان تنجح الثورة التي باركناها ونبقى نؤازرها ما حيينا .
وكثيرا ما يتندر الأشقاء السودانيون وهم في غمرة احتجاجاتهم ومظاهراتهم التي اخذت تتصاعد وتتسع ويزداد عددها في مواجهة الحكومة السودانية حتى انتصروا على عسكريتاريا البشير فقد استخدموا مصطلحا في إحدى "جمعهم " الاحتجاجية سمّوها " لحس الكوع " والتي استحوذت على اهتمام الاعلام العربي وغير العربي لغرابة هذا المصطلح وهذا الاسم غير المتداول من قبل .
والحق اني عزمت جادا على معرفة سبب التسمية ، وبعد البحث والتقصّي اتضح لي ان مسؤولا رفيع المستوى في حكومة البشير قال ان المعارضة لا يمكنها مواجهة وإسقاط الحكومة السودانية لأن الأمر أكثر صعوبة – بل الاستحالة –من لحس كوع الإنسان بلسانه / يا لغرابة التشبيه . مثلما نقول نحن العراقيين بالدارجة " لو تطلع نخلة برأسك " أو باللهجة المصرية " لو شفت شحمة أذنك " ويقولون أيضا " عشم إبليس في الجنّة "
وقبل لحس الكوع كانت جمعة " شذاذ الآفاق " الأكثر غرابة في تسميتها من قبل ثوار السودان ، اجل هكذا يسمي المعارضون السودانيون جمعاتهم المناهضة للبشير وحكومته .
لكن لماذا "شذاذ الآفاق" يا تُرى ؟ أليست التسمية معيبة الى حدّ كبير خاصة اذا صدرت من المحتجين أنفسهم وبعد التحرّي كرّة أخرى اتضح لي ان الرئيس البشير سمّى هؤلاء المحتجين تهكّما وازدراءً بهم وسخرية من نشاطهم المعارض والمحتج .
ومن الطريف ايضا أتذكر ان السودانيين المعارضين اختاروا اسم " الكتاحة " لجمعتهم الاولى منذ بدء مواجهتهم حيث طغت هذه التسمية وانتشر هشيم نارها وهبّت ريحها الحارقة على صفحات الفيسبوك .
والكتاحة في اللهجة السودانية المحلية هي الرياح الغبراء المصحوبة بالعواصف الترابية التي تخنق الأنفاس ولابد ان ياتي بعدها ما يفرج عن البلاد من مطر ورواء لمسح آثار تلك العاصفة الكتّاحية الهوجاء وهكذا حصل بعد ان هبت رياح التغيير الصعداء بدل سموم الكتاحة الغبراء .
ومثلما سَمّى المصريون اتباع حسني مبارك ورعايا الحزب الوطني ب " الفلول " وذراعهم العسكري الأهوج بالبلطجية وكذا سمّى السوريون الثوار اتباع بشار الاسد وزبانيته وذراعه العسكري ب " الشبيحة " لكن السودانيين لهم مصطلحاتهم الغريبة النادرة التي لم نألفها من قبل وحقا كانت مثار تندّر واندهاش للمتابعين للشأن السوداني ومحتجيه الذين انضموا أخيرا في صفوف ما يسمى بالربيع السوداني المزهر بانتصاراته .
والحق ان الربيع السوداني الناهض منذ ان بدأ كان يندد بالغلاء المستشري في الاقتصاد المتعثر بسبب انفصال الجنوب السوداني الغني بالنفط عن شمال البلاد وتخلّي الدولة عن دعم اسعار الوقود مما ادى الى ارتفاع اسعاره ورفع قيمة الضرائب للمنتجات الاستهلاكية ، فالاقتصاد السوداني يعاني كثيرا من التضخّم مع انخفاض عملته بشكل حاد امام العملات الصعبة لكن الحكومة السودانية البشيرية كانت تبرر إجراءاتها التقشفية لأجل سدّ العجز في موازنة الدولة وقد حثّ المعارضون المسؤولين على ايجاد السبل الكفيلة بمعالجته اضافة لتوفير الخبز المدعوم للفقراء والمعوزين مع بعض المطالب التي تمسّ حياة المواطنين في كدحهم اليومي .
وشيئا فشيئا تعددت مطالبهم الى حد تبني حلول سياسية حيث رفعوا شعار/ الشعب يريد اسقاط النظام ؛ مثلما تبنّى المتظاهرون في عدد من دول الربيع العربي كمصر وتونس ولكن الشعار الاخطر/ ياخرطوم ثوري ثوري ضد الحكم الدكتاتوري حدد تماما مطالب المعارضة التي تهدف صراحة وعلنا الى اسقاط نظام الحكم في الخرطوم .
ولنعد الى مصطلح آخر تداولته ألسن المحتجين وهو " الرّبّاطة " فقد ابتدع السودانيون في وصف بعض المجموعات المدنيّة المسلّحة التي كانت تهاجمهم اثناء تجمعهم للاحتجاج .والربّاطة كما يقول اشقاؤنا في السودان هي المجاميع التي تقطع الطريق على المسافرين والتي يقابلها في مصطلحات الربيع العربي الشبيحة والبلطجية .
ترى هل يستمرّ الربيع السوداني ويستطيع مدّ لسانه اطول فأطول كي يستطيع لحس كوعه بعد ان اسقط السلطة الحالمة ويفعل الممكن والمستحيل معا .
لا أخفي ان أملي كبير فيهم مثلما أملي الذي لا يتزعزع ورهاني الفائز على نجاح منتفضي العراق ولبنان والجزائر .



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحببْ عقائد الآخرين محبتك لدينِك
- هكذا تعلّم الأنظمة الراقية أجيالَها الجديدة
- عناءٌ وشقاءٌ ؛ صديقان لا يفترقانِ عني
- صناعة الابداع ؛ رؤية وانطباع فيما يُكتب الآن
- تــكْـتَـكَـتْ ساعة الصفر فلا توقفوها
- بعض مظاهر النفاق الشائعة في وسطنا المجتمعيّ
- تقليعة صينيّة في فضح الفاسدين
- طلبُ رجاءٍ الى جسدي
- قتل الحرفيّة العراقية وتدمير الاقتصاد في زمن النظام الريعي ا ...
- أتَضوَّر عشقاً
- هل جننتَ حتى تبتسم ؟؟
- بانتظار قطاف مشمش المزارع غودو
- بين الحاجة والابتكار
- حِبالٌ خانقة
- رفقتي الى شارع المتنبي مع حفيدتي المغتربة
- أخطاءٌ مقدّسة
- إناقة الأكاذيب أمام الحقائق العارية
- أجنحة طائرة على أوجاعها
- رحماك يا وابور على مصر وأهلها
- متى يغنّي عبّود المتعب في بيته الذكيّ ؟؟


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - قفشات وتسميات مبتكرة صاحبتْ ثورة الاشقاء السودانيين