أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اثير حداد - كن واقعيا و اطلب المستحيل














المزيد.....

كن واقعيا و اطلب المستحيل


اثير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6435 - 2019 / 12 / 12 - 21:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


"شعار "كن واقعيا و اطلب المستحيل" رفعه طلاب باريس عام 1968 بعد ان سخر منهم العمال.
ليس المسعى هنا التفصيل بثورة طلاب باريس عام 1968، بل
ان المسعى هو تقديم اضاات عن احداث العراق منذ اكتوبر ولحد الان

فاجئ شبيبه العراق جميع الاوساط ليس في داخل العراق فقط بل وخارجه, الى درجة ان وكالات الانباء العالمية والعراقية اعتقدت انها مجرد هبه ستخبو بعد حين ولهذا تم اهمالها. هؤولاء الشباب متوسط اعمارهم بين 15- 25
عاطلين عن العمل، خريجين وللا عمل ايضا ، عمال مسطره، امي و يقرا ويكتب، كسبة صغار مع صغار الموظفين، نساء رجال .
اي انهم ومن الناحية الدخلية الادنى دخلا في المجتمع وبالاخص في بغداد فهم في الغالب عمال اجور يوميه من مدينة الثورة تحديدا. ثم انضم اليهم الشباب ابناء الطبقة المتوسطة الدنيا في المجتمع طلاب و معلمين ثم محامين .
ان ابرز مشاركة في هذه التظاهرات كان المراة. ففي مجتمع تحكمه العادات والتقاليد البدوية وليس المدنية في النظر الى المراة واعتبارها "شيئ" وليس انسان حيث تمنح كديه وفصليه في النزاع العشائري مع عدد من الاغنام في المناطق العشائريه، وفي المدينة، بغداد ضمنها، لا تستطيع المراة ان تخرج من المنزل دون الحصول على موافقة " ولي امرها" حتى ان كان طفلا بشرط ان يكون ذكر فقط. اما خياراتها الاخرى في الحياة فلا حرية لها في الاختيار. اقول، ان حجم ونوعية مشاركة المراة اذهل الجميع، ويقدم ضاهرة جديده في التاريخ العراقي، حيث تجد الفقيرة التي تاتي فجرا من مدن الصفيح المحيطة ببغداد الى ساحة التحرير من اجل خبز "كرص الخبز الحار" للشباب المتظاهرين، وتلك التي تقوم بغسل ملابس الشباب مجانا في ساحة التحرير، والاخرى التي تقدم لهم مجانا "الكلينكس" وهي تعتاش على بيعه، وغيرهم عديد
والاكثر ابهارا هو مشاركة طلاب الطبية بشكل فاعل في التظاهرات، وبالاخص منهم عدد كبير من الطالبات. هذه المشاركة ليست شكليه بل فاعلة جدا جدا حيث حولت ارضية ساحة التحرير الى مستوصفات فاعله ومتنقله.
التك تك. سواق هذه العجلة الصغيرة لم يقدموا للعراق ضاهره حديثة فقط بل للعالم ايضا، حيث شكلوا الجهاز التنظيمي لشباب ساحة التحرير. حيث انهم يتظاهرون ينقلون المتظاهرين من مكان الى اخر، واحيانا يحلون محل سيارات الاسعاف، ويقومون بمهام سيارات التكسي ولكن دون اجر.
نـــــريد وطنـــــــــا
بعد 16 سنه من محاولات القيادات السياسية العراقية لتاسيس "بلد" على اساس طائفي-قومي وعلى اساس شعار المضلوميه، وعلى اساس توزيع المناصب حسب "المكونات" وحجمها داخل المجتمع ( رئيس جمهوريه كردي، رئيس وزراء شيعي عربي، رئيس البرلمان سني) اختفى الشعار الذي حاولت تلك القوى السياسيه جعله واقع حال في العراق، بالرغم من عدم وجود نص دستوري لذلك، وكانت تخاطب الناس بانهم وكلاء الله على الارض والمتحدثين باسمه، ووضع البعض منهم انفسهم " تيجان" على رؤوس من خدعوهم طوال كل تلك السنوات، وشجعوا نمو السطوة العشائرية، وكذلك تفشي الزبائنية، وتقاسم الثروة كما في التاريخ القديم بعد الغزو، ولم يعملوا على انتاج الثرة بل توزيع الثروة على المحاسب عبر " اعطوه الف درهم"، وشكلوا تنظيمات مسلحه تخضع شكليا لسلطة الدولة ولكن عمليا لتلك الاحزاب او الكتله البشريةـالسياسيه رغم ان تلك التنظيمات المسلحة تمول وتسلح من قبل الدولة، اقول:
رغم كل ذلك تفاجئ الجميع بحجم ونوعية المشاركين في انتفاضة تشرين/2019 ومطالبها " اريد وطن ـ اريد حقي" حيث تمثل نقلة نوعية كبيره في وعي الفرد العراقي وبالاخص الشيعي من مفهوم الاغلبية العددية الى مفهوم الوطن.
وقبل الانتقال الى خلاصة الخاتمة لا بد من الاشارة الى انني لست متلبسا بجني الاحلام وان كل ما هو قادم سيكون ورديا، فما زال الطريق طويلا وسيمر بمنحنيات حاده و مطبات وعنف وعنف مضاد.
و تحديدا في قضية العنف وما جرى في يوم الخميس 12/12 من قتل شخص وتعليق جثته هذا العمل المدان جاء نتيجة لتراكم الغضب والناتج عن الممارسات التعسفيه من قبل السلطات الرسمية و الطرف الثالث .
المستحيــــــــــــــــــــــل
بجدارة عاليه استطاع شباب الانتفاضه تغير الاتجاه من دولة المكونات المخالفة للعصر ولا تستند على اي نص دستوري وكانت تسير بتسارع نحو تشظي العراق الى مناطق جغرافيه منغلقة على "مكونها" والى مكونات سياسيه تمثل احد المكونات او تمثل مدينه معينه الى مطلب اريد وطناً.
من المثير للاستغراب هذا التشبث القوي من قبل قمة السلطة بالسلطة نفسها ( هذا الجانب يشابه ما يحدث في الجزائر ). ولكن اذا ما امعنا التحليل في احتكار السلطة من قبل الدوله في الدول غير الريعية نجد ان استقلالية الجانب الاقتصادي دور مهم في رضوخ السلطة وتنحيها كما في السودان و تونس.
في العراق دولة ريعية بامتياز، تفشى فيها الفساد والناتج ايضا من سهولة الحصول على عائدات ماليه دون الحاجة الى المواطن بل الحاجة الى الاسواق العالمية لبيع النفط والى البنوك العالمية لتحويل العملات بانسيابيه. كل هذا خلق وعيا لدى السياسيين الى عدم الحاجة للمواطن وعدم الحاجة لتطوير قدرات و امكانيات المواطن من اجل زيادة انتاجه كما ونوعا.
يمكن توصيف الدولة العراقية بانها دولة توزيع الثروات وليس انتاجها "كما في اليابان و كوريا الشمالية مثلا " وهنا شرع الزعماء بسياسة الزبائنيه و الفساد والافساد، وهم يؤمنون بان ما يقدمونه عبارة عن "تفضل" من قبلهم وليس حق للمواطن.
شباب ساحات التحرير واقعيين جدا ويسعون لتحقيق ما كان يبدو مستحيلا.



#اثير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤمن بدل المواطن !
- تحرير الموصل نصف انتصار !
- الخوف من المستقبل هو خوف من الحريه -3-
- الخوف من لمستقبل هو الخوف من الحريه - 2-
- الخوف من المستقبل: هو الخوف من الحريه - 1-
- الموظفين السياسيين
- نقبل بعضنا شريكات لحماية بعضنا !!!!!
- النفط لن يعود قادر على الاطعام !
- العلمانيه مركب النجاة
- يوميات رب عائله
- الشعبويه، التعبير السياسي لبرامج - تلفزيون الواقع -
- الشعبويه، التعبير السياسي عن برنامج الواقع التلفزيوني
- لّو !
- أ كان نظام البعث علمانيا ام سنيا ؟
- اكان الربيع العربي احباطا !
- من المسيطرعلى السوق العالميه للنفط الان ؟ العرض ام الطلب ؟
- اسلحة الدمار الشامل العراقيه موجوده لكن الفطرسة الامريكية لم ...
- الوعي عندما يُغيّب
- الطائفية ...... لا تبني وطنا .
- الظاهرة التكفيرية ... اهي ظاهرة جديده ؟


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اثير حداد - كن واقعيا و اطلب المستحيل