أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمان الصوفي - الدائرة الدلالية الذاتية في ديوان - همسات قلب حائر - للشاعر - سعيد محتال -















المزيد.....

الدائرة الدلالية الذاتية في ديوان - همسات قلب حائر - للشاعر - سعيد محتال -


عبدالرحمان الصوفي

الحوار المتمدن-العدد: 6435 - 2019 / 12 / 12 - 17:33
المحور: الادب والفن
    


دراسة نقدية ذرائعية مستقطعة لديوان " همسات قلب حائر " للشاعر " سعيد محتال " // عنوان الدراسة المستقطعة : (الدائرة الدلالية الذاتية ( ذاكرة الحضور ومركزية الصوت ) والدائرة الدلالية المفتوحة ) // إعداد : ( عبدالرحمن الصوفي / المغرب )
____________________________________________________________________________________

مقدمة :

المعجم مادة ثرية من الدلالات والاستخدامات والتداولات قابلة للاستثمار والصرف في وجوه يمكنها أن تساعدنا في فهم جوهر شعرية الشعر والتي يكون بها الشعر شعرا . فكل كلمة في سياقها تحمل معاني كثيرة ومتعددة ، منها العلامات المضمرة التي تحاكي عالما علاماته وطرقه غير مرئية ، تمازج بين مختلف ألوان طرق الحياة وعيشها وفهمها ، يمزج كل شاعر بين لطائف القلب ودقائق العقل ، يبحث عن طرق غير مألوفة ، يستنطق علامات مصمتة فيحييها ، يستنطق إنسانيته وإنسانية الآخر ويترصد أفقها .
الشعر يكسر صمتنا وينير ظلمتنا ، ويخرجنا من بهيميتنا ، ويعيد لوننا ، فنعرف وجه العالم المبهم ...العالم بغير شعر يغدو صخرة مصمتة ، ليلا بهيما . يقول " علي أحمد الديري " :" الشعر الذي لا شية فيه ، لا عالم فيه ، ولا تفتح ، ولا استيضاح ، ولا لون ، ولا بيان ، ولا وجه ، ولا تعدد ، ولا نطق ، ولا قنديل ، ولا لين ، أو لنقل لا إنسانية فيه ، فالإنسان لا يحل في الشيء ، إلا وأودع شيته فيه ، فيصير الشيء إنسانا ، ولا شعر بدون إنسان يشي ، كما لا إنسان بدون شعر يشي فدون ملازمتهما الصمم والفراغ الذي يقابل الامتلاء عند أدونيس ..." .

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

1 - ذرائعية العنوان :

عنوان ديوان " همسات قلب حائر" ( الديوان الأول للشاعر " سعيد محتال " يشي بمعاني علاماتية كثيرة ، نبين منها :

الانطلاق والولادة : الهمس مرتبة من النطق ، وهذا الأخير إعلان ولادة الإنسان في الأشياء ، أي فمتى نطقت الأشياء ولدت وتوالدت ، و " همسات قلب حائر " بهمسها تحقق شرط إنسانيتها . بهذه الولادة تخرج الأشياء من عالم الصمت والإصمات . عنوان الديوان يدفنا لنعتقد جازمين أن نصوص الديوان هي مساحات يسائل بياضها سوادها ، لتستخرج بلطف ( همسات ) مسارا للعالم ، أي تفجر بلطف همسي مسار القول وأفقه لأن مسار القول هو مسار الشعر ، ومسار الإنسان مسار العالم .

___________________________________________________________________________________

2 _ المدخل البصري :

ديوان " همسات قلب حائر " للشاعر " سعيد محتال " يضم 123 صفحة ، وهو من الحجم المتوسط . يتكون من ستة وستين قصيدة بين قصيرة ومتوسطة الطول ، منها : ( زاوية الظل - شوق الحنايا - عشاق الجمال - عتمة الطريق - فيض من السماء - متاهة الحرف - صرخة طفل - أنين معلم - أوهام إبليس ... ) العناوين أغلبها ذات تراكيب اسمية ، أما العناوين ذات التركيب الفعلي فقليلة جدا ( عشقت حزني - دع الحزن - ) .

لون غلاف الديون الأسود ، تتمركز في دفته الأولى شمعة تنير السواد بضوئها ودخانها ، توسطه العنوان ( همسات قلب حائر ) باللون الأصفر واسم الشاعر خط باللون الأبيض . والقصائد من صنف الشعر النثري .

جاء في مقدمة الديوان / ( الأستاذ محمد لبيب ) : " بفطرة الشاعر السليمة يدلف الأستاذ الشاعر سعيد محتال إلى رياض الشعر ، بحيث يتخفف في رحلته الفنية من زوائد الأفعال والتصنيع ، وشوائب التقعر ، إذ يذهب إلى المعنى الشعري مباشرة قيأخذه بيسر ويلبسه اللفظ المناسب بسلاسة ، فجاء بوجه في هذا الديوان همسات صادقة صادرة عن وجدان محموم يحمل هم الحياة والواقع ، وزفرات تخفي بكائية ترثي حال الإنسان في منعرجات حياة قاسية ، دون أن يتخلى عن رومانسيته الحالمة بالتغيير ، والمبثوثة في أحلامه التي ترخي بظلالها على قصائد الديوان ..." .

عناوين التركيب الاسمي ( اسم + اسم ) لنصوص الديوان ( زاوية الحرف / عاشق الجمال / عتمة الطريق / غربة الجسد / متاهة الحرف .... ) بصريا ( القشرة ) ، تعد العناوين الصغرى أول تجليات الخطاب التي يقابلها القارئ قبل أن يشرع في قراءة النص . ومع أن وظيفة العناوين الأساسية هي التحديد والتسمية ، فإن دلالة لبها تؤسس لصفتها دالا يكتمل بمدلولاته ، أو أفقا يفتح المجال أمام تموقع القارئ ، بحيث لا تلغيه وتجعله مشاركا في عملية إنتاج النص وتأويل احتمالاته المتحركة . العناوين الاسمية هي رسم من جهة وضعها ، ورسم من جهة تفسيرها ، لذلك تنفتح بالضرورة على آليتين متكاملتين ، ترتبط الاولى بقصيدة العنوان ، بينما تؤسس الثانية دلالة العنوان ، ولهما معا دوائر دلالية نذكر منها :

- دائرة دلالية مفتوحة .

- ودائرة دلالية ذاتية تحيلنا على ذاكرة الحضور للشاعر في النصوص .

فمن خلال هذه الدوائر الدلالية سنغوص في نصوص ديوان ( همسات قلب حائر ) .

_____________________________________________________________________________________

3 ----- الدائرة الدلالية الذاتية / ذاكرة الحضور في النصوص ---------------------------

تبدو جلية مركزية الصوت في الكثير من نصوص ديوان " همسات قلب حائر " ، أي تكريس صورة الصوت الواحد عبر الخطاب الشعري ، فلا توجد في النص لغة اخرى غير لغة ذات الشاعر ، من خلال مفتاحية ودلالة ياء المتكلم ، والتاء المتحركة للمتكلم ، وحرف المضارعة (أ = أنا ) ، وتقل لغات أخرى تمثل طبقات معينة في المجتمع لها صوتها ، أو لها أيديولوجيتها ، فالخطاب الشعري في هذا النوع من القصائد يكفي ذاته بذاته ، ولا يفترض ملفوظات الآخرين خارج حدوده . فمركزية الصوت تعقد علاقتها بين الصوت والكلام ، أي ينقل الشاعر الكلام جنبا إلى جنب مع أشياء أخرى قد يعجز الكلام على نقلها ، فعمق العلاقة بين الشاعر وصوته تتجاوز حدود الجسد إلى فضاء الروح ( همسات قلب حائر ) ، لتتضح عمق العلاقة بين الذات الفردية ( صوت العقل ) والذات التي يتعذر الكشف عن أعماقها ، أي حضور الصوت الذي يتعذر تحديده ( صوت القلب / الروح ) .

يقول الشاعر في قصيدة " هي راودتني " :

يا من تراودني عن نفسي = ياء المتكلم × 2
وأنا لا أدري = أنا + حرف المضارعة ( أ )
من أنت ؟؟
أسقطت عني كبريائي = ياء المتكلم × 2
أنا إنسان = أنا
حر يأبى الضيم والنسيان = أنا
في زمنك الزاهي .
هل أنت قدري ؟ = ياء المتكلم
أم أنا من يسعى وراءك = أنا
بلا هوان ؟
سطرت كلماتي = ( التاء المتحركة( المتكلم )
حين لا زمني ظلك = ياء المتكلم
أثقلت همومي ووسواسي = ياء المتكلم × 2
عدت أستعيد منك كخنسائي = التاء المتحركة ( المتكلم ) + ياء المتكلم
أنا لست ذا إحساس = أنا + التاء المتحركة ( المتكلم )
في زمن البأس القاسي
كي تبالغي في إتعاسي = ياء المتكلم
لماذا ؟؟؟
كلما اقتربت مني = ياء المتكلم
زادت دقات ارتعاشتي = ياء المتكلم
قلت عبراتي = ياء المتكلم
ما خلقت = التاء المتحركة ( المتكلم )
لأعيش حبيس أنفاسي = حرف المضارعة ( أ) + ياء المتكلم
بل كي أحيا = حرف المضارعة ( أ )
من جديد
كباقي الناس .

ومما يكرس مركزية صوت الذات المعنى المتماسك النصي ، وهذا التماسك طبعا ينحاز أكثر إلى مركزية صوتية ، خصوصا حين يصدر الصوت عن ذات واحدة ( ذات الشاعر ) ، وقد أوضح لوسيان كولدمان أن " العمل الفني أو الأدبي يكون ناجحا من الناحية الجمالية عندما يدل على معنى متماسك يعبر عنه بشكل مناسب ويكون المعنى متماسك حين يتطابق فيه الموضوعي مع الذاتي " .
ويبدو تماسك المعنى في قصيدة ( أنين معلم ) و ( أزمة الأمس ) من خلال الرؤية الفردية للذات الساردة ، ذات اتجاه واحد تكرس مركزية الصوت ، ويتضح ذلك في البنى التصويرة التي اعتمدت صيغ وصور بلاغية وانزياحات متعددة ليست موضوع دراستنا النقدية الذرائعية المستقطعة هذه بل تدرس في مدخل آخر .

يقول الشاعر في قصيدة ( أنين معلم ) :

أيا شيخي الموزون. = ياء المتكلم
خبرني = ياء المتكلم
أنا حيران هذا الزمان = أنا
أشكوك ظلما = حرف المضارعة ( أ )
سئمت تكاليف الحياة = التاء المتحركة ( المتكلم )
وما تذوقت طعما = التاء المتحركة ( المتكلم )
زدت عن حد السن ثلاثا = التاء المتحركة ( المتكلم )
وما أدري كيف أصير = حرف المضارعة ( أ ) × 2
خلقت حرا = التاء المتحركة ( المتكلم )
حين كان الناس عبيدا
فصرت عبد العبيد = التاء المتحركة ( المتكلم )
زمن الهجر والغدر
التفت حولي الصحاري والأدغال = ياء المتكلم
وانهالت علي الشدائد والأثقال = ياء المتكلم

وجاء في قصيدة ( أزمة الأمس ) :

منذ الأزل الفاني وأنا أعاني = أنا + ياء المتكلم
من وجع الألم الداني
لست أدري ، أأنا الجاني = التاء المتحركة ( المتكلم ) + أنا
أم ذا قدري = ياء المتكلم
نعتوني بن يقضان = ياء المتكلم
أدركته لجج الطوفان
محمول على صهوة الحيتان
بيدي كانت نهايتي = ياء المتكلم + ياء المتكلم
تسلقت جدران الهوى = التاء المتحركة ( المتكلم )
باحثا عن مأوى
ما وجدت غير موتي = التاء المتحركة ( المتكلم ) + ياء المتكلم

لقد حاول " رومان جاكبسون " تدقيق مفهوم الانزياح في النصوص المتمركزة حول الصوت ، فسماه خيبة الانتظار ، أي أن المتلقي يحمل رصيدا من المادة الخام اللغوية سابقة قبل تلقيه النص الجديد ، وتبدو دهشته إذا كان النص الجديد الذي يتلقاه يختلف عما لديه من رصيد ، بحيث يخيب ظن المتلقي في مطابقة معاييره السابقة مع معايير العمل الجديد ، وهذا هو الأفق الذي تتحرك في ضوئه الانحرافات أو الانزياحات عما هو مألوف .
ونقدم كنموذج قصيدة ( اسمي السليب ) ، حيث السارد الذاتي يعتمد ينية الانزياح على مستوى العالاقات الجزئية النصية التي تتآزر في إطار البنية الكلية الواضحة وهذا ما يؤدي إلى وضوح الدلالة الكلية للنص في النهاية . بحيث لا تفصل بين طرفي الصورة الشعرية فجوة واسعة ، لأن الشاعر يتلفظ عناصر الصورة من الطبيعة المحيطة به والواقع المادي من حوله ، فاتجه نحو التشخيص وخلق عالم للمحاورة .

يقول :

جسدي انشطر = ياء المتكلم
تنكر لي بحري واندثر = ياء المتكلم
ويابستي تقول لي لقد كفر = ياء المتكلم
حتى موتي السليب = ياء المتكلم
اغتصبني وما تستر = ياء المتكلم
ركبت برقا أبى السفر = التاء المتحركة ( المتكلم )
كوني من جنس البشر = ياء المتكلمة
عدت حزينا = التاء المتحركة ( المتكلم )
لا أدري أين المفر = ياء المتكلم

تبسم ظلي وقال : = ياء المتكلم

إلى سقر
أهي القيامة إذن ؟ أم أشراطها ...؟؟
بربك ، هل من مستقر ؟؟؟ ...

مما يكرس مركزية الصوت في قصيدة ( متاهة الحرف ) البنية الزمنية ، حيث نرى فيه التفاتا من الحاضر إلى الماضي أو من الماضي إلى الحاضر ، أو من الحاضر إلى المستقبل ، حيث نرى تقنية الارداد نسقا معتمدا في القصيدة ، ونعني بالارتداد العودة إلى نقطة زمنية تنتمي للماضي لها ثقلها الضاغط على السارد ، وهو السبب الذي أدى إلى فتح حوارية بين الماضي والحاضر في النص ( قال لي مازحا ) ( فأجبته ) . تنسحب الدلالة على الزمنين في النص ، ويفرق هايدغر بين الانقضاء ( ما كان ) والماضي ، فالماضي تعبير بصدق على الموجودات التي ليست من نوع الموجود ( الإنساني / المتواجد ) ، بحيث لم يمض بل انقضى أو كان ، أي ان الكينونة لا تزال باقية ، وما قد كان لا يزال في الحقيقة كائنا .

يقول الشاعر :

وما زال حرفي
يجرني إلى متاهات

قال لي مازحا : ضاعت الأمنيات

بين ركام الكلمات
أرضي عاقر لا تنجب سيدات
حدائقي عذارى بئيسة
حزينة شهباء
سقاها مدادك بدموع مصلوبة
على جدار الذكريات
تسللت خفية
إلى سلة المهملات
لعلي أجد حرفا غيره
لا يقبل التيه بين الممرات
أو يحلق عاليا بحثا عن المنكرات

ثارت حفيضته

كيف تدخل بدون استئذان ؟؟
نسي أن المداد حبري
أن الريشة فراشي
تسمو كيف تشاء
أن بحر مدادي مليء
بالأعطيات

أجبته : يا حرفي التائه

إذا ما انتهت اللعبة خبرني
من سيهبك غيري النجاة .

__________ ___________________________________________________________________________

4 _ الدائرة الدلالية المفتوحة في نصوص ديوان ( همسات قلب حائر ) .

شكل بروز قصيدة النثر منعطفا مهما في تاريخ الشعرية العربية ، حيث انهار المعمار التقليدي للقصيدة ، فظهرت تغيرات في البناء النصي ، فبدأت اللغة تأخد مع الشعر النثري مناحي وجماليات بدءا من الصوغ ولانبناء والتدليل من خلال الاستخدام الفردي للمادة الخام اللغوية ، أي يعاد تشكيلها خارج طبيعتها الراسخة وأوضاعها القاموسية الثابتة ، وهذا سينعكس على البنية الدلالية للقصيدة وسياقها ، وسيفتح فاعليتها في إنتاج المعنى نحو شعرية الكتابة لا شعرية الانشاد . الدائرة الدلالية في الشعر النثري تمثل الذات والحقيقة بأدوات تعبير شعري منفتح على الجدة في الرؤيا للشعر والعالم ، والغير منصرف عن هموم الجماعة ، فبات في وسع الشاعر الحديث أن يسبح " في بحار المعرفة السبعة " ( صلاح عبدالصبور) . نجد الدئرة الدلالية في الكثير من نصوص الديوان مفتوحة على المعاناة والقلق والسخرية والشك والتمرد على واقع التخلف ....

يقول الشاعر في قصيدة ( عناء )

لم يبق في الوجود شيء
سوى الغناء
لكم مني أرضكم رمز العداء
واتركوا لي شمس الوفاء
ما يصعد إليها سوى الدعاء
أكتسي من نورها الضياء
فدنياي
ما عادت تضم سوى القبور
ما أحقرك يا بيت الغرور
ضاع سكناك بين الحبور
كيف الخلاص منك
ومن كل الشرور .

هناك نسقية داخلية وخارجية تربط العنوان ( عناء ) بالنص ، بحيث يمكن تحليل العنوان على مستوى ينظر إليه باعتباره بنية مستقلة لها اشتغالها الدلالي الخاص ، والثاني مستوى تتخطى فيه الإنتاجية الدلالية لهذه البنية حدودها متجهة إلى العمل ومشتبكة مع دلائليته دافعة ومحفزة إنتاجيتها الخاصة بها . ونشير إلى أنه بالرغم من الضمير المعتمد هو ضمير المتكلم ، فإنه مجرد انتقال انزياحي أي من التعبير الفردي إلى الجماعي ، وهذا يكرس مركزية الصوت كما أشرنا ولا ينحرف بها إلى بنية درامية مفتوحة على مصراعيها . حيث أن السارد في القصيدة ينفلت من ضغط اللحظة الحاضرة ووطأتها إلى لحظة تقع في المستقبل تكون فيه الأمنية متحققة .

جاء في قصيدة ( غناء البكاء )

علموني كيف أبتسم
ما عاد قلبي قادرا
على البكا
أنا ما أداوي جرحي
إلا بالذي كان دائيا
فكيف تغيب عني
يا أملي !
وتتركني أتذوق طعم ألمي
لا الحزن أوجعني
ولا جرح الآهات أرهبني
ولا ما لقيت من محن أضعفني
لكن فزع الصحب أذهلني
وشجن الأوجاع أحرق خافقي
بنيت بيتي من رماد ريح ألمي
أصبت بعشق الأسى
بغير كمد
لن أبرحك يا شط
حتى أتعلم
من دمعي ومن سقمي
ما لم أتعلم ...

_____________________________________________________________________________________

خاتمة :

الشعر هو لحظة حرية يصبح فيها الشاع ملك نفسه ، فتنطلق أشعاره ليتوج ملكا على نفسه كذلك ، فكل شيء أصبح في خدمة القصيدة ( الدين - السياسة - الأيديولوجيا - الحب - الموت - الحياة ....) ، فالنص الشعري مشغول بجمالية جماله ، والجمال غير محدود في شيء معين ، فقد يوجد في النظام وقد يوجد في الفوضى ، لأن الجمال ليس مدرسيا ، أي تصبح القصيدة المحرض الأساس للكائن البشري المزود بالوعي والحساسية مما يجعل علاقة الدال بالمدلول مرتبطة ومتداخلة وعلى علاقة بالذات والموضوع والحقيقة الخارجية .

--------------- عبدالرحمن الصوفي / المغرب --------------------------

المراجع المعتمدة للاستئناس :

1 - محمد بنيس / الشعر العربي الحديث
2 - عبدالقادر قيدوح / دلائلية النص الأدبي
3 _ ابن رشد / فصل المقال
4 - يوسف سامي اليوسف / الشعر العربي المعاصر
5 - أدونيس / زمن الشعر



#عبدالرحمان_الصوفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنماط السردية في - سمراء وشاي - لفوزية الفيلالي -
- الاحتمالات المتحركة في المضمون ( ثلاثية المسار السردي ) في ا ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمان الصوفي - الدائرة الدلالية الذاتية في ديوان - همسات قلب حائر - للشاعر - سعيد محتال -