أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - ماذا بين يد لوركا وقصائد ديوان خالد الهداجي في ديوانه مجرد رائحة لا غير














المزيد.....

ماذا بين يد لوركا وقصائد ديوان خالد الهداجي في ديوانه مجرد رائحة لا غير


نائلة الشقراوي
إعلامية وباحثة في الحضارة والأدب العربي

(Naila Chakraoui)


الحوار المتمدن-العدد: 6435 - 2019 / 12 / 11 - 19:53
المحور: الادب والفن
    


عن دار زينب للنشر صدر للشاعر خالد الهداجي ديوان مجرد رائحة لا غير كتبها الشاعر من وراء النوافذ والشرفات متقمصا دور الرائي الذي تمتد بصيرته الى ما وراء النوافذ والشرفات .الاهداء كان للأطفال ،للقتلى ولوركا وكل من اغتيل .واذا قرأنا الإهداء من منطلق سيميائية بيار غيرو نقف امام اشارات يلمح بها الشاعر منذ البدء الى أن محتوى قصائده واهدافها سيكون الكشف عن جرائم القتل التي طالت الأبرياء أثناء الثورة وقبلها والحديث عن اشكال الإضطهاد التي نالت من رفاقه والتي لا يملك ازاءها من قوة و مشاعر سوى ما تمناه لوركا في قصيدته اليد المستحيلة .لا يحتاج الشاعر للحديث عن كل ذاك في نصوصه الى تقديم أدلة أو شهودا أو تقارير بل قدم لنا لغته شاهدا ودليلا .اللغة في قصائد الديوان لعبة الكاتب المرنة التي يشكلها كيفما اراد و وفقا لحالاته .اتسعت اللغة كثيرا بالنصوص ولم تضق العبارة بل كانت اللغة هي نقطة البياض التي يزرعها الشاعر في السواد نافذة أو شرفة في أعلى الأماكن يخترق من خلالها خيط الضوء ليرتق به ما تفتق من ذهنه ليحيله شعرا .(كنت أرى المشهد بوضوح كامل ،كنت اعرف كل النوايا ،لأني كنت أطل على هذا من أعلى قمة ،لأني كنت أطل عليهم من شرفة بيتي )خالد هداجي شاعر نثر وهبته القصيدة النثرية الثائرة على السائد في المبنى والمعنى حرية بناء نصه فيكثف من تكرار المفردة الواحدة في نفس القصيدة واحيانا يكرر وحدات كاملة أو شطرات تعمق لدى القارئ شعوره بالفكرة أو الحالة فيتماهى معها ويتناغم مع ايقاعاتها الحزينة أو المتقدة بالضياع والحيرة والعجز.وقد اهدى الشاعر في الجزء الأخير من ديوانه قصائد الى سجناء الاتحاد العام لطلبة تونس وقد أسماها رسائل الجمر فكتب انتظار الى نبيل بلطي ورتابة الى ضمير بن علية وأسئلة صغيرة الى عمر إيلاهي ..رسائل نكتشف من خلالها ان السجناء ليسو سجناء الأماكن المقفلة بحكم القانون فقط وانما هناك سجناء الخارج الذين يحيون وراء قضبان سجن أكبر هي الحياة بنفس عناصرها التي يتحول فيها السجان هناك الى مخبر هنا فيحيا الشاعر سجين الظلام مطلا على الشوارع القذرة من نوافذ تضيق لتتسع فقط لاستيعاب كم أكبر من الضجيج النفسي والعقلي والوجودي لمن أراد كنس الغبار عن الضوء فانتهى محترقا مغتربا تبكيه الأم والحبيبة والوطن.(خارج تلك الأسوار لاشيء يذكر غير ريح شمالية أدمنت شوراعنا لا شيء يذكر سوى أوراق تتساقط يوميا ،نفسها ابتسامات المخبرين واسنانهم الصفراء).
فهل نصنف قصائد الديوان على انها ثورية أو سياسية ؟رغم الإهداء والمضامين الرمزية لبعض النصوص الثائرة فإن الدائرة التي يطوف على مشارفها الشاعر ويترك نقاط تدل على آثره لم تكن ابدا مقفلة حتى ان حدودها تنتفي كما انتفت فكرة سقوط التفاحة وقانون الجاذبية الذي تحول من مكسب علمي الى انتصار حربي ،فالدائرة باتساعها تحولت الى حلبة صراع انساني في مدن تدنسها أحذية الظلم والديكتاتورية بعد أن تخوض حربها التدميرية ضد الانسان وتمنعه عن التحليق كطير خلق ليكون حرا في السماء لكنه يجد نفسه سائرا في ضجر وتعب بطريق لا ينتهي إلا للذبول والدموع (سرنا طويلا في هذا الطريق أنا لم اكن اعرف أن هذا الطريق يخبئ في جرابه الكثير من البكاء ). ويختتم الشاعر ديوانه بالتأكيد على المستحيل فيقول( تلك الفراخ التي انتظرتها الف عام لن تصبح عصافير ولا يماما تلك الفراخ التي تدفن رأسها في الرمل) وهو ما أنهى به لوركا قصيدته (كل شيء مضى وانقضى،
كل مَا تبقى تورد بِلاَ اسم، كوكب مُتَكامل
مَا تبقى شَيءٌ آخر ريح حزينة،بينما تفر الأوراق أَسرابا) فندرك بالأخير أن تلك اليد التي تحقق الخلاص مستحيلة والتغير أو الاصلاح أمنية لا تحقق في وجود لم يدرك الانسان من تناقضاته سوى الجوانب المظلمة .



#نائلة_الشقراوي (هاشتاغ)       Naila_Chakraoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكرة الشعرية ديوان سديم الورد نموذجا
- ديوان -لرجل أحببت-للشاعرة وسيلة المولهي: رسائل تشفيرية لرجل ...
- رمزية المكان في مجموعته القصصية( في أكل السحب)
- سفيان رجب السائر وراء الجنازات أم قناص جوائز ؟!
- حين تصنع وحيدة المي من الخراب مجد الفكرة والنص
- الصحفية عواطف بلدي تحاور قامة من قامات الشعر التونسي
- الصادق وجدان زير برتبة وزير عاشق
- القادر بلحاج نصر ومجموعته القصصية زطلة يا تونس /// تونس بعيو ...
- نورانيات الأنا العاشقة في ديوان وأشرق العشق لراضية الهلولي
- 10دق تكفي..للروائية رفيعة بوذينة، الرواية الجاهزة للتصوير
- فلسفة النص في مجموعة الوجه الآخر للحكاية لإبراهيم بن مراد
- رواية مراد ساسي المشي على شفرة حادة ، رحلة الهروب من الموت ا ...
- وجودية منير الوسلاتي ما بين الاستشراف العرفاني والشعرية _
- رواية للا السيدة للكاتب طارق الشيباني، الرواية المكتوبة على ...
- حفر دافئة للروائي التونسي الحبيب السالمي رواية التفاصيل المر ...
- الحبيب الهمامي ما بين تحليق وسفر ذات شاعرة يشدها الواقع إليه ...
- الضوء الشارد من فصول أنثى الفصول الفصل الخامس المندس بالرواي ...
- صمت النواقيس للكاتبة فتحية دبش ،رحلة في مناخات العنف والإرها ...
- اليسار التونسي والقضية الفلسطينة المطموس والمعلن
- يوسفيات نجيب بن علي تنعى المدائن والوطن ___


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - ماذا بين يد لوركا وقصائد ديوان خالد الهداجي في ديوانه مجرد رائحة لا غير