أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - محاولة لتصحيح المعنى تحت المطر















المزيد.....

محاولة لتصحيح المعنى تحت المطر


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1563 - 2006 / 5 / 27 - 13:26
المحور: الادب والفن
    


جسدي صباحٌ باردٌ
لا شكل فيه للندى
يأتي بطيئاً من جفونٍ باردةْ
والشمس تفّاحُ الجليدِ على حدود الكونِ
تحرسها الغيوم البائدةْ
يا زهرةَ الذهب الفقيرة, جمرةَ الأنثى,
وحمّاماً تمارسه الحواس العائدةْ
من رحلةٍ لا تنتهي في صيد ياقوتِ العسلْ
عودي سريعاً قبل أن يطغى الجليدُ
وقاوميه إذا وصلْ
واستنفري حتى مناديلَ العطورِ
لتمنعيه من العبورِ
وغيّمي فوق اليتامى الناهضين من الرّمادِ
الذاهبين إلى المدارس والمعابد والعملْ
*
مطرٌ لنا / مطرٌ علينا
مطرٌ يؤلّفه التأمّل في يدينا
هبّت رياحكِ من يميني
فاتّكأتُ على شمالي
واشتعلتُ كغابةٍ ضُربت بصاعقةٍ
سأنزلُ من هلالكِ في هلالي
راسماً صوراً على وجه الرذاذْ
مطرٌ يغادرُ بيته العالي ويجلس بيننا
نبكي قليلاً, بل... قليلا
ندع المكان لعابريه
نحاول استحضارَ ما يدعو اليدين إلى التلاشي
أو نردّ إلى حرائقنا الجميلا
في أي منعطفٍ أميلُ عليكِ كي ألدَ الخيولا؟
أضعُ العلامةَ فوق صدركِ
والحَمامةَ فوق ظهركِ
ثم نبتدىء الرّحيلا...
*
مطرٌ على شفتيكِ, في شفتي جحيمْ
عيناكِ ترتجلان نافذتين من قلقٍ
مهيّأتين للإسراء في أفقٍ
أسوقُ به الفضاء على مزاجي
وأقوم, من موتي أقومُ
وأنتِ شاهدة انبعاثي
أنتِ أسئلةٌ تفضّ بكارةَ المعنى
وأجوبةٌ: مزيجٌ من مكاشفةِ الخمورِ
وقد تنادتْ نحو خلوتِنا الجرارْ
لي أنتِ: دهشةُ غابةِ النّسّاكِ في طُورِ التّجلّي
وغموض أحوالٍ
حجابٌ لا يدوم إذا انتخبتُ له براقاً
أخضراً يعلو ويعلي...
بصّرتُ في مطرٍ فأنبأني بأنّكِ...
أو بأنّكِ...
آه مما قاله فيكِ المطرْ
فرفعتُ مهداً في الهواءْ
نامي على عبقٍ يحاول أن يحيطَ بنهدك المغموس
في نبع الحليبْ
في غفلةٍ عن سكرةِ الظلماتِ
يسند بعضه بعضاً إذا غُلِب القمرْ
وترحّلي عبر العباءاتِ الخصيبةِ
عودةً أبديّةً تحنو على
ضعفِ السنابلِ من خياناتِ الشتاءْ
كوني إمامَ الياسمين المنتظرْ
وخذي الحَمامَ وطيّريه في السحابِ إذا عبرْ
غيبي كثيراً عنكِ كي تجدي مكاني في السماءْ
وانسيْ كتابَ الشعر تحت الماء
سوف تسيل منه قصائدٌ عذراءُ
زرقاءَ الصّورْ
الشاعرُ الماضي يحلّ الآن
في عرس المجازِ مع الحواسْ
والقلب هذا المنجمُ الكونيّ من ذهبٍ وماسْ
سيراكِ أنثى لا خيار لها سوى الأنثى
وقد سكنتْ بجنّتها
تسلسلُ في ضفيرتها النجومَ
تحرّر الرّمّان من أغصانه
وتغضّ طرفاً عن تفتّحه
وتحرس سلّة التفاحِ من أجل الوعول القادمةْ
*
سأعودُ من تلقاء نفسكِ نحو نفسي
وشماً على جسدِ الرّحيقِ
محمّلاً بحديقةٍ سهرتْ على أسوارها
أشباحُ كأسي
ووطئتُ أرض الخمر تبلغ بي سماءٌ اسمها
وهطلتُ أهذي لابتكار فراشةٍ تصحو
على شبقِ السراجِ وقد تداعى فوق رأسي
يا بنتَ لاهوتِ الغيوب
وسرّ ناسوتِ القلوبِ
لتدخلي من ظلّ أغنيةٍ تقيمُ به الإلهة طقسها
لأطيل عمر العطر في نهديكِ
أمنحُ للمدائحِ جنسها
ويضاء في عينيّ قنديلانِ يختصرانِ فيكِ
الذكرياتِ وعكسها
ولتهربي من بيتِ أمسكِ نحو أمسي
وتمتّعي بمحارة الرّغباتِ
هابطةً بوحي جَمالها في غار عرسي
لا تسألي عني سواكِ
ولدتُ منسيّاً
ومنسيّاً سأحمل هذه الأرض الثقيلةَ
مثل موسيقا الخرابِ
فنظّفيها من حروبٍ
هرّبي غاباتها من ليلِ قطعانِ الذئابْ
حتى أميّز صفوها من قاتليها
ربّما أخطأتُ في تشييد برجٍ لا ينالُ
وربّما أوقعتُ نفسي في شراكِ الرّمز
أو وادي الضبابْ
عاينتُ أكثر ضعفَ هذا العالم الماضي
بلا حسّ إلى فقدان لذّته
أمام المسرحِ الحجريّ
مكتظّاً بأقنعة العباد يحاكمون طغاة ماضيهم
وهل يقوى النسيمُ على الطغاةْ؟
لو كان حقّ التّدخّل في الطبيعةْ
لقطعتُ نسلهمُ جميعهْ
واخترتُ من نبعٍ نطافَ الكائناتْ
وأعدتُ تشكيل الحياةْ...
*
أدعوكِ عالية الجنابْ
شمعاً فصيحاً تسهرين على غوايته
وأدعوكِ المشيئة فوق ميراث الترابْ
ومعاً نعيد بعيدنا من نفيهِ
ومعاً سنغشى ما تبقّى من ظلالٍ أوّل الأحلامِ...
فيّ تمارسين البحر
يعتمدُ الجنونُ مراكبي
وتجمّعين من النوارس صيفَ زينتكِ الجديدةِ
علّقي هذا الربيعْ
قرطاً صغيراً... والبسي سحبَ الشتاءْ
زنّارَ فجرٍ...
والخريفُ تأبّطيه واذهبي
وضعي على قدميه شطآناً تؤلّف رحلة العشاقِ
تنكتبُ الزّوارقُ
والشِّباكُ تحاكُ بين شفاههم
حتى يصيدوا اللؤلؤ الباقي
ويحتفلوا بإخصاب المحارْ
أحميكِ من هذا الدوارْ
وأحرّضُ الفرح الضّ‍رير على النزولِ
ضيفاً بصيراً في يديكِ... فلا تميلي
للمغيبِ ولا تحُولي دون ميلاد النهارْ
أنا كشفُكِ الآتي
تمثّلنا معاً لعبَ الجمال مع المرايا
أيها يلدُ النهودَ بلا قناعٍ أو غبارْ؟
جئنا...
أأخطأنا الجهاتِ؟
أأخطأت عرباتنا جسر الفرحْ؟
لنصحّحِ المعنى إذاً
ولننتظر في الشعر عودتنا إلى ألعابنا الأولى
نغافلُ أمّنا فنغيبُ بين التّوتِ والرّمّانِ
نزعمُ أننا كنا نصومُ
فهل رأى ناطورُ كرمتنا أصابعنا مخضّبةً
وأخبر عن شقاوتنا أبانا؟
جئنا نغطّ جناحنا الذّهبيّ في مصباح لذّتنا
لتنضجَ في مخابئنا غزالتنا
سنطلقها ونتبعها
تضيّعنا نضيّعها ونبلغ مشتهانا
قد نستطيع القفزَ من فوق السّياجْ
تبكين من ذنْبٍ وأبكي
لكنني لن أطلب الغفرانَ عنكِ
هذي إقامتنا على أرض الجمالْ
ستكون أطول من هشاشتنا ومنكِ
*
أنا لا أريدُ الموتَ دونكِ
لا أريد الموت قبلكِ
لا أريد الموتَ بعدكِ...
لا أريدْ
سأشمّ بين خطاكِ نعناع الطفولةِ
أو أرى حبقَ العذارى
كيف تبلغهُ النهودُ
وأراكِ سيّدةً
على النسيانِ والذّكرى تسودُ
أنا لا أريدُ فضيلةَ الفرسانِ في القصصِ القديمةِ
لا
ولا صحراء يفتـنني السّرابُ على مراميها
أريدكِ هكذا:
امرأةً تعلّمني شفافيةً
تسير على رحيق الزهرِ حافيةً
تزيّنها الأساورُ والعقودُ
ويجودُ بين رحابها النشوى الوجودُ
كوني إذاً ما تشتهين وأشتهي
كوني تموّجَ مخملٍ
في مهدِ إيقاع الندى اللامنتهي
وإذا استطعتِ الرّقصَ
بين الصّحو والأمطار دون مظلّةٍ
فلتصعدي فوق المدى وتألّهي...
لستِ الأخيرةَ من تضيفُ إلى
سرير الصيفِ فاكهة العبيرْ
أو تحملين الليلَ في كفّ تشرّدني
وتولمُ لي أصابعها الحريرْ
أنا لا أحبّكِ,
بل أسمّي الحبّ باسمكِ
كي أحاول أن أطيرْ
ولقد أمرّ عليكِ في اليومِ المطيرْ
لأفاجىء الطرقاتِ
وهي ترى القصيدةَ خلف شاعرها تسير
وترى الخيالَ يحيط بي
وجنوده عسلٌ يعبّىء جرّة المعنى الفقيرْ
حتّى متى يعد خيالي حافياً في الجمر؟
ـ حتّى ألفظَ الكونَ الأخيرْ



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفتاح آخر على باب سردابها
- الشاعر موحشاً
- رقصة على أرض موحشة
- من آناء الليل والنهار
- قصائد تنقصها البداية
- بعض المختلف في شعر نزار قباني
- احتمالات بائدة
- ردا على عينيك
- قراءة في غابة برجها
- نثرٌ آخر للحب
- من جدل القلب
- من أجل استعادة بدوي الجبل
- المسرحي السوري وليد فاضل وشؤون مسرحية
- شهادة عابرة في شاعر ليس عابرا - تحية إلى مظفر النواب
- محمد الماغوط حصن النثر من بلاغة الشعر
- الحداثة الشعرية من أوهام التلقي إلى المستقبل
- تأبين شارع شجر الغوطة
- من محمد الماغوط إلى القصيدة الشفوية
- يوم من شعر أبد من وجود
- دعوة للخلاص من جبهة الخلاص الخدامية


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - محاولة لتصحيح المعنى تحت المطر