أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم المحبشي - الثورة: تحولات المفهوم وسياقات المعنى؛ من وحي مؤتمر العقل والثورة















المزيد.....



الثورة: تحولات المفهوم وسياقات المعنى؛ من وحي مؤتمر العقل والثورة


قاسم المحبشي
كاتب

(Qasem Abed)


الحوار المتمدن-العدد: 6433 - 2019 / 12 / 9 - 23:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


 
«الثورات لا تعلن عن نفسها، وإنما تحدث. وهذا ما يجعل حسابها صعاب  جريجور شولجن.

مصطلح "ثورة" كغيره من المصطلحات والمفاهيم والنماذج الثقافية الحديثة ألكثيرة ألدولة ألدستور الجمهورية، الديمقراطية، الأحزاب، الشعب، المواطنة، المجتمع المدني، الليبرالية، حقوق الإنسان. الخ التي تدفقت علينا من سياقات تاريخية واجتماعية وثقافية مختلفة ومغايرة طيلة القرنين المنصرمين، إذ أنه وبعد "صدمة ألحداثة التي هز بها التفوق الحضاري الهائل للاستعمار الغربي بنيان الثقافة الشرقية التقليدية، أخذت "الأفكار" و "المفاهيم" والمؤسسات والممارسات والنماذج والأشكال السياسية ومجموع القوانين والوصفات الاقتصادية تغادر شواطئ أوروبا وأمريكا الشمالية باتجاه الشرق أو الجنوب لتبحث لها عن فضاء مغاير تتحقق فيه، ولكن هذه المرة على الطريقة التي استقبلها بها أهل هذا الفضاء. وكان من الأولى، ونحن نتلقف هذه المفاهيم والمصطلحات الحداثية، ونسعى إلى إقحامها في سياقنا الثقافي، أن نكون على درجة عالية من الاحتراس والحذر، وأن نتخذ منها موقفاً عقلانياً نقدياً لغرض استيعابها وتفسيرها وتعريفها وتصنيفها وإنجاز خطاباً ابستومولوجيا فيها ولن يتم ذلك إلا عن طريق إحداث قطيعة معرفية مع الخطاب الاجتماعي والفكري الرائج والسوسيولوجيا ألتلقائية وطغيان الرأي العام، والآراء الجاهزة. وفي أوقات الغليان والتحولات الكبرى، يكون التفكير في الانفصال عن الموضوع ضمانة مساعدة ضد الدوجمائية، وشرط أساسي لتناول الظواهر الاجتماعية بعقل متحرر من أي أحكام مسبقة وكليشيات جاهزة ومتحررة ما أمكن من الأفكار القِبلية والأحكام القيمية الوثوقية المطلقة.ومنذ بضعة سنوات ، أخذ الناس ووسائط الاتصال الاجتماعية والأعلام والمثقفين والمحللين والمفكرين في كل مكان من بلاد العرب يرددون مصطلح «ثورة» في توصيفهم لظاهرة التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي باتت تعيشها المجتمعات العربية، والتي انطلقت من تونس ومصر، ثم اندلع سعيرها في معظم الأقطار العربية: ليبيا، البحرين، اليمن، سوريا، الجزائر، الأردن، العراق وفي كل مكان. وقد خلّفت هذه الظاهر الاجتماعية «الثورية» التي لم يشهد لها تاريخنا العربي مثيل حالة هائجة وصاخبة ومضطربة من ردود الأفعال والانفعالات والمشاعر والتصورات والأفكار والعصف الذهني والاستفزاز المعرفي والجذب الحماسي. ومثلي، مثل غيري، تحمستُ بقوة، وأحسستُ بسحر الظاهرة، وحضورها الآسر على الأجساد والأذهان، فأخذت أردد مع الناس ومع نفسي كلمة «ثورة» تحت وهم الاعتقاد بأنني أعي تماماً عمّا أتحدث!.. وحينما تساءلتُ: «ما هي الثورة»، تلكأتُ، ولم أجد جواباً، وعجزت عن صياغة تعريف لها، بل أحسستُ بأنني لم أكن على وعي وأدراك وفهم واضح ومقنع ودقيق لمعنى "الكلمة" التي طالما درجت لساني على قولها بدون تردد أو حذر، وفي غير مناسبة. واكتشفتُ وقتئذ جهلي السقراطي، وقلة حيلتي المعرفية تجاه هذه «الكلمة الآسرة»، لكن ما شجعني، أن الاعتراف بالجهل هو الخطوة الأولى في طريق المعرفة، » فأقرب الأشياء حميمة النسبة  لنا هي أبعدها عن فهمنا»
ومن هنا، تكون حاجتنا ماسة إلى التأمل المنهجي، وجعل وعينا النقدي في حالة يقظة باستمرار كي نتمكن من رؤية الأشياء ـ التي نشاهدها كل يوم ـ على حقيقتها الواقعية، ونستطيع الإمساك بخيوطها ودلالتها المخفيّة والمتشظية.
وربما كانت المشكلة المنهجية في صميم العلوم الاجتماعية والإنسانية تكمن في ذلك الالتباس القائم بين الرائي وما يراه، بين الذات التي ترى وموضوع الرؤية، إذ أنه من الصعب الفصل بين الذات الراصدة والهابتوس الخاص بها ( وكلٌ يرى بعين طبعه، على قول المثل العربي).وإذا كان من طبيعة البشر أنهم لا يتشاركون بنفس القدر من القلق تجاه ما يعتقدون أنهم يعرفونه، وتجدهم غالباً ما يركنون إلى الطمأنينة وإضفاء حالة من الثبوتية على معارفهم ومدركاتهم التي يتلقفونها بطرقٍ شتى، راضخين ـ في نفس الوقت ـ لتصوراتهم ومعتقداتهم وأوهامهم ورؤاهم دون أن يشغلوا أنفسهم بطرح الأسئلة النقدية حول كل المواضيع والمدركات التي تحاصر وعيهم الذاتي والجمعي. ولا عجب أليوم أن يهيل الناس على ألثورة شتى صنوف الطقوس والشعائر، ويغدقون عليها ما طاب لهم من التوصيفات الاحتفالية، ويذهبون في تفسيرها بالطريقة التي تُشبع بها رغبات كل واحدٍ منهم وترضي تطلعاته، ويضفون عليها أحلامهم وأيدلوجياتهم وأوهامهم وأساطيرهم وخرافاتهم  وأحكامهم الوثوقية المطلقة من قبيل «أن الثورة هي من إرادة الله» أو «دعوها تسير، فإنها مأمورة»، وأنها «قدر ومصير الشعوب»، و «أنها وجدت لتبقى»، «وأنها حتمية تاريخية، وضرورة مطلقة».. وغير ذلك من الصور والتخيلات الساحرة التي تثور النفسية الجماهيرية، وتهيج مشاعرها، وتحرك انفعالاتها،  فالجماهير لا تفكر إلا بالصور؛ والصورة ـ كما يقول عالم النفس الفرنسي جوستاف لوبون ـ التي تثيرها في نفوسهم شخصية ما أو حدث ما أو حادثة ما أو ظاهرة ما لها نفس وحيوية وقوة الأشياء الواقعية، كما أن الأشياء الأكثر استحالة هي عادةً الأكثر إدهاشاً وتأثيراً. ولهذا السبب، كما يضيف جوستاف، فإن الجوانب الساحرة والأسطورية من الحادث هي التي تدهش الجماهير دائما
وإذا كان هذا هو حال العامة التي لا تميل بطبيعتها إلى التفكير المنطقي،واستخدام العقل النقدي، فمن الأجدر بالمثقفين ، ونخبة المجتمع، وقادة الفكر والرأي، أن يتميزوا بطريقة تناولهم للظواهر الاجتماعية مثل ظاهرة «الثورة») عند تحديدها وتعريفها وتفسيرها ولو بالحد الأدنى من الواقعية والاتساق المنطقي، ولا نقول الأسلوب العلمي الذي هو هنا بعيد المنال ودونه خرط القتاد!
وعلى مدى السنوات المنصرمة، أنهال علينا شلال منهمر من الكتابات والمداولات الفكرية والشعارات الأيدلوجية بشأن كلمة «ثورة»، وماهيتها، ومعناها، وراح الكثير من الكتاب والمحللين يدبجون المقالات تلو المقالات في الثورة كظاهرة وبنية وأسباب ومآلات، محاولين تعريفها وتفسيرها من وجهات نظر متباينة تنحو في معظمها منحى التبسيط والتسطيح والاحتفالية الغنائية والتهريج الفج.
وكانت معظم هذه الكتابات تنطلق من وهم اعتقاد أصحابها بما لديهم من معارف وتصورات جاهزة، وتقليدية قد أكلها الصدى والزمن، عن الثورة وماهيتها، وهي معارف أشروبوها في حقبٍ سابقة، ومن مصادر عفا عليها الزمن، وقد أثبت التاريخ بطلانها منذ وقتٍ ليس بالقصير. فلم يعد هنالك اليوم من يتحدث عن فكرة الحتمية في التطور التاريخي، بل إن فكرة الحمية أسقطت حتى في مجال العلوم الطبيعية منذ بداية القرن العشرين بعد ظهور نظرية «الكوانتم» ومبدأ «اللاتحديد» و«النظرية النسبية» لعل المشكلة التي نواجهها مع المفاهيم التاريخية الثقافية الحديثة والمعاصرة، تأتي من المفارقة التالية: بما أن المفهوم هو كيان تاريخي ولد وتبلور ونما وتطور وازدهر في سياق اجتماعي ثقافي متعين، فكيف يمكن لنا تلقف هذا المفهوم وفهمه والتفكير فيه وبه في سياق وفضاء ثقافي مختلف ومغاير لم يخبر البيئة التاريخية التي أفرزت ذلك المفهوم.. فضلا عن الطبيعة المزدوجة للمفهوم. فكل مفهوم ينطوي بالضرورة على ازدواجية بنيوية: تاريخية ومنطقية، محسوسة ومجردة، مادية ومعنوية، واقعية ورمزية، دالة ومدلولة، أيدلوجية وابستمولوجية. كما أن هناك اختلاف جوهري في تعريف المفاهيم بين العلوم الطبيعية والعلوم التاريخية، فإذا كان العلماء يجمعون على تعريفات محددة ودقيقة وجامعة مانعة في حقل العلوم الطبيعية، فإننا نجد العكس تماماً في حقل العلوم الاجتماعية والإنسانية، إذ أن المفاهيم المتعلقة بالتاريخ والمجتمع والثقافة زائغة وغائمة على الدوام لأن موضوعها نفسه يتحرك ويتبدل ويتغير دون انقطاع.. ففي كل التصورات عن الثورة، وكل الثورات، لا توجد نواة صلبة ثابتة قابلة للتعريف تصلح ماهية جوهرية للـ«ثورة»، وكل تعريف هو تعريف إجرائي تحكمي نابع من رأي المفكر أو الدارس حسب رؤيته للظاهرة المدروسة. كما أن أشد ألأخطار هو خطر الكلمات التي تستثير في أذهاننا جواهر أو ماهيات فكرية مشخصة زائفة تملأ التاريخ سكان من الأسماء الكلية ولا وجود لها في الواقع. إذ أن المفاهيم لا توجد في فلك الأفكار ومدونات اللغات وحسب، بل هي كائنات تاريخية شديدة الارتباط بسياقاتها الاجتماعية الثقافية المشخصة، ولكل مفهوم مكان وزمان ولادة، وسياق نمو وتجربة وخبرة ممارسة، وعلاقات قوة، ونظام خطاب ومدونة لغة، وفضاء فكر وحساسية ثقافة، وحقل تأويل وشفرة معنى وأفق تلقي .. إلخ. ومفهوم «ثورة» يعد، بلا أدنى شك، من أكثر المفاهيم غموضاً والتباساً وضبابية، وذلك ينجم عن طبيعة الظاهرة التي نحاول تجريدها ، وهي ظاهرة شديدة التعقيد والتركيب بما تنطوي عليه من شبكة هائلة من العناصر والعلاقات والأفعال والتفاعلات والممارسات والأنساق والحركات والتحولات والقيم والرموز والمعاني والتصورات والدلالات والرغبات والآمال والأحلام والأوهام. ولقد عبّر معظم دارسي الفلسفة عن الصعوبة النظرية والمنهجية التي واجهتهم حينما أرادوا صياغة تعريفاً لمفهوم «ثورة». وربما كان الحافز الذي دفعنا للبحث عن مفهوم «ظاهرة الثورة» هو الرغبة المتعطشة لفهم وتفسير تلك الظاهرة التي نراها تتخلق وتتدفق أمام أبصارنا هنا، والآن، وتدهشنا بقوة زحمها، وسرعة إيقاعها، ودرامية تحولاتها... فما هي إذن هذه التي تسمى «الثورة». جاء في لسان العرب لأبن منظور أن  «ثار» الغبار سطع، و«أثاره» غيره، و «ثوّر» فلان الشر هيّجه وأظهره، و «الثور» ذكر البقر، و الأنثى «ثورة»، و «الثور» برج من أبراج الفلك. وعلى صعيد الاستخدام، تُطلق كلمة ثورة على ظواهر وأشياء عديدة ومختلفة، طبيعية وتاريخية: ثورة البراكين، ثورة الغضب، ثورة أسبارتاكوس، ثورة الزنج، الثورة الزراعية، الثورة الصناعية، الثورة الزراعية في ألمانيا، الثورة الإنجليزية، الثورة الفرنسية، الثورة الأمريكية، الثورة البرجوازية، الراديكالية، الثورة الروسية، الثورة الصينية، الثورة الثقافية،، الثورة العلمية، الثورة المعلوماتية، الثورة المضادة، الثورة المسلحة، الثورة السلمية، الثورات الاجتماعية، الثورة الشعبية، ثورة البروليتاريا، ثورة الشباب في أوروبا 1968، ثورة الطلبة، الثورات التحررية، ثورة الخبز، الثورة البرتقالية، الثورة المخملية، ثورة الحرية والكرامة، ثورات الربيع العربي،.. إلخ. وهكذا نجد أن مفهوم «ثورة» قد أخذ يتسع ويغطي ظواهر كثيرة ومتنوعة، لا علاقة تجمع بينها في بعض الأحيان. وتأتي هذه المحاولة المتواضعة بهدف تسليط الضوء على البنية المفهومية لهذه الظاهرة، وتحولاتها التاريخية. ونقصد هنا بتحولات «مفهوم» الثورة من حيث هو مفهوم نظري، أنه قد خضع في تاريخه الداخلي والخارجي لتحولات عميقة، وتجسدات متنوعة في المعنى والدلالة والتفاعلات والممارسات حسب السياقات التاريخية والاجتماعية المشخصة التي خبرتها.ويهمنا هنا، التركيز على الأبعاد والمعاني السياسية والاجتماعية لمفهوم الثورة بما هو موضوعاً لعدد من أنساق العلوم الاجتماعية الإنسانية؛ الفلسفة السياسية، تاريخ الفكر السياسي، علم السياسة، والانثروبولوجيا السياسية، وعلم الاجتماع السياسي، وعلم النفس الاجتماعي، وعلم سيوسولوجيا الثورات حسب علم الاجتماع الفرنسي "أندريه ديكوفل" الذي أكد أن هذا الأخير يهتم بالعناصر والقوى والعلاقات والأعمال والسير والأفكار والصور والايدولوجيا التي تتكون منها هذه الظاهرة.
إن الثورة من حيث هي ظاهرة تاريخية ومفهوم مجرد تنتمي إلى العصر الحديث، وترتبط ارتباطاً عضوياً بمشروع الحداثة التي شهدتها أوروبا منذ بزوغ فجر النهضة في القرن الرابع عشر الميلادي، وامتدت لنحو ثلاثة قرون.كان العصر الأوروبي يعج بالحركة الدائبة، والتغيرات الكثيرة، ومعنى النهضة نفسه هو بعث وأحياء، وحرفياً ميلاد جديد، كانت ولادة شيء ما لم يحدث أن تصوره أو صممه إنسان في الزمن الماضي. وفي كل مكان، أخذت تشيع نظرة جديدة تجاه الحياة والعالم والكون. تغيرت نظرة الإنسان إلى ذاته وإلى العالم وإلى الحياة والعصر والتاريخ، الفاعلية هي الشعار الجديد الذي ساد، الإنسان الجديد يعمل وينافس ويتقدم ويغامر ويجازف، يخسر ويربح. فالنهضة كانت قد أطلقت طاقات الإنسان، وحررت قواه، وحفزت مواهبه، وأفضى ذلك الاهتمام المتزايد بالحياة الإنسانية، وبالجسد الإنساني، وبالطبيعة وبالعمل والنشاط والخلق والإبداع... وبهذا المعنى نفهم تعريف الفرنسي (آلان تورين) للحداثة في كتابه "نقد الحداثة" بقوله: « إن فكرة الحداثة في شكلها الأعظم طموحاً كانت التأكيد على إن الإنسان هو ما يصنعه».. وهكذا، كانت الحداثة مشروعاً إنسانياً تاريخياً لإعادة صياغة الحياة الاجتماعية وبناء المجتمع في كل جوانبه على أسس عقلانية، مجتمع يعيش وينظم نفسه، ويتصرف بعيداً عن كل غائبة غيبية أو سحر أو وهم على حد تعبير ماكس فيبر. أنه عصراً ثورياً بامتياز، وفي سياق ذلك، جاء المفهوم الحديث للثورة ـ كما تقول حنّا أرندت ـ مرتبط ارتباطاً لا انفصام له بالفكرة التي تقول بأن مسار التاريخ بدأ من جديد فجأة، وبأن قصة جديدة تماماً، قصة لم ترؤ سابقاً، ولم تُعرف قط، هي على وشك أن تظهر، وهو مفهوم لم يكن معروفاً قبل اندلاع الثورتين العظيمتين في نهاية القرن الثامن عشر. من هنا، يمكن القول، أن مفهوم الثورة لم ينشأ في الفراغ، بل نشأ وتبلور وتمت صياغته في السياق التاريخي الاجتماعي المشخّص لحركة المجتمع وتطوره على جميع الصُعد: الحضارية والثقافية والمدنية. إذ ما كان لفكرة الثورة أن تتوطد بالحجج المجردة، والتنظيرات المنطقية، بل كان يحكم عليها من خلال الدليل والوقائع والحقائق التي كانت تتنضد في عالم الممارسة المشخصة، في لحظة شهد فيها التاريخ أعظم عملية تحول ثوري من التقليد إلى الحداثة. فظاهرة الثورة كانت قد ارتبطت بجملة من الظواهر والممارسات والأفكار والمفاهيم العلمانية، العقلانية، التقدم، الحرية، العلم، الليبرالية، الديمقراطية، الدولة – الأمة، المجتمع المدني.لقد نشأت الثورة في فضاء ومناخ ومزاج ثوري عام وشامل، تقول حنا أرندت: «إن ما نسميه الثورة هو بالضبط تلك المرحلة الانتقالية التي تؤدي ميلاد مملكة علمانية جديدة»، وإن ارتبطت فكرة الثورة منذ البداية بمعاني الجَدّة والبداية والعنف، فذلك لأن «إرهاصات الجَدّة الغربية التي تميز العصر الحديث قد احتاجت نحو قرنين من الزمان لتخرج من العزلة النسبية للفكر العلمي والفلسفي، ولتصل إلى ميدان السياسة» وهو ما أكده روبسبير بقوله: «أن خطة الثورة الفرنسية كانت مكتوبة بإسهاب في كتب مكيافيللي». ومنذ عصر النهضة، شهدت أوروبا سلسلة متنامية من الحركات الاجتماعية والتمردات الثورية، ثورة الفلاحين في ألماني، وثورة 1660م في انجلترا، وثورة 1688 بقيادة كرومويل (الذي أقام أول دكتاتورية ثورية)، فضلاً عن عشرات الحركات الاجتماعية التي رصدها " رتشارد تللي" ليتمخض كل ذلك التراكم التاريخي ميلاد أعظم ثورتين شهدهما العصر الحديث : الثورة الأمريكية، والثورة الفرنسية.وهكذا جاءت الثورات بعدها شكل من أشكال الحركات الاجتماعية والفعل الجمعي في طليعة الأساليب غير التقليدية للحركات الجماهيرية الواسعة التي تهتم بتحقيق تحولات جوهرية في العملية التاريخية. وحينما نتتبع التحولات المفهومية لمصطلح «ثورة»، سوف نلاحظ تلك المسارات المتعرجة والانزياحات المتكررة التي صاحبتها في السياقات المختلفة. وأفضل طريقة لتحديد تاريخ الميلاد الحقيقي لمصطلح «ثورة» ـ كما تقول حنّا أرندت ـ هو تتبع التاريخ الذي ظهرت فيه الكلمة مرتبطة بتلك الظاهرة عند نشؤها لأول مرة، ومن البديهي ظهور جديد للناس يحتاج إلى كلمة جديدة سواء جرى صياغة كلمة جديدة للتعبير عن التجربة الجديدة أو تم استخدام كلمة قديمة بعد شحنها بمعنى جديد كلياً.  
 
مفهوم ثــــــورة Revolution
كلمة ثورة مشتقة من لفظة لاتينية قديمة (Revolvere) بمعنى «يدور»، إذ كانت في كل استعمالاتها المبكرة تدل على حركة دوران في مكان/فضاء أو زمان، وهي ترجمة لمصطلح وضعه يوليوس اليوناني لوصف الحركة الدائرية الاعتيادية المتكررة للنجوم، وبقي هذا المعنى الرئيسي لحركة فيزيائية متكررة وحتمية بشكل رئيسي في المعنى التقني المرتبط بالمكان (Revolutions) دورات، وعادة ما تختصر إلى (Revs).    ( ريموند وليامز، الكلمات المفاتيح ص34).
هذا المعنى هو الذي تم نقله إلى المجال السياسي على سبيل المجاز، بمعنى أن أشكال الحكومة القليلة المعروفة تدور بين البشر الفاني بتكرار أزلي، وبالقوة ذاتها التي لا تقاوم وتجعل النجوم تسير في الدروب المرسومة لها فيه السماوات. وهكذا أُنزِلت الكلمة من السماء إلى الأرض لأول مرة في القرن السابع عشر مع ثورة كرومول عام 1688، بمعنى «تقلبات القدر» أو «دوران الحظ» (وبهذا المعنى يمكن فهم الآية القرآنية التي استدل بها ابن خلدون في وصف التعاقب الدوري للدولة «وتلك الأيام نداولها بين الإنسان»). ويرى وليامز أن الاستعمالات المختلفة لكلمة «ثورة» كانت تكتسب خلال القرن 17 الميلادي معنى سياسياً مشوب ومتشابك مع المعاني الطبيعية والدينية، تقلبات الحظ والعناية الإلهية، لكن المهم أنه منذاك تم التمييز بين كلمتين (Rebellion) تمرد وعصيان، وبمعنى تدمير القوانين و (Revolution) ثورة، بمعنى تدمير الطغاة. ومن أواخر القرن 17 ساد معنى ثورة، وكانت الإشارة المألوفة إلى (The revolution) «الثورة» بألف ولام التعريف الكبيرين، واستعملت كلمة «ثوري» كأول أسم لمن قام بالثورة أو ناصرها. ويعود تفضيل كلمة «ثورة» على «تمرد» إلى أن المعنى الدوري في الأولى تضمن استعادة (Restoration) أو تجديداً لسلطة شرعية سابقة في تمييز لها عن تحرك ضد السلطة دونما تبرير لذلك.. فضلاً عمّا منحه إعلان استقلال الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك من زخم جديد للمعنى «ثورة» على المستويين المحلي والعام. وقد ظلت فكرة «الأمر الذي لا يُقاوم» التي استعيرت من حركة النجوم في أفلاكها متصلة بظلال معنى «الثورة»، مع تأكيد حصري على الأمر الذي لا يُقاوم ودون أي دلالة عن حركة دائرية خلفية، وهو ذلك الذي برز في ليلة الرابع عشر من يوليو 1789م في باريس في المحاولة الشهيرة بين الملك ورسوله. فعندما أخبر رسول الملك لويس السادس عشر سيده بسقوط الباستيل وتحرير السجناء، وتمرد القوات الملكية، فصرخ الملك حينها في وجهه غاضباً: «هذا تمرد (revolt)»، فرد الرسول لياتكورت: «سيدي.. إنها ليست تمرداً (revolt)، هي ثورة (revoluting) ». هذا الحوار القصير بين الملك ورسوله كان معبراً جداً، وكاشفاً جداً. إذ أمكن لنا هنا أن نتمثل المعنى المجازي الفلكي القديم للكلمة «ثورة»، ولكن، وربما لأول مرة، نجد أن التأكيد قد انتقل كلياً من معنى الضرورة الفيزيائية السماوية إلى الأمر الذي لا يقاوم، إن الحركة لم تزل ترى في خيال حركات النجوم، ولكن الذي يجري التشديد عليه الآن هو عن إيقافها خارج نطاق القوة البشرية، ولهذا فإنها قانون مأتم بذاته، وربما كان «هناك معنى إضافي يتعلق بالحجم» كما يقول وليامز.وإذا ما حاولنا قراءة ذلك الحوار القصير من زاوية نظر نقد ثقافية، فسوف نلاحظ المدى الذي تتصل به اللغة بالسياسة، إذ أن الوحدات المعجمية والدلالية والبنائية والبلاغية في الخطاب تجسّد مصالح قوى اجتماعية سياسية، وهذا ما أكده "ميشيل بيشو" بقوله: «كل الصراع الاجتماعي والسياسي يمكن أن يتلخص في الصراع من أجل كلمة ضد كلمة أخرى».
وهذا يعني أن الكلمات والمفاهيم والمصطلحات والألفاظ لا تمتلك قوتها ولا معناها من ذاتها، بل تأتي إليها من خارجها، فالكلمة تتصل بهوية المتكلم، وهوية الذات الناطقة.فحين قال الملك (إنه تمرد)، قد أكد على سلطته وعلى الوسائل التي يمتلكها لمواجهة العصيان، أما جواب لباتكورت ( هي ثورة)، فهو يكشف بأن الأمر خارج نطاق السيطرة وسلطة الملك، لأنه «أمر لا يُقاوم»، ويتعذر إيقافه. إن الجواب يبدو بسيطاً ظاهرياً، لكنه كان كاشفاً، فمن وراء هذه الكلمة، يمكننا أن نسمع ونرى حشود الناس المتدفقة في شوارع باريس. العاصمة التي لم تكن عاصمة لفرنسا فحسب، بل عاصمة للعالم المتمدن بأكمله. ومنذ تلك اللحظة اخذ المفهوم «ثورة» يكتسب أهميته السياسية والاجتماعية بما يحمله من فكرة حدوث حركة لا تقاوم يترسخ، وسرعان ما حولها القرن التاسع عشر إلى مجال المفاهيم التاريخية لكي تغدو ضرورة تاريخية، ثم أصبحت فجأة بما تحمله من مجازات الفكرة الملهمة في تمثيل الثورة وتعريفها. ومع الثورة الفرنسية، وتأثيرها الحاسم، طغى معنى التجديد الضروري من قبل نظام جديد مدعوماً بمعنى «تقدم» (Progress) المتزايد في ايجابيته على المعنى القديم  لاستعادة سلطة شرعية، مع إن هذا يستخدم من حين لآخر (وليامز). وهكذا وصف زعيم الثورة الفرنسية روسبير :«هذا التيار المهيب للحمم البركانية التي تقذفها الثورة، والذي لا يوفر شيئاً، وما من أحد يمكنه إيقافه». وقد تم صياغة فكرة «العنف الثوري المنظم»، و «الحتمية التاريخية» وتبريرها إيديولوجياً. فكيف تم تعريف «الثورة» ؟ في موسوعة علم الاجتماع، عرّف جوردون مارشال «الثورة» و «التمرد» بالأتي:
«أحداث نادرة الوقوع ـ نسبياً، ولكنها هامة من الناحية التاريخية، يتم خلالها قلب النظام السياسي والاجتماعي كلية. وذلك باستخدام وسائل عنيفة عادة، ثم يتم إعادة بناء أسس جديدة بقيادة جديدة. وقد أصبحت كلمة "ثورة" تطلق بشكل فضفاض على كل تغيير اجتماعي بعيد المدى، كما هو الحال بالثورة الصناعية، وثورة الكمبيوتر، وثورة المعرفة، والثورات العلمية» وسوف نلاحظ أن اختلاف تعريفات مفهوم «الثورة» في تاريخ الفكر الحديث يرجع بدرجة أساسية إلى اختلاف المواقف الأيدلوجية، والمواقع الاجتماعية لأصحابها. ففي الحين الذي كان المنوّر الفرنسي "كندرسيه" يؤمن بفكرة التقدم الإنساني، لذلك فقد جاء تعريفه متسقاً مع إيمانه. فمفهوم «ثورة» لا ينطبق ـ حسب تعبيره ـ إلا على الثورات التي يكون هدفها الحرية. بينما ماركس الذي يعتبر الثورات هي «قاطرات التاريخ»، يعرفها في ماديته التاريخية على أنها «النتيجة الضرورية لتراكم جملة واسعة من التفاعلات والتناقضات والأزمات بين علاقات الإنتاج وقوى الإنتاج، بين الشروط الموضوعية والشروط الذاتية التي تتمخض عن انفجار مباغت، وتحول نوعي، وحل ديالكتيكي للتقدم التاريخي». وقد جاء تعريف «الثورة الاجتماعية» في الموسوعة الفلسفية السوفيتية (التي أوردت ثلاثة مفاهيم للثورة: الاشتراكية، البرجوازية، الثقافية) بأنها: «نقطة تحول في الحياة الاجتماعية تدل على الإطاحة بما مضى عليه الزمن، وإقامة نظام اجتماعي تقدمي جديد، وهي الحل للتناقض الحاصل بين قوى الإنتاج الجديدة وعلاقات الإنتاج القديمة، كما أنها النتيجة الضرورية والطبيعية لتطور المجتمع الطبقي»
وقد أنطلق التعريف الماركسي للثورة من النظرية الصراعية، والفلسفة الهيجلية الجدلية في التاريخ والتي اعتبرتها "حنة أرندت" النتيجة بعيدة المدى للثورة الفرنسية، إذ كانت من الناحية النظرية، ولادة المفهوم الحديث للتاريخ في فلسفة هيجل. وبدلاً من النظر إلى الثورة الفرنسية كواقعة اجتماعية مشروطة، فقد تم تحويلها فيما بعد إلى ضرورة تاريخية، وقانون ديالكتيكي. ومنذ ذلك الحين، تم تكريس الفكرة الدوغمائية الرهيبة في تأليه التاريخ وتأثيم الإنسان، والقول بأن هناك حركة جدلية ضرورية حتمية للتاريخ الذي لا يرحم الخونة والمتخاذلين، فيما عُدّت الحرية بأنها «وعيٌ بالضرورة» وعوضاً عن الحرية، أصبحت «الضرورة» هي القسم الأساسي من الفكر السياسي والثوري الذي هيمن ـ بشكل لا نظير له ـ على القرنين التاسع عشر والعشرين، ولا زالت هيمنتها وتأثيراتها تستمر حتى اللحظة. هذا الافتتان بتلك التغييرات الخشنة والعنيفة هو افتتانٌ غير معقول كما يقول الفرنسي "ماكس باجيه"، لكن في الحقيقة، ربما كان هو الدافع الخفي الذي يجعلنا، في الغالب، نستمد معاني وفحوى وصور وألوان وتمثيلات مفهوم «الثورة» من "مسار" الثورة الفرنسية، وليس من "نجاح" الثورة الأمريكية. والنتيجة المحزنة ـ كما تقول حنا أرندت ـ هي أن الثور الفرنسية التي انتهت بكارثة، قد صنعت تاريخاً عالمياً، وصاغت معاني الكلمة، في حين أن الثورة الأمريكية التي كانت مظفرة في نجاحها قد ظلت حدثاً لا تتجاوز أهميته المحلية إلا قليل. ومنذ الثورة الفرنسية صار من الشائع تفسير الانتفاضات العنيفة، سواء كانت ثورية أو ثورية مضادة، بصيغة الاستمرار الحركة بدأت في الأصل 1789م، كما أن زمن الهدوء والاستقرار ما هو إلا لحظة عارضة يختفي فيها التيار تحت الأرض استجماعاً للقوى، لكي ينطلق للسطح مرة أخرى في ثوراتٍ متواصلة: 1830، 1832، 1848، 1851، 1871، 1917، 1919، والثورة الصينية.ومن هذا المنطلق، يمكننا تتبع ورصد الكثير من الثورات اللاحقة في آسيا وأفريقيا وأمريكيا اللاتينية، فالمسار الذي سلكته الثورة الفرنسية دفع بشعار مثل «الثورة الدائمة»، كما ظهرت دعوات عديدة لبعض من الفوضويين مثل برودون نادت إلى أنه ليس هناك شيء أسمه ثورات متعددة، بل توجد ثورة واحدة بينها، وهي أبدية.إن تاريخ مفهوم «ثورة» ـ كما نلاحظ ـ قد اكتسب شحنات أيدلوجية، وتمثيلات وصور سحرية وأسطورية كثيرة، بعدد وكثرة الأشخاص والجماعات التي استخدمته. وإذا ما نظرنا إلى مفهوم «الثورة» عند الأمريكيين مثلاً، فسوف نجد بونا شاسعاً عن نظيره الفرنسي. فالثورة في المفهوم الأمريكي: «هي تلك العملية السياسية التي يتم فيها تأسيس سلطة الحريات في المجال العام».وهذا المفهوم ينطلق من الفكرة التي لا ترى في الثورة ضرورة وحتمية تاريخية، بل وسيلة وأداة وتقنية وحل لمشكلة سياسية، وإن المهم في الثورة يكمن في قدرتها على تأسيس مؤسسة دستورية، وأساس متين لدولة قوية ومستقرة، وهذا ما أشار إلى "جون آدمز" أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة بقوله: «الدستور هو راية، هو نصر، هو وشيجة حين يُفهم ويصادق، ويكون عزيزاً على القلوب، ومن دون هذا التفكير والتعلق، فإنه قد يكون عبارة عن طائرة ورقية أو بالونة يطير في الهواء» فكيف يمكننا النظر إلى ما حدث في البلدان العربية من حركات اجتماعية صاخبة. يرى المفكر البريطاني تشارلز تيلي في كتابه (الحركات الاجتماعية من 1768 إلى 2004) أن بنية الحركات الاجتماعية تتكون من ثلاث عناصر هي:
1. مجهود عام مستدام ومنظم يملي مطالب جماعية على سلطات مستهدفة (أو بمعنى أخر حملة campaign). 𔆒. تركيبة من التحركات الاجتماعية تشمل: خلق جمعيات وتحالفات ذات أهداف خاصة، لقاءات عامة، مواكب مهيبة، سهرات تحضيرية، مسيرات، مظاهرات، حملات مناشدة، بيانات في الإعلام العام وإليه، منشورات أو مطويات (مجموعة متكاملة متغيرة من الأداءات أو ذخيرة أداءات الحركة الاجتماعية social movement repertoire). 𔆓. تمثيل المشاركين لجملة من الصفات العامة والمتوافقة تتمثل في: 
• الجدارة: تصرف بوقار؛ ملبس مهندم؛ حضور رجال الدين، الوجهاء، والأمهات مع أطفالهن.
• الوحدة: شارات متضاهية،أو لافتات، أو أزياء موحدة؛ السير في صفوف؛ غناء وترانيم.
• العدد: أعداد المشاركين، الحاضرون، الموقعون على التماس، رسائل من القاعدة الشعبية أو المساندين، ملأ الشوارع.
• الالتزام: تحدي الطقس السيء، مشاركة واضحة من قبل كبار السن والمعاقين؛ التضحية المتباهية، تسديد الاشتراك / التبرع. ( ينظر، تشارلز تيلي، الحركات الاجتماعية من 1768 إلى 2004، ترجمة ربيع وهبه، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة 2005)



#قاسم_المحبشي (هاشتاغ)       Qasem_Abed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الثورة والعلم والثقافة والأيديولوجيا
- في إستشكال مفهومي العقل والثورة.
- أولفين توفلر فيلسوف تاريخ يا توفيق!
- المرأة وتثقيفها في صالون بنت البادية الثقافي
- في معنى الثورات العلمية وتغيير الباراديم
- انتحار الشهيد .. قصة واقعية من اليمن السعيد
- ملاحظات أولية في نظرية الاستشارة الفلسفية
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة .. وعودة النموذج السقراطي في م ...
- اليونسكو .. الغياب الدائم والحضور المفترض
- حاجة العرب الى تدريس الفلسفة للأطفال أكثر من حاجة الغرب والأ ...
- مدني صالح .. مقاربة الاسم والمعنى
- الثورة التي ادهشت العالم!
- الهُوية إشكالية المفهوم وسياقات المعنى
- وداعا أفلاطون .. الفلسفة والأطفال.. استئناف الدهشة!
- منظمات المجتمع المدني ودورها في بناء السلام باليمن
- حينما يكون الجسد اكثر ادهاشا من الروح


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم المحبشي - الثورة: تحولات المفهوم وسياقات المعنى؛ من وحي مؤتمر العقل والثورة