أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس اسحق - عِراقُ... يا عِراق














المزيد.....

عِراقُ... يا عِراق


بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 6432 - 2019 / 12 / 8 - 19:03
المحور: الادب والفن
    


أرضُ العِراقِ تَصَحَرتْ
ومُعتَقَلاً لِلأحرارِ صارَتْ
تَبَخَرَتْ مِنْها بُحَيراتُ الحُريَة
واحاتُها، بَساتِينُها،غاباتُها
أضحَتْ مُستَنقَعات
******
قِصَةُ العِراق
قِصةٌ تُلاكُ عَلى كُلِ لِسان
هَزِيلَةٌ مُبْكِيَةٌ ومُفْجِعَة
وكُلَ ما فِيها
أرضَهُ لَمْ تَعِدْ تَنفَعُ الإنسان
حَتى الحَيوانُ مِنها شَرَد
فَبَدَلَ الماءَ بِترُول
وبَدَلَ حُبُ الوَطَن مِنَ الإيمان
ما هُو دِينَك ومَن هو الإمام
وشَعبٌ مَغلُوبٌ وسَجان
كَأنَ الإله ودَّعَهُ
وخافَ مِنْ شَياطِينَهُ الشَيطان
وتَرَكُوهُ بُقعَةً
لِلمَذَلَةِ والهَوان
******
أرضُ العِراق
مُنذُ قادِسِيَةِ سَعد بَحرٌ للآلام
وأرضُ شَقاءٍ وأحزان
مِنَ البَصرَةِ الى كُردستان
مِنْ دِهوك الى ذي قار ومَيسان
الحدُود، ولِسان الضاد، والطَوائِف
كانَت ولا تَزال
تُباعِد وتُفَرِق
ما بَينَ الأنسانِ والأنسان
حَتى الكُفرَ فِي بَعضِ الأحيان
غَدا فِيها أعلى آياتِ التَسبيحِ والإيمان
******
فِى بِلادِ العِراقِ والإمام
المُطالَبَةُ بِالحُريَةِ بِدعَة
وكُلَ فِكرٍ يُعَدُ جُنحَة
وكُلَ صَوتٍ مُعارِضٍ عَواء
أرضُ العِراق
لَمْ تَعُدْ تَملِك سِوى الكَلام
سِوى الخَطابَةِ والمَقال
سِوى الألَم
سِوى المَحسُوبِيَة والرَشاوي
وشِراءُ الذِمم والوُعُودَ الزائِفَة
عَلى لِسانِ الفَقِيهِ والإمام
******
بِلادي مَسلُوبَةُ الحُريَة
مَسلُوبَةُ العَفاف
والكَرامَةُ الإنسانِيَة
ومَرتَعاً لِلحُثالةِ الصَفَويَة
مَسلُوبَةٌ بِالدِين
مَسلُوبَةُ الطُهر
مُنَكَسةٌ فِيها الكَنائِسَ والأديرَة
******
أرضُ العِراق
شَمسَها سَوادٌ ورُوحُها وحشِية
تَحكُمْهاعُصبَةٌ تَجِيدُ النِفاقَ والتَقِيَة
لا تَقدِرُ عَلى النُطقْ
تَكرَهُ اللِينَ والرِفقْ
أخلاقَهُم بَربَرِيَة
طَوائِفٌ سِنيَةٌ وشِيعِيَة
ونِقاطُ تَفتِيشٍ يَمينٍ ويَسار
وحدُودٍ كُلُها خِزيٌ وعار
والساسَةُ فِيها مُصابَةٌ بِسُعار
ولَولا الشَوارِبَ والذقُون
ما حَسِبتُ إنَهُم رِجال
******
أعذِروني يا سادَة
رُبما السِكرُ أخَذَنِي
أو لَعِبَ بِرَأسِي
لكني أرِيدُ أنْ أصرُخ
ما بالُ الإله عِندَ العِراقِ وانتَحَر
وكَأنَهُ يَكرَهُ العِراق
يَريدُ قَتلَهُ غَدراً بِالرصاص
لأنَ لا مَوتَ لِلعِراق
خالِداً مُخَلَداً مُنذُ الأزَل
عِراقُ سُومَرَ وقِيثارَةُ عِشتار
******
يا أبناءَ جَلجامِش
والعَظيمَ نبوخذنصر
حَمورابي وأشور بانيبال
هَلِموا نَغتالَ بِايدِينا الإله
ونَقضي عَلى رَبِ النِفاق
أنا من البصرة، من الموصل من الأنبار
من كردستان، ناصرية عمارة حلة وديوانية
واسط كركوك النجف وكربلاء
وديالى وحبيبتي بغداد
نَحنُ العِراق، والعِراقَ نَحنُ
أرضَنا أبتَلَت فِيما مَضى بِالرِفاق
والآنَ برِجالِ الدين والقَتلِ والنِفاق
وأمتَلَأتْ أرضَ بابِلَ وآشُورَ بِالسُراق
والكُلُ يَدَعِي رَباً خُرافِياً
رَباً مَلعُونَاً قَواد
مَهوُساً بِترقِيعِ فرُوجَ العاهِرات
******
فِي بِلادِ الغائِب الإمام
تَوَقَفَتْ عَقارِبُ الساعَةِ مِنْ زَمانْ
لا الصُبحُ يَأتِي إليها
ولا اللَيلَ يَهجِرُ المَكانْ
فِي بِلادِ سَيدَ شُهداء جَنةُ الغِلمان
يَطُوفُونَ حَولَ الاضرِحَةِ كالقِطعان
يَتَضَرَعُونَ إلى أأمَتِهم ذُلاً
مِنْ أجلِ جَنَةَ وَهَمٍ وصكَ غُفران
فِي بِلادِ الأضرِحَةِ والمَقام
شَنَقوا الحُريَةَ بِحبلِ الطاعَةِ
ودَفَنوها فِي حُفرَةِ الإيمان
يا أهلَ عِراقَ الكادحينَ والثُوار
نُبارِك أعلانَكُم الثورةَ الكُبرى
ورَفعَكُمْ رايَةَ العِصيان
******
سَيُقال بِأني سَكِرتُ
وإنَ الخَمرَةَ أسكَرَتني
وهي حُرمٌ حَرام
يا صاحِبي لَو تَعلَم
إنَ السُكرَ بِالخمرِ
أقدَسُ مِنَ السُكرِ بِكَلِماتِ
رَباً وَهمِياً وإماماً غائِباً
الخَمرُ أفضَلُ مِنْ دَمٍ جارِياً
أرادَهُ رَبَهُم أنْ يَكونَ أزَلِياً
وتَرَكَ عَبِيدَهُ حُفاةٌ عُراة
شِياهٌ ضالةٌ خَلفَ راعٍ نَصاب
فَليَفعَل بِنا ما يَشاء
فَالمُبتَلُ لَمْ يَعُد يَخافُ المَطَر



#بولس_اسحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العَلمُ والحَياة ... بَينَ عُلَماءِ الإسلام وعُلَماءِ الكُفا ...
- الطِب النَبَوي - السِرالكَبِير الخَطِير.. بِأبوالِ وألبان ال ...
- كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ .. و ..... أندَ ...
- إِلهُ القُرآن سُبحانَه جَلَ جَلالَهُ - أينَ تَعَلَمَ العَرَب ...
- رِسالَة محمد صَلعَم لِعَظِيمِ الرُومِ هرقِل ... درُوس وعِبَر
- مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا بَلْ ...
- الرِسالَة الإلهية وفائِدَتُها ... بَينَ المِحنَةِ والمِنحَة
- الإسلام والإيمان .. وعِلاقَتَهُ الطَردِية مَعَ التَفجِير وال ...
- قَالُوا- الإسلامُ دِينٌ لِلعالَمِينَ كَافَة ... والبَقِيَة أ ...
- إرهاب عُقُولَ المُسلِمِين ... مَا الذِي أَبكَى النَبِيَ سَيد ...
- السِيرَة المُحَمَدِيَة المُقَدَسَة... عَرضٌ مُستَمِر ولَنا ع ...
- حُلُمْ - سُوبَر فَتوى فِي رَمَضان.. شَهرُ التَقوى والإيمان
- خَيرُالبَرِيةِ والأَنامْ ... هَل مِنَ المُمكِن أنْ لا يَكونَ ...
- القُرآن والسِر الرَبانِي ... فِي حَشرِ الآياتِ والمَعانِي
- الكُفَيت الرَبانِي والقُوَة الجِنسيَة... مِنْ دَلائِلِ النِب ...
- اللَّهُ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ ...
- الحَدِيث المُحَمَّدِي الذي يَحوِي الكَثِير... مُحَمَّد وتَأب ...
- رِسالَة عِتاب - مِنْ مُؤمِن سابِق لِإله القُرآن... فجاءَ الج ...
- آخِرَ الهَلاوِس - وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ... وَلَكِن ...
- لِنَطوِي الصَفحَة ونُنهِي الجِدال .. عائِشَة - آثِمَةٌ أمْ ض ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس اسحق - عِراقُ... يا عِراق