أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - قناة اليوتوب الأولى لترويج الدجل والخرافة والعرب في القمة إنتاجا وتصديرا واختيار العناوين وصفتها السحرية















المزيد.....

قناة اليوتوب الأولى لترويج الدجل والخرافة والعرب في القمة إنتاجا وتصديرا واختيار العناوين وصفتها السحرية


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 6429 - 2019 / 12 / 5 - 19:55
المحور: الصحافة والاعلام
    


لا يحتاج الباحث في مجال السوسيال ميديا اليوم إلى كبير عناء كي يدرك أن مواقع التواصل الاجتماعي عموما، وقناة اليوتوب على وجه الخصوص ، الواجهة المفضلة لتجارة الخرافة والدجل ، وخزان لا ينضب للفضيحة ومقاولات إعلامية ناجحة في صهر الهرطقة وبيع متلاشياتها أوهاما ، كما لا يحتاج المتخصص إلى دليل كي يثبت أن قناة اليوتوب youtube اليوم ، هي قناة مسجلة باسم العرب والمسلمين في صناعة وتفريخ الدجل ، و الأولى كوكبيا وفق التصنيف العالمي في الترويج للخرافة والشعوذة على أوسع نطاق. لذلك صح القول وبمختلف الصيغ أن الجهل هو ما تبقى لنا كعرب ؟

وإذا كان من المؤكد أن العرب والمسلمين في قمة ترويج التفاهة وصناعة وتعليب الدجل والشعوذة ، وإنتاج الفضائح من كل الأصناف، ومن الأوائل إنتاجا وتصديرا لمعدن الخرافة بدليل المحتويات المنشورة بمضامين هشة ومتهالكة . فإن السؤال الذي يتحتم علينا طرحه هو ماهي لوصفة السحرية المعتمدة ؟ و كيف تمكن هؤلاء من جعل محتواهم المنشور أكثر جاذبية في حفز الجمهور على المشاهدة والفتح ؟ وما مفاتيح هذه المعادلة التي تسيل لعاب المتتبعين من كل الأجناس والأعمار والفئات وتجعل محتوى فيديوهاتهم تصل إلى مراتب عليا لتتصدر بذلك منصة المشاهدات وتسجل الأرقام القياسية ، ويحققون فائضا خرافيا في الأرباح الصافية ، ويسجلون النجاحات الباهرة ؟ أهو الموضوع في حد ذاته أم هالة العنوان وجاذبيته ؟ أم البساطة والعبقرية ؟ أم الجميع في سلة واحدة ؟

هذا شيخ أربعيني بلحية لا شارب فوقها ، نشر بقناته على اليوتوب فيديو في 15 دقيقة ، اختار له كعنوان "أفضل طريقة للاغتسال من الجنابة " حقق إنجازا قياسيا في المشاهدة ، حيث تجاوز رقم 22 مليون مشاهدة ،دون الحديث عن عائدات وأرباح الشريط جراء الإعلانات الإشهارية التي يستقطبها .
الشيخ الخليجي على ما يبدو عرف من أين تؤكل الكتف ، فصار يتحدث خلف كاميرا هاتفه بعيدا عن الدهشة ، بورع تقي ، وجاذبية مضمخة بعبير الأرك والإتمد وبما أن الموضوع المطروح يكتسي طابعا دينيا ،و على درجة قصوى من الالتباس ، وقد يصل إلى درجة الطابو الجنسي ،فإن الشيخ سيوهم مشاهديه أن الاغتسال من الجنابة ، ليس دليلا على الإيمان الصادق والتطبيق الخالص لتعاليم لله سبحانه وتعالى ، وتفعيلا لسنة نبيه الكريم فحسب ، بل هو محفز روحاني ، وملهم رباني ومنهج سحري سيعبد الطريق أمام المؤمن وسيحفزه على تخصيب اليورانيوم..
أما ذلك الوجه الملوح بجفاف الصحراء المزمن ، فلا يرف له جفن وهو يقسم بأغلظ الإيمان ، أن منتوجه السحري مجرب في سماوات الله المفتوحة ، وأن مناديا أوحى له بتسويقه خدمة للبشرية ، وعندما ينتهي من الوصلة الإيمانية ، يقدم طلسما على شكل حجاب يقول أنه لجلب الرزق في ساعة ، أقسم بالله العظيم سيحصل ذلك ، هل تعرف لماذا أخي المسلم ؟ لأنه لا توجد به كلمات شيطانية " هذا الشريط حظي بمشاهدات قياسية

أقسم بالله العظيم ..ستندمون إذا لم تفتحوا هذا الفيديو .. أقسم بالله العظيم هذه نماذج لبعض العناوين المثيرة والتي حققت ارقاما قياسية في المشاهدة ..
برنامج سحري لإسترجاع الصور المحذوفة من الهاتف ولو عملت للهاتف فورمتاج؟؟؟ والله العظيم ..أقسم بالله أقسمُ باللّهِ العظيم هكـذا ستُشفى بإذنه من السحر والمس والحسد (بـدون راقـي) اللهم بلغت، اللهم فاشهد قصة الصلاة على النبي الف مرة في الليلة.. التغيير المتقدم...
ويصدح خمسيني آخر بعباءة بيضاء وأسنان خرجت لتوها من أدغال الأرك هدية ربانية ، معجزة إلاهية ستجعلك بقوة 100 حصان بعد المشاهدة أضمن لك الصحة والعافية ، وستقول وداعا للآلام المفاصل والساقين معا" سنحتسب عند الله

يا إلاهي ما هذا العته ؟ يا إلاهي.. كيف يحصل فوق بساطك السرمدي هذا الأثر العجيب ؟ كيف ينبت في ملكوتك هذا الهراء الغريب ؟ فيديو حياة عالم ومخترع مغربي يدعى البروفيسور رشيد اليزمي مخترع بطارية الهواتف الذكية، يحصد ألف وخمسمائة مشاهدة مشاهدة ) بينما فيدو "الاغتسال من الجنابة" يحصد 22 مليون مشاهدة 22M K؟؟؟؟؟؟ يا إلاه السماوات والأرض هل تسمح بشقة بسيطة في الأرض، كي أغبر فيها ملامحي ، وأنصهر مع الديدان بعيدا عن هذه الكائنات الموشومة بالفراغ في كل شيء باسمك؟
هل هناك تصور آخر أقسى وأشد وطأة من هذا الارتباك وهذه الصدمة الحضارية الكارثية ؟

بالموازاة مع ذلك ، بودنا أن نتساءل جميعا : ماهي الوصفة السحرية التي اعتمدها صاحبنا الشيخ في الوصول إلى هذا الرقم القياسي المذهل في المشاهدات؟
وكيف استطاع أن يجعل من محتوى الفيديو المنشور موضوعا بهذا القدر الكبير من الأهمية ؟
وهل إمكانية تحقيق مردود مادي ومعنوي اليوم يقتصر فقط على هذا النوع من المحتويات ؟
وهل يمكن للعنوان أن يحدث هذا الزلزال ؟ وهل لصورة الغلاف أن تحقق هذه الجاذبية ؟
لا جواب قطعي ، ولأن الواقع لا يرتفع ، لابد من ناظم نستكين إليه ، فيسعفنا القول أن هناك ما يمكن تسميته بالواقعية والبساطة مع قليل من الدهاء .

ولعل إبراز جملة مشهورة ، مستهلكة ، يفهمها الجميع ، ولا تحتاج للتفكير، سهلة في النطق ، وغير قابلة لتشغيل العقل ، جاهزة وذات حمولة دينية مثل " اقسم بالله العظيم " كعنوان رئيسي للفيديو أو مدخله هي فكرة ناجعة بكل تأكيد . فهي لا تكتفي بلفت النظر، بل تصبح قوة جامحة نحو الاندفاع وتسهيل انسيابية الفضول المعرفي ، وهي متعة ملتبسة لا يمكن مقاومة جاذبيتها

هنا يتضح أن جمهور المشاهدين يقرر الضغط على المألوف والمعروف الذي يخاطبهم قدر عقولهم . ومادامت الوسيلة والرسالة بسيطة ومستهلكة فإن الاستجابة الفورية ستحصل ، والنتيجة مؤكدة مائة بالمائة . إنها تقنية بسيطة ومعتمدة اليوم من قبل معظم ناشري المحتويات على مواقع التواصل الاجتماعي

هل تكمن العبقرية في هذه البساطة ؟ ربما نعم ، إنها معادلة تختصر كافة التعقيدات نحو البساطة كي تتميز ، فتصبح مقنعة وفعالة ومؤثرة، وتعزز قابلية الانجذاب نحو الموضوع المراد بسطه ، ليس هذا وحسب وإنما تنفي بذكاء بالغ تهمة أي تلاعب او مخادعة محتملة من طرف الناشر . إنها عناوين جاذبة تثير وتوحي فتجعل من المحتوى أمرا بالغ الأهمية

هل هي منشورات ذكية في شكلها أم في مضمونها ؟ وهل ينجذب الجميع ويشعر بالارتياح مع هذا الأسلوب المثير في العنوان فعلا أم مجرد نزوات عابرة ؟ وهل الأسلوب ممل ورخيص ومخادع حقا أم مجرد افتراء ورؤية كيدية ؟؟

لا أحد ينكر اليوم ما حققته مثل هذه العناوين من نجاحات باهرة ، ولا أحد يجحد قدرتها على الابتكار والتطوير . إنها عناوين ذكية واضحة ومنطقية لأول وهلة ، فبدلا من كتابة عنوان ضعيف من قبيل” عزيز باكوش يصدر كتابا ” يمكن كتابة عنوان مثل " أحدث منشورات عزيز باكوش .. أفضلها حتى الآن” هكذا ببساطة تتلخص المشكلة



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع عبد الحفيظ العيساوي أستاذ بالمعهد الدولي - أبرا وينف ...
- تتويج فيلم “أمنية” لمخرجه عبد الصمد التركاوي، عن مجموعة مدار ...
- المخرجة المغربية الشابة عتيقة العاقل من التمثيل إلى الإخراج ...
- أية وصفة للصداقة على مواقع التواصل الاجتماعي ؟
- كتاب - التسامح بين الأديان من منظور الدبلوماسية الروحية - أو ...
- التغيرات السريعة والمذهلة في المجال التكنولوجي وتأثيرها على ...
- وسائط التواصل الاجتماعي وسؤال الخصوصية - الفايسبوك- نموذجا
- دمج الصفوف الأولية في التعليم الذكور والإناث في فصل واحد بال ...
- الحكومة تضخ على استعجال 5 ملايين دولار لإنقاذ ست صحف من الإف ...
- محيط حديقة جنان السبيل بفاس يردد الكلمات المقدسة مع الفنانة ...
- في سيكولوجيا الحشد الجماهيري المسلك البصري نموذجا
- الذاكرة الغنائية لفاس - المغرب - من 1850 إلى اليوم في كتاب
- طفل في الرابعة يتعلم اللغة الروسية بفضل إدمانه قناة اليوتوب
- توقيع كتاب مدخل إلى علم التدريس للكاتب الدكتور خالد فارس بفا ...
- الرابور المغربي رضا غنامي يكشف عن جديد الموسم وينتقد الإقصاء ...
- كيف يمكن للسينما كمجال للإبداع والتأثير الواسع أن تساهم في إ ...
- الباحث عبد العزيز الطوالي يوثق للأنشطة العلمية لماستر اللغات ...
- الفنانة التشكيلية سناء نجيح في حوار شفيف تازة المملكة المغرب ...
- الحق في المعلومة بين الآليات الدولية والقوانين الداخلية محور ...
- في معرض الرسامة العصامية الشابة من ذوي الاحتياجات الخاصة أسم ...


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - قناة اليوتوب الأولى لترويج الدجل والخرافة والعرب في القمة إنتاجا وتصديرا واختيار العناوين وصفتها السحرية