أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عمر الماوي - حين يكذب الإسلامويون. ماهو نظامهم الإقتصادي الإسلامي الذي يزعمون ؟!















المزيد.....

حين يكذب الإسلامويون. ماهو نظامهم الإقتصادي الإسلامي الذي يزعمون ؟!


عمر الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 6428 - 2019 / 12 / 4 - 20:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يوجد طريقان
طريق الى الامام نحو الاشتراكية
وطريق الى الوراء نحو الرأسمالية
ويوجد من يفكر بامكانية الوقوف على طريق ثالث
في الواقع أن الطريق الثالث هو بمثابة العودة الى الرأسمالية
ستالين

بين الفينة و الاخرى يطل علينا الإسلامويون ويتحفونا بأراءهم و مزاعمهم و معتقداتهم التي اكل الدهر عليها وشرب ولم تعد تصلح الا للوضع في متاحف التاريخ.
فرغم أنهم يعرفون من اكتشف قوانين تطور الرأسمالية وتناقضاتها التي ستؤدي الى زوالها الا أنهم يمسكون هذا الكلام و يستخدموه في اطلاق العنان لمزاعمهم و اكاذيبهم والترويج لها .
قبل فترة أذكر اني قد قرأت مقالاً لأحد التحريريين (حزب التحرير الإسلاموي) الذي تحدث عن النظام الرأسمالي و أن أسباب زواله تكمن في داخله .. وطبعا ً من اكتشف هذا هو كارل ماركس لكن هذه العاهات الاحفورية تأخذ من الماركسية ما تشاء لتقول في النهاية أن بديل النظام الرأسمالي هو "النظام الإقتصادي الإسلامي".
وهنا يبرز سؤال وجيه ـ ما هو هذا النظام الإقتصادي الإسلاموي ؟! فنحن نعلم أن نمط الإنتاج يجب يتجسد من خلال عدة خصائص وعناصر تحدد ملامحه لا سيما علاقات الإنتاج فيه ـ مثلاً عبد ومالك للعبد في العبودية السيد الاقطاعي و القن في الإقطاعية . المالك البرجوازي والعامل البروليتاري في الرأسمالية . وفي الإشتراكية تنتهي هذه الثنائية بين الذين يملكون والذين لا يملكون بين المستغلين (بفتح الغين) والمستغلين (بكسر الغين) وتأخذ علاقات الإنتاج الإشتراكية مجراها حيث تنتهي علاقات الانتاج الطبقية ما يمهد الى الوصول للمجتمع الشيوعي اللاطبقي.
لكن ما هو النظام الإقتصادي الإسلاموي الذي يزعمون ؟! في كل مرة يتم الحديث فيها عن الرأسمالية ارى من يقول ان مصير الرأسمالية الى زوال و أن النظام الإقتصادي الإسلامي هو البديل و هو الاكثر عدلا ً !! طيب ما هو هذا النظام وما هي عناصره وخصائصه وما هو شكل علاقات الإنتاج فيه وما هي قوانينه والى أين سيأخذ البشرية ؟ يقول الإسلامويون أن نظامهم الإقتصادي الإسلاموي يرتكز على نقطتين "الزكاة" و "إلغاء الربا" لان الله امر بالزكاة و احل البيع وحرم الربا!.
بمعنى انه في النظام الاسلاموي المزعوم صاحب المصنع الصغير ذات علاقات الإنتاج الرأسمالية اصلاً اذا ربح هذا العام 100 الف دولار فإن عليه دفع زكاة قدرها 2.5% أي 2500 دولار لتكون الـ97500 دولار حلالا ً له ! و هذه الـ97500 ما كان صاحب هذا المصنع سيكسبها لولا سرقة فوائض القيمة من جهد وعرق العمال الذين باعوه قوة عملهم مضطرين لانهم لا يملكون ادوات الانتاج التي يمتلكها.
فما هي الإختلافات بالعناصر والخصائص و المقومات التي يقوم عليها النظام الإسلاموي المزعوم عن النظام الرأسمالي المتعفن ؟ نفس العناصر و الخصائص و المقومات ونفس علاقات الإنتاج .. فالنظام الإسلاموي المزعوم الذي ينادي به الجهلة وضيقوا الافق نظام طبقي بل يكرس الطبقية من خلال ما يسمى بالزكاة هذه الزكاة بمفهومها الاجتماعي هي اكبر دلالة على الطبقية و الفرق بين البشر فالغني يتزكى ويتصدق على الفقير حتى يبارك "الرب" ماله ويعطيه المزيد من فوائض القيمة من عمل وجهد وعرق العمال الذين يستغلهم!
وهنا اعود لمقولة ستالين التي بدأت بها حديثي والتي تختصر علينا الكثير من الكلام فإما يذهب العالم الى الامام نحو الاشتراكية او يبقى في الرأسمالية فلا يوجد طريق ثالث و الطريق الثالث بمثابة عودة للخلف وبقاء في الرأسمالية .

فعناصر نظامهم الاسلاموي الذي يزعمون هي نفسها عناصر النظام الرأسمالي الذي اذل وافقر البشر .
الملكية الخاصة وعلاقات الانتاج الرأسمالية.
الشيوعية ايها السادة هي مستقبل البشر و حتميتهم مهما تأخرت لكن حتما ً ان البشرية ستمضي و ترتقي الى ارقى النظم الاقتصادية والاجتماعية التي تتمثل بالاشتراكية و طورها الارقى الشيوعية .
فالهدف ليس ابقاء الطبقات و أن يكون البشر اغنياء وفقراء بالوراثة ولا الهدف هو الحفاظ على علاقات الانتاج الرأسمالية و الاحتفاظ بعناصر النظام الرأسمالي المتعفن الذي ستتجاوزه البشرية مهما طال امده .ولا الهدف أن يتصدق الغني (المحسن الكبير) على الفقير. من اموال قد نهبها وسرقها من جهد وعرق الشغيلة الكادحين . فهو يتصدق لاجل ان ترضى السماء عنه وتعطيه المزيد من فوائض القيمة وهذا يحيلنا الى مسألة مهمة وخطيرة تمثل العامود الفقري للدين و لتوجهات المتدينين الا وهي مسألة الثواب والعقاب. فالمتدين بضيق افقه و بتوجهاته و أفكاره وأنانيته هو برجوازي - برجوازي صغير حتما ً يطمح لرضا السماء حتى تكافئه بالتوفيق و يرتقي الى اعلى الهرم الطبقي في الدنيا والاخرة.
الإسلامويون بفكرهم القاصر و المحدود يحرمون الربا ويبيحون شفط فائص القيمة من جهد و عرق العمال و الكادحين والمسحوقين و يحيلون هذه التقسيمة الطبقية الى الارزاق التي قسمتها السماء التي احلت بيع قوة العمل وشفط فائض القيمة و حرمت الربا! ! ان هؤولاء بأفكارهم القروسطية الرجعية البائدة القاصرة والمحدودة غير جديرين باللحديث عن مستقبل البشر والشعوب فهم لطالما كانوا اذنابا ً للرجعية وعبيدا ً للإستعمار الذي استخدم خطابهم القروسطي الرجعي لمحاربة كل المشاريع التقدمية التي تصبو بأهدافها النهائية الى أخذ الانسانية الى أفاق الحرية والعدالة الاجتماعية حيث يٌعلى من شأن الانسان و تعود الى البشر انسانيتهم التي اغتربوا عنها بفعل سيادة المنتوج (المال) على من انتجه (الانسان) فقد أصبح البشر في ظل هذا الواقع المرير مجرد ارقام و اشياء يسمو فوقها المال ـ الهدف النهائي هو انهاء هذا المنتوج الذي صار يسمو على من انتجه من الوجود لتتحرر البشرية من عبودية طال امدها فالمال او النقد كما أشار انجلز في كتابه "اصل العائلة والملكية الخاصة و الدولة" لم ينتجه الأثينيون الا كقيمة تبادلية ولم يكونوا واعيين الى أن هذا النقد سيصبح ذات سلطة و كينونة وقيمة اجتماعية قائمة بذاتها وتسمو على البشر الذين اصبحوا في ظلها مجرد اشياء تقاس قيمتهم بقدر ما يملكون من هذا المال! .

ولست ادري ان كانت علاقات الانتاج العبودية موجودة ضمن ما يسميه الاسلامويون النظام الاقتصادي الاسلامي فكما نعلم ان التاريخ الاسلامي يزخر بهذا النوع من علاقات الانتاج ـ فالعبودية لم تنتهي بالاديان التي رسختها وشرعنتها بل أن دساتير العالم الحديثة هي من انهت هذه الظاهرة التي حطت من شأن الانسان واذكر هنا ان الرئيس الاميركي ابراهام لينكولن (1861-1865) كانت له اسهامات كبيرة في تحرير العبيد.
و هذا تساؤول مشروع بما أنهم يتحدثون عن النظام الاسلامي فهل علاقات الانتاج العبودية تدخل ضمن هذا النظام الاقتصادي المزعوم ؟! .
ويتبجح الإسلامويون بوقاحة بأن الشيوعية تهدف الى اشاعة الكسل لان حافز الربح و الانانية من صميم الطبيعة الانسانية وهذا حرفياً يطابق ما قاله منظر الرأسمالية الاكبر أدم سميث الذي دعى لاستغلال حافز الربح عند الانسان.. لكن لو عدنا الى البيان الشيوعي فماركس وانجلز قد ضحدوا هذه الاباطيل و ردوا عليها بهذا النص :
وثمة اعتراض علينا يقول: بإلغاء الملكية الخاصة سـينتهي كلّ نشاط وسـيَسـتشري كسل عام.
فلَو صحّ ذلك، لكان المجتمع البرجوازي قد تردّى منذ زمن بعيد في الخمول، إذ أن أولئك الذين يعملون، في المجتمع، لا يمتلكون، وأولائك الذين يمتلكون، لا يعملون. فهذا الوسواس كله يُؤوّل إلى هذا الحشو: حين لا يبقى للرأسمال وجود لا يبقى للعمل المأجور وجود.
انتهى الإقتباس
كما يزعم الاسلامويون بوقاحة أن نظامهم الاقتصادي الاسلاموي المزعوم هو مزيج بين الرأسمالية والإشتراكية لكن في الحقيقة لو دققنا في الامر وعطفا ً على ما سبق ذكره فإن النظام الاقتصادي الاسلاموي الذي يزعمون يدور في فلك العمل المأجور وهو مزيج بين علاقات الانتاج العبودية والاقطاعية و الرأسمالية مع اضافة عنصر الزكاة و الصدقات في تكريس تام للطبقية و تقسيم البشر الى طبقات ومن جهة اخرى فإ‘ن البنوك الاسلامية الربوية هي ابلغ تعبير عن نظامهم الاسلاموي الذي يزعمون فهي بنوك رأسمالية تتعامل بالفائدة الربوية وتلطف هذه المسميات بما تطلق عليه اسم "المرابحة" فهذه البنوك لديها باع طويل بتمويل المشاريع المشبوهة وغسيل الاموال وتجارة المخدرات وتمويل المشاريع الاميركية عبر الجرذان الاسلاموية الملتحية في افغانستان وسوريا وغيرها.
الاشتراكية والشيوعية لا مكان فيها للملكية الخاصة واستغلال الانسان للإنسان ولست ادري كيف يكون الاسلامويون جديرون بالحديث عن نظام اقتصادي عادل والاديان كلها جاءت كإستجابة ونتيجة للملكية الخاصة وانقسام المجتمع الى طبقتين لتكريس وتأبيد العبودية والاضطهاد الطبقي مقابل "جنة عرضها السموات والارض" بعد هذه الحياة الدنيا "الزائلة" فكيف تحمل هذه الاديان في احشاءها انظمة اقتصادية عادلة ؟ فاقد الشيء لا يعطيه فهذه الأديان موجودة ليبقى تسلط الماضي على الحاضر والمستقبل فهي سلفية بالمطلق ومرجعياتها دائما ً بالماضي ولا مكان للمستقبل في برامجها وطقوسها و ادبياتها.
لكن هؤولاء الإسلامويون بأكاذيبهم هذه التي لا تخدم الا ما هو قائم وسائد من ظلم وفساد و اضطهاد طبقي يطبقون ما قاله غوبلز " إكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس!".



#عمر_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتم ايها الشيوعيون ملح هذه الارض .(من هو الشيوعي الحقيقي ؟! ...
- ملخص لكتاب فريدريك انجلز-أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدو ...
- الجبهة الداخلية الفلسطينية بين التثوير والتعهير
- سقوط سوريا الحلم الأميركي العبراني الإخونجي ومطايا العابرين!
- أعداء ستالين و ماوتسي تونغ أعداء الشيوعية
- قضية فلسطين بين الأفيون التلمودي المعتق و الانسنة !
- الزواج البرجوازي. أقرب الى الدعارة المقنعة !
- نقد الدين و ترهل الأحزاب الشيوعية


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عمر الماوي - حين يكذب الإسلامويون. ماهو نظامهم الإقتصادي الإسلامي الذي يزعمون ؟!