أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - بُربارة ومعمودية














المزيد.....

بُربارة ومعمودية


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 6428 - 2019 / 12 / 4 - 14:54
المحور: الادب والفن
    


بربارة ومعمودية


في غزة، احتفلت العائلة بمعمودية الطفل رشدي، وحيد والدية، صادف ذكرى البربارة، سنة 1912.
صنع أهل البيت أنواعا شتى من الأطعمة والحلويات، منها حلوى البربارة، جهزتها (العبدة) من أصول أثيوبية، ولدت في بيت آل سابا وترعرعت بمطرحهم، أثارت العبدة حفيظة نساء البلدة عندما أخفقن في صنع ذات الطبق بذات النكهة والمذاق.
يوم العيد، تسللن إلى المطبخ وسرقن البربارة، وضعنها في أطباقهن وتفاخرن بتفوقهن عليها.
جرت العادة، تبادل المحتفلين حفنات البربارة المكونة من حبوب القمح المسلوق يضاف إلى الطبق الزبيب والسكر والرمان.
عاد واصف الأب من رحلته الطويلة إلى غزة، أوثق الحصان بشجرة التوت في ساحة الدار، دخل البيت فشاهد (العبدة)(1) مشغولة بشحن البابور بالكاز، انهمكت بتحضير المزيد من البربارة، شكت لسيدها حادث السطو وارتيابها مما حصل عندما دخلت المطبخ ووجدت الوعاء فارغا.
تناول الخلطة أهل البيت جميعا، أصيب واصف فجأة بآلام في معدته، قيل، (جنزر) الوعاء وتلوث الطعام بالصدأ، تلوى واصف ألما ورفض استدعاء الطبيب.
آخر ما قاله قبل وفاته:
- طفت المسافات معلّق على ظهر حصاني ولم أصب بأذى، لا أنا ولا حصاني، مضيت عمري على قارعة الطريق بين عدو وحبيب، لا أصدّق مما يحدث لي الآن، أصبحت أوهن من بيت العنكبوت، أنا أحتضر، هل حانت ساعة الموت! لو شافتني عدوتي معلق على اللوح لقالت عنّي طيب وفييّ الروح! المقصود، حتى عدوه الذي تمنى له الموت يوما، لن يصدق أنه يعاني من سكراته الآن!
توفي واصف مباشرة جراء سكتة قلبية عن عمر يناهز الثانية والخمسين، في ذات اليوم الذي تعمّد فيه طفله رشدي، لم يغب عن تفكير العائلة هاجس وفاته بالتسمم المتعمد بسبب المهنة التي امتهنها، جامعا العشور، في حينه، تراكمت الديون على الدولة العثمانية في العهد الحميدي، تضاعفت الضرائب وأنهكت العامة والفقراء.
تحول صوت الفرح إلى أهازيج حزن، طغت على غزة سحابة سوداء، لبس النهار ثوب الفقد، تحولت أهزوجة (طيري وهدي يا وزة عَ بلاد غزة يا وزة، قطف العنب بالسلة مقطوف مقطوف)! إلى تداعيات حزن ورثاء: (طير يا طير، يا إللي في السّما العالي، يا نِجْمة الصبح، يا اللي مقابلة داري، إن كان أبو رشدي غدا من حُكم الباري، يٍسْلَموا أولاده بداله ويْعَمْروا الدار)!
أوقفوا ابن أمس في الطابور، حملته إحداهن ومدت يده الصغيرة للمعزين، صافح الفطيم المعزون.
لقيت العبدة مصرعها بعد ذلك مباشرة، ألقيت من على سطح البيت دون أن يعرف عن هوية الجناة.
...
(1) العبدة: الخادمة، حسب منطق ذلك الزمان. نشطت تجارة العبيد من القرن الأفريقي.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بربارة ومعمودية
- عــيد لـِد - كنيسة الخضر في اللد
- لقد تبعثرت الأشياء في جميع دول العالم!
- صورة شاهدة على النكبة
- نصري رزق الله والحريق
- عروس ورصاص
- سرد أحداث حصلت
- سقطت المدينة وبقي البهلوان
- أنقاض مملكة ووجهة نظر أُميّة - الملك داوود نموذجا.
- تغطية لصدور الطبعة الثانية من رواية جدار الصمت للروائية دينا ...
- ذاكرة مكان - مدينة بريزبن
- التطهر الجسدي تقليد وتراث
- ربيع المسافات - الحلقة 13
- رموز ورقي ومعاملة ورحمة وانتحار وخلود.
- ربيع المشافات الحلقة 12
- الغائب
- الكابتن جيمس كوك والمتاهة
- أغنية في صدري
- مال وثقافة وزهو - عائلة مديتشي مثالا
- في رحاب الجنوب الأسترالي


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - بُربارة ومعمودية