أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سحر مهدي الياسري - كمال سبتي ...في ظل شيء ما














المزيد.....

كمال سبتي ...في ظل شيء ما


سحر مهدي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 1562 - 2006 / 5 / 26 - 11:22
المحور: الادب والفن
    


أني
نائم أبدا
خذلت
تركت وحدي
أسمع كلمات غامضة
صديقي شاكر
هذا ما كتبه كمال سبتي ذات يوم من عام 1983 فجعت وأنا أقرأ له ديوان ظل شيء ما...لقد خط موته قصيدة قبل ثلاث وعشرون عاما. أفزعني موته وحيدا,لم اعرفه جيدا قبل وفاته لم أقرأ لتجربته الشعرية لبعده عن وطنه وربما خطئي انا التي لم تتواصل على الانترنيت الا منذ زمن قريب
وحدي من يأتي أليّ؟
والمرأة الاولى ..........أضعت قلبها
في زحمة الماشين
من يأتي أليّ؟
وحدي
لم يأتك أحد أيها الشاعرالغريب وكان الموت أفترسك لأيام ولا من يعلم وبريدك تملئه الرسائل ولا من يرد وهاتفك يرن.....يرن ...يرن
أعواما بقيت لكل من يأتي
أنا ماعدت سورا شاخصا
بل أنني ريح
جسدك غاب كأنه ريح...لا أثر ..لا حزن ..لا غربة ... لا نظرة عتاب
وتوقف المسافر أبدا ..لكن روحك في الكلمات لاتزال تصدح بالنشيد
أنت لست مسافرا
كيف قدر لك أن تكون هنا
المدينة أبعد مما ترى
أنت لست مسافر
توقفت الرحلة الاخيرة لسندباد الشعر..وقدر للمسافر أبدا أن لا يرحل الا الى مدينة قبور صامتة ..من ذا يسمع هناك عويل قصائدك
وما مر
من قال يأتي
من قال في الليل
يصحبنا النعش صوب الجنوب ؟
أبكتني هذه القصيدة كثيرا ونعشك محمولا صوب الجنوب ...حيث تيبست الاهوار واغتيل النخيل وأصدقاؤك يريدون تحقيق نبؤتك ليحملوا جسدا هده الرحيل صوب الجنوب .........حيث الحزن بلا حدود ......حيث الحنين بلا حدود
وحده
والكلمات
وكتاب نازف بالموت فوق المائدة
فقدناك ولم نعلم ان بيننا نبي هذا العصر نثر نبؤاته وصراخه المرير ولم نسمع ندائه الى ان أستنزف الموت نبؤاته وحيدا ..ولا أحد يسمع
الليل يعرفني يعرف غربتي
أذ لا دليل أليك
ها وحدي أسافر عنك
كي أبقى أسافر فيك
قد ناموا وخلوني وحيدا
طيعا للمارة الغرباء
قد ناموا وكل الليل في عينيّ
يرقب ميتتي
يا رسول الكلمات المفجوعة والحكايا المريرة قد نمنا جميعا وتركناك وحيدا ...طفلا طيعا للموت ...بلا وصايا وداع في أقصى القرى الغريبة ..وأنت تنزف أحلامك ولا من يلملم بعض النزف
لا شيء أكتب
قد أعددت صورة موتي المسعور
أعددت أشتهائي
لثلاث وعشرون عاما تعد لموتك ..ما أصعب ما فعلت أيها الشاعر ..لم تعلمنا ماذا أستكشفت في أرض الموتى لتكون أرض أشتهائك
كنا نسمع الاحباب يبكون
فمر الطائر المجروح
أسمعنا الحكايا ....وأختفى
مر طائر الجنوب الحزين صاح بنا ..سرد لنا فصول الحكايا ..غاب عطر الكلمات المتوهجة بالحنين ..شذا المدن المغيبة ..غاب عازف قيثارة الروح ..لكنك يا سيدي لا زلت وشما في الذاكرة لن تمحوه أي ريح..أي موج ...لن يغيبه أي أفق لأنك أخيرا توحدت في أفقك صوب الجنوب حيث أشعلت قلبا ونثرته فوق رماد العتبة

هل يجيء
شاعر مر كطيف قرب عيني وغاب
دون أعرف شيئا
دون أن أبكي قليلا عنده
هل يجيء
بكيتك أيها الشاعر الغريب كثيرا بكيت غربتنا وأنا الجنوبية المتضرمة بالحنين مثلك لم أعرفك لم أتجلى هذه النبؤات الاعند رحيلك الابدي عنا وحزن شاكر عليك وأختفاؤه عن كل أصدقاؤه .بحثت عن كتب هذا الشاعر الذي ادمى قلب أصدقاؤه وأهله بحثت في سوق المتنبي في بغداد في زيارتي الاخيرة عن أي شيء عن كمال سبتي أخبرني الباعة أشعل موته نار شراء كتبه لم يبق الا في ظل شيء ما ..أبحرت في الكلمات وسافرت في آفاق ....وآفاق ...ومدن فتحها كمال لنا جميعا وجروح نشرها عله يجد من يشفيها ..ورحيل لايتوقف ..هجر ..فقراء..عميان ..سكارى..نداءات متصلة ..مقابر ..أهل ...قصائد لا يحدها مدى
كان الفتى
قد سار ليلا حاملا تاريخه النبوي
يوقفه التراب
متسائلا
من ذا !!!تقول الريح طفلي
دعه يكمل ما بدأ
لكن ملاك الموت لم يدعك تكمل ما بدأت .. وأختار أن ينقض عليك وحيدا ..وكل الصور ..المدن ..الاحبة ..تغادر عينيك ..ولا أحد يغلق جفنيك المندهشتين بالموت
لمغني القلعة السهران ’لليل
وللابواب
للطعنة زاد الليل
للشاعر قد غادرنا
أفتح عينيّ..وأبكيك
تركت آثار دموعي على كل حرف كتبته وانا أرثيك بقصائدك ..فتحت عينيّ السومريتين بأتساع وبكيتك ووطني بكل فجيعتني بك وبوطني
أنثالت بذكراتي كل صور شعراء المنفى في الداخل والخارج بلا تبجيل سوى ابتسامة مبهمة من ملاك الموت
عند نبأموتك
هجرت الانترنيت هزني هذا الموت المتوحد بعيدا عن مرج طفولتك ..وقصائدك لم تتم ..لم تزل
وأعادني ديوانك ظل شيء ما الى مدينتي بلا قلوع ولكني مستكينة اني عند ما يأتي الموت ستكون روحي فوق ثرى العراق فوق النهرين والنخيل وشخصا ما يغلق جفنيّ
لن يبعدني عن العراق أي شيء

مهما كان ارضا للفجيعة
اعذرني صديقي الجنوبي شاكر
اني جددت أحزانك
لا منأى لنا عن الالم
تحياتي



#سحر_مهدي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد حب
- قصائد
- الحماية الاجتماعية والقانونية للمراةا لعاملة الام والحامل
- المرأة النقابية في العراق ودورها في التنظيم النقابي
- المستثنون من قانون العمل وعوائق التنظيم
- التمييز في الاستخدام والمهنة - بسبب الجنس
- الاتفاقات الدولية المنظمة لاهم المبادىء الاساسية في العمل
- عروس وشاحها العتمة
- الكفاح من أجل مستقبل خالي من عمل الاطفال
- التمييز في الاستخدام والمهنة بسبب الدين
- التمييز في الاستخدام والمهنة -بسبب محددات السن
- قصيدة حقول الصبير المعدنية
- حقول الصبير المعد نية
- التمييز في الاستخدام والمهنة -بسبب الاعاقة
- ديوان أمرأة غريبة
- التمييز في الاستخدام والمهنة بسبب الراي او المعتقد السياسي
- المرأة العراقية والقوانين –تطلعات االمستقبل
- كيف تعامل القانون الدولي والعراقي مع الجرائم الأرهابية
- قصيده العراق يتمزق يتمزق
- نقابة المحامين العراقيين -ومفترق الطرق


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سحر مهدي الياسري - كمال سبتي ...في ظل شيء ما