أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - أستقالة عادل عبد المهدي بداية حل ام بداية أزمة؟. ح2















المزيد.....

أستقالة عادل عبد المهدي بداية حل ام بداية أزمة؟. ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6428 - 2019 / 12 / 4 - 02:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحصلة النهائية من كل ما تقدم أصبح السيد عبد المهدي عبء ثقيل على إدارة الدولة ونجاح مسيرتها بالشكل الذي يلبي رغبات مواطنيها، وأصبح البحث شعبيا عن حل أمر واقعي بعد تراكم الخيبة والخذلان له من قبل الطبقة السياسية الحاكمة وممن هم ورائها، كما أصبحت الحرب الباردة التي تجري على أرض العراق بحاجة إلى أمرين، أما إشعالها وحسم الأمر على وجه واحد حتى يتخلص الشعب العراقي من التجاذبات التي حطمت بنيان دولته، أو إنهائها بالكامل والعودة للدولة المستقلة، من الطبيعي أن أطراف الصراع في هذه الحرب الباردة لا يعجبهم كلا الخيارين وهم الأحرص على استمراها بالشكل الراهن وبأي ثمن، وهذا ما أكتشفه العراقيون بعد عام 2018 تحديدا وشكل جزء من عملية أسترداد الوعي لديه.
كانت إرهاصات الحراك تستفيد من تجاربها الماضية وحاولت أن تؤسس لحراك أخر خارج ما تفرضه بعض الحركات والكتل السياسية التي هي جزء من منظومة السلطة ومن فشلها، هنا عزل الحراك نفسه عن كل تأثير من تلك القوى وخرج عن مفاهيم كانت سائدة تتناول الإصلاح من داخل المنظومة الفاسدة بمعنى خرجت عن مطالبة السلطة بتقديم ما يجب أن يقدم، وقد علمتها التجربة الماضية أن هذه المنظومة الحاكمة ليس لديها القدرة على الأستجابة ولا في نيتها أن تفعل، السؤال الذي تردد في ذهن قادة الحراك الشعبي هو إلى أي مدى يمكن أن نأمل أن تعي الدولة ومؤسساتها في ظل هذه العملية السياسية العقيمة مسئوليتها المباشرة عن التغيير.
الجواب كان واحد وحاسم ولا مفر منه أن لا أمل ولا ثقة يمكن طرحها في مواجهة الفشل، ولا بد من أتخاذ القرار وأستلام زمام المبادرة بقوة خاصة مع الإفلاس لمتزايد لقوى السلطة على الصعيدين المحلي والإقليمي، وكان القرار.... لا بد من إسقاط هذا النظام عبر مفهوم وأستراتيجيات وتكتيكات التغيير الشامل الثوري الحاسم، كانت العقبة الرئيسية تتمثل بقضيتين محوريتين أولهما طبيعة النظام المعقدة والمتشابكة وثانيهما أن هذه القوى الماسكة بالسلطة لديها كل أسباب القوة القمعية مما يعني خسائر بشرية وتضحيات جسام لهذا المشروع.
حدد قادة الحراك موعدا أوليا في منتصف تموز كبداية لهذا المشروع وأعلن من خلال قنوات ضيقة عنه، لكن ظروفا قاهرة ومعطيات محلية تمثلت في تخلخل الوضع الامني في بعض مناطق العراق خشي معه أن تفسر على أنها دعم لهذا الخرق وتضامنا معه، وحدد موعد أخر في أيلول ومع بداية العام الدراسي للبدء به، وأيضا كانت الظروف المحلية وبداية شهر عاشوراء قد منعت من تنفيذ هذا الامر، وأختار قادة الحراك أخيرا الأول من تشرين موعدا جديدا وبدا العد التنازلي والتنسيق الذي أستمر لشهر كامل ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي لتهيئة الساحة لذلك.
البعض من قادة الحراك كان على شك كبير في أن يحدث الأمر كما يراد له، خاصة مع قراءة التجارب السابقة التي أنتهت دوما بأنتصار السلطة وقواها، لكن البعض رأى أن عزل الحراك بشكل كامل عن المنظومة السياسية بكاملها وعدم بروز قيادات علنية سيساهم في إنجاحها خاصة حين لا تجد السلطة من هو القادر على الحوار أو المساومة كالسابق على مشروع وطني عابر للطائفية والأثنية، أمام هذا الإصرار بدأت عمليات التشكيك والتخوين والبراءة منه من قبل حتى الذين كانوا يرفعون شعار الإصلاح وحتى اليسار العراقي الذي أكتشف خطأ تقديراته الأولية بالوقوف ضده، وكان ذلك محفز وداعم لقوة الثورة وقبل ولادتها فما أن حل الأول من تشرين حتى ظهرت المواقف القمعية السلطوية للعلن، وتم الإجهاز على الموجة الأولى بشكل غير مسبوق وظنت السلطة أنها قد تنجح بهذا الأسلوب الدموي ولم تحسب أن القوة القمعية ليست هي العلاج السحري مع نهضة شعب، فلجأت للتبريرات والحلول الترقيعية لعلها تنجح بعد فشل الإجراء القمعي مع ما لاقته من إدانة شديدة داخليا وخارجيا.
كان ثمن الموجة الأولى مكلفا وشديد الوطأة على الشعب لكنه لم يفت بعضده ولا أثر على مسار الثورة، وبدأ تشكيل الوعي الوطني يأخذ أبعادا حماسية زاد من حدة التحدي لها والرغبة في إنهاء وجودها، مما أضطر قوى كثيرة ومن باب المصالح أو المسئولية وأبواب أخرى ترفد الثورة بالتأييد والمساندة سواء أكانت حقيقية أو لمجرد الإعلام، وبدا واضحا أن توقيت الثورة وطريقة إدارة الحراك قد حقق جزء مهم ليس على مستوى النتائج فقط بل حتى على مستوى الأداء اليومي على الواقع.
ولم يعد مفهوم الثورة والتصريح به مخيفا أو محل شك مع تزايد الضغط الشعبي والعالمي على حكومة بغداد، فبدأت سلسلة التنازلات من قبلها وأرتفاع في سقف مطالب الثورة وأهدافها لتتحول إلى حقيقة لا يمكن إنكارها حتى من رموز الثورة، مع ملاحظة أن العقيدة السياسية للسلطة وقواها ما زال هو ذاته دون ان تستوعب ما جرى في الأسبوع الأول من تشرين الأول، وحاولت اللعب على العواطف والإصلاحات التي ظنت أنها تغري البعض لينسلخ عن الثورة وقياداتها.
وبدأت المرحلة الثانية من الثورة يوم الخامس والعشرين من تشرين الأول بعد فترة توقف حاولت قيادة الحراك أن تقرأ بعين الناقد الحريص مواطن القوة والضعف فيه، وبعد أنتهاء زيارة العشرين من صفر تجلى بوضوح أن جذوة الثورة قد إزدادت أتقادا في عقول الشباب ولأول مرة تحول هذا الموسم الديني لمنبر للثورة والحراك، كانت الأستجابة أكبر من المتوقع بكثير وبدا ترنح السلطة واضحا أمام إصرار الشعب على أنتزاع حقه بالقوة والعلن من أفواه الفاسدين والخونة والعملاء، حتى أنها حاولت أن تمد جسور التواصل مع بعض ممن أدعى قيادة الحراك لتعرف تماما أسرار هذه القوة العجيبة، هنا أيقنت السلطة أنها أمام إرادة صلبة وعليها أن تغير من قواعد المواجهة والتصدي لها.
أول ما يلفت النظر في أحداث ما بعد الخامس والعشرين من تشرين الأول أن الحكومة والبرلمان وحتى أطراف داعمة بدأت تستجيب مترددة في تلبية أهم شرط الحراك ومنها تغير قانون الأنتخابات والمفوضية المستقلة لها، وبدأت بتقديم بعض صغار الفاسدين للقضاء لعلها توحي للشعب أنها ماضية فعلا بالإصلاح، تضعضع السلطة هذا جر إلى تضعضع الكتل والأحزاب السياسية التي تديرها، وبدأت حرب التصفيات بينها وكل يحمل الأخر أسباب الفشل، ولكنهم جميعا أيضا يحاربون من جهة أخرى فكرة أسقاط المنظومة السياسية برمتها وقدموا كبش فداء يظنون أنهم سيطوقون بقية الأهداف العليا.
سقط عبد المهدي الساقط سياسيا منذ أول يوم لتسلمه السلطة نتيجة صفقة خاسرة، وأعلن عن خطوات متلاحقة صبت جميعها في إضعاف معسكر السلطة وأركانها، في الوقت الذي تحول الأداء الحراكي إلى ما يشبه الأداء الثوري التصادمي، وهذا ما تخشاه كل القوى السياسية لأنها تعلم أن النتيجة ستكون لاحقا أما صدام مقابل يجر إلى تدخل دولي ليس بمصلحتها ولا مصلحة من يقف ورائها، أو الإذعان لمطالب الشعب والثورة وهذا يعني تقديم رقبتها للمقصلة ليقتص منهم الشعب عن كل الجرائم التي ارتكبوها لمدو ستة عشر عاما، وظنوا أن أستقالة عبد المهدي قد تكون بداية الحل مع الشعب.
السلطة الغبية والمتخلفة هي التي لا تفهم سريعا لنبض الشعب وتحاول أن تكون أكثر عقلانية وواقعية في معالجتها للأزمات، هذا الغباء المزمن قاد عبد المهدي ومن خلال إيحاء البعض له أن يقدم أستقالته خلافا للدستور وأعتبارها أستجابة طوعية لكلام المرجعية الدينية في النجف، وليس أستقالة تحت الإكراه والضغط الذي تمارسه الثورة ضده، أراد أن يوحي لمن يؤمن به أنه برئ من دم الثوار وأنه لم يؤثر به ضغط الشارع وقد يسيء بهذا الموقف لأصل الحقيقة وهي أنه تأخر كثيرا في فهم الواقع بطريقة سياسية محنكة.
بهذه الطريقة الفجة واللا قانونية ادخلت أستقالة حكومة عبد المهدي البلد أمام أزمة جديدة متعمدا أن تؤدي لاحقا إلى ما هو أشد ضررا من بقائه وحكومته في السلطة، فهو يعلم ومن خطط للأمر أنه من الصعب أت تتفق الكتل والأحزاب والقوى السياسية وحتى قيادة الحراك على شخص محدد لتشكيل حكومة جديدة خلال الخمسة عشر يوما التي منحها الدستور، وهذا يعني أن الأفق مغلق أمام القرار وبالتالي لا بد للذهاب إلى أنتخابات مبكرة بدون قانون أنتخابات جديد ولا مفوضية جديدة، وبالتالي لا بد من العودة إلى القانون القديم وسانت ليغو المعدل 1-9 وبذات المفوضية الفاسدة.
من المؤكد أن مجلس النواب سوف لن يستطيع اللعب أكثر في الوقت الضائع لتشريع القانونين ومن ثم حل نفسه بعد مصادقة رئيس الجمهورية عليهما، عمليا أن الأزمة بدأت تتفاعل وخاصة فيما يخص أنتخاب رئيس وزراء جديد كقاسم مشترك بين السلطة وبين الشعب، ومؤكد أيضا أ مجلس النواب لا يمكنه فعل المزيد من الأمور التي تساعد في تهدئة الوضع عمليا، هنا أصبح الحال أشبه بواقع العراق أبان الفترة ما قبل حرب 1991 بعد أن أكتشف النظام البائد أنه كان مخدوعا بقوته وأن ما كان من تبجح وعنتريات تلاشت مع أول موجه من موجات الحرب القاسية.
الأمور تتفاعل بشكل سلبي على كل الأطراف وقد يجد قادة الثورة في النهاية أنه لا بد من التعامل بشيء من الواقعية مع التغيير، كما ستجد السلطة وقواها أن لا بد أن تقدم المزيد من التضحيات للوصول إلى نقطة ألتقاء مشتركة لا سيما مع جهود بعض القوى الدولية في محاولة منها لتقريب الطرفين من بعض، ولكن أي تأخير أو خطأ في التقديرات سيعيد الوضع إلى أعلى درجات التأزم ومعنى ذلك مزيد من التضحيات والخسائر عراقيا، ومن المؤكد أن الرابح في كل ذلك هم أطراف الصراع الإقليمي للنتائج التي حققتها الثورة، منها أضعاف للنفوذ الإيراني في العراق وعودة الدفء للعلاقة الأمريكية العراقية وبداية عهد جديد قد يكون فاصلا بين مرحلتين تاريخيتين بحياة العراق وشعبه.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أستقالة عادل عبد المهدي بداية حل ام بداية أزمة؟. ح1
- الخطوة التالية ح2
- الخطوة التالية ح1
- العراق في قلب العاصفة
- ثورة تشرين حركة تعيير أم إرادة إصلاح ح2
- ثورة تشرين حركة تعيير أم إرادة إصلاح ح1
- التسويف ومخاطر الإنزلاق نحو العنف المتبادل
- معضلة الدستور وخيارات الأزمة ح2
- معضلة الدستور وخيارات الأزمة ح1
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح5
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح4
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح3
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح2
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح1
- المسؤولية القانونية والدستورية لرئيس مجلس الوزراء في الدستور ...
- في نقد الدستور العراقي (مواد دستورية معطلة)
- ملاحظات على قراءة الدستور العراقي
- تفصيلات الدستور والنصوص (تعديلات واقتراحات لسد النقص) ج2
- تفصيلات الدستور والنصوص (تعديلات واقتراحات لسد النقص) ج1
- بيان الحراك الشعبي العراقي ومجموعات من تنظيمات ناشطي ساحة ال ...


المزيد.....




- رد فعل المارة كان صادما.. شاهد لص يهاجم طالبة في وضح النهار ...
- شاهد.. عراك بين فيلة ضخمة أمام فريق CNN في غابات سيريلانكا
- وزارة الصحة في غزة: 37 شخصا قتلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية.. ...
- الضربة الإسرائيلية على إيران.. صور أقمار صناعية حصرية تظهر ا ...
- الحرب على غزة في يومها الـ 197: قصف على رفح رغم التحذيرات ال ...
- غرسة -نيورالينك- الدماغية: هل تستولي الآلة على ما بقي لنا من ...
- وزارة الدفاع الروسية: أوكرانيا هاجمت أراضينا بـ 50 طائرة مسي ...
- العراق.. قتلى في قصف على قاعدة للجيش والحشد الشعبي
- فرقاطة ألمانية تنهي مهمتها ضد الحوثيين في البحر الأحمر
- وفاة رجل أضرم النار في نفسه وسط نيويورك.. ماذا قال في بيان م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - أستقالة عادل عبد المهدي بداية حل ام بداية أزمة؟. ح2