أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - أستقالة عادل عبد المهدي بداية حل ام بداية أزمة؟. ح1















المزيد.....

أستقالة عادل عبد المهدي بداية حل ام بداية أزمة؟. ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6427 - 2019 / 12 / 3 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أستقالة عادل عبد المهدي بداية حل ام بداية أزمة؟.


مما لا شك فيه أن الثورة التشرينية بدأت تحصد أولى ثمارها على الصعيد الواقعي والعملي وفرضت نفسها كفعل شعبي مؤثر وحاسم في رسم الواقع العراقي السياسي الجديد، هذا الحصاد طبيعيا وجاء متوافقا مع إرادة الثورة وإن تأخر لأسباب كثيرة لا مجال للخوض فيها ولكنها بالتأكيد يسجل لها أنتصارا ذي طعم خاص، هذا الأنتصار وبأبعاده الإقليمية والدولية سوف يترك أثرا في الكثير من الصراعات التي تدور في المنطقة وتتصل بها أو تحرك الأحداث داخلها.
ليس من الرومانسية السياسية أن نتغنى بمنجز محلي على أنه جزء مؤثر على ما يدور من حولنا وأنه سيؤثر بشكل أو بأخر في رسم مستقبل المنطقة، بل من الواقعية العقلانية أن ننظر لهذا الحراك على أنه هكذا، أولا لكون العراق جيوسياسيا مركز أساسي في صناعة الواقع الإقليمي ورسم خطوط وملامح المستقبل، ثانيا العراق أيضا جزء من تنافسات الصراع والساحة الأكبر والأهم في الصراعين الأساسيين في المنطقة، الصراع العربي الصهيوني والصراع الإيراني الغربي، وكلاهما يهتم بشكل أساسي في الجغرافيا العراقية أولا وبالقدرات الاقتصادية وخزين النفط فيه كهدف غائي تكتيكا واستراتيجيا.
فكل ما يدور في العراق من أحداث مرتبطة بشكل أو أخر في منظومة هذين الصراعين، أما بتدخل أطرافهما أو بالنتائج المتحصلة منه وفيه، وبالتالي فترتيب البيت العراقي مهم جدا لكل أطراف الصراع، وكل منهم لديه خارطة وأسس وتفاصيل وأدوات وحتى أحلام أن ينفرد في التصرف في مستقبل هذه الساحة، أو على الأقل تقليل خسائره إلى الحد الذي تجعل خسائر الطرف الأخر أكبر وأعظم، فالصراع هنا ليس مؤقتا ومحكوما بظروف أنية أو نشب نتيجة تضاد مصالح ممكن حلها أو الأتفاق على ترتيبات لإنهائه بشكل ما، بل أن بعض أطرافه يعتبره تاريخيا وعقائديا وأيضا يعتبر الأنتصار فيه مسألة وجود وإثبات زعامة للمنطقة.
من صفحات التاريخ القديم مرورا بفترة صراع الأديان وصولا إلى عصر الأستعمار القديم والجديد وظهور البترول والحربين العالميتين الأولى والثانية، حتى هذا اليوم عالم العولمة والقطب الواحد ورسوخ مبدأ القوة الحاكمة المنفردة التي تصيغ وتشكل وجه العالم بإرادتها، كان العراق في قلب كل هذه الأحداث ممرا ومقرا وعلة وسبب ونتيجة، هل كان ذلك مصادفة أم قدر وجودي أن تكون أرض الرافدين بهذا الوضع دون أن يترك في حال سبيله أو على الأقل يحيد من ساحة الصراع، هذا ليس وعيا حالم وخيالي ولا هو من فرط التطرف في عقلية الكاتب حتى يمنح العراق هذه الأهمية العظمى، إتها صفحات مكتوبة ومدونة من الحجر إلى رقائق المصفوفات الرقمية تحكي أكثر من ذلك بكثير.
إذا كل ما يجري في العالم من أحداث حتى البعيدة منها والقريبة لا بد أن يلقي بضلاله على العراق، كما أن أي حدث عراقي مهما كانت توجهاته أو أهدافه لا بد أن يشكل إرتداد ما على الساحة العالمية، هذه المعادلة تحتاج إلى تفكيك لعناصرها لنعرف لماذا يجري كل ذلك ليكون العراق في قلب المعادلة، قيل قديما أن قلب العالم القديم في بابل ومنها تهب أي ريح فتغير امزجة الزمان وتلعب في طريقها بتغيير ملامح المكان، في كتب التاريخ روايات منها ما هو أسطوري ومنها ما هو رؤية تاريخية تربط خراب بابل بخراب العالم المتمدن الإنساني، لذا فكل ما هو لا إنساني يسعى لإسقاط عرش بابل القدري الوجودي، وهناك من يحاول مسخ صورة بابل وتحطيم وجودها ليعيش هو على أكتاف عالم متهرئ لا إنساني مادي بإفراط مجنون.
في العودة إلى العنوان والتساؤل عن مضمون وفاعلية وتأثير وارتداد وأسباب أستقالة رئيس الحكومة العراقية، وعلاقة كل ذلك بالداخل والخارج وما نتوقعه أو ننتظر وقوعه على مجمل حركة الواقع الإقليمي، ببعديه السياسي والعسكري وعلاقة كل ذلك بمستويات ومنحنيات الصراع في المنطقة، هناك حقائق سأذكرها على سبيل التقدمة وهي أما مساهمة أو متفاعلة بالنتيجة مع القرار وهي:.
• بالعودة لأصل وجود عادل عبد المهدي في السلطة كان مجرد فرض خارجي لا علاقة له لا بالدستور ولا بالديمقراطية التي يتبجح بها النظام، ولا حتى مع دعوات البعض (المجرب لا يجرب) و (نريد رجل حازم وقوي) فهو لا يملك الأثنين ورجل مستهلك لم يقدم شيء إيجابي في كل مواقع السلطة التي أشغلها، وبالتالي تنصيبه كان خلاف المتوقع على الأقل وفق الأليات والأطر الدستورية المتبعة.
• فشل عبد المهدي كان متوقعا بالتأكيد خاصة أنه أعقب فترة نجاح سياسي للسيد العبادي، الذي أنجز شيئا مهما وأساسيا للعراق بالرغم من كل ملاحظاتنا عليه، فالناس تنظر وتقارن على أنها ستحظى برجل أفضل منه، هذا التحدي أنعكس سلبيا على مقدمات العمل للأخير وبالتالي كان مطلوبا منه شعبيا أن يتجاوز منجز العبادي، وهذا وفق القياسات والإرادات التي جاءت به (خط أحمر) لا يمكن الاقتراب منه، وبالتالي فقد أسس فترة حكمة على قاعدة فاشلة ابتداء.
• إزدياد حدة الصراع في المنطقة ومحاولة تسجيل الكثير من النقاط لكل طرف فيها، وكلاهما على علاقة وثيقة بالصراع وبمحركاته، كان على الحاكم العراقي أن يكون أكثر حيادية ولمصلحة الأمن العراقي الوطني، لكن السيد عبد المهدي متعظا بمصير سلفه العبادي حاول أن يلعب لعبة التوازن العلني في المواقف، وترك الواقع الفعلي للانحياز التام لمشغله الإيراني، بالرغم من أن هذا الامر مكشوف ومعلوم للأمريكان وأنه كان يجري وفقا لخططهم البعيدة، إيغالا في الوصول إلى هدف الصدام بالنيابة عنها، لكنه لم يدرك خطورة المنهج هذا وظن أن الأمريكان راضون تماما عنه.
• مجيء عادل عبد المهدي في هذا الوقت ومع تراكم فشل سياسي وتفشي الفساد الذي لم يترك زاوية إلا وتغلغل بها وترك بصماته، لم يترك الحرية لأي قرار مستقل عنها، الدولة العميقة وأذرعها وقوتها التي تعد أقوى من سلطة الدولة، لم تجد من يتصدى لها بقوة ويحاول إعادة قوة القانون ليضبط حركة المجتمع، وحتى الإجراءات التي أتخذت بعنوان مكافحة الفساد كانت إجراءات متقزمة وبعيدة تماما عن لب المشكلة ومركزها الفاعل، هذا الامر ساهم بقوة في إسقاط ادعاءاته بمحاربة الفساد وزعماء المافيات السياسية معه على الطاولة يتحاورون في شأن مكافحة الفساد.
• وأخيرا تردد وضعف شخصية عادل عبد المهدي وخاصة أمام قوى محددة ويخشى أن تسحب الثقة منه لو خالف نهجها وأستراتيجيتها، كبله من العمل وفق المنهاج الحكومي الذي طرحه، خاصة فيما يتعلق بالتحالف الكردستاني وحلفائه من فتح وبعض القوى السنية التي وجدت مناخ الحركة أكبر لها من أي وقت مضى.
كل ذلك قاد إلى أن يضع عادل عبد المهدي في قفص الإرادات المتناقضة والمتوافقة ليكون هو شخصيا جزء من أليات الصراع ومحور من محاور إشغال البلد في قضايا جانبية تمنعه من العمل وفقا لمصلحة البلد وحماية التجربة الديمقراطية وتطويرها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطوة التالية ح2
- الخطوة التالية ح1
- العراق في قلب العاصفة
- ثورة تشرين حركة تعيير أم إرادة إصلاح ح2
- ثورة تشرين حركة تعيير أم إرادة إصلاح ح1
- التسويف ومخاطر الإنزلاق نحو العنف المتبادل
- معضلة الدستور وخيارات الأزمة ح2
- معضلة الدستور وخيارات الأزمة ح1
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح5
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح4
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح3
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح2
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح1
- المسؤولية القانونية والدستورية لرئيس مجلس الوزراء في الدستور ...
- في نقد الدستور العراقي (مواد دستورية معطلة)
- ملاحظات على قراءة الدستور العراقي
- تفصيلات الدستور والنصوص (تعديلات واقتراحات لسد النقص) ج2
- تفصيلات الدستور والنصوص (تعديلات واقتراحات لسد النقص) ج1
- بيان الحراك الشعبي العراقي ومجموعات من تنظيمات ناشطي ساحة ال ...
- تفصيلات الدستور والنصوص (فن الصياغة)


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - أستقالة عادل عبد المهدي بداية حل ام بداية أزمة؟. ح1