أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق جبار حسين - السيستاني القدسية الزائفة 1















المزيد.....

السيستاني القدسية الزائفة 1


صادق جبار حسين

الحوار المتمدن-العدد: 6426 - 2019 / 12 / 2 - 23:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتبر السيستاني اهم شخصية في العراق بعد عام2003 السنة التي سقط فيها حكم البعث بزعامة صدام حسين ، والذي كان السيستاني يعيش في كنفه في ضروف غامضه لم يكن له أي دور يذكر على جميع الأصعدة حتى على الصعيد الديني على الرغم من انه قد تولى زعامة الحوزة في النجف بعد وفاة أبو القاسم الخوئي في مدينة النجف سنة 1992 وقد صلى على جثمانه علي السيستاني في مرقد علي بن أبي طالب ، فاصبح المرجع الأعلى للطائفة الشيعية الاثني عشرية في العراق والعالم 0
ويقلده الملايين من الاتباع في جميع انحاء العالم وليس في العراق فحسب ، والذين ينقادون وراء كلامه ويتبعون فتاويه التي لا تقل قدسية عن أي مقدس اخر لديهم لكن السيستاني قد خيب مقلديه منذ توليه مقاليد زعامة الحوزه حتى يومنا هذا ، ففي زمن حكم صدام حسين لم يبدر من السيستاني أي رد فعل اتجاه حكومه البعث التي كانت تقمع الشيعة عامة ورجال الدين بصورة خاصة واكتفى السيستاني بتباعة للتقية ، وبعد سقوط نظام البعث بقي السيستاني في موضعة ولم يبدي منه أي رد لما يواجه اتباعة ومقلدية من بطش وتنكيل سواء من قبل القوات الامريكية او المليشيات المدعومة من ايران والتي عاثت فساد ودمار ونهب لخيرات العراق من اجل مصالحها ومصالح اسيادها في طهران 0
لذا عندما نريد ان نتكلم عن أسباب دمار العراق وتدهورة عقب الاحتلال الأمريكي عام 2003 فلابد من ذكر عشرات الأسباب والعوامل ، لكن العامل الرئيسي الذي كان وراء جميع ما حصل ويحصل في البلاد نجد يقف وراءه رجل الدين والمرجع الشيعي علي السيستاني 0
فمن لا لبس فيه ولا شك ان المرجعية الشيعية في النجف المتمثلة بعلي السيستاني الإيراني الأصل تتحمل المسؤولية كاملة لما يجري في العراق منذ سقوط نظام البعث عام 2003والى الان ، وان كل ما جرى من دمار وخراب على جميع الأصعدة السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي سببه هذا الشخص ، الذي عمل جاهد على جعل العراق تابع الى ايران يتبع أوامر القادة الإيرانيين الذين اخذوا يتصرفون كما لو انهم أصحاب القرار في البلاد ، وعلى الرغم من اغلب العراقيين يلقبون مرجعية السيستاني بالمرجعية الصامته ، لكونه لم ينطق يوما ما ولم يشاهدة احد يخطب او يتكلم الا من خلال وكلاء له ، لكن الحقيقة ليست كذلك فلم تكن حوزته بالصامته بل انها كانت تعمل في الخفاء وبجد لصالح حلفائها الذين اوجدوها لخدمة مصالحهم وفي مقدمتهم أمريكا وايران ، ففي بداية الغزو الأمريكي للعراق عام 2003عمل السيستاني لصالح قوات التحالف من اجل احتلال العراق فقد تغاضى عما يحدث للعراق من غزو اجنبي ولم يصدر عنه أي فتوى او حتى تلميح برفضة لدخول الامريكان العراق ، فرغم حديث البعض عن وجود فتوى لمراجع النجف ترفض الحرب على العراق ، والتي لم يطلع عليها احد ولم تنشر في الصحف او نجد لها اثر ، إلا أن آخرون يؤكدون أنها كانت بضغط من نظام صدام حسين 0
لكن الأحداث العاصفة التي أعقبت الاحتلال الأمريكي ، أثارت تساؤلات عن أسباب صمت المرجع الأكبرعلي السيستاني عن ممارسات و فضائع الجنود الأمريكيين وقتلهم واعتقالهم للعراقيين 0
لكن المستور قد فضح وباعتراف وزير الدفاع الأمريكي فقد جاء في مذكرات دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي التي صدرت مؤخرا لتكشف أن المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني استلم 200 مليون دولار وأصدر فتاوي "دينية" للمساعدة في سقوط العراق في أيدي التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة 0
و كتب رامسفيلد فصلا عن "علاقاته مع علي السيستاني" كشف فيها عن "قوة" العلاقة التي كانت تربطة مع المرجع الشيعي 0
ونقلت صحيفة "الأسبوع" المصرية في تقرير لسيد أمين عن المذكرات أن رامسفيلد تربطه بالسيستاني علاقة صداقة قديمة ترجع الي عام 1987 عندما التقي معه في المملكة العربية السعودية أثناء إعداد السيستاني لتسلم مهمام المرجعية بعد الخوئي ويقول رامسفيلد : في خضم اعداد قوات التحالف لشن الهجوم على القوات العراقية المتمركزة في الكويت وجنوب العراق كان لابد من مشورة السيستاني حتي نخرج بنتائج لا تسبب خسائر فادحة في صفوف قوات التحالف وفعلا تم الاتصال ..عن طريق وكيل السيستاني في الكويت جواد المهري 0
"كان لفتوى السيستاني الفضل الكثير لتجنب قوات التحالف خسائر جسيمة.."
وكشف رامسفيلد: " قدمنا هديه لأصدقائنا في العراق طبعا علي رأسهم السيستاني وكان مبلغ من المال 200مليون دولار يليق بالولايات المتحدة الأمريكية وحليفنا السيستاني" 0
وان كان هذا الخبر صحيح أولا ، فان الاحداث التي أعقبت الغزو تؤكد صحته وتؤكد موقف السيستاني من الحرب ، وغيرها من الاحداث المصيرية 0
لم تكتف المرجعية بلعب دور الساكت عن الحق ، اثناء فترة الاحتلال وانما ذهبت إلى ابعد من ذلك عندما فرضت نفسها على الساحة السياسية من خلال التدخل المباشر في الانتخابات ، ففرضت قوائم شيعية عملت من خلال صعودها الى قيام تحالف شيعي يقبض على السلطة ويجعلها تدور في فلك المرجعية 0
فاصبح السيستاني يمثل القطب الاكبر في الساحة السياسة والمحور الرئيسي الذي اخذت هذه القوى شرعيتها منه ، وبقرأة واقعية بعيدة عن الانحياز اثبت الواقع إن السيستاني كان ولا زال له الدورالأكبر في تعزيزالوضع المأساوي في العراق ففي بداية الاحتلال الأمريكي أيد تشكيل مجلس الحكم الا نتقالي الامريكي الذي يعتبر اول بذور الفساد في العراق 0
كذلك أيد بوجوب انتخاب الدستور الذي وضعه الحاكم المدني الامريكي بول بريمر ومافيه من قوانين جعلت العراق مقسم متنازع بين طوائفة ، كذلك هو من افتى بانتخاب قائمة الائتلاف 169 (الشمعة) ثم قائمة الائتلاف 555 (الشمعة) وهذاماذكرة جميع وكلاء السيستاني ورجال الدين وبشهادة المرجع بشير الباكستاني نفسه 0
فقد صرح السيستاني من خلال وكلائه عن تايده لقائمة الائتلاف الوطني العراقي
والتي كانت البنه الأولى للزرع الطائفية في العراق وخلق ما يسمى بـ"المحاصصة الطائفية" البغيضة 0
فقد ذكرالشيخ ناجح العبودي أحد ممثلي السيستاني، قوله إن "السيستاني يدعم لائحة الائتلاف العراقي الموحد ، التي يتزعمها عبد العزيز الحكيم" 0
ففي ختام اعمال مؤتمر في مدينة الديوانية ، شاركت فيه 1500 شخصية دينية وشيوخ عشائر لبحث الانتخابات العراقية قال العبودي إن "السيستاني يؤكد إجراء الانتخابات في موعدها ويقرر دعم القائمة 169 (الائتلاف العراقي الموحد)" 0
ولا ينسى العراقيون الشيعة دور رجال الدين في دعم تلك القوائم التي باركتها مرجعية السيستاني والتي افتت بحرمة عدم التصويت بنعم للاستفتاء على الدستور الذي كان بمثابة نهاية العراق على جميع الأصعدة وانحداره الكارثي ، وبعد انكشاف الحقيقة ، وفساد ليس اشخاص العملية السياسية التي باركتها المرجعية بل فساد العملية السياسية برمتها منهجا ودستورا وعقلية وغاية ووسيلة ، راحت المرجعية تتبرأ من الوضع القائم وتحمل الاحزاب والشخصيات السياسية ما يحصل من تدهور
ولا يعني هذا تأنيب الضمير ويقضة الوطنية في المرجعية السيستانية ، وانما خشية انهيار المعبد على راس الجميع وفقدان السيطرة الدينية على الرعية التي عملت طوال قرون على جعلها مغيبة تحت سطوتها التي اخذت تتهراء يوم بعد يوم تحت وطئت الظلم والاستبداد التي رسخت هي قواعده ، فاسقاط العملية السياسية يعني نهاية المرجعية ونفوذها والتي اخذت تتخبط في تعاملها مع الاحداث المتتابعة 0
فاخذت تحصر المشاكل التي يمر بها البلد بوجود بعض الفاسدين على رأس السلطة وتدعو لاستبدالهم ، وما هي الا مجرد ذر الرماد في العيون فكانت خطب المرجعية مجرد نفاق وتهريج ، وليس فيها غير الترقيع والتغطية والتخدير، خطاب لا يخدم إلا مصالح الطائفيين والمتنفذين في السلطة من السراق والمجرمين الذين يعملون من اجل مصالح ايران وتعزيز نفوذها حتى لو على مصلحة العراق ، وهو ما تعمل المرجعية بكافة رجالاتها على تعزيزه 0
فخروج مراجع النجف على تقاليد الفقه المرجعي المعروف تاريخيا باعتزاله السلطة وتدخلهم المباشر وبقوة في القرار السياسي العراقي بعد الغزو الأمريكي يؤكد حقيقة دور ايران وتاثيرهم على رجال الدين الشيعة وسيطرتهم عليهم لتحقيق حلم ملالي إيران الساعي لاقامة امبراطورية فارسية جديدة بغلاف طائفي يجعل من الولي الفقيه وكيلا حصريا للامام المهدي المنتظر القائد الشيعي الذي يوحد العالم تحت رايته 0
فجميع المؤشرات والحقائق الملموسة تؤكد على تبعيه المرجعية بصورة عامة ، وفي مقدمتها زعيمها السيستاني الذي لا يعرف احد عن ماضيه شيئا 0
الذي طوال هذه السنين لم يره احد يصلي باتباعه او يسمع له خطبة او لقاء متلفز اوحتى تسجيل صوتي بل يكتفي بوكلاء يتكلمون باسمه ويخطبون نيابه عنه ويجيبون عن استفتاءات المقلدين ، فلم يره احد قد حج او حتى زار الاضرحة الشيعية ولا يوجد صلة وصل الا من خلال وكلاءه في كربلاء وعلى راسهم عبد المهدي الكربلائي الناطق باسم المرجعية الذي يطل كل جمعة بخطاب انشائي وعام لايلزم احد بالحد الادنى من المسؤولية وبموقف خجول خالي من اي احساس بالمسؤولية ازاء الفاسدين الذين باركتهم المرجعية ووقفت خلفهم 0
الامر الذي جعل شعبيه السيستاني ورجال الدين تهبط بين أوساط الشعب العراقي والشباب بصورة خاصة ، وهذا ما بدا واضحا من رفض الثوار أي وساطة او تدخل من قبل رجال الدين بالإضافة الى الشعارات التي رفعوها والتي اثبتت مدى حنق الشارع على مواقف المرجعية من العراق والشعب العراقي 0
وإذا كان الشعب العراقي في أوقات سابقة ينتظر كلمة من المرجعية لانقاذهم من الوضع المأساوي التي وضعتهم به والوقوف بوجه الحكومة الفاسدة ومليشياتها المجرمة ، فإن تلك الكلمة لم تعد ترضي أحدا بعد أن خرج الشعب إلى الشارع محتجين غير آبهين بالمرجعية وموقفها ومن غير أن تتمكن المرجعية من السيطرة على حراكهم او فرض شروطها عليهم فقد انكشفت الحقيقة وعرف الشعب من معه ومن عليه 0



#صادق_جبار_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران العدو آم الصديق للعراق
- أنصاف الاله


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق جبار حسين - السيستاني القدسية الزائفة 1