أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح شعير - رواية المهزوز تحذر المجتمع من الآثار السلبية لظاهرة العنف التربوي.














المزيد.....

رواية المهزوز تحذر المجتمع من الآثار السلبية لظاهرة العنف التربوي.


صلاح شعير

الحوار المتمدن-العدد: 6426 - 2019 / 12 / 2 - 22:53
المحور: الادب والفن
    


ر
تتميز رواية المهزوز للكاتب الكبير نشأت المصري والصادرة عن مؤسسة دار الهلال 2019م بأنها رواية ذات موضوع رئيسي واحد يتلخص في رسم إطار للشخصية المترددة أو الشخص المهزوز، علاوة عدة خطوط فرعية تناقش الكثير من القضايا الاجتماعية الآخرى، ومن حيث التكنيك الفني تعتمد الرواية على التكثيف والانتقال السريع بين الأماكن والأزمنة، علاوة على الدقة في رسم الشخصيات من حيث الشكل أو ضمن الإطار النفسي للأبطال الفاعلة في الحدث الدرامي؛ مثل شخصية الأب الراحل والقاسي كمحرك مستتر للأحداث طوال رحلة الرواي العليم، كذلك معنى الحنان الذي برز في شحصية الأم "نبيلة" والابن "يونس" والابنة "فاطة"، أما شخصية البطل المتردد "أكرم" فظلت واضحة ومفجرة للأحداث الدرامية حتى أخر كلمة في الرواية.

نجح المؤلف في استخدام معجم اللغة العربية البسيط، وبما يناسب كل الثقافات، ومن حيث المضمون يمكن القول بأن الكاتب طرق العديد من الموضوعات التي تهم الإنسان بصفة عامة والمصري بصفة خاصة، ومن هذا الموضوعات مايلي:

صناعة الشخص المتردد: تتفق الرواية مع خبراء علم النفس التربوي في أن طريقة تعامل الآباء مع أطفالهم في سن مبكرة يمكن أن يكون لها تأثير طويل الأمد على سلوكهم في المستقبل، وللأسف مازالت مجتمتعتنا العربية تتعامل مع الطفل بعنف بقصد التهذيب إلا أن الضرب والقسوة غالبًا ما يأتي بنتائج عكسية.
تشير الرواية أن محاولة تقويم السلوك للطفل من خلال الضرب والصفع على الوجه؛ يمكن أن يؤثر تأثيرًا سلبيًا على الحالة المزاجية والسلوكية، ويجعل البعض أشخاصًا عدوانيين أو خانعين في مراحل لاحقة من العمر.قدم لنا المؤلف شخصية المتردد الخانع في شخصية الطفل "أكرم" الذي يعيش بين الخنوع وبين المحاولات الذاتية للتمرد على الضعف، ويقضي أكثر من نصف عمره يحاول جبر هذه النقيصة.

أما الشخص العدواني فقد برز في صورة الطفل "أحمد" ذلك الطالب الفاشل في المدرسة والذي تحول إلى التجارة لكسب المال، وكثيرًا ما كان يسخر من زميله "أكرم" ويضربه بعدونية دون رد أو صد من المعتدي عليه، والذي تعود على الخنوع رغم قدرته على الرد بسبب رواسب الجبن الذي زرعت فيه منذ الطفولة.

أكتشاف الذات يؤدي إلى النجاح: لقد كانت بداية أكتشاف "أكرم" المدرس لذاته عندما تم تعينه في أخصائيًا اجتماعيًا في المدرسة، وكانت المفارقة في هذا التعيين أن هذا الشخص المهزوز بالذات هو الموكل إليه علاج مشاكل الطلاب النفسية والاجتماعية، لقد كان التلميذ "محمد عبد السلام" هو الاختبار الفعلي لأستاذه؛ لأنه كان يمثل صورته بالماضي كان "أكرم" الطفل هو نخسة طبق الأصل من الطالب الحالي، ولذا كان يوجهه برفق نحو ما كان يجب عليه أن يفعله بنفسه في مثل هذا الموقف بالماضي ولم يفعله، ونجح في تحويل التلميذ إلى فرد صالح وبطل رياضي عندما بث الثقة في نفسه، وعادت الثقة إلى الأستاذ والتلميذ في آن واحد.

رغم فشل "أكرم" في اختيار الزوجة المناسبة، حيث أرتبط بزوجته "سلوى" سليطة اللسان لجمال شكلها دون تمحيص، إلا أنه بعد طوال تفكير أدرك بعد فوات الآوان أنها لا تصلح وتخلص منها بالطلاق، وبالتالي كان الحل غير مثالي لأنه جعل الأولاد يتعرضون لمشاكل نفسية بسبب هذا الإنفصال.

مر "أكرم" بعدة موقف جعلته يتصرف بثقة مع كل من حوله مثل قراره بالتبرع بكليته لأخيه "يونس" دون خوف من الموت أثناء الجراحة؛ حبًا في أخيه وردًا للجميل، ولكن موت الأخ في حادث قبل إجراء الجراحة حرمه من إثبات حبه بصورة عملية للأخ الأب.
وقبل ذلك كان مصدر عطاء في محيطه الأسري عندما تولي رعاية ابن أخته "مروان" منذ طفولته حتى تعينه في السلك القضائي؛ وذلك بسبب غياب الأب في دوامة إدمان المخدرات، وفي محيطه الاجتماعي لاحقًا تولي "أكرم" مهمة أمين صندوق التبرعات بالمسجد ليساهم في رعاية شؤون المحتاجين.

بينما تجلى العفو عند المقدرة في قبول "أكرم" مساعدة عدوه اللدود منذ الطفولة "أحمد" والذي خطف منه محبوبته "سحر" وتزوجها؛ عندما استنجدا به ليساعدهما في وقف نقل ابنهما من دكرنس إلى مدنية الغردقة، فقام بوقف هذا النقل.وأيضًا بلغ التحول في شخصية اكرم ذروته عندما وضع صورة " تشيي جيفارا" على مكتبه في العمل كي يقتدي به في نصرة الحق.

مقايضة الفسادين لا تأتي بالخير: في رسالة تحذيرية لحث المجتمع على عدم الإقتراب من الفاسدين؛ رسم لنا الكاتب صورة شديدة الكآبة عندما قدم لنا "مرون" الذي أخطأ لمرة وحدة في حياته بمقايضة أحد أصحاب النفوذ على ترقية خاله "أكرم" مقابل حكم البراءة لأخيه المتهم في تجارة المخدرات، وتم فور هذا المقايضة إلى ترقية الخال إلى مركز قيادي مهم.

أكتشف "أكرم" في موقعه الجديد وقائع فساد كثيرة، ولذلك كان يحتفظ بصورة من العلميات المخالفة للقانون في منزله لتامين نفسه، وربما استخدم المؤلف تصوير حالة الصراع بين "أكرم" وبين الفساد من خلال الأحلام والكوبيس المفزعة والتي يرى فيها أن هناك من يريد قتله، ليقول المؤلف لنا بشكل غير مباشر أن حادث حريق منزل "أكرم" وموت ابنته "نرمين" قد جاء بفعل فاعل، وكأن الرسالة الضمنية في هذه النهاية المؤلمة لللرواية تكاد أن تقول لنا جميعًا أن مقايضة الفسادين تفضي دائما إلى خسارة حتمية.



#صلاح_شعير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أيام الكراهية والكلاب- رواية تحمل صورة سينمائية لقرية الستي ...
- -كفر الهوى- تشير إلى أن الفيسبوك يهدد الأمن القومي للعرب.
- -الظمأ والحنين- رواية تطالب بحل مشاكل الأمة بالعلم والوحدة
- واقعية تتزين بالرومانسية في رواية (كفر الهوى)
- -مملكة الأسود- نص مسرحي تم بناءه لتعزيز منظومة القيم الإيجاب ...
- -ومضات على الطريق-كتاب يعالج أوجاع الأمة العربية
- -الكيس الأسود- تنتصر للقيم الإيجابية بالمجتمعات العربية
- -دليل تربية الحمام- كتاب لنشر الثقافة العلمية
- مملكة الأسود نص مسرحي يخاطب عقل الطفل العربي
- -مركب الفأر والفأرة- قصة تعتمد في نسجها على التراث الشعبي
- توترالسرد الروائي بين رمزية الواقع وواقع الرمزية عند صلاح شع ...
- -مملكة الأسماك- تنفر الطفل من العادات المزمومة
- مسرحيات -الساحرة والحكيم- تواجه التطرف بالاعتدال، والجهل بال ...
- هي العنيدة فمن أين جاءت الذئاب؟ في رواية صلاح شعير
- رواية العنيدة والذئاب: نسيج إبداعي يخلص إلى أن الأيمان بالقي ...
- كتاب -من حكايات العمر- سيرة ذاتية تتحرك بين السياسة والأدب، ...
- حكاية الفتى الباحث عن الخوف قصة لبناء عقل الطفل
- رواية العنيدة والذئاب تحمل خصائص الأدب العالمي
- الساحرة والحكيم مسرحيّات متنوعة شديدة التميّز
- رواية العنيدة والذئاب لصلاح شعير قاموسًا لغويًا نفسيًا


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح شعير - رواية المهزوز تحذر المجتمع من الآثار السلبية لظاهرة العنف التربوي.