أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - ديوان -لرجل أحببت-للشاعرة وسيلة المولهي: رسائل تشفيرية لرجل مفقود














المزيد.....

ديوان -لرجل أحببت-للشاعرة وسيلة المولهي: رسائل تشفيرية لرجل مفقود


نائلة الشقراوي
إعلامية وباحثة في الحضارة والأدب العربي

(Naila Chakraoui)


الحوار المتمدن-العدد: 6426 - 2019 / 12 / 2 - 21:37
المحور: الادب والفن
    


لا يمكن ان نمر الى تحليل قصائد الديوان الثالث للشاعرة وسيلة المولهي(بنت الصنوبر)والصادر سنة 2019 عن دار ورقة للنشر دون أن يشدنا العنوان ونتوقف عنده طويلا ."لرجل احببت" هو ما عنونت به الشاعرة منجزها الشعري ليكون المدخل المناسب لمبنى ومعنى نصوصها. تجاوزت الشاعرة الفكرة المستهلكة عن العنونة التي تعطي فقط هوية للعمل إلى جعل العنوان نصا مختزلا يؤطر للنصوص ويحدد ماهيتها قصد توجيه ذكي للقارئ الى دلالات النص. لم تستعمل الكاتبة التعريف لكلمة رجل في العنوان لكنها في الإهداء تعطي هذا الرجل ملامح لها نقاط رصد معينة خاصعة لرؤيتها الخاصة للحب ولما تتطلع إليه الروح من خلاله،من لرجل احببت كعنوان ،إلى (إلى كل رجل أحب، أحب الحياة في حبه وبأنثاه اكتفى ،تعفف وانتشى ) كمحتوى اهداء للديوان الذي خرج بالتسمية من الحالة الخاصة الى العامة وابتعد عن شخصنة المشاعر وربطها بالذاتية الضيقة في الكتابة. عارية الا من الروح تكتب الشاعرة وسيلة المولهي نصوص الديوان كثنائية مركزها الرجل والمرأة ككائنات بعيدا عن التصنيف الجندري أنثى وذكر ،يغيب الجسد في الخطاب لتتحدث الروح و تعبر عن الفكرة ،ويتسع العنوان لرجل أحببت لحديث اخر ولرسائل تشفيرية تكتب الى رجل من طينة خاصة،الرجل المثال الذي يرى في الحب منهلا قيميا أساسه الوفاء والتعفف ،رجل يمنح الحب كما يمنح الحياة اللائقة بروحانيات الانسان الخالية من الصلصال الملوث .لذلك السمو والرقي بالفكرة الغير متجسدة واقعا كان مكتوبا بحروف حاملة للهوية الروحية التي لا تقبل بالكذب والرياء الباحثة عن هوية نقية مفقودة ،هوية وصفتها الشاعرة بالضياع (رسمتك حروفا من ضياع ،كتبت بعضا مني وبعضا منك ،فاكتمل الصمت غربة ).لماذا تكون العلاقة الوشائجية ما بين ثنائية يفترض بها التجانس علامة بارزة لمفهوم الغربة والصمت ؟في نصوصها المؤلفة للديوان تجيب الشاعرة عن السؤال .قطبي حياة احدهما موغل في السفر(الرجل ) والاخر موغل في كبريائه (الأنثى)لو تحدث الجسد هنا لقال العكس وهو ان التكامل موجود كواقع لا ننكره ،لكن المسألة مرتبطة بالروح ،وهذه الروح وان انكرنا تعيش قلقا دائما في علاقتها بالأخرى ،تقر الشاعرة بأن لا مجال للتلاقي ،ويصبح الرجل الذي كتب عنه المنجز الشعري واجهة لاثبات ذلك ،الشاعرة تبحث عنه بداخلها الذي يبدو مسكونا به،وتبحث عنه حولها فلا تجده لأن المثال الذي وضعته ،الصنم الذي صنعته دون أن تحتاج اسما أو صورة هو موجود كوهم يمنحها لحظة شوق وعناق لا يتم حضور غير محسوس لا يهبها اجنحة التحليق أو الحياة (قصيدة للبرد قصة ) .يصعب على المشتغل بالحروف ان يبلغ هدفه ويجعل الحياة التي يريدها واقعا ،صعب على الروح الشاعرة أن تكتفي بما هو موجود أو بالعادي من مشاعر البشر ،الشاعر نبي لا يقبل إلا بالأحاسيس المعصومة وبالسفر القدسي لقلبه نحو الحب ،الشاعرة نفسها تصل بنا الى نتيجة هامة يتداولها العامة دون دراية وهي أن الحب مجرد حروف تجمع في الكتب ،لا يعلم هؤلاء برأيها أن سبب بقاء الحب حبيس القلوب الصامتة أو الحروف الجافة هو عدم إدراكنا لفكرة ان الحب كون كامل هو فكرة صادقة غير قابلة للدحض اذا ما تمكنت من سلوكاتنا وتكويننا اذا ما كانت الروح من عجينتها . (الحب يا سادة ليس نداء أو رثاء،هو وصل ونحن قاطعوا الحياة لسنا اهلا للحب نحن فاقدي البعث ،قصيدة نداء العشق).قصائد الديوان النثرية لوسيلة المولهي هي أداة سفر هي رحلة بوح زادها حروف ذاكرتها القلب والوجدان حروف ارادتها صادقة جمعت ما بين الحاح الفكرة البكر الغير مستنسخة لدى الشاعرة وما بين الوجدان المتأرق لنساء أبين تصنيف الروح على غير انسانيتها . القارئ لا يشعر وهو يقرأ القصائد انه إزاء كتابة وجدانية تكتفي بترديد آهات الحب ولوعته وانما يشعر بإيقاع غريب لناي مشروخ يحاول أن يعزف انغامه لتبليغ الفكرة في اتساق وانسجام فينجح في شدنا اولا لهارمونيا لها بصمة خاصة بالشاعرة التي بنت قصائدها وفق معمارية تقوم على ادماج الوجدان الضاج بالعقل الواعي لتكون نصوص الديوان ملامسة فنية للروح تجعلها تتثنى في امتلاء بالوجع أغلب الأحيان دون أن نشعر بالسواد أو نغرق في الألم فليس كل راو لآلام الروح هو ناقل للحزن وحزن القصائد الملهمة هو قطاف للفرح ،بهجة تحيل عجزنا على الحياة حياة اخرى ضمانتها السفر في متعة تلقي الحرف المكتوب من شاعرة اختارت الصنوبر لقباثانيا لها في إشارة منها لقيمة الثبات على مبدأ الحياة كجوهر قيمي لعلو الفكرة وسمو الأهداف المبنية على التصديق بوجود للطبيعة الخيرة في مكان ما بنا فتغوص جيدا في أعماقنا لتزيد من بريق الأمل الذي أعيته العتمة والشقاء الإنساني.



#نائلة_الشقراوي (هاشتاغ)       Naila_Chakraoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمزية المكان في مجموعته القصصية( في أكل السحب)
- سفيان رجب السائر وراء الجنازات أم قناص جوائز ؟!
- حين تصنع وحيدة المي من الخراب مجد الفكرة والنص
- الصحفية عواطف بلدي تحاور قامة من قامات الشعر التونسي
- الصادق وجدان زير برتبة وزير عاشق
- القادر بلحاج نصر ومجموعته القصصية زطلة يا تونس /// تونس بعيو ...
- نورانيات الأنا العاشقة في ديوان وأشرق العشق لراضية الهلولي
- 10دق تكفي..للروائية رفيعة بوذينة، الرواية الجاهزة للتصوير
- فلسفة النص في مجموعة الوجه الآخر للحكاية لإبراهيم بن مراد
- رواية مراد ساسي المشي على شفرة حادة ، رحلة الهروب من الموت ا ...
- وجودية منير الوسلاتي ما بين الاستشراف العرفاني والشعرية _
- رواية للا السيدة للكاتب طارق الشيباني، الرواية المكتوبة على ...
- حفر دافئة للروائي التونسي الحبيب السالمي رواية التفاصيل المر ...
- الحبيب الهمامي ما بين تحليق وسفر ذات شاعرة يشدها الواقع إليه ...
- الضوء الشارد من فصول أنثى الفصول الفصل الخامس المندس بالرواي ...
- صمت النواقيس للكاتبة فتحية دبش ،رحلة في مناخات العنف والإرها ...
- اليسار التونسي والقضية الفلسطينة المطموس والمعلن
- يوسفيات نجيب بن علي تنعى المدائن والوطن ___
- عمق المشاعر وضجيج الفكر في الإصدارات الأخيرة للشاعرة فضيلة ا ...
- القاضي والبغي رواية يكتبها محامي ليقرأها متهم


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - ديوان -لرجل أحببت-للشاعرة وسيلة المولهي: رسائل تشفيرية لرجل مفقود