أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - طلال الربيعي - انتفاضة العراق انتفاضة ضد الفاشية! (2)















المزيد.....

انتفاضة العراق انتفاضة ضد الفاشية! (2)


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 6425 - 2019 / 12 / 1 - 19:04
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


ورد في تعليقي رقم 19 على الحلقة الاولى من مقالتي ما يلي:
"من خول السيستاني التفاوض مع المحتل؟!
اللص الدولي بول بريمر الذي سرق اكثر من 8 مليارات دولار من خزينة اعمار العراق
So, Mr Bremer, where did all the money go?
https://www.theguardian.com/world/2005/jul/07/iraq.features11
وكممثل لحكومته التي سببت في قتل وتشريد ملايين العراقيين يقول انه يكن كل احترام للسيستاني وان السيستاني اوعز لبريمر بحل الجيش العراقي!
https://www.facebook.com/salam.khedher/videos/10157995228755962/
ونحن لا نفهم علاقة امريكا بالسيستاني او السيستاني بامريكا او السيستاني بالسياسة والجيش او كيف تتفق مرجعية عراقية مع المحتل على اتخاذ قرار ذو شأن محلي وخطير كهذا او ما هي خبرة السيستاني في الامور العسكرية او الامنية.
وبريمر يتحدث عن 49 رسالة متبادلة بينه وبين السيستاني ونحن لا نعلم ايضا´من خول السيستاني ان يتكلم باسم العراقيين ويتفاوض مع المحتل!
وهذا كله ييثبت من جديد ان المرجعية لعبت دورا كبيرا في تحطم العراق واصبحت هي جزء من الكارثة والمشكلة او الازمة. ومن المناسب جدا اصدار قانون يحرم تدخل رجالات الدين, وبضمنهم المرجعية, في السياسة باسرع وقت, والا لن تقوم للعراق قائمة ابد الدهر".

واني علي ان اضيف ان اسقاط النظام الفاشي لا يعني ابدا شرطا اسقاط مؤسسات الدولة. ومؤسسات الدولة هي ليست الجهاز العسكري او الجيش فقط, بل مؤسسات اخرى عديدة مثل المؤسسات التعليمية من نظام ومنهج دراسي ومن جامعات او مدارس, او المؤسسات الصحية او مؤسسات الخدمات البلدية, وغيرها. فهذه كلها لا ينبغي اسقاطها بحجة او باخرى, وان كان بالطبع يمكن اصلاحها وتطويرها. فاذا كان سبب حل الجيش المزعوم هو انه كان جيشا عقائديا, فهذا يعود الى ان الجيش كان يعاني من المرض الذي عانته مرحلة صدام, وحتى عموم الدولة العراقية بفترتيها الملكية او الجمهورية, وهو انها, الى حد كبير, لم تكن ولا زالت, دولة تتسم بضعف مؤسساتها او شكليتها او انعدامها. ولكن هذا المرض, ضعف المؤسسات او انعدامها, لم تعالجه سلطات الاحتلال بل ابقت عليه او فاقمت منه . فالجيش (وعموم قوات الامن) هو الآن ايضا جيش السلطة, ويستخدم, جنبا الى جنب مع الميليشيات السلطوية, لقمع الشعب وقتله على نحو مهول وليس له مثيل.

وعلى عكس ما يزعمه المعادون للشيوعية, فان دولة مثل الاتحاد السوفيتي كانت تتسمم بوجود مؤسسات, قد تكون عقائدية, ولكنها, مع ذلك, بقيت مؤسسات استطاعت ان تثبت حياديتها ولم تتدخل لانقاذ نظام غورباتشوف, ولم تسبب في حدوث مجازر دموية كما هو الحال في العراق اللاشيوعي, عراق التبعية الرأسمالية. ونفس الكلام ينطبق على دول اشتراكية اخرى في الانقلابات ضدها, بل ان القوى المضادة استخدمت هي العنف غير المبرر, كما, مثلا, العنف تجاه الرئيس الروماني تشاوتشيسكو وعائلته, فقامت باعدامه واعدام زوجته وبدون اي محاكمة قانونية!

ان حل الجيش باعتباره جيشا عقائديا كان خطأ جسيما لاسباب متعددة. الاول, انه خلق جيشا من العاطلين وهذه مسألة غير انسانية خصوصا فيما يتعلق بعوائل افراد الجيش المنحل الذين اصبحوا بدون معيل وبدون وجود نظام ضمان اجتماعي. والفاعل فقط يتحمل مسؤولية افعاله وليس عائلته او اطفاله. انه امر مناف لمبادئ العدالة بابسط مفرداتها. ثانيا, ان جيش العاطلين, او قسما منه تم استخدامه من قبل ميليشيات السلطة واحزابها لتقوية نظامها اللامؤسساتي والقمعي بدلا من تقويضه او تفكيكه. وجيش العاطلين هو ليس فقط نتاج حل الجيش, بل انه نتاج غلق آلاف المصانع وتدمير الزراعة العراقية بسبب السياسات النيوليبرالية للسلطة. انظر مثلا:
-نيوليبرالية بريمر حطمت الزراعة العراقية-
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=517264&r=0

ثالثا, ثورة 14 تموز (لا اعالج هنا هل كانت هي ثورة ام لا لان ذلك لاعلاقة له بموضوعة البحث) لم تحل الجيش الملكي باعتباره جيشا عقائديا ملكيا وليس حمهوريا, بل قامت باصلاحه وان كانت الاصلاحات ترقيعية ولم ترق الى مستوى جعل الجيش مؤسسة دستورية والا لما استطاع الانقلابيون تسخيره لصالحهم.

وحل الجيش, ان كان ولا بد, كان بجب اقترانه بتوسيع الصناعة والزراعة, لاستيعاب جيش العاطلين, وليس بتقويضهما وخلق دولة ريعية بالكامل لتكون سوقا استهلاكية هائلة لمنتجات الاجنبي, ومنها المنتجات الايرانية. ان احتلال العراق ساعد كثيرا في تحويل العراق الى دولة ريعية بالكامل, وكان, ولا يزال, يصب في صالح تطوير اقتصاد ايران لأن العراق مستورد كبير للمنتوجات الايرانية التي يمكن تصريفها في السوق العراقية على عكس, مثلا, الاسواق الاوربية او الآسيوية, التي تشترط مواصفات عالية الجودة للبضاعة لا تستوفيها البضاعة الايرانية. اذن نحن محقون اذا تسائلنا: هل ان دعوة مرجعية النجف (المرجعية من هنا فصاعدا للسهولة في التعبير) لحل الجيش العراقي كان مبعثه عقائدية الجيش ام كان جزءا من خطة شاملة لدعم الاقتصاد الايراني وزيادة نفوذ ايران الاقتصادي-سياسي في العراق؟ وخصوصا نحن لم نسمع حتى صوتا خافتا من المرجعية بالضد من تدمير المحتل وعملائه للصناعة والزراعة العراقيتيين او بالضد من خصخصة ممتلكات الدولة وبيع المصانع وتفكيكها, علما ان البعض من المصانع كانت مصانع مملوكة للقطاع الخاص وليس لقطاع الدولة, مما يدلل على كومبرادورية السلطة وعدائها حتى للبرجوازية الوطنية-المنتجة, ويمكن القول, ببعض التعميم, ان الاحتلال اعطى زخما حاسما لانتصار ثورة البرجوازية التابعة ضد الرجوازية الوطنية. فاذا كان حل الجيش هو لاسباب عقائدية, فلماذا تم تدمير الصناعة والزراعة في العراق على يد المحتل وازلامه؟ هل كان ذلك لاسباب عقائدية ايضا؟ الجواب هو لا ونعم. لا, لأن الصناعة والزراعة لم تكونا انجازا بعثيا, بل انجازا وطنيا لعموم العراق. نعم, لأن النيوليبرالية, كعقيدة, تقضي بتحويل البلاد الى دولة ريعية وتكريس سلطة الرأسمالية غير المنتجة, الرأسمالية التابعة. والكلام المتكرر دوما والممل عن البعث ودوره في معارضة السلطة او تحريك الاحتجاجات يهدف الى اخفاء الاهداف الحقيقية لاحتلال العراق باحالته الى دولة ضعيفة او مكسورة و تشظية شعبها بموجب قواعد الامبراطورية الرومانية وخليفتها الفكرية الامبراطورية-الامبريالية البريطانية . وفي الانكليزية هنالك كلمة واحدة للامبراطورية والامبريالية Empire.

قال الكاتب الفرنسي العظيم فيكتور هيغو عن البلقان المدمر في القرن التاسع عشر: لقد مر الأتراك هنا. كل شيء في حالة خراب أو حداد.
ويقول Eric MARGOLIS مؤلف كتاب American Raj -مرحبا بكم في العراق الحديث-. كان البريطانيون دائمًا أسياد الإمبريالية الفعالة. في القرن التاسع عشر, تمكنوا من حكم ربع سطح الأرض باستخدام جيش صغير نسبيًا يدعمه أسطول كبير. تبنى البريطانيون المتحمسون للتاريخ الروماني, في وقت مبكر, الاستراتيجية الرومانية المتمثلة في -divide et impera- ، divide and conquer, "فرق تسد!". سمح تطبيق هذه الإستراتيجية للامبريالية البريطانية بالسيطرة على أعداد هائلة من الناس بأقل قوة ممكنة. يسعى MARGOLIS في أن يوضح كيف تستخدم الإمبريالية الأمريكية التقنيات البريطانية. نحن نرى نفس الإستراتيجية في العراق المنسي. كما يقول الكاتب, هنالك قليل من الحديث أو التفكير في العراق هذه الأيام؛ وسائل الإعلام تتجاهل هذه الأمة المهمة ولكن المهدمة. وهي تتجاهل انتفاضة العراق الآن.
ويشير الكتاب الى أن العراق كان هدفًا لعدوان غربي كبير قام به جورج دبليو بوش وديك تشيني وتوني بلير البريطاني, بتمويل وتشجيع من مشيخات الخليج النفطية والمملكة العربية السعودية. معظم الناس لا يفهمون أن العراق لا يزال دولة تحتلها الولايات المتحدة. لم نسمع شيئًا عن مليارات الدولارات من النفط العراقي المستخرج من قبل شركات النفط الأمريكية الكبرى منذ عام 2003. بالنسبة للولايات المتحدة, كان العراق بمثابة كنز للنفط يحتوي على 12 ٪-------- من الاحتياطيات العالمية. كان ثاني أكبر منتج في الأوبك.
قال بول وولفويتز, أحد المحافظين الجدد البارزين الذين صمموا غزو العراق, بأن الولايات المتحدة يمكنها تمويل الغزو الكامل للعراق (وقدر التكلفة بحوالي 70 مليار دولار) بنهب نفط العراق-وهذا ما كرره ترامب الآن.
فأين ذهبت كل أموال العراق؟ مبلغ كبير للسياسيين العراقيين الفاسدين للصرف على اكثر من عشرة قواعد أمريكية في العراق. في خطة تشيني وولفويتز, كان العراق بمثابة القاعدة العسكرية الأمريكية الرئيسية للسيطرة على الشرق الأوسط بأكمله وإيران وأفغانستان. لم يحدث هذا بسبب المقاومة العراقية الشرسة للاحتلال الأمريكي البريطاني. لكن الولايات المتحدة ما زالت تحتفظ ببعض الجيش والقواعد الجوية في العراق. من المفترض أن -العراق مستقل- ولكن لا يزال مجاله الجوي تحت سيطرة الولايات المتحدة.منذ غزو عام 2003 ، كان العراق محكومًا بسلسلة من الشخصيات التي عينتها الولايات المتحدة والتي أثبتت أنها فاسدة بقدر ما هي غير كفؤة. خلال الحرب, دمرت الولايات المتحدة معظم شبكات المياه والصرف الصحي في العراق, مما تسبب في وفاة حوالي 500000 طفل بسبب الأمراض المنقولة عن طريق المياه, وتم تدمير الكثير من صناعة وتجارة العراق, وترك ت الغزو ملايين الاشخاص عاطلين عن العمل. وانهارت الخدمات العامة. قبل الغزو الأمريكي, قاد العراق العالم العربي في مجالات الصناعة والزراعة والطب والتعليم وحقوق المرأة. كل هذا تم تدميره بواسطة -التحرير-. ويقول الكاتب -كنت في العراق في عامي 2001 و 2003 ورأيت كم تطور العراق على الرغم من حكم صدام حسين الوحشي. كنت واحداً من عدد قليل من الصحفيين الذين يحاولون كشف الكذب الغربي حول العراق. هددت الشرطة السرية العراقية ذات السمعة الخبيثة بتعليقي كجاسوس - بعد أن كشفت أن مصنعهم للحرب الجرثومية في سلمان باك قد أقيم وكان يديره سراً فنيون بريطانيون.- اليوم, العراق في وضع أسوأ بكثير مما كان عليه في أيام صدام حسين. يتم نهبه واستغلاله بينما يعاني أهله الكثير بسبب -التحرير-.
Plundering Iraq
https://www.strategic-culture.org/news/2019/11/17/plundering-iraq/?fbclid=IwAR2ayhi_d8psyQdpTweC5vVCnxSj068
T1Gy9aPkwsrT3Goj47xEl0mkRQjk
----------
ولكن اذا اتفقنا جدلا بحجة المحتل او المرجعية بان حل الجيش كان هو بسبب عقائديته, فاننا سنسارع بنفس الوقت الى القول ان الزعم بعقائدية الجيش, بعثيته او عدائه للشيعة, هو تبسيط فاحش للامور وينظر للامور بمنظار الفاشية, البرانويا كمعادل نفسي, اما/ او, اما بعثي او غير بعثي, وهو وجه المرأة الآخر لنظام صدام من قبل: الآن ان لم تكن معي, مع العملية السياسية, فانت بعثي بعرف سلطة العراق, او ارهابي بعرف سلطة بوش-العم سام او سلطة العراق. وهو ايضا ما حفز بوش الابن في حربه على الارهاب, معي او ضدي, والحرب على الارهاب هي حرب ايضا, اي ان الحرب على الارهاب المزعوم يعني المزيد من الارهاب.

و"الحرب على الارهاب" هي دوما بين قويسات, لان الحرب على الارهاب المزعوم هو ارهاب بحد ذاته اذا رفضنا ثنائية الفاشية: اما معي او ضدي, وهي حرب معادية للحداثة وقيمها, وهذا ايضا يفسر فاشيتها. ولكونها معادية للحداثة فانها تلجأ الى حجج او تبريرات لا يمكن اثباتها علميا او تبريرها منطقيا باستخدام اي نوع من انواع المعرفة الدنيوية, ولذا ينبغي اللجوء الى معرفة لادنيوية, "معرفة سماوية". واني استخدم لفظة المعرفة هنا للاشارة مجازيا الى معرفة سماوية, رغم ان ان المعرفة السماوية هي ليست معرفة في واقع الحال وقد تكون نقيض المعرفة الدنيوية او قامعة لها. واني لا اقصد هنا اكاذيب المحتل بخصوص امتلاك نظام صدام لاسلحة الدمار الشامل. كلا, ما اقصده شئ آخر. الشئ الآخر اسمه الحلم!

فلقد زعم زعيم العالم الحر (العالم الحر=عالم الحداثة=عالم الرأسمالية!), بوش الابن, باريحية تكساسانية منقطعة النظير وتليق ببارونات النفط وافلام الغرب لجون وين وكَاري كوبر ورونالد ريغان, ومنسجمة مع رجعية اصحاب الاعناق الحمر للتكساسانيين وعموم عمال جنوب الولايات المتحدة البيض-جيش ترامب حاليا, وآيديولوجيتهم العنصرية في تفوق العنصر الابيض و"فرق تسد" الهادفة الى تشظية البروليتاريا ضمن محاور اثنية او بخصوص اهدافها, انه رأى الله في الحلم يأمره بغزو العراق !
A redneck revolt? Radical responses to Trumpism in the rural US
https://www.opendemocracy.net/en/redneck-revolt-radical-responses-to-trumpism-in-rural-us/

بوش الابن, من دون البشر وخصوصا الاطهار منهم وكهنة الدين واحباره, رأى الله في الحلم يأمره بغزو العراق-وعادل عبدالمهدي يزعم ان السيستاني طلب منه, ان لم كن امره ب, الاستقالة. ونحن لا نعرف كيف عرف بوش انه الله, ولكننا سنتكهن بأن الله قدم نفسه لبوش بكل ادب وخضوع, وانه نفس الله الذي يضع الدولار الامريكي ثقته فيه! ونحن لا نعلم ايضا, وان كانت هذه قد تكون مسألة جانبية الآن, حتى لماذا يضع الدولار الامريكي ثقته في الله, وليس مثلا في الربح او رأس المال او المال, ولكننا نحاول ان نكتم تساؤلاتنا بالاعتقاد ان الله قد يكون اسما آخرا للربح والمال او رأسه, وليس عجيزته, رأس المال.

وحلم بوش هذا يشكل لنا اشكالية كبيرة. الاشكالية هي كيف نعلم ان حلم بوش, حتى لو اتفقنا مع زعمه برؤيته الله يأمره بغزو العراق, هو الحلم الحقيقي. والحلم الحقيقي لا يعني ان زعم بوش بحلمه كان بالضرورة زعما كاذبا, وان كنا ايضا لا نستطيع ان نقول انه كان زعما صادقا. نحن لا ادريون. والمسألة ليست كذب او صدق بوش.

المسألة لها اوجهها العديدة وكلها شائكة. احد الاوجه هو لجوء بوش الى حجة ترفض اخضاعها الى الاختبار العلمي, حتى بمفهوم الاختبار العلمي بمنهجيته التقليدية, الاثبات حسب الوضعية المنطقية او التكذيب حسب منهج فيلسوف العلم كارل بوبر. لكن الحديث عن اثبات صحة تجريبي لحلم لا معنى له بتاتا, لأن الحلم كما سرده بوش هو ما يسمى في التحليل النفسي "الحلم الظاهر".
Latent Content as the Hidden Meaning of Your Dreams
https://www.verywellmind.com/what-is-latent-content-2795330

الحلم الظاهر لا علاقة له بالحقيقة. انه فقط يوفر لنا مفتاحا يمكننا من اكتشاف الحقيقة. ان المحلل النفسي يستخدم الحلم الظاهر فقط لاكتشاف الحلم الباطن, اي بتعبير التحليل النفسي, انه الطريق الملكي (ROYAL) للوصول الى العقل الباطن, او المتستر, لاكتشاف الحقيقة, والحقيقة هي ليست حقيقة العالم خارج ذات الشخص, بل حقيقة الشخص نفسه, هنا حقيقة بوش كشخص.

التحليل النفسي يتكلم عن حلم ظاهر وحلم متستر. الحلم الظاهر هو الحلم الذي تستدعيه ذاكرتنا عند اسيتقاضنا من النوم. وهذا الحلم هو ليس الحلم الذي حلمناه في واقع الحال, كنتاج للعقل الباطن, بل انه الحلم الذي قام عقلنا الواعي بتشويهه او بتحسينه, باستخدام المحصنات الدفاعية, لكي بنسجم بشكله الواعي الآن مع قدرتنا على رؤية الحقيقة,.حقيقتنا نحن, حقيقة الشخص الذي يحلم, وتحمله للحقيقة او المها المصاحب. واذا كانت الحقيقة اكبر من قدرتنا على تحملها, بسبب ما يصاحبها من الم, فان العقل الظاهر, العقل الرقابي, سيسارع الى الانتفاض وايقاضنا من النوم لنتذكر, ان تذكرنا, ليس ما حلمنا, وانما الحلم المعاد خلقه الآن من قبل العقل الواعي, وهذا لا علاقة له بتاتا بالحلم الحقيقي, حلم العقل الباطن.

وبتعبير آخر, ان حلم بوش لم يكن حلما حقيقيا, بمفهوم التحليل النفسي, وهذا الكلام يصح حتى لو اتفقنا معه بروايته للحلم وصدقناها. الحلم يبقى اكذوبة, الاكذوبة بمعنى انها قناع لاخفاء الحقيقة, ولاخفاء حقيقة ان الحلم هو حلم بوش وحقيقته وليس حلما بالله يأمره بغزو العراق. فهل كنا سنصدق حلم بوش, لو كان بوش شخصا ملحدا؟ اذن, ان تصديق حلم بوش هو تواطؤ مع بوش. انه انحياز آيديولوجي لا علاقة له بتاتا بالعلم او بالحقيقة.

والسؤال نفسه بصيغه اخرى: هل كان مبعوث بوش او نظامه, لو كان الحاديا, بول بريمر, كان سيتصل بالسيستاني, كمرجعية دينية, لبحث امور العراق معه, و ليوعز السيستاني لبريمر بحل الجيش العراقي بحجة انه جيش عقائدي, رغم ان حلم بوش وتصديقه هو ايضا مسألة عقائدية؟
يتبع



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة العراق انتفاضة ضد الفاشية! (1)
- يطالب الأطباء بالتدخل الطبي -العاجل- لإنقاذ حياة جوليان أسان ...
- ديموقراطية بريمر-الرأسمالية هي حمامات دم!
- الوثائق الإيرانية المسربة بخصوص نفوذ ايران الهائل في العراق
- عائلة برزاني في كردستان تنفق 47 مليون دولار على منزلين في بي ...
- بيان شيوعي عالمي بالضد من الانقلاب الامبريالي في بوليفيا
- الاشتراكية-الشيوعية هي مستقبل البشرية
- تعرية خمسة اساطير حول ثورة اكتوبر
- ميلاد عراق جديد!
- الرياضيات وشيوعية تحقق نبؤة نيتشه في الانسان التافه!
- -الإمبريالية- بمفهوم لينين في القرن الحادي والعشرين
- -إنهم أسوأ من صدام-
- نفاق اسرائيل في دعمها المزعوم للاكراد!
- خرافة الحرية الرأسمالية (في عالمنا المعاصر)! (7)
- فرانكينشاين الرأسمالية:عادل عبد المهدي وشيوعيو السلطة!
- خدعت الولايات المتحدة الأكراد الآن للمرة الثامنة
- خرافة الحرية الرأسمالية (في عالمنا المعاصر)! (6)
- خرافة الحرية الرأسمالية (في عالمنا المعاصر)! (5)
- أَلْمُوج بِيهَار: -اليهود العراقيون يرفضون التلاعب الصهيوني ...
- خرافة الحرية الرأسمالية (في عالمنا المعاصر)! (4)


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - طلال الربيعي - انتفاضة العراق انتفاضة ضد الفاشية! (2)