أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ماضي انطفأ أمام وعي اللبنانيين ...














المزيد.....

ماضي انطفأ أمام وعي اللبنانيين ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6421 - 2019 / 11 / 27 - 18:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ للمرء أن يفتتح مقالته هذه من حقيقة تاريخية ، أم خليل ( شجرة الدر ) التى حكمت مصر من خلال جثة السلطان نجم الدين الأيوبي الملقاة على فراشه ، لهذا من الممكن للرئاسة في قصر بعبدا استحضار صورة شفيق الوزان لكي يُكلف بتشكيل حكومة الخليط ، وهنا قد يتفهم المرء تخوف الطبقة السياسية من المستقبل لأنهم جميعهم بلا استثناء فاسدين وأصبحوا من اصحاب المليارات ، لكن الأهم من كل ذلك ، ذاك التحول الجوهري في سلوك حزب الله فمنذ خروج النظام الأسد من لبنان تولى مهمة تأليف الرئاسات وراعية الأجهزة الأمنية ، وبالتالي ذاق حلاوة السلطة الذي بات يدافع عنها باستماتة وبالتالي استماتته تفسر لماذا يدافع عن الفاسدين بطريقة مخفية التى تضمن له المكانة الأعلى ، بل عدم وقوف الحزب بشكل واضح مع تشكيل حكومة من الاختصاصيين ، يفسر حجم مشاركته بالفساد وكما يبدو أصبح يتقاضى خاوات من الفاسدين كما كان يفعل النظام الأسد صاحب الابتكار .

يخطئ حزب الله هذه المرة بتقدير الموقف ، لأن اليوم الحزب يواجه الأغلبية الساحقة من الشعب ولأن ايضاً الأغلبية المسيحية تعتبر عصب هذه الانتفاضة التى تطالب ببناء دولة مدنية تبتعد عن المحاصصة الطائفية ويالتالي افقدت التيار العوني الشريك الأساسي لحزب الله زخم جماهيري كان قد بناه على شعارات مماثلة لما تطرحه الانتفاضة الشعبية اللبنانية ، الدولة القوية وما شابه من هذه الوعود الرنانة ، لكن يقف الحليفين ومن معهم امام تحول جوهري وجديد على المناخ العام في لبنان ، لأن بأختصار تعودت هذه الكيانات الاستمرار في حكم رقاب الناس من خلال تغذية شد العصب الطائفي أو التهديد بفرط العقد السلم بين الطوائف ، وبالتالي العودة إلى مربع الجحيم السابق .

من جانبي كمراقب للمسألة اللبنانية منذ بدأت تأخذ منحاً الصوملة ، أسجل أفضلية خاصة للشعب ، والأفضلية تأتي من كون لا أحد في الطبقة السياسية وحتى الكوادر الشعبوية قادرون على التعامل مع هذا التحول الكبير أو الاندماج بين الجموع الواسعة للمتظاهرين ، لأن هذه الفئات كانت نشأت في غياب كامل عن الطبقة الحزبية والزعامة الطائفية وبالتالي الانتفاخ ( النتي ) على العالم شكل مفاهيم جديدة ووعي ذات جذور تسلسلي ، نلاحظه في تصريحات الأغلبية الساحقة من الشابات والشباب الذين يشاهدون بشكل يومي للحياة الطبيعية والمتطورة في ارجاء المعمورة وبالتالي أتاح هذا الوعي ازدهاراً في الفكر والذي تحرر أولاً من أنماط الموروثة وهنا الوعي يشير إلى معضلة كبرى كان هذا الجيل قد فكفكها بصمت عالي ، فالمفاجأة لم تقتصر على الطبقة السياسية بل شملت العائلة اللبنانية الصغيرة التى تفاجأت بوعي ابناءها وتجاوزهم قيود الماضي وبالتالي هذا الوعي يفسر للمراقب حجم الحيوية في التظاهرات والتى تأخذ تقدم باضطراد مدهش وتتجاوز الاختبار تلو الآخر بنجاح مذهل .

اعتبار اخر وجوهري جذبني في ادارة حزب الله وحركة أمل والتيار الحر للمسألة ، بل ثمة حقيقة لصيقة بهذا السقم لإدارة الأزمة التى بفضل انعدام المكلفين القدرة بوضع حلول تتناسب مع التطورات التى طرأت بشكل مباغت ، بل بدورهم تفاقمت الأزمة وتتفاقم يوم بعد الآخر ، تشير الايام الأخيرة بأن قيادات هذه الاحزاب لا تمتلك سوى استعادة الماضي ومن ثم احياء جذور الأسباب التى أدت إلى إعادة في كل وقت النظرية إياها لفلسفة سادت طيلة العقود لكننا هنا لا نبالغ ابداً عندما نقول بأنها انطفأت وليست فقط محصورة بل ما هو أكثر من ذلك ، كل من يعود إليها يتم اوتوماتيكيا إخراجه من المعادلة الوطنية ، لهذا اللجوء إلى استدراج المتظاهرين لمربع الاشتباك الأهلي ، محاولة فاشلة بكل المقاييس والاعتبارات ، لأن المتظاهرون ادركوا بوعيهم الذي مكنهم الخوض هذا التحول العميق ، بأن حصاد الماضي كان مرير ومدهش ومخيب لآبائهم ، والاستمرار بذات النهج لا يأتي بوطن جامع وطالما الشعب يريد وطن ، إذاً كل من يقف امام إرادته مهمَّ على كعبه وقوته سيكون خاسر . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إجراءات محصورة بين الغباء وبلادة العقل ..
- الشعب اللبناني وحده الغضب ...
- القتل والاتهام والحرق دون أن يرف الجفن ...
- العقلانية المفقودة أمام الشرعية المهددة بالانتزاع الكامل ...
- منطقة تعيش حالة حرب مع الحقيقة والمعرفة ...
- تفريخات الأنظمة المستبدة ، التطرف والطوائف والفرقة والتدخل ا ...
- النائب وشلته ، الطاعة المطلقة أو الموت ألحتمي ...
- شتان بين الدلال والإذلال ..
- رسالتي إلى الشيخ محمد بن زايد ...
- لبنان ، التحول الجوهري بقرار شعبي من دويلات الطوائف إلى دولة ...
- مصرون الطبقة إياها على جر البلد للخراب ...
- رسالة مقاتل ...
- اتفاق اليمن يشرح الصدر ويترتب على راعيه مهام أكثر تعقيداً .. ...
- التأتأة في الدبلوماسية والتسفيه في الداخل ...
- هل للطبقة إياها التى فشلت في تحرير قرية تستطيع تحرير اقتصاده ...
- يا بتاع الضمير أين ضميرك ..
- طعم التسلل أوقع البغدادي بالكمين ...
- السيادة لا يمكن اقتصارها على التراب الوطني ..
- لبنان يقف بين تأسيس لجمهورية ثالثة أو التورط بالمحيط أكثر .. ...
- دخول لبنان في المجهول الكامل ..


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ماضي انطفأ أمام وعي اللبنانيين ...