أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - نرفع العلم فيموت الأسير














المزيد.....

نرفع العلم فيموت الأسير


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6421 - 2019 / 11 / 27 - 18:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصراحة لا أحب صيحات الملاعب الرياضية ولا أحب ثرثرة المعلقين الرياضين ولكن حين تستحوذ الصورة على المشهد الصاخب، وتكون مفاجأة الدهشة، نقتسم رغيف الفرح مع الزمن البائس .
المكان استاد القاهرة، مباراة بين منتخب مصر وجنوب أفريقيا، ثمة صيحات ووجوهاً تجر اللهفة وترمي خيبتها كجثث غريقة، سرعان ما تطفو وتتفقد الأرجل، لعلها تحمل التفاؤل، من بين الوجوه والأضواء والصراخ والعشب الأخضر الذي تهرول عليه الأقدام وراء الكرة ، يبرز أحد الشباب هارباً من معركة الأقدام إلى معركة الوجود والنبض الفلسطيني، معادلة حسابية ، تاريخية بدأت تظهر نتائج حساباتها في أروقة الدول، صفر، والصفر الفلسطيني يقف مرتجفاً من الوجوه التي تريد مسحه وتجفف حبره، ويحاول العناق لكن عربات الموتى تجره .
عز منير خضر شاب مصري يجلس بين الحضور على مدرج استاد القاهرة ويتابع المباراة، لكن في لحظة قرر أن يرفع العلم الفلسطيني أمام الجمهور المتواجد والفضائيات التي تنقل المباراة ، وبرفع العلم أعاد للصورة المصرية نضارة القلب، والشاب لم يتاجر بالممنوع ويرتكب الذنوب، لم يحاول اقلاق الجهات الأمنية ومخاطبة الإرهاب بل رفع العلم من باب السر الكامن في تربة أجداده، من باب ولاءه للتاريخ الذي ما زال يراه شامخاً رغم الإحباط .
ولم يعلم " عز منير خضر " ان رفعه قد حوله إلى إنسان مجرم!! كيف يرفع العلم الفلسطيني ؟ فكان السجن وقد حكمت علية المحكمة المصرية 15 يوم على ذمة التحقيق، لا نعرف عن أي تحقيق؟ وإذا كانت المحكمة المصرية تدين هذا الشاب، فلماذا نلوم الشباب الأوروبي والامريكي وغيرهم عندما يقفون في الساحات والجامعات والمؤسسات والحدائق والمسارح ، في كل مكان يحملون الأعلام ويرقصون ويتظاهرون ويهتفون ويحتجون.
أتذكر عندما عرض فلم " صعيدي في الجامعة الامريكية " بطولة محمد هنيدي وكنت في القاهرة آنذاك كيف قام الحضور في السينما بالتصفيق والغناء عندما قام هنيدي بحرق العلم الإسرائيلي .
هل خسرنا كل شيء حتى أصبح رفع العلم الفلسطيني تهمة تؤدي إلى السجن ؟ هل هناك زيادة في الظلام فوق الظلام الذي نعيشه .
في اليوم الذي تحكم المحكمة المصرية على الشاب المصري عز- تحيه لأسمه - يموت الأسير الفلسطيني سامي أبو دياك ، بعد رحلة طويلة مع المرض الخبيث في غياهب السجون الإسرائيلية، وكانت أمنيته قبل أن يموت، الموت في حضن أمه رسالة وزعها عبر وسائل الاعلام تناشد المسؤولين والوزراء ورئيس السلطة الفلسطينية، لكن لا من مجيب، لا أحد تكلم سوى بعض الأيدي حملت صور سامي وامتشقت الأرصفة.
بعد 17 عاماً يموت " سامي أبو دياك " داخل السجن ، ويتحول إلى رقم يضاف إلى قوائم الأسرى شهداء السجون الإسرائيلية ، 222 شهيداً من الحركة الوطنية الأسيرة ماتوا في السجون، تحت سياط العذاب والقمع والسنوات التي تأكل من أعمارهم، يتحولون إلى أرقام وذكريات، والوطن يحولهم إلى صور سرعان ما تتمزق على الحيطان، وتبقى الحسرة والمرارة في قلوب الأمهات والعائلات .
وحين نسأل السؤال الكبير ماذا قدم الوطن لهؤلاء ؟! الأسير ليس مجرد رقم بل هو كبرياء وكرامة شعب، ولكن حين يعاني هذا السجين لا يجد الشعب إلى جانبه، " سامي أبو دياك " ناشد وصرخ وتوزعت أحلامه باحتضان والدته على الملأ ، ولم يتحرك أحد من المسؤولين على مستوى اتخاذ القرار، السلطة الفلسطينية بسفاراتها الموزعة في العالم أين منها قصة الأسرى والأسيرات، والمعاناة التي يعانونها ؟ لماذا لا تجعل قضبان سجونهم شعارات وصور وملصقات وندوات ومؤتمرات صحفية عالمية ؟
موت " سامي أبو دياك " وغيره، عار السلطة الفلسطينية، لأنها تركتهم لوحدهم، أو كأنها تُعطي دروساً للشباب بأن لا يقوموا بأي عمل يحرر الوطن، لأن النهاية هي الوحدة والموت وحيداً ، بعيداً عن الأهل .
يل المصيبة الأكبر حين تقوم السلطة الفلسطينية في هذا الوقت بقطع رواتب الأسرى المحررين والاعتداء على خيمة الأسرى المقطوعة رواتبهم في مدينة رام الله، وانهاء خدمات أحد عشر محامياً يعملون مع هيئة شؤون الأسرى .
مهما كانت الضغوطات الإسرائيلية والأمريكية والعربية، على رئيس السلطة الفلسطينية أن يكون قوياً لا مساومة ولا تنازل في هذا الشأن، يكفي تنازلات .
نعترف لم يبق للفلسطيني أي شيء، حتى تفاؤل الثوار تحول إلى مرتبات ومناصب وبدلات رسمية وسجاجيد حمراء يسيرون عليها، بقي فقط العلم الفلسطيني، وبعض شعارات السياسيين الفارغة من مضمونها ، ولا ننسى الدبكات والمطرزات الفلسطينية التي تحولت إلى معروضات .
اليوم كل العائلة فلسطينية تحارب لوحدها من المصادرة إلى مطاردة المستوطنين الذين يحرقون ويخربون .
وأخيراً تذكروا هذا الاسم " سهى جبارة " أم لثلاثة أطفال قررت محكمة الصلح الفلسطينية تمديد اعتقالها 15 يوماً في سجن اريحا التابع للسلطة الفلسطينية، التهمة نقل أموال لعائلات الشهداء والأسرى بصورة سرية . ماذا بقي لنا من مشاعر؟؟!!
ملاحظة : نطالب الرئيس الفلسطيني بتكريم الشاب المصري الذي رفع العلم الفلسطيني بدلاً من تكريم العاهات الفنية مثل أحلام وغيرها .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تتزوجوا إلا الجميلات
- يا عنب الخليل كن سماً على المحتل
- القبلة الزجاجية
- استقالة ورقة التوت - قصة قصيرة
- الثيران الهائجة والعجول المذبوحة وبينهما ابن نتنياهو
- حين يسرق الموت صندوق الاسرار
- الحفيد يشنق ساعة الجد
- العامل الأسود في الوطن الأبيض
- حدث في يوم العيد
- فنجان التطبيع ودف الرفض
- صالحة تفوز بالجائزة ونحن نركب الحنتوش
- اضربوا الرجال .. وبيضة على رأس كل مسؤول
- المرأة الفلسطينية وتوهج الثامن من آذار
- اطلعوا برة .. وجاء أبو عواد وقال : آه يا ديسكي
- يهودية وسعودية وبينهما طفلة يمنية
- الرقص في وارسو بعيدا عن طريق سموني
- مقتل الخاشقجي ودموع فرح
- هل ستقوم مصر بتصدير الكلاب
- أنا في دار الصياد
- عندما يموت البحر من الجوع


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - نرفع العلم فيموت الأسير