أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهران موشيخ - كومونة ساحات التحرير الحلقة الخامسة الخريف يتهالك ... والربيع قادم















المزيد.....

كومونة ساحات التحرير الحلقة الخامسة الخريف يتهالك ... والربيع قادم


مهران موشيخ
كاتب و باحث

(Muhran Muhran Dr.)


الحوار المتمدن-العدد: 6421 - 2019 / 11 / 27 - 01:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كومونة ساحات التحرير

الحلقة الخامسة

ما الذي تغير بعد مرور شهر على انطلاق الشرارة الثانية لانتفاضة الشبيبة ؟، سؤال يرد على لسان البعض من الذين عاجزين عن قراءة تطورات اللوحة السياسية و مصابون بقصرنظر في ملاحظة اتفاقم لهيب الانتفاضة شدة ومساحة. البعض يعتقد ان الحراك لحد الان لم يحقق شئ يذكرولكنه مع ذلك مؤمن على ضرورة مواصلة الطريق مهما كلف الثمن لحين قطع ثمار النصر

اما السلطة الحاكمة فان قرائتها للحدث مختلف تماما، فالسلطات الثلاث وبجميع اجنحتها الحزبية الاثنية والطائفية والمذهبية، قد اصيبت بالذهول والذعرحتى الياس و لم تستطع لحد الان من توحيد موقفها رغم مساعيها الحثيثة في احتواء ارادة الشبيبة المنتفضة، ورغم محاولاتها الجادة في انهاء ازمتها مع الشارع الغاضب. الرئاسات الثلاث ادركت بانها تعيش ايامها الاخيرة رغم امتلاكها لجهازامني قمعي مخابراتي تعداده يفوق المليون الى جانب جيش من المرتزقة بتشكيلات متعددة وتحمل مسميات دينية مختلفة تقودها احزاب دينية وعشائر تتلقى الدعم والمال والعتاد والمقاتلين والاوامرالميدانية من مجهول اسمه (طرف ثالث)!. وقد اقر وزير الدفاع مثلما اقر رئيسه عادل عبد ىالمهدي من ان هوية هذا الجن (الطرف الثالث) مجهولة !.. علما ان اجهزة مخابرات وزير الدفاع، الذي يخدم العراق تحت أمرة القائد العام للقوات المسلحة، قد لعبت دورا فاعلا في تحديد موقع اختفاء البغدادي في سوريا واستطاعت المساهمة مع الامريكان في الاجهاض على زعيم داعش و قتله مع ابنه. انها مفارقة غريبة تحمل في طياتها الكثير من التساؤلات حول مصداقية جهل هوية (الطرف الثالث) ؟.

الغريب في امر (الطرف الثالث) هذا انه شبح مغول سحابته تغطي في آن واحد كامل مساحة انتشار الشبيبة المنتفضة، يتنامى دوره في القمع الدموي وتزداد مساحة نشاطه الدموي طرديا مع اتساع رقعة الانتفاضة. في الايام الاولى من اكتوبرشبيبة العراق كان الطرف الثالث تواجده محصورا في بغداد وفي ساحة التحرير حصريا، واقتصر نشاطه آنذاك على عرقلة نموالانتفاضة محاولا تفريقها بالاساليب الكلاسيكية المعروفة عالميا. و لكن مع مر الايام (الطرف الثالث) مارس اقسى الاساليب القمعية في مقارعة الجماهير المنتفضة سلميا.

رقعة المظاهرات والاعتصامات اتسعت في بغداد وانظمت اليها شرائح اجتماعية جديدة وامتد البركان الثوري الى محافظات الوسط والجنوب ليشمل كربلاء ونجف وذي قار والبصرة والميسان وبابل والكوت والسماوة والديوانية، واشتد معها قسوة و همجية و دموية (الطرف الثالث) في قمع المظاهرات .من جهة تذرف طواغيت الرئاسات الثلاث دموع التساميح و يتباكون على دماء (ابنائنا) من المنتفضين والقوات الامنيةّ!، ومن جهة اخرى يطالبون (الطرف الثالث) المجهول من اطلاق سراح المختطفات والمختطفينّ !. وعلى نفس وتيرة النفاق هذه تطالب احزاب الحكومة تطالب عادل عبد المهدي بالكشف عن هوية (الطرف الثالث)، بل وحتى مرجعية السيستاني تناغمت مع الطلب واعلنت بشكل مبطن عن مطالبتها بالكشف عن (الطرف الثالث) و محاكمتهم. يا ترى من هو (الطرف الثالث) هذا؟، ومن اين حصل على عتاد لمكافحة شغب لا تمتلكه الاجهزة الامنية الحكومية؟، كيف ومن اين احرز(الطرف الثالث) هذا الجبروت الزئبقي بحيث يتحرك ويتواجد في كل مكان وزمان في جميع المحافظات و في آن واحد ومع ذلك يبقى غير مرئي ومجهول؟.

الجواب على هذا التساؤل في منتهى البساطة، انه سؤال سهل وليس لغزا عسيرا مثلما يحاول وزير الدفاع وقياداته الامنية بل حتى رئيسه ورئيس الوزراء تصويره ، انهم يدعون بان الحكومة جادة في سعيها الى كشف (الطرف الثالث) و محاكمة عناصره التي تسببت في قتل مئات و جرح الاف الشبيبة المنتفضة سلميا. نقول لهم ان كلامكم هذا لم ولن يجد آذان صاغية ولن يقنع احدا، فالشارع العراقي على يقين تام من انكم ، يا سادة حكومات عراق 2003 ـ 2019 ، تدركون وتعلمون جيدا من هو الطرف الثالث

انكم تعلمون علم اليقين من ان (الطرف الثالث) هو نفسه “ من سلم موصل الى الدواعش و قبل ذلك سمح (الطرف الثالث) استباحة سيادة العراق بالمناصفة بين المحتلين الايراني والامريكي عام 2003 ، (الطرف الثالث) هو من تسبب في مذبحة سبايكر، (الطرف الثالث) هو من سلم زمام الثروة النفطية الى الشركات الاجنبية عبر ما يسمى عقود تراخيص النفط والغاز، (الطرف الثالث) هم امراء المعركة الدموية التي جرت في كربلاء بين جيش مهدي و كتائب بدر، (الطرف الثالث) هم قادة المعركة العسكرية الدموية في البصرة بين حزب الفضيلة وحزب الدعوة على خلفية اقتسام النفط المهرب من بصرة، (الطرف الثالث) هم اؤلئك الاخوة الاحبة المتصارعة منذ 15 عاما على حصة الاقليم من نفط العراق، (الطرف الثالث) لا بد وان يكون قادة ميليشيات مرتزقة التي تقتل وتسرق وتغتصب النساء اليزيديات وتتاجر بارواح العراقيين على مرائ و مسمع الناس منذ 15 عاما بدون رادع لانهم ( مجهولون )، (الطرف الثالث ) هوعصابات معركة الفلوجة، (الطرف الثالث) هو من قمع اول انتفاضة جماهيرية سلمية في ساحة التحرير بمنتهى القسوة الفاشية واصدرالاوامر من الطوابق العليا للمطعم التركي باستخدام المروحية العسكرية لقمع المظاهرات.

الطرف الثالث باختصار هواحزاب ما يسمى بحكومة الشراكة الوطنية بجميع مسمياتها الاثنية والطائفية والمذهبية، الطرف الثالث هو انتم جميعا منفردين و مجتمعين، الطرف الثالث هو الحاكم الفعلي لمنظومة الاجهزة الامنية. انكم خير من يعلم من هو الطرف الثالث ولكنكم عاجزون وخائفون من كشف هوية الطرف الثالث ، فما انتم سوى بيادق رخيصة تنفذ توجيهات هذا الطرف الثالث ، اوامرالطرف الثالث تتهافت عليكم يوميا من السفارة الامريكية والجمهورية الاسلامية الايرانية ، الطرف الثالث هو من يشرف مباشرة ويتابع على مدار الساعة مدي دقة تنفيذكم لاوامره عبررجالاتهم، الذين يحملون صفة مستشار سياسي في مكاتبكم، الطرف الثالث هو اسيادكم الذين سلموا الدولة العراقية لكم ، ليد مرتزقة مدنيين ومعممين وعسكريين تحملون جنسيات وجوازات اجنبية وانتم من اصول عراقية مقابل حفنة من الدولارات والعقارات، واخيرا الطرف الثالث هو كل من سكت طيلة السنين السابقة عن فضائح الفساد وجرائم القتل ولم يطالب بتطبيق حكم القضاء باعتقال المتهمين . يكفي التذكير هنا بجريمة قتل الامام الخوئي الذي ذبح في عز النهار وليس بعيدا عن مقر المرجعيات الدينيةفي النجف الاشرف والمتهم الرئيسي في الجريمة هو مقتدي الصدر، الذي هرب من قرار الاعتقال الذي اصدره نوري المالكي بحقه وفرالى طهران ثم رجع بعد عامين الى النجف معززا مكرما .

نذكركم من ان احد اطراف الطرف الثالث (المستعمرالبريطاني) لم يفلح في انقاذ نوري سعيد ولاحكومته من الهلاك امام الثورة الجماهيرية العارمة في تموز عام 1958. اليوم وبعد اكثر من 60 عاما، الطرف الثالث وجه رسالة صريحة هزت مضاجعكم، رسالتهم جائت غير مكتوبة و قد اطلع عليها الشارع العراقي والرائ العام العالمي، رسالة الطرف الثالث هذه تمخضت عن زيارة نائب الرئيس الامريكي للعراق واجتماعه مع رئيس حكومة الاقليم نيجرفان دون ان يلتقي رئيس حكومتكم عادل عبد المهدي استصغارا واستهزاء واحتجاجا على فشله، هو و معه حاشيته والمرجعية الدينية في اطفاء لهيب الانتفاضة. الطرف الثالث هومن اسقط شاه ايران ومبارك وصدام و قذافي، الطرف الثالث على وشك اعلان فشله في دعمكم وحمايتكم من مصيركم المحتوم في محاكمات جماعية علنية، كالتي جرت مع صدام وطغمته. الطرف الثالث مقتنع الان بعدم جدوى مد يد العون من المنطقة الخضراء لانقاذكم من المصير المحتوم. ستحاكمكم دماء شهداء ساحات التحريران آجلا ام عاجلا وستلحقون بركب من سبقوكم ... فانتم ومن سبقكم في زمن سلطة البعث وجهي عملة واحدة ، عملة قابلة للصرف فقط في سوق الدعارة السياسية حيث ممارسة الفساد واضطهاد الشعب والافراط بالوطن

ان خريف سلطة الرئاسات الثلاث قد حل مع انتفاضة شبيبة اكتوبر، لقد سقطت ورقة توت احزابهم الميليشياتية وبالمقابل ربيع ساحات التحرير يزداد ازدهارا مع تزايد سقوط الشهداء، شمس ربيعهم بزغ ببضعة الآف من الرواد في ساحة التحريرفي بغداد وسرعان ما تكائرت اعدادها و اتسعت قاعدتها الاجتماعية لتشمل ساحات التحريرفي جميع المحافظات . ستكشف الشبيبة المنتفضة من هو، او من هم اذناب الطرف الثالث ، ستعريكم ساحات التحرير قريبا بالاسم والصورة وستحاكمكم قبيل سقوطكم في مزبلة التاريخ .

اعظم ما حققته انتفاضة الجماهير لحد الان هي تجاوز حالة الياس عند البعض من فئات الشعب وزرعت الثقة بالنفس في قلوبهم و نسفت حاجز الخوف لدي البعض. الشبيبة المنتفضة لم تقطع الجسور فقط وانما قطعت قبلها طريق العودة الى ما قبل انتفاضة اكتوبر . لقد انتصرت ارادة الشابات والشباب المنتفضين، وهم اليوم رقم صعب، و صعب جدا في المعادلة السياسية القادمة، رغم كل الاساليب الجديدة التي سيستخدمها الطرف الثالث في اخماد البركان الثائر



#مهران_موشيخ (هاشتاغ)       Muhran_Muhran_Dr.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كومونة ساحات التحرير الحلقة الرابعة ما العمل ؟... من سينتصر
- كومونة ساحات التحرير الحلقة الثالثة مرجعية السيستاني اصبحت ا ...
- كومونة ساحات التحرير الحلقة الثانية المرجعيات الدينية
- كومونة ساحات التحرير - الحلقة الاولى - استقالة رائد فهمي
- الى جميع الاحزاب الشيعية والمرجعيات الدينية الشيعية في العرا ...
- سقوط الموصل حقائق تدين المحققين
- رسالة مفتوحة الى من لا يهمهم الامر ابتداء من د. حيدر العبادي
- عقود تراخيص النفط ... وعقود الكهرباء املاءات خارجية واجبة ال ...
- عقود نراحيص النفط ...وعقود الكهرباء املاءات خارجية واجبة الت ...
- عقود تراخيص النفط...وعقود الكهرباء املاءات خارجية واجبة التن ...
- النائب مها الدوري والاعتداء على الله
- النفط الغاز الطاقة ومقولة سحب الثقة
- المؤتمر التاسع للحزب يقر مجددا مصارعة الريح للوصول الى السرا ...
- 8 اذار عيد صامت لكيان مكبل
- المؤتمر الوطني مقامرة سياسية اوراقها مستوردة
- انسحبت الدبابات الامريكية وتركت لنا ركابها
- آفاق براعم الربيع العربي
- المالكي يبرء ذمة آل الاسد من الجرائم الانسانية
- نعم بثينة الشعبان انها بداية النهاية... ولكن نهاية من؟
- الزعيم عبد الكريم قاسم الخبيرطارق حرب الشمس عند الكسوف لا ت ...


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهران موشيخ - كومونة ساحات التحرير الحلقة الخامسة الخريف يتهالك ... والربيع قادم