أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - حسين جبارة -موج أنا- وعالم البحر














المزيد.....

حسين جبارة -موج أنا- وعالم البحر


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6420 - 2019 / 11 / 26 - 10:15
المحور: الادب والفن
    


النص الجميل يتمثل بمجوعة عناصر، منها إحداث المتعة للمتلقي، وجود وحدة تجمعه، لغة أدبية، صور أدبية/شعرية، فكرة إنسانية، طريقة وشكل تقديمه، وغالبا ما يأتي حضور/ذكر/تناول المرأة بمتع للقارئ، وعندما تكون فاتحة القصيدة بيضاء ومتعلقة بالمرأة فإن هذا سيجعل القارئ يتقدم من القصيدة:
"قلبي لِحُبِّكِ توأمٌ لو تعلمينْ
بَوْحي المُعَبِّرُ شاعرٌ لا يستكين"
فاتحة بيضاء، لفظا ومضمونا، "قلبي، لحبك، توأم، تعلمين، بوحي، المعبر، شاعر" ونفي الاستكانة يعطي مضمون أبيض رغم أن الألفاظ "لم، يستكين" قاسية.
لكن ما يهمنا في البيت هو وجود شيء يدل /يشير إلى البحر، فكان لفظ "يستكين" متعلق بموج البحر.
"موجٌ أنا يَمَّمْتُ شطرَ شواطئي
أنتِ الشواطئُ قبلةُ الحبِّ الدفين"
عالم البحر يشير إلى الرهبة، والقسوة، ورغم هذا إلا أن الشاعر يتقدم في عالم الهدوء والبياض: "يممت، شطر، شواطئي، الشواطئ، قبلة، الحب، الدفين" فهو يؤكد على حالة الاستقرار من خلال تكرار "شاطئ، والجميل في هذا الهدوء والبياض أنه جاء رغم "موج أنا" والذي يعطي مدلول الحركة والعنف والشدة، فحصُول/حُدوث الهدوء والحديث بلغة بيضاء ناعمة يؤكد على المرأة هي من تُوجد خلق السكينة، إلا يكفي أنها حولت الموج العنيف إلى حالة ساكنة؟.
"موجٌ أنا ، مسترسلٌ متدافعٌ
متجدّدٌ متولّدٌ في كلِّ حي"
حقيقة الموج "مسترسل، متدافع، متجدد، متولد، حي" وكأن الشاعر يوضح ويؤكد فكرة أن: "المرأة مانحة الهدوء والسكينة" وإذا ما قارنا البيت السابق الذي يتحدث عن المرأة وكيف كان الهدوء حاضر فيه، مع هذا البيت المتحرك والسريع المتعلق بالشاعر/الرجل، يمكننا أن نجد الفرق بين حيث الشاعر عن المرأة، وبين حدثه الشاعر عن نفسه، والتي من المفترض أن يكون منحاز لها، إلا أنه قدم نفسه بحالة متدافعة ومتحركة وسريعة، وكأنه بحالة اضطراب وليس بحالة سوية.
"قضي حياتي سندباداً مُبحِراً
آتيكِ صبّاً بالغرامِ وبالحنين"
البحر حاضر من خلال "سندبادا، مبحرا، وحالة الإبحار القاسية يتم التخلص منها بعد ذكر المرأة مباشرة، فنجد عالم هادئ وساكن وناعم "صبا، بالغرام، والحنين" وهنا يعود الشاعر مرة أخرى ليؤكد على الأثر الناعم والأبيض الذي تتركه المرأة.
"آتيكِ غوصاً لا أهابُ مَخاطراً
لا بالمراكبِ والزوارقِ والسَّفين"
إذا ما قارنا البيت السابق بهذا البيت نجد التباين بينهما، ففي الأول كان الهدوء حاضرا فيه، لكن هناك نجد عالم قاسي وعنيف: "غوصا، لا، أهاب، مخاطرا، لا" فبدا البيت وكأن الشاعر (نسى/تجاهل) المرأة فعاد إلى طبيعته "الموج" القاسي والعنيف، وكأن "السندباد" المرتحل "بالمراكب، والزوارق، والسفن" تاه في رحلته البحرية، لهذا كان عصبيا وعنيفا.
"أشتاقُ حضنكِ بانتظاري دائماً
أجتازُ بحراً اشتهي دفءَ القرين"
ها هو البحار/الموج يعود إليها "أشتاق، لحضنك، أشتهي، دفء، القرين" متحرر من رحلته الطويلة والشاقة، ويتحدث بهدوء بعد أن تعب من ابحاره.
"الموجُ يخلدُ حينَ يحضنُ ساحلاً
يرتدُّ خلفاً مُكْمِلاً عشقَ السنين"
الموج/الشاعر (يبرر/يفسر) حالة الهدوء التي آل إليها ـ هو الموج العنيف المتدافع ـ فهو لم يعد مندفع، ويبغي السكون عند الساحل/المرأة، فهو "يخلد، يحضن، عشق" عندما يكون في/عند "ساحلا".
"يا ساحلاً مُتَعطِّشاً لا يرتوي
مِن قَطْرِ موجٍ دافقٍ يبغي اليقين"
السندباد/الموج/الشاعر لا يمكن أن يستديم في مكان بعينه، ولا أن يكون ثابتا، فالحركة هي صفة ملازمة "للموج/لسندباد/للشاعر" لهذا يتقدم من جديد من ذاته "متعطشا، موج" فخالة السكون لا تتلاءم وطبيعته، لهذا جاءت القسوة "متعطشا، لا يرتوي، موج، دافق" واللافت في خاتمة القصيدة وجد كم كبير من الألفاظ متعلقة بالماء/الموج "متعطشا، لا يرتوي، قطر، موج، دافق" وهذا يؤكد على وحدة موضوع القصيدة ووحدة وانسجام الشاعر معها.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس

موجٌ انا
====
قلبي لِحُبِّكِ توأمٌ لو تعلمينْ
بَوْحي المُعَبِّرُ شاعرٌ لا يستكين
موجٌ أنا يَمَّمْتُ شطرَ شواطئي
أنتِ الشواطئُ قبلةُ الحبِّ الدفين
موجٌ أنا ، مسترسلٌ متدافعٌ
متجدّدٌ متولّدٌ في كلِّ حين
أقضي حياتي سندباداً مُبحِراً
آتيكِ صبّاً بالغرامِ وبالحنين
آتيكِ غوصاً لا أهابُ مَخاطراً
لا بالمراكبِ والزوارقِ والسَّفين
أشتاقُ حضنكِ بانتظاري دائماً
أجتازُ بحراً اشتهي دفءَ القرين
الموجُ يخلدُ حينَ يحضنُ ساحلاً
يرتدُّ خلفاً مُكْمِلاً عشقَ السنين
يا ساحلاً مُتَعطِّشاً لا يرتوي
مِن قَطْرِ موجٍ دافقٍ يبغي اليقين
حسين جبارة تشرين ثان 2015



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الأبواب الزرقاء- والحرية كميل أبو حنيش
- رواية اشطيو هاني أبو انعيم
- التوازن عند محمد العياف العموش
- ديوان سلامي لك مطرا آمال عواد رضوان
- سعادة أبو عراق قصيدة هو السيل
- قصيدة هو السيل سعادة أبو عراق
- ديوان أبجديات أولى خليل إبراهيم حسونة
- يسوع في التاريخ جبرائيل فرح
- مناقشة قصة (العبد سعيد) للروائي والقاص الفلسطيني (محمود شاهي ...
- البياض المطلق في قصيدة يوم المولد النبوي غازي المهر
- ديوان هو ما يمر بخاطري خليل إبراهيم حسونة
- الومضة عند اسماعيل حاج محمد
- أيوب التوراتي وفاوست جوته محمود شاهين
- الأنا في ديوان ذاك هو أنا سعادة أبو عراق
- ديوان اشتعال القرنفل في حضرة الياسمين سلطان قدورة
- اللقاء بين مفلح أسعد وكميل أبو حنيش
- الومضة عند عبود الجابري
- اربع مسرحيات
- مناقشة رواية تايه للروائي صافي صافي في دار الفاروق
- مسرحية جفرا


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - حسين جبارة -موج أنا- وعالم البحر