أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رشيد غويلب - سلسلة الاحتجاجات الشعبية تتوالى في العالم / التظاهرات ضد اليمين المتطرف تتحول الى حركة جديدة في ايطاليا














المزيد.....

سلسلة الاحتجاجات الشعبية تتوالى في العالم / التظاهرات ضد اليمين المتطرف تتحول الى حركة جديدة في ايطاليا


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 6420 - 2019 / 11 / 26 - 00:42
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تشهد منطقة إميليا رومانيا وسط إيطاليا، نهاية كانون الأول المقبل، انتخابات محلية، ويسعى حزب "الرابطة" اليميني المتطرف، بزعامة الفاشي الجديد ماتيو سلفيني، الى الهيمنة على المنطقة التي كانت تعرف بـ "الحمراء" سابقًا. لذلك بدأ سلفيني يجوب المنطقة موظفا كل ما في جعبة من ماكنة الدعاية الفاشية، لمحو اثار اليسار. ومنذ بضعة أسابيع، يشارك فعاليات عدة خلال اليوم، لإقناع الناس بـ "رسالة الخلاص" الفاشية التي تتضمن متبنيات أهمها، لا مهاجرون، ولا تخفيضات ضريبية كبيرة، فضلا عن نهج متشدد اتجاه الاتحاد الاوربي، ومزيد من الشرطة والعسكرة، وما الى ذلك من المقولات والوسائل اليمينية المتطرفة، التي تتمتع بقبول الناخبين، ليس في إيطاليا فقط، بل في العديد من بلدان القارة.
وفي إحدى الأماسي التقى أربعة أصدقاء من مدينة بولونيا، جميعهم في الثلاثينات من العمر، وكانوا من الرافضين لماكنة الدعاية الفاشية، ونظموا خلال ستة أيام بلياليها عبر شيكات التواصل الاجتماعي، تظاهرة شارك فيها ستة آلاف اكثرهم من الشبيبة المناهضة للفاشية، في الوقت نفسه الذي كان فيه سلفيني يلقي كلمة في تجمع انتخابي حضره 5600 إيطالي، ليثبتوا ان لمدينتهم موقفا آخر. وأطلق الشباب الأربعة على تجمعهم تسمية "السردين"، لعدم تمتع سمكة السردين المنفردة بأهمية اقتصادية، ولكن لقطيع السردين الأهمية الواضحة للعيان.
ولم يرفع الشبان الأربعة اعلاما ورموزا حزبية، بل الكثير من الورق الملون وسمك السردين المصنع من البلاستك لأثارة انتباه الجميع. لقد كان نجاحا استثنائيا، حيث تجمع أكثر من 15 ألف متظاهر في الساحة، معظمهم من الشبيبة، بما في ذلك بعض المشاهير الذين ضمهم الحشد البشري، لكي لا يسرقوا الأضواء من الآخرين. وبعد بضعة أيام فقط، تكرر المشهد في مودينا، حيث فاق عدد السردين المتوافد، عديد أنصار سلفيني. والحركة الان نشطة في جميع انحاء إيطاليا، وخصوصا في المناطق التي ستجري فيها الانتخابات. ومن المقرر تنظيم تظاهرات في فلورنسا وريميني وجنوة وتورينو وروما وأبوليا وسورينتو. والقائمة تطول.
والى الآن ليس لدى "السردين" برنامج أو بنية تنظيمية. وهدف مشروعهم الاولي هو إثبات أن إيطاليا ليست عنصرية وغير متسامحة كما يدعي ماتيو سلفيني. وقال ماتيا سانتوري ، أحد "السردينيين الاربعة الاوائل" ، والحاصل على شهادة جامعية في العلوم الاقتصادية، ويعمل في أبحاث السوق المستدامة إنه "أردنا تبيان أن مدينة مثل بولونيا لا تقبل شعارات الرابطة". وخلال الأيام القليلة المقبلة، يجري التفكير والعمل على توسيع نطاق الانشطة. ومن المهم أن يبقى كل شيء سلميًا ولا يجري التسامح مع أي تدخل من القوى المتنفذة، وتتاح الفرصة لكل من يريد عرقلة احتكار اليمين المتطرف للحياة السياسية في البلاد. وببطء بدأ اليمين المتطرف ينتبه لخطر السردين. وشن على شبكات التواصل الاجتماعي جملة من الاتهامات والاخبار الكاذبة، فيقال مثلا، إن السردين "إسلاميون استأجرهم الحزب الديمقراطي"، وأن "الديمقراطيين والمناهضين للفاشية" يقفون وراء المتظاهرين، ولأسباب غير معروفة توجه التهمة الى بلدان المغرب العربي. وفقد سلفيني توازنه فقال في مقابلة تلفزيونية، أن "السردين سمك صحي للغاية، إذا التهمه المرء. وقد أطلق حركة مضادة اسماها "القطط" التي تفضل اكل السردين". وليس هذه المرة الأولى التي تنشأ فيها بإيطاليا حركة مناهضة للفاشية، ولكن الحركة هذه المرة تشكل عامل ضغط على قوى اليسار والديمقراطية، التي لم تنجح حتى الان في بلورة المعارضة المرجوة.
ويحاول زعيم حزب "الرابطة"، الذي خسر قبل شهرين منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية على اثر انفراط عقد تحالفه مع حركة "خمسة نجوم" الشعبوية، احياء تقاليد سلفه الزعيم الفاشي الايطالي موسوليني، الذي سيطر على الحكم في روما عام 1922 عبر "المسيرة الى روما".
ويتضح ان سلسلة الاحتجاجات التي تسود العديد من بلدان العالم، ومنها انتفاضة شبيبة العراق، تمتاز بجملة من المشتركات لعل أبرزها السلمية، وعنصر الشباب السائد فيها، ووسائل التعبئة المستخدمة، ناهيك عن الطبيعة الديمقراطية للبديل الذي تسعى الى تحقيقه.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضمن خططا ل-ثورة صناعية خضراء- / حزب العمال البريطاني يعرض ب ...
- لا بديل عن حفظ سلمية الانتفاضة وتعميق محتواها
- ناقش سبل الخروج من الأزمات / الدورة الثالثة للمنتدى الأوربي ...
- في مناسبة مرور عام على اندلاعها / الشرطة الفرنسية تفرق احتجا ...
- بعد اغتصاب الانقلابيين السلطة التنفيذية / بوليفيا .. اليسار ...
- منعاً لليمين من العودة الى السلطة / اسبانيا .. كتلة اليسار و ...
- بعد اتساع عنف المجاميع الفاشية واليمين المعارض / استقالة الر ...
- قرار المحكمة العليا مثَّل انتصارا للدستور / إطلاق سراح الزعي ...
- مشتركات حركات الاحتجاج الجارية في العالم
- ممارسات ملازمة لطبيعة الرأسمالية / تقرير يكشف فضائح لوبي شرك ...
- مجالس ديمقراطية مفتوحة لقيادة الحركة الاحتجاجية / الشيوعي ال ...
- في ضوء التعقيدات التي تحيط بعمله / هل يستطيع اليسار النمساوي ...
- بعد تراجعه في انتخابات ولايتين شرقيتين / اليسار يحقق انتصارا ...
- سلمية الاحتجاجات تنتصر على العنف والاستبداد
- بعد أربع سنوات من سلطة الليبراليين الجدد / الارجنتين .. تحال ...
- تعهدات ووعود الرئيس اليميني المتطرف لم تنفع / تشيلي .. مئات ...
- المعارضة اليمينية رفضت الاعتراف بنتائج الانتخابات / بوليفيا ...
- قوى اليسار الجذري تؤكد بصمتها في النجاح الحكومي المتحقق / ال ...
- بمشاركة وحضور أممي مميزين المهرجان العاشر لحزب العمل البلجيك ...
- بعد الفشل في تشكيل الحكومة والتوجه نحو انتخابات مبكرة جديدة ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رشيد غويلب - سلسلة الاحتجاجات الشعبية تتوالى في العالم / التظاهرات ضد اليمين المتطرف تتحول الى حركة جديدة في ايطاليا