أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق ابراهيم - تظاهرات العراق تُغير اللعبة السياسية















المزيد.....

تظاهرات العراق تُغير اللعبة السياسية


مشتاق ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6419 - 2019 / 11 / 25 - 16:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في 1/ 10 / 2019 انطلقت في بغداد ومناطق جنوب العراق تظاهرات شعبية تطالب بتوفير الخدمات وفرص العمل ومحاربة الفساد . ولم تكن هذه التظاهرات هي الاولى , فقد سبقتها تظاهرات مشابهة في المناطق الغربية ومظاهرات طلابية امام الوزارات انتهت جميعا بالقمع والتنكيل . وبسبب تعامل الحكومة القاسي والعنيف ضد هذه التظاهرات تحولت المطالب إلى إسقاط النظام الحالي برمته . وكالعادة فإن الحكومة العراقية واجهت تلك المطالب بالاستهزاء والصدود ظنا منها أن هذه التظاهرات آنية ولن تستمر, وأن المتظاهرون يمكن خداعهم بالوعود أو تخويفهم بالقتل والسجن .
جاء الرد الذي لم تتوقعه الحكومة وتحولت تلك التظاهرات إلى عصيان مدني شل عمل المؤسسات والدوائر الحكومية وتضاعف اعداد المتظاهرين ودخلت مدن اخرى مثل ديالى على خط التظاهر ناهيك عن تضامن المناطق الغربية والشمالية معها. وبعد التأييد الداخلي الشعبي لهذه التظاهرات اصبحت الحكومة العراقية تواجه مشكلة حقيقية وعاجزة عن تقديم حلول ترضي تلك الجماهير .
ولأن الحكومة العراقية عبارة عن مزيج طائفي وعرقي وتابعة بشكل وآخر إلى إيران لهذا كانت النصائح والارشاد يأتي من صناع القرار في طهران .
إيران التي تعاني من وضع اقتصادي صعب بسبب الحظر النفطي عليها اتبعت عدة سياسات لمواجهة تظاهرات العراق منها :
1.سياسة الرعب : من خلال القمع والقتل والخطف والسجن .
2.سياسة الخداع : من خلال الوعود الكاذبة .
3.سياسة التجويف : من خلال دس عناصرها داخل التظاهرات لحرفها عن مسارها الحقيقي .
4.سياسة التشويه : من خلال ارسال الراقصات والعاهرات في صفوف المتظاهرين . ووصف التظاهرات بأنها بعثية وامريكية .
5.سياسة العواطف : من خلال العزف على وتر الطائفية والمذهبية معتمدة على المعممين ورجال الدين والحوزات .
جميع تلك السياسات فشلت بسبب الوعي لدى الجماهير المنتفضة ولهذا لم يبقى لإيران سوى السياسات التالية :
6. سياسة التحالفات : وهي الاعتماد على حلفائها في المنطقة لتقديم المساعدة لها وهذا ما حصل بالفعل . فعملت دولة قطر بمساعدة صاحبها في العراق خميس الخنجر بتأسيس مؤتمر في اسطنبول لبعض فصائل المقاومة السنية وامكانية اعادة نشاطهم في المحافظات الغربية ذات الاغلبية السنية في محاولة لطهران لخلط الاوراق ولبث الخوف في صفوف المتظاهرين من عودة تنظيم الدولة الاسلامية والبعثيين والاستئثار بالسلطة , وبالفعل حصلت بعض الاعمال العسكرية في تلك المناطق نذكر منها قصف قاعدة القيارة ببعض صواريخ الكاتيوشا وعمليات مواجهة مع القوات العسكرية في سامراء وديالى . جاء الرد الامريكي سريعا في قتل أبو بكر البغدادي وجميع مساعديه لتقطع الطريق أمام إيران وحليفتها قطر في مساعيهم .
لم يتبقى أمام إيران سوى سياستين وهما معروفتان لدينا ومشخصتان ونتوقع تطبيقها خلال المرحلة القادمة وهما :
7. سياسة تبادل الادوار : ايران تفكر الان في تبديل دورها في محاولة الاحتفاظ بالعراق بعد ان ادركت ان خسارتها للعراق وشيكة . تفكر الان في:
- انقلاب عسكري شكلي من خلال بعض القوات العسكرية الموالية لها بحجة تحقيق مطالب المتظاهرين وتلبية رغباتهم ونصرة للشهداء والجرحى .
- دعم تيارات سياسية يسارية جديدة ولم تدخل في العمل السياسي سابقا ولكنها شيعية . وهذا التيار بدأ بالتشكيل قبل انطلاق التظاهرات بأشهر قليلة ورجاله الان متواجدون في ساحات التظاهر في كافة المحافظات المنتفضة .
هذه السياسة من وجهة نظري ستفشل ايضا لأني اراهن على وعي الشعب العراقي المتنامي بشكل كبير وعلى تاريخ رجال هذه التيارات الاسود والقاتم والمتقلب .
اما الحل الاخير لإيران فيما اذا فشلت سياسة تبادل الادوار هو اللجوء إلى :
8. سياسة الحرب : عن طريق ادخال قوات عسكرية إيرانية نظامية تساعد فصائلها في داخل العراق لقمع التظاهرات والتنكيل بهم , وهذه السياسة مرهونة بالمفاوضات بين ايران والولايات المتحدة ومدى تنازلات إيران عن برنامجها النووي وتحالفها مع روسيا .
هذا فيما يتعلق بسياسة إيران تجاه التظاهرات العراقية , فما هي سياسة باقي الدول الإقليمية والدولية التي لها مصالح داخل العراق ؟
بالنسبة للعربية السعودية والامارات اتسمت سياستهما بالهدوء والمراقبة وتقديم الدعم الإعلامي فقط وكالعادة تقديم التبرعات المالية لجماعات بعيدة كل البعد عن المتظاهرين وليس لديهم إي مستقبل سياسي في العراق , ولو أنهما انفقا تلك الأموال في دعم تيارات سياسية حقيقية ولها وجود حقيقي في ساحات التظاهر لتغير الوضع برمته .
اما بالنسبة لتركيا التي لها مصالح اقتصادية توازي مصالح ايران بل وتفوقها احيانا فقد اتسمت سياستها بين الدعم للتظاهرات والمتحفظ عليها , فأرشد الصالحي صاحب تركيا في العراق يؤيد التظاهرات ويطالب بتحقيق مطالب المتظاهرين اما اسامة النجيفي صاحبها الاخر فهو متردد ويقدم رجل ويؤخر الاخرى . ولسان حال سياسة تركيا يقول إذا نجحت التظاهرات في العراق وتغير الحكم فإني كنت مؤيداً لكم وإذا بقي الحال على وضعه فإني كنت مع الحكومة ونقصد هنا حضور نواب تحالف اسامة النجيفي لكافة اجتماعات الحكومة السرية والعلنية .
اما الولايات المتحدة الامريكية فهي مع التظاهرات كونها ضد إيران وعامل ضغط عليها , وكان تدخل الولايات المتحدة يكون بشكل أكبر لو أن التظاهرات لم ترفع شعار الوحدة الوطنية ونبذ الفدرالية وتقسيم العراق . فهذه التظاهرات لم تكن صادمة لإيران فحسب بل كانت صادمة للولايات المتحدة ايضا ومشروعها التقسيمي في المنطقة . ولولا وجود عناصر التيار الصدري في التظاهرات ونشاط بعض الاحزاب الغير مرغوب بها لدى الولايات المتحدة لكانت الولايات المتحدة تدخلت بشكل سريع وحاسم , ناهيك عن عدم وجود قيادات لتلك التظاهرات . فالولايات المتحدة تبحث عن بديل قوي تتحالف معه , ولن تجد افضل من هؤلاء المتظاهرون للتحالف معهم .
في الختام نقول :
أن تظاهرات العراق رغم نقائها وعفويتها لكنها غيرت اللعبة السياسية في المنطقة برمتها واجبرت دول عديدة في تغيير نهجها . وعلى المتظاهرين أن لا يفكروا بالعودة فإن ذلك نهايتهم الحتمية والاستمرار في تظاهراتهم مع تشكيل قيادة من بين صفوفهم شريطة ان لا يكونوا تابعين لأي جهة سياسية أو حزبية . وعلى المتظاهرين الابتعاد عن الشعارات المعادية للولايات المتحدة فهي ورغم تحملها مسؤولية ما جرى للعراق من احتلال وتدمير فإنها تملك مفاتيح عديدة وبمقدورها تغيير الاوضاع نحو الافضل .



#مشتاق_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤشرات انهيار الدولة العراقية
- لماذا لم يدخل داعش بغداد ؟
- أهمية الانبار لتنظيم الدولة الاسلامية
- صراع المجال الحيوي بين داعش والبيشمركة وقوات المالكي
- مقومات الدولة الإسلامية في العراق والشام
- الموقف الغربي من ثورات الربيع العربي :
- خيوط المؤامرة الامريكية في الربيع العربي


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق ابراهيم - تظاهرات العراق تُغير اللعبة السياسية