أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سمير الأمير - ظاهرة التسول














المزيد.....

ظاهرة التسول


سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 6418 - 2019 / 11 / 24 - 22:06
المحور: كتابات ساخرة
    


أعتقد أن التسول لم يعد مقصوراً على الفقراء والمحتاجين لأنه أصبح ظاهرة تتسع لتشمل هؤلاء المطالبين بحقوقهم وكذلك هؤلاء الذين يحتالون للحصول على ما لا يستحقونه كنت قد قرأت خبراً فى صحيفة الجمهورية فى عددها الصادر فى 31 مارس 2008 عن عاطل يؤجر أولاده للشحاذين بحى "السيدة زينب" لاستخدامهم فى التسول مقابل 25 جنيهاً يومياً لكل ولد من أولاده الأربعة، وهكذا انتشر باعة المناديل من الصنف الذى يحمل فى يده باكت واحد ، لأن هناك باعة حقيقيين وشرفاء بالفعل ويسعون لرزقهم البسيط الحلال وكذلك كم النساء والصبية الذين ما إن تقف السيارات فى الإشارات حتى يهجموا عليها ليمسحوا الزجاج الأمامى مقابل أى شيىء وهؤلاء أيضا ربما يكون لديهم مبرراتهم فى زمن عز فيه العمل وانتشرت فيه البطالة ولكن الحقيقة أنه بات جلياً لكل ذى عينين أن ظاهرة التسول بشكل مباشر وغير مباشر آخذة فى الانتشار فى مجتمعنا بشكل كبير وقد اتسعت لتضم المرشحين الذين يتسولون أصوات الناخبين مستخدمين ذات العبارات التى يستخدمها الشحاذون بتصرف بسيط فتجدهم منهم من يستحلفك بأمك وأبيك أن تمنحه صوتك دون أن يقدم لك أى برنامج حيث تعرف جيداً كما يعرف هو أنه لا يستطيع أن يقدم للناس أى شيء ، فقط يمكنه أن يعدك بأن يتسول لك تأشيرة تنقلك إلى مكان هو من حق غيرك أو تأشيرة تمنحك ترقية تعرف أنك لا تستحقها أو ربما تستحقها بحكم أقدميتك وبمقتضى القانون ولكنك تعلم أن القانون موجود ربما ليطبق عليك لا لصالحك إن لم يكن تواضعك مشفوعاً بالمسكنة والمذلة وقد حدث فى السنوات الأولى من حياتى الوظيفية أن تقدمت للترقية وكنت الأقدم والأكثر كفاءة وفوجئت بترقية زميلي الأحدث والذى كانت تقارير أدائه الوظيفى أقل منى ولكنه حصل على الترقية فشكوت إلى المدير العام وبدلاً من أن يعاقب المتسبب فى هذا الخلل نصحنى بأن أذهب إلى منزل الأستاذ المسئول مباشرة بدلاً من التحدث إليه فى العمل لأنه كما قال السيد المدير العام رجل كريم وستحرجه الزيارة فوجدتنى أذهب إليه كالشحاذ ولكنه أسمعنى ما لم أتوقعه على الإطلاق مثل" زميلك ده أبوه متوفى وفى رقبته عائلة كبيرة" ولم أحصل على الترقية إلا بعد أن توقفت عن التهديد باللجوء للقضاء وتدخل الوسطاء بعبارات مثل" ده واد غلبان واعتبره زى ابنك"
أقول أن الخبر المنشور في صحيفة الجمهورية لم يشعرنى بأن هناك جديد لأنى أشاهد يومياً العشرات من أمناء الشرطة وعساكر المرور الذين انتهت نوبتهم يوقفون السيارات الخاصة وأسمع منهم عبارات مثل" مش رايح مصر يابيه؟" " طب والنبى خدنى معاك لغاية الكمين؟ إذن لا سبيل للاندهاش من سلوك هذا الأب لأننا محاطون بالظاهرة من كل جانب.
وليس الأمر قاصراً على الفئات غير المثقفة فهناك الطبيب الذى تذهب إليه فى المستشفى الحكومى فيكتب لك عنوان العيادة فى ورقة يضعها فى جيبك بعد أن يقنعك بأن قيمة الكشف 100 جنيه فقط وأنه فى العيادة سيعتنى بك بشكل أفضل نظراً لكثرة المرضى فى المستشفى العام، وأيضاً المدرس الذى يطلب مقابلة ولى الأمر ليقول له أن أبنه ضعيف المستوى وأنه بحاجة إلى تقوية فى المادة وإلا فإنه ربما يرسب فى الامتحان لينتهى الأمر برضوخ ولى الأمر لما يعتقد أنه درس خاص بينما هو فى الواقع نوع من أنواع التسول،
والسؤال الآن هل هناك جذور فرعونية للتسول لأنى ألاحظ وربما جانبنى الصواب أنه حتى لو كان المصرى يطالب بحقه فأنه فى الغالب لا يحصل عليه إلا بوضع قناع المسكنة وقد جاء فى شكاوى الفلاح الفصيح "يأيها المدير العظيم للبيت..ياسيدى ... لا تحرمن رجلاً رقيق الحال من أملاكه" ؟

أم أن ثقافة التسول جاءتنا من الدول العربية الشقيقة؟ فقد حدث ذات مرة بينما كنت أعمل مدرسا فى إحدى الدول العربية أن استدعيت لمكتب مدير المدرسة وفوجئت به يسألنى لماذا رسب التلميذ " فلان" فقلت له أنه لا يهتم باللغة الإنجليزية ويعتبرها لغة كفار وقد حاولت إقناعه بأن يذاكرها فرفض فاستحلفنى المدير أن أغير درجته لكى ينجح فتعجبت وسألته عن سبب إصراره على إعطاء درجات لتلميذ لا يستحقها فقال الرجل أن أم التلميذ اتصلت بزوجته وبكت بكاء شديدا لأن والد التلميذ طلقها وأن ظروف حياتها أصبحت بالغة الصعوبة وتوسلت إلى زوجة السيد المدير أن يغير النتيجة لكى يحصل ابنها على وظيفة فى مكتب البريد عن طريق المحسنين وأولاد الحلال.
فى ذات البلد العربى كان البدو يرفضون بشدة العمل فى البقالات ومحطات الوقود والورش أو المطاعم ومحلات الحلاقة بل كانوا يعتبرون أنه من العار أن يتجرأ أحدهم ويعمل فى تلك الأماكن والغريب أنهم لم يشعروا بأدنى امتعاض عندما كانوا
يجدون "بدوى" يستجدى المحسنين بعد انتهاء صلاة الجمعة أن يساعدوه بالمال لأنه لا يستطيع أن يسدد قسط السيارة "اللاند كروزر"



#سمير_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -يوم الثبات الانفعالى أم زمن التشيؤ و تبلد المشاعر- قراءة فى ...
- فصول من سيرة التراب والنمل- تلقائية السرد عند الروائى - حسين ...
- العامية المصرية بين الانفعال والافتعال قراءة فى أشعار محمد ع ...
- هشام السلامونى - جدل الفعل والانفعال-
- في مديح التفاهة
- تلقائية السرد عند الروائى حسين عبد العليم
- البخاري ومسلم و-مويان-
- كفاح المصريين كمتتالية روائية - حوار مع الروائى أحمد صبرى أب ...
- الشاعر حمدى عيد
- رحلة الفتى الدمياطى الذى جاوز الستين..
- ما الذى يجعل الماضى مستمرا
- لماذا تتعثر نهضتنا العربية الحديثة؟
- رواية-برسكال- رحلة المهمشين إلى متن الحياة فى القرية المصرية
- تكاثر الشعراء
- اللغة والهوية
- حوار مع جريدة الكرامة
- صلاح عيسى -الكتابة بقلب العاشق و بمبضع الجراح !-
- الفصل الأخير فى حكاية مقاومة الشاعر- طارق مايز -للموت
- ملحمة السراسوة أنثروبولجيا الريف المصري
- صندوق ورنيش_ ديوان محمد عطوه


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سمير الأمير - ظاهرة التسول