أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد طه حسين - قروية ومدنية الفكر














المزيد.....

قروية ومدنية الفكر


محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)


الحوار المتمدن-العدد: 6418 - 2019 / 11 / 24 - 11:22
المحور: المجتمع المدني
    


"فكِّر عالمياً وتصرَّف محلياً" قولٌ لآخرٍ ثقافيّ، نشارك فيه نحن كائنات الكُتب ومجتمعات النصوص الحداثوية سواءً هنا في مجتمعاتنا ما قبل المدنية، أو هناك في المجتمعات الراقية الباحثة في المابعديات.
عندما يفكر كائن المدينة الحداثوية يخرج في صومعته الأزلية الفطرية ويَبُتّ في البحث عن أنظمة الضبط الجديدة الضامنة لإيجاد تنظيم آخر لكل جوانب الحياة المتّسمة بالدايناميكية والتي تتكون منها المدينة بمعناها الحداثوي وحتى التنويري.
إنسان المدينة هو الكائن الممتليء بمعاني الحياة، هو المتسلق بشواهق الحياة ووعورتها، هو المصارع مع خارجه لإيجاد مواضيع قد تصلح لإشغال ذاته بها بغية إيجاد، صناعةٍ إنسانية، لعلاقات جدلية حية تختلف كل الإختلاف عن النظام العلائقي قبل المدني.
يفكر الحداثوي النشط أو بالأحرى كما يسميه: علم النفس الوجودي ب(الذات الأصيلة-النشطة)، وعلم النفس الإجتماعي ب(الذات الفاعلة)، أو هيغل ب(الوجود بالعمل) خارج دائرته البيولوجية الملتصقة بمحل الإقامة ومسقط الراس، يتسع فكره وسعة الكون يبحث عن ما يشعر، يتقصي عن ما يدغدغ فكره، يقحم ذاته في المعرفة ويضع التفسير لما بعدها. إذن لا تتقيد الذات المدنية الحداثوية بمنتجات ثقافتها المحلية ولا تتحمل فكرها إعتقال ذاتها في ذاتها المجتمعية.
التفكير العالمي أو الكوني هو الهوية المعرفية للمثقف الحداثويّ، هذا الإنسان يبحث ويبحث، يخزن ويخزن، كي يستثمر ما يحصل عليه في ثقافته والتلاقح معها، التلاقح الثقافي هو مجال العمل الحداثوي للمثقف التنويري، وأفعال مثاقفة عضوية لا فقط بين مؤسسات ثقافة المحليات بل مع المؤسسات الكونية، هذا المنظور العابر للثقافة المحلية ينوي ستراتيجياً إذابة الفكر البوهيمي الذي تفقصه مؤسسات التطرف الجديدة سواءً بيننا(القومية الكلاسيكية ذات الجذور القبلية- المذهبية واللاهوتية السياسية الفموية) أو بينهم ك(النيوليبرالية- النازية الجديدة- إعادة قولبة الدين والأصل البيولوجي) بإستمرار وذلك نتيجة العراك والتصادم التي لا تخرج منه غير إعادة حيونة الإنسان.
التصرف المحلي على بنية الفكر الكوني هو الكوجيتو أو آية بناء المدنية والأصل الفلسفي الذي بناه الكبار أمثال عمانويل كانط وسبينوزا وماركس، وكذلك سيكموند فرويد من المنظور السيكوسياسي له.
جواب فرويد لرسالة أنشتاين هو بمثابة مشروع سلام عالمي جديد أقوى من المشروع الكانطي حيث يعالج العدوان والسلوك النيكروفيلي ويضع أمام السياسيين وأهل الفكر السياسي كماً من المتنفسات لإخراج طاقة الشر والموت التي تدفع بضعاف البشر الى الهدم وليس البناء للمدنية والحرية فيها. يرشدهم الى طريق المدنية والسلطة الجماعية، ينصح البشر والمؤسسات السلطوية العالمية بالابتعاد عن ويلات وكوارث السلطة التي تديرها النرجسيين المتفردين بها.
التفكير الكوني له متسع محلي للتصرف بمكوناتها الإنسانية الثرة ويجعل الحياة أكثر موزائيكية وجمالاً. وله متسع عالمي ايضا حيث يجعل الكون في ذواتنا كلِّنا وكذلك في بيوتنا التي هي حالتنا الروحية جميعاً.



#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانا الضائع وكائنات الغرائز....قراءة موجزة سايكولوجية للّوح ...
- هلُمّ نبني وطناً!
- حقائق في علمِنا النفسيّ
- الضاحك الباكي
- كلمات تتشاجر كالطيور
- خوفٗ من الحبّ...ٲم حبٗ من الخوف!؟...ثنائية ...
- ديمقراطية الغرائز وكائنات الشهوة!
- مجال ملٲته الدّناسة
- سبات حبلی بالبلادة
- مكان خارج الزمان
- قول في التنمية الثقافية والاستثمار الفكري
- سايكولوجيا الاحتجاج
- الموت خارج الجسد!
- دول وانظمة وثورات فاشلة!
- علاج معرفي لعلل معتقدية!
- الزمن الفردي والزمن المجتمعي
- الفشل الثنائي في تشكيل الدولة
- الٲمان الاتكالي المزيف
- الی احلام مستغانمي.... صوت(الانوثة المفقودة).
- ما نزال عند نقطة البداية!


المزيد.....




- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد طه حسين - قروية ومدنية الفكر