أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زروال الأمامي - انتهازية السياسيين البرجوازيين الصغار المغاربة















المزيد.....

انتهازية السياسيين البرجوازيين الصغار المغاربة


زروال الأمامي

الحوار المتمدن-العدد: 6417 - 2019 / 11 / 23 - 10:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتاد المشهد السياسي المغربي على تكرار انتهازية التيارات السياسية في التعاطي مع ما هو حقوقي ونقابي، حيث لم تنفلت نقابة أو جمعية حقوقية من الانتهازية السياسية للبرجوازيين الصغار المتسلقين طبقيا على حساب هذه المنظمات النقابية والحقوقية. فتخيل نفسك تنتمي الى احدى المركزيات النقابية بحكم انتمائك الوظيفي او المهني من اجل الدفاع عن حقوقك المادية والمعنوية طيلة سنوات. وفي اطار نضالك النقابي المهني تتخذ قرارات المطالب النقابية والنضال عليها بكافة الاشكال النضالية، ليس انطلاقا من الحاجيات النقابية لقطاعك المهني وانما انطلاقا من اجندة سياسية لتنظيم سياسي معين يسيطر فعليا على أجهزة المركزية النقابية. وفي هذه الحالة تجد نفسك تدخل في إضرابات لم تقررها ويتم انهاء بعض تلك الإضرابات دون أن تكون لديك رغبة في ايقافها. فهناك قرارات سياسية فوقية تتحم في وضعك المهني، وتكتشف بعد سنوات انك كنت دائما تستخدم بشكل غير مباشر في رهانات وتوافقات فوقية ذات طبيعة سياسية بين النظام القائم واحد القوى السياسية التي تتحكم في المركزية النقابية. كأن يتبع الاتحاد المغربي للشغل للبام أو للتقدم والاشتراكية، فتصبح المركزية النقابية بكاملها في خدمة هذين التنظيمين السياسيين. وقد يصل هذا الوباء الانتهازي قمته خلال الاستحقاقات التنظيمية لهذه المركزية النقابية، حينما يتم استبعاد المناضلين المبدئيين المحايدين لفائدة تحكم حثالات برجوازية صغرى لمجرد انتمائها للقوى السياسية المتحكمة في المركزية النقابية.

ان الانتهازية السياسية هي من بوأ البيروقراطية مكانة أولية داخل العديد من المركزيات النقابية، يتقدمهم الاتحاد المغربي للشغل، فالكونفدراليين والكنفدراليات وجدوا انفسهم فجأة في خدمة حزب المؤتمر الاتحادي، ولا شيء سوى الاجندة السياسية لهذا الحزب، حيث يتحكم حثالات هذا الحزب في فروع الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، رغم فسادهم وجمود عطائهم النقابي ومحاربتهم للمناضلين النقابيين المبدئيين، والامثلة هنا لا تعد ولا تحصى، وحيث يقال دوما ان الكاتب الجهوي الفلاني لا يمكن زحزحته لانه قريب من نوبير الاموي أو مساند من الزاير الكاتب العام للكونفدرالية الجديد، وانه عضو فاعل داخل حزب المؤتمر الاتحادي. ففي هذه الحالة تتحول الطبقة العاملة وكافة المناضلين النقابيين المبدئيين الى خدمة الاجندة السياسية للحزب وليس لتحقيق مطالبهم النقابية.

لقد أضحى المشهد النقابي برمته يستخدم الطبقة العاملة لتحقيق الأهداف السياسية للحزب المسيطر عدديا على النقابة المعنية بالأمر. وهذه الحقيقة لم تعد خافية عن وعي الطبقة العاملة، التي تكتشف بمرارة بعد قضائها سنوات في النضال في نقابة معينة انها كانت تشكل مجرد ورقة ضغط لوصول الحزب الى أهدافه السياسية التي يساوم بها النظام ويصل بها الى المواقع السياسية المستهدفة وحيث يتم ضرب عرض الحائط كافة طموحات هذه الطبقة. وهذا ما يدفع الطبقة العاملة الى الابتعاد عن العمل النقابي ويجعل الانتماء النقابي الى جميع المركزيات لا يتجاوز ما بين 5 و7 في المائة.

مع الأسف ان هذا المرض الانتهازي البرجوازي الصغير يتغلغل في جميع الكيانات السياسية ذات التوجهات الشكلية اليمينية واليسارية والإسلامية، فحتى التنظيمات السياسية التي تعتبر نفسى في أقصى اليسار لا تخرج عن هذه اللازمة ويكفينا تتبع السلوك الانتهازي البرجوازي الصغير، للنهج الديموقراطي الذي استساغ الانزالات العددية التي قام بها داخل الاتحاد المغربي للشغل وداخل الكنفدرالية الديموقراطية للشغل خلال مراحل تاريخية معينة لكي يحسم العديد من القرارات النقابية في الاتحادات الجهوية التي يتحكم فيها مناضليه، والتي غالبا ما تسير عكس مصالح الطبقة العاملة في تلك الجهات، وحيث كثيرا ما بيعت قضايا عمالية وأخرى فلاحية لفائدة مصالح ظرفية خاصة للمناضلين البرجوازيين الصغار لهذا الحزب.

نفس هذا السلوك الانتهازي لهذا الحزب يمارسه مناضلوه داخل الجمعية المغربية لحقوق الانسان مع اقتسام هذه المصالح الانتهازية مع حزبي الطليعة الديموقراطي الاشتراكي ومع الحزب الاشتراكي الموحد على أساس حصص نسبية سواء على المستوى المركزي او على مستوى الفروع. لقد اختزل العمل الحقوقي داخل الجمعية المغربية لحقوق الانسان منذ سنة 2000 والى اليوم في خدمة المصالح والاجندة السياسية لحزب النهج الديموقراطي بالدرجة الأولى لسيطرته العددية النسبية مع تمكين التنظيمين السياسيين الآخرين المشاركية من تحقيق بعض مصالحهم، مع تراجع بين لهيمنة حزب الطليعة كثيرا نظرا لضعفه العددي.

ان هذا السلوك الانتهازي للبرجوازية الصغرى الحزبية تجاوز مرحلة تحوله الى عادة وتقليد ملازم خاصة خلال المؤتمرات التنظيمية للمركزيات النقابية والجمعيات الحقوقية، بل اصبح بمثابة الوباء الذي أصبح يطبع سلوك كافة السياسيين ويلقى استحسانا وترحيبا من طرف كافة التيارات السياسية الى درجة ان النهج الديموقراطي الذي خبر جيدا سلوكه الانتهازي داخل المركزيتين النقابيتين وداخل الجمعية المغربية لحقوق الانسان التي يهيمن على رئاستها منذ سنة 2000ـ قرر الإعلان عن تأسيس حزب الطبقة العاملة خلال مؤتمره المقبل لسنة 2020، فالشعار الذي يتشبث به القيادي في النهج الديموقراطي "خدمة الطبقة العاملة لا خدمتها" يجب النظر اليه بشكل مقلوب عند فحص السلوك السياسي لهذا الحزب حيث يتحول استخدام الطبقة العاملة لتحقيق اهداف الحزب وليس خدمتها. فحتى تلك الضربات التي يوجهها النظام للنهج الديموقراطي وتستهدف مناضليه داخل المركزيتين النقابيتين وداخل الجمعية المغربية لحقوق الانسان، تحولها الآلة الدعائية للحزب باعتبارها موجهة للعمل النقابي والحقوقي للطبقة العاملة.

لا ننفي هنا البثة، شراسة عدوان الباطرونا بدعم من النظام اللاوطني اللاشعبي اللاديموقراطي ضد الطبقة العاملة، وتكريس المزيد من هشاشتها، وفي نفس الوقت لا ننفي المساهمة الفعالة للكيانات السياسية الانتهازية والتحريفية في خدمة اجندة النظام بشكل غير مباشر، عبر هيمنتها النقابية والحقوقية للمساومة بنضالاتها لخدمة مصالحها الانتهازية. المحزن هو رؤية تنظيمات حقوقية فتية قد سقطت مؤخرا في نفس التطلعات الانتهازية، والمثال هنا ما حدث خلال المؤتمر الوطني الثاني للهيئة المغربية لحقوق الانسان، فهذه الجمعية الحقوقية الفتية التي تضامن معها الجميع عندما صدر قرار منعها من مكان انعقاد مؤتمرها بالمركب الرياضي ببوزنيقة ومن مكان عقد جلستها الافتتاحية في المعهد العالي للقضاء، الا ان الأخبار بدأت تتوارد بسرعة من داخل المؤتمر ان تشكيلة المكتب الوطني ورئاسة الهيئة كانت محددة مسبقا أي انها لم تخضع للاختيار الديموقراطي اثناء انعقاد المؤتمر، وان هناك هيمنة سياسية معينة داخل الهيئة تتداخل فيها هيمنة الحزب الاشتراكي الموحد حيث ينتمي الرئيس الجديد مبارك عثمان للحزب الاشتراكي الموحد، وان هناك هيمنة واسعة لتيار سياسي جديد يسمي نفسه "بالخيار الثالث" وهي نفس الأرضية التي دافع عنها تيار سياسي معين من داخل الحزب الاشتراكي الموحد. وبمقارنة بسيطة بين لائحة أعضاء اللجنة الوطنية "المنتخبة" للهيئة المغربية لحقوق الانسان، ولائحة أعضاء اللجنة التأسيسية لتيار سياسي جديد أغلب المؤشرات تؤكد أنه من داخل الحزب الاشتراكي الموحد، والذي تم الإعلان عنه يومان فقط بعد انتهاء مؤتمر الهيئة المغربية لحقوق الانسان أي يوم الثلاثاء 19 نونبر الجاري، سنجد تواجد الاسماء التالية داخل السياسي والحقوقي: البصراوي علال، محمد النوحي، محمد نبو، أحمد عبد اللطيف بومقس.

ويتأكد من هذا المثال الجديد السلوك السياسي الانتهازي للتنظيمات السياسية المغربية، الذي يفرغ المحتوى النقابي والمحتوى الحقوقي عبر هيمنة بيروقراطية سياسية فوقية تعمل في الخفاء لجعل تلك التنظيمات لكامل مناضليها والمتعاطفين معها والكادحين المغرر بهم للانخراط في اجندتها بدون علمهم انهم يخدمون اجندة سياسية تشتغل على مصالح خاصة لقيادات الأطراف السياسية المهيمنة، فالنهج الديموقراطي يهيمن داخل الجمعية المغربية لحقوق الانسان من خلال رئيسها عزيز الغالي عضو النهج الديموقراطي ولعديد من أعضاء النهج داخل المكتب المركزي واللجنة الوطنية، نفس الشيء يهيمن الحزب الاشتراكي الموحد من خلال رئيسه الجديد والسابق امبارك عثمان ومحمد النوحي والعديد من الأعضاء داخل المكتب التنفيدي وداخل اللجنة الوطنية. وسواء كان التيار الجديد الخيار الثالث تابع بشكل مباشر للحزب الاشتراكي الموحد او تابع له بشكل غير مباشر، فهو عبارة عن قفل سياسي بيروقراطي جديد على الهيئة المغربية لحقوق الانسان لتسخيرها خلال الاستحقاقات الانتخابية المقلة لسنة 2021. حيث تصبح الهيئة ملحقة سياسية بكافة مناضليها ومتعاطفيها والكادحين الذين وثقوا في نضالاتها ووعودهم لها.

كلمة أخيرة وهو أن هذا السلوك الانتهازي للبرجوازية الصغرى المغربية يساهم في اضعاف السياسي والنقابي والحقوقي معا، ويدمر ما تبقى من عنصر ثقة الكادحين الحوانيت السياسية للبرجوازية الوضيعة المغربية.

فيما يلي نص البلاغ الاخباري التأسيسي لما يسمى بالخيار الثالث داخل الحزب الاشتراكي الموحد

حركة الخيار الثالث

بلاغ تأسيسي

بعد حوالي سنة من النقاش الجدي والمسؤول بين عدد من الفعاليات الحداثية والديمقراطية، تم خلاله تشخیص واقع الشأن العام الوطني في مختلف تجلياته، ومالات الحراك الوطني لما بعد 2011، وتقييم مختلف المبادرات التي سعت إلى تجميع الديمقراطيين قصد الاسهام الجاد في الشأن العام،

خلص النقاش إلى العمل على تأسيس حركة اجتماعية أعطاها المؤسسون اسم "الخيار الثالث"، تعمل على التفاعل الايجابي مع محيطها العام على أساس تقييم نقدي للأوضاع ومنهجيات العمل المعتمدة، سعيا للمساهمة في الحياة العامة على أساس أن الاختيار ليس بين قبول ما هو قائم أو الانزلاق نحو ما صارت إليه تجارب دول أخرى عرفت ما سمي ب "الربيع العربي"، بل الخيار هو احداث التغيير بمراكة الاصلاحات على أرضية تعاقد مجتمعي جديد. وقد تشكلت الهيئة التأسيسية من الأسماء المذكورة بهذا البلاغ في أفق عقد لقاء وطني في المدى القريب. وتكونت الهيئة التأسيسية من

1 - البصر اوي علال
2 - محمد النوحي
3 - الحسين الراجي
4 - عبد الحق صيفار
5 - عبد الحق بورجة
6 - مصطفى صان
7 - بهيجة فكاك
8 - ادريس خروبي
9 - محمد فلاوي
10 - رفيق الناجي
11 - محمد ابخان
12 - محمد نشاط
13 - محمد نبو
14 - نبيل بحار
15 - أحمد عبد اللطيف بومقس

19 نونبر 2019
إمضاء : منسق اللجنة التأسيسية



#زروال_الأمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استخدام الطبقة العاملة لا خدمتها
- شهادة للتاريخ
- تيار 96 من تيار انتهازي إلى خادم للسياسات الطبقية للنظام
- السقوط الاخير
- عود على بدء أو تجدد المستنقع
- فرقعة نداء آن الأوان ودلالاتها
- العنوان السياسي الفارغ لتيار البديل الجذري
- نقد العمل الشيوعي في المغرب
- من -التحاق الشجعان- الى -البديل الجذري-


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زروال الأمامي - انتهازية السياسيين البرجوازيين الصغار المغاربة