أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ابوسفيان علي محمد - الاقتصاد المعلوماتي















المزيد.....

الاقتصاد المعلوماتي


ابوسفيان علي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6416 - 2019 / 11 / 22 - 14:56
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مقدمة:
بعد أن بات العالم غرفة كونية، صارت المعلومات في يومنا هذا تمثل السلعة الرئيسية في إدارة دفة الحياة المعاصرة، ولم يبق للمتخلفين عن ركب المعلوماتية مكان، لاسيما أن المعلومات في حد ذاتها أصبحت اقتصاداً تخضع كغيرها من السلع لقانوني العرض والطلب وأصبح لها مواعينها المتطورة عبر هذه السطور أردنا أن نسلط الضوء عليه هذا الموضوع الحيوي آملين أن تسير الدول النامية بصفة خاصة بخطوات ثابتة نحو المعلوماتية واقتصادياتها.

المفهوم والمضامين
في الوقت الذي شهد فيه القرن العشرين التقدم الهائل في مجال التصنيع والتقنية، فإنه يجوز في هذا القرن وبحسب العديد من المؤتمرات مفهوم جديد يدعي الاقتصاد المعرفي أو الاقتصاد المعلومات. إن العامل الأساسي المحدد للقوة الاقتصادية لم يعد هو الأرض واحتلالها كما كان الحال في الاقتصاد الزراعي أو صاحب رأس المال اللازم لإنتاج السلعة كما هو الحال في الاقتصاد المعلوماتي بل هو المعلومات والمعرفة المطلوبة لابتكار المستحدثات ولجعل الإنتاج أكثر فاعلية، وفي كل مجتمعات المعلومات تقريبا نجد أن قطاع المعلومات ينمو أسرع من نمو الاقتصاد الكلي .

وصفت الكثير من الحقب التاريخية بكثير من النعوت المختلفة كعصر الذرة، عصر الحديد، عصر التجار ولكننا في العصور الثلاثة الأخيرة نعيش عصراً عالمياً جديداً هو عصر المعلومات .

فنجد أن صناعة التكنولوجيا المعلوماتية تحتل اليوم قلب الثورة العلمية التكنولوجية المعاصرة وهي تشمل إنتاج ومعالجة ونقل وتوزيع واستخدام واستهلاك المعلومات وتمخض عن ذلك أعظم الصناعات في العالم وذلك بفضل التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات ممثلة في معدات الكمبيوتر، حزم البرامجيات) السوفتوير (معدات الذكاء الاصطناعي ، الأنظمة الجيدة ، الشبكات العصبية ، معدات الاتصال عن بعد ...الخ ، وأساس هذه المعدات جميعها الحاسوب أو الكمبيوتر .

ففي هذا العصر المسمي بعصر المعلوماتية تتعمق المعلوماتية لتحصل الشعوب علي المعلومات المتاحة، وتزول العوائق عن طريقة نثرها واستخدامها ويزداد حجم هذه المعلومات العلمية والفنية في العالم بنسبة 12-15% سنويا ويتضاعف كل 5-6سنوات.

وبهذه الوتيرة يتول العلم ككل في كل ثانية من صناعة إلي أخرى في تكنولوجيا المعلومات ، بيد أن الحضارة الحالية كما يراها الخبراء والاقتصاديون تحولت من عصر الاقتصاد الصناعي إلى الاقتصاد المعلوماتي .نشر الاتحاد العالمي لتقنية وخدمة المعلومات تقرير فيه نظرة واسعة للمستويات الحالية لإنفاق المستهلكين في مجال تقنية وخدمات المعلومات ومن بعض نتائج الدراسة ما يلي:-

•ينمو الإنفاق في مجال تقنية وخدمات المعلومات بنسبة 27 % أى أسرع من الناتج القومي الإجمالي علي مستوى العالم.

•أضيف ما معدله (7200) شركة دافعة للضرائب في مجال تقنية المعلومات في الولايات المتحدة الأمريكية في كل سنة خلال السبع سنوات الماضية، وتم إنفاق 8.1 بليون دولار في قطاع تقنية المعلومات خلال الآونة الخيرة .

•تم إضافة380.000 بليون وظيفة في مجال الخدمات والبرمجيات في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الخمس سنوات الماضية .

•حسب تقديرات الاتحاد الدولي للاتصالات إن قطاع المعلوماتية قد نما علي المستوي العالمي بمعدل أكثر من 5% بينما نما الاقتصاد العالمي بصفة عامة بمعدل أقل من %3.

•إن 70 % من العمالة الأمريكية تعمل في المجال المصرفي و 80 % تعمل في الوظائف الجديدة «قطاع المعلومات» بينما يصل العاملين في القطاع الصناعي فقط 2 %.

واقتصاد المعلومات العالمي الذي أصبح وظيفة واقعية واضحة أمراً يعيشه العالم الآن وتغيرت تبعا لذلك المسوغات الموضوعية التي كانت وراء الاعتناء بقطاع المعلومات من مجرد اتجاه وظيفي إلي مسوغات وقروض اقتصادية محصنة علي غرار المواد المعروضة في السوق خاصة وأن المعلومات تحولت إلي منتجات اقتصادية تخضع لقوانين العرض والطلب، كما أن استخدام المعلومات ووظائفها أضيفت عليها الصبغة المادية علي قيمتها، وقد تغيرت الكثير من المفاهيم والنظريات الاقتصادية التي أعادت النظر في خططها الآلي وشيكات المعلومات والاتصال إضافة إلي تشخيص الواقع المعلوماتي في اليابان والكثير من الدول الأوربية والآسيوية .

وتتجه الإمارات العربية وجمهورية مصر العربية وكثير من الدول العربية نحو هذا المنحي تمشيا مع الطفرة المعلوماتية التي الحدود الجغرافية، كما أن استخدام تكنولوجيا المعلومات في التجارة قلل من تكاليفها، وكذلك عملت علي عرض المنتجات بسهولة، ومن خصائصها أيضا أن المشترى يستطيع أن يزور أكبر عدد من مواقع الانترنت التي تعرض الشركات السلع عليها .

المستقبلية بناءً علي واقع عصر الاقتصاد المعلوماتي، والاقتصاد المعلوماتي الذي نعيشه إنما هو نتيجة للتحول من مجتمع ذي اقتصاد صناعي إلي مجتمع معلوماتي كما أسلفنا. وقد بدأ هذا التحول في الولايات المتحدة الأمريكية منذ العام 1956 م إذ احتلت هذه الصناعة الموقع الأول وأن نسبة كبيرة من جهد القوى العاملة تنفق من أجل «بضائع» معلوماتية إن هذا القطاع وخدماته سجل تطورا ملحوظا في معظم البلدان علي الرغم من الاختلاف في اليد العاملة «المعلوماتية» إلي إجمالي سكان البلد «كما جاء في تقرير منظمة اليونسكو حول الاتصال في العالم» في قطاع المعلومات.

نهضة معلوماتية
واليك عزيزي القارئ بعض المؤشرات لنسب القوي العاملة في الدول المعلوماتية» الصناعية سابقا».

في الولايات المتحدة الأمريكية 66 % من إجمالي قوة العمل في هذا القطاع في العالم خلال السنوات القليلة الماضية بعد

أن كانت لاتتجاوز ال 19 % عام 1920 م و %50في منتصف السبعينات عكس القطاعات الأخرى التي سجلت تقلصاً ملحوظاً في شبه الأيدي العاملة .

أما في المملكة المتحدة فقد استخدمت في العام 1981 م وزارة لشئون الصناعة والتكنولوجيا والمعلومات مهمتها الأشراف علي صناعة الحواسيب والإلكترونيات الدقيق والهندسة الميكانيكية والبحث والتطوير فضلاً عن الصناعات الأخرى مثل البريد وصناعة الورق والأقلام والنشر والإعلام ...الخ. وقد أعلنت الحكومة البريطانية عام 1982عاما لصناعة المعلومات وأسست برنامجا شاملا أطلقت عليه تكنولوجيا المعلومات المتقدمة. أما نموذج اليابان فكان عن طريق

التخطيط السليم المتأني، بدأ بتشكيل لجان ومجالس برعاية مؤسسات وهيئات منذ العام 1984 م تناولت سياسة الحكومة في مجال المعلومات وتطبيقاتها الصناعية علي تجميع المعلومات واستخدامات الحاسوب والبحث عمت العالم .

علي النطاق المحلي أدرك السودان مؤخرا أهمية المعلومات وخطورتها كسلاح وسلعة إستراتيجية فأفردت الدولة لها حيزًا معتبراً فأخذ السودان يشهد اهتماما ملحوظاً بقطاع المعلومات، وتمخض عن هذا لإهتمام تشكيل مجلس استشاري للمعلومات في العام 1994 م .

وإجازة الدولة لقانون المركز القومي للمعلومات في العام 1999 م بجانب الأجهزة المعلوماتية المختلفة في القطاعين الخاص والعام . وتمثل مؤسسة سودا تل نصيبا مقدرا من هذا التطور والتقدم إلي جانب شركات الاتصالات التي ولجت مؤخرا للعمل في هذا الجانب لتربط أطراف السودان بعضه ببعض وتأسيس بنية معلوماتية يمكن الانطلاق عبرها إلي آفاق أرحب . هذه المؤشرات وغيرها من شأنها أن تخلق بيئة مواتية للاستفادة من المعلومات واقتصادياتها في السودان .

وينبغي في هذا الصدد التركيز علي إستراتيجية ومحاور أساسية متعلقة بالقوانين والتشريعات الخاصة بهذا القطاع، والتعليم والتدريب إضافة إلي ضرورة التنسيق مع المؤسسات الدولية المتخصصة في هذا الجانب وإيجاد استراتيجيات قطرية لتشجيع

الاستثمار العربي والأجنبي للولوج لقطاع المعلوماتية وتطويره في البلاد.

التجارة والحداثة:
لما كانت وسائط الاتصال الحديثة أكثر إمكانية للتبادل والتفاعل بين أطراف الكرة الأرضية ما كان للمتعاملين في المجال التجاري إلاّ أن يلجأوا إليها كأحد أهم الوسائل السريعة والمحكمة فكانت شبكة الأنترنت وسيط الشركات لعرض السلع وبث المعلومات عن طريقها بصورة مكنت المستهلك من الانسجام مع هذا الضرب الفريد من التعامل، فالتجارة الالكترونية تعتمد علي أن يكون كل أطراف المعادلة التجارية ممثل ببرمجة رقمية .

ومن مميزات التجارة الالكترونية أنها حولت العالم إلي سوق مفتوح وذلك بنقله من المحلية إلي نطاق إقليمي وعالمي ألغيت من خلاله التجارة الالكترونية نقلت من خلال الوسائط المعلوماتية الحديثة العمل إلي المنزل حيث تمكن الفرد من التسوق خلال الشبكة العنكبوتية، كما أنها قللت من الوقت للمستهلك في السوق علي الطبيعة وتفادي زحمة المرور والشوارع، كما تسمح التجارة الالكترونية من توفير خدمات وسلع غير متوفرة في الدول النامية ، بيد أن بعض الدول العربية والدول النامية تنبهت هذه المرة للدخول في هذا السوق «سوق المعلومات» وسبل تطويره ولأن تكون من أقطاب المعلوماتية الكبرى في الاقتصاد المعلوماتي .

إن القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي عقدت مؤخرا في تونس والتي تبثها الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للاتصالات أقرت عدة مبادئ من شأنها تقليل الهوة المعلوماتية بين الدول الغنية والفقيرة وتبعتها مرحلة أخري لإيجاد مخرج للدول العربية والنامية، ويمكن القول أن مقومات الأخذ بتلابيب هذه الصناعة العصرية يكمن في اتخاذ مواقف ورؤية واضحة وإستراتيجية متكاملة للدول العربية والإفريقية وذلك باعتمادها علي التكنولوجيا كأحد أهم محاور التقدم للشعوب وزيادة

دخلها القومي والنهوض باقتصادياتها بالإضافة إلي إحداث نهضة تنموية في الجوانب الاجتماعية والثقافية والخدمية . كما أن هذه الدول تحتاج لتنظيم البيئة التحتية المعلوماتية والتخطيط السليم للسياسات العامة واعتماد مجموعة من آليات التنفيذ، علاوة علي توجيه الاستثمار نحو البنية لتكنولوجيا المعلومات بجانب تشجيع القطاع الخاص في هذا المجال والعمل علي إيجاد تكتلات تكفل انطلاقة مشروع معلوماتي إقليمي علي نحو الدول المعلوماتية الكبرى.

المصادر:
الاقتصاد المعرفي : من على موقع : http://www.isynapp.com/ ٫ تصفح بتاريخ ١١١١٢٠١٧
المعلوماتية٬ https://كازينو777.com تصفح بتاريخ: ١١١١٢٠١٨
محمود علي متولي٫ العالم والاقتاصد المعرفي٫ دار حومة٫ ٢٠١٨٫ ص ص ٢٢.



#ابوسفيان_علي_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اضطرابات الطيران في إسرائيل تؤجّل التعافي وتؤثر على خطط -عيد ...
- أغذية الإماراتية توافق على توزيع أرباح نقدية.. بهذه القيمة
- النفط يصعد 1% مع هبوط الدولار وتحول التركيز لبيانات اقتصادية ...
- بنك UBS السويسري يحصل على موافقة لتأسيس فرع له في السعودية
- بعد 200 يوم من العدوان على غزة الإحتلال يتكبد خسائر اقتصادية ...
- الولايات المتحدة تعتزم مواصلة فرض العقوبات على مشاريع الطاقة ...
- تباين في أداء أسواق المنطقة.. وبورصة قطر باللون الأخضر
- نشاط الأعمال الأميركي عند أدنى مستوى في 4 أشهر خلال أبريل
- -تسلا- تعتزم تسريح نحو 2700 موظف من مصنعها.. بهذه الدولة
- وزير ليبي: نستهدف زيادة إنتاج النفط إلى مليوني برميل يوميا


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ابوسفيان علي محمد - الاقتصاد المعلوماتي