أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - ليلى والذئاب: بقية الفصل الثالث عشر















المزيد.....

ليلى والذئاب: بقية الفصل الثالث عشر


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6413 - 2019 / 11 / 19 - 19:44
المحور: الادب والفن
    


3
في غرفة الخياطة، في ذلك الصباح الشتويّ الحزين، بقيت نازو جالسة بمفردها بعدما انسحبَ الآخرون إلى أشغالهم. حمل بطنها، كان ما زال خفيفاً ولو أنها تشعر به مع سعادة تغمر كامل كيانها. أسهمت منذ الأمس بإعداد لوازم سفر أسرتها، من حِزَم المفروشات والأقمشة إلى مرطبانات حفظ الطعام والمجففات؛ وغير ذلك من الأشياء الضرورية. منذ الأمس أيضاً، كانت متيقنة بأن من المحال مرافقتها للأسرة. هكذا ظلت طوال وقت الفراغ تعتنق أخوتها، تقبلهم، تواسيهم بكلمات مطمئنة. بدا هؤلاء وكأنهم لا يستوعبون مسألة الابتعاد عن مسقط رأسهم، عن معشوقتهم الشام، وذلك في سبيل التوطن بمكان سحيق المسافة لا يعرفون عنه أكثر من معرفتهم للحكايات الخرافية، التي كانوا يسمعونها في طفولتهم قبيل النوم.
كانت نازو تمسح بيدها في حنو على المجلات الأجنبية، الخاصّة بالخياطة، لما دخلت شملكان إلى الغرفة. تعانقتا مجدداً، مع علمهن ببقائهن في المنزل. ولكنهن فعلن ذلك أكثر من مرة، ترويحاً عن كرب النفس وسلواناً لشؤم يوم رحيل الأهل. لأول مرة تخلو صالة الخياطة من مريداتها، العاملات والزبونات على حد سواء. هذا، برغم إلحاح ليلو اليومَ على ابنتها البكر بضرورة استمرار الشغل كما كان من ذي قبل: " عليكِ يا صغيرتي بالعمل، لئلا يشعر الرجل بأنه الوحيد مَن يصرف عليك وعلى شملكان ". هذه الأخيرة، وكانت حاضرة عندئذٍ، أيدت كلام ربيبتها بالقول، " سنعمل معاً بالطبع، وحينَ تصبح نازو في أشهر الحمل الأخيرة بالوسع الاستعانة بواحدة من المساعدات ".
في حقيقة الحال، أنها ليلو مَن كانت حازمة في أمر صرف فتيات مشغل الخياطة وذلك قبيل يوم الرحيل عن الشام. اتخذت هذا القرار، خشيةً على ابنتها من مغبّة تصرفات الصهر غير السويّ الخلق. كانت تعي جيداً مسلكه في خلال الشهرين الأخيرين، الذين عاش فيهما بين ظهرانيهم بعد زواجه من نازو. وكانت هيَ من أصرت في حينه أن يقيم الزوجان لديها في المنزل، دونَ أن يخطر ببالها قطعاً موضوع رحيلها مع أسرتها إلى موطن الأسلاف. الآن، خَفَتَ قليلاً قلقُ ليلو على ابنتها، بالنظر لمعرفتها بشخصية أرملة عمها، المتسمة بالصرامة والشدة عند اللزوم. كذلك طمأنها أكثر، ولا غرو، وجود السيد نيّو وابنه على مقربة من المرأتين وأنهما لن يسمحا بحال من الأحوال أن يُضامان أو يحتاجان لشيء. كلاهما أكد للأم، كما للأب، أنه لن يدخر وسعاً في سبيل استمرار حياة منزل المرحوم أوسمان مثلما كانت من قبل.

***
السيد نيّو، ظل مذهولاً قدّام قرار ابنه القاطع في الرحيل عن الشام. في أوان سماعه بالأمر، قبل بضعة أيام، اندفع إليه كي يحثه على صرف النظر عنه: " يا بني، أنت تسكن في زقاق آخر، فضلاً عن أنك لستَ مجبراً على التعامل مع الحاج حسن بحُكم المهنة "، أوضحَ حجّته. إلا أنّ الابنَ أجابه بمبرراته الخاصة، وهيَ عدم رغبته بحصول شقاق في العشيرة: " كذلك لا تنسَ، يا أبي، أنك أرسلتني بنفسك ذات مرة إلى الوطن كي أحاول بيع ممتلكاتنا هناك. اعتبرني أقوم بالمهمة مجدداً، وسأعود بعد فترةٍ يكون فيها الحالُ قد صفا وزالت أسبابُ الخصام "
" بعد كل هذه السنين، هل تعتقد بأنك قادرٌ على استرداد أراضينا أو حتى منزلنا؟ "
" لِمَ لا، ولدينا الأوراق التي تثبت ملكيتنا مثلما أن البلد يسكنه الأقاربُ لا الغرباء "
" بل إنهم الأقاربُ لا غيرهم، مَن ستجدهم غداً قد استولوا على كل شيء ولن يرتضوا التنازل عن غنيمتهم ولو اضطروا لسفح الدم "، قالها الأبُ مصراً على حججه.
الآن، وقد أمسى الرحيلُ واقعاً لا ينفع معه الكلام، تحامل السيد نيّو على نفسه للذهاب إلى منزل الابن كي يودعه وأسرته. سنوات العُمر المديد، كانت قد أثقلت كاهله. غدا مترهلاً، بطيء الحركة، لا يكاد يغادر بيته إلا لمضافة قريبه الحاج حسن. ثم انقطعت صلته تقريباً بهذا القريب، العالي المقام، وذلك على أثر موضوع الخلاف المعلوم. السيد نيّو، الشموخ بكرامته عالياً كقمة جبل قاسيون، أبى على نفسه أن يمضي إلى زعيم الحي ليرجوه إنهاء الخلاف والحيلولة دون ترك الابن للشام. لقد قال رداً على الابن الآخر، عندما طلبَ منه هذا يومَ أمس التوسط لدى الزعيم: " أنا أعلمُ من الجميع بقلبه الأسود، ولكن هذا لا يقلل من شأن احترامي لمقامه؛ كعالم دين وكبير العشيرة! ".

4
ورثَ عليكي آغا الكبير ملامحه الحسنة وطوله الفارع عن أمه، ولو أنّ حُسن حظه، الحق، شاء ألا يشبهها من ناحية الطبع والمسلك. أدوات وتعاويذ سحرها، كانت قد نقلت إلى حجرة الكراكيب على السطح؛ وربما لكي تساعد إناث الحمام على الاحتفاظ بذكورها، بعيداً عن تأثير المنافسات. الأعشاب الطبية، في المقابل، استنفد استعمالها في خلال الفترة المعقبة وفاة المرأة. لم يعُد بحاجة إلى هذه وتلك، طالما أن جرحَ روحه قد برأ على أثر توالي الأعوام. وكان بالوسع أيضاً ذكرُ مسألة اقترانه، لولا أنه لم يشعر بالحب أبداً تجاه امرأته الثانية. سلمى، كانت في حياتها قد استولت تماماً على قلبه، وما تخلت عنه عقبَ موتها إلا لمنافسة واحدة حَسْب؛ وهيَ شملكان.
سمعته في زمن الشباب، كغندور أنيق ورقيق العاطفة، انطوت مع الأعوام وانشغاله كلياً بأمور التجارة. لقد حقق نجاحاً جيداً بالاشتراك مع أخيه، وصار عملاؤهم من كبار الأعيان في المدينة، مسلمين ونصارى ويهوداً. برغم ذلك، ظلت روحه تحس بالخواء وشعور الحاجة إلى مَن يملأها حباً. لكنه وجد في ابنه الوحيد، معمو، ملاذاً لعواطفه. كان متعلقاً بابنه لدرجة كبيرة، بحيث أهمل تماماً شأنَ الآخر، علي، وأضحى يستثقل وجوده في الدار. أم الولدين، كانت ولا شك منتبهة إلى شيمة رجلها، تراقبه إنما تبقى متحكمة بعواطفها فلا تحتج ولا تثور. مع أنها، للحقيقة، لم تكن وحيدة تماماً تلقاء هذه المعاناة: حموها، السيد نيّو، الشامل جميع أفراد الأسرة تحت ظل جناحيه، لم يكن يفرق بين أفرادها؛ حتى وإن كان أحدهم لا يمت لدمه بصلة.

***
شأن أخيه، حفظ عليكي آغا الكبير ماله في البنك، متكتماً عن الأمر لأيّ كان. كان هوَ من أشار على أخيه بضرورة وضع المال في ذلك المكان، " الأشبه بقلعة حصينة "، على حد تعبير المرحوم أوسمان. وإنه هذا الأخير، صاحب الفكرة الأساس، ولو أنه عمد للتنكر لها بعدما أدخله المرض العضال في حالة من الهذيان نهاية أيامه. لو أنّ العم أوسمان بقيَ حياً ومتمتعاً بالصحة، فكّرَ بحزن، لأمكنه حل مشكلة عليكي آغا الصغير مع الزعيم بشكل وديّ. الآن مع قرب مغادرة أخيه الشام، ربما بلا عودة أبداً، تذكّر ابنُ نيّو الأصغر موضوعَ المال المودع في البنك. آخر مرة لجأ فيها إلى سحب جزء من رصيده، حينَ حثّت الدولةُ الوجهاءَ والأعيانَ أن يتبرعوا من أجل استكمال إنشاء خط سكة حديد الحجاز. لما رأت أن التبرعات لا تكفي، فرضت ضريبة خمسة قروش على كل مواطن. كان المؤمل أن يُمكّن القطارُ حجاجَ بيت الله الحرام الوصول من دمشق إلى مكة خلال خمسة أيام فقط، ودون أية أخطار محتملة من قبل البدو النهّابين، قاطعي الطريق، أو الوهّابيين المتزمتين، قاطعي الرؤوس.
السكّة الحديدية، في المقابل، كانت من بنات أفكار الألمان، الذين أرادوا ربط الخلافة العثمانية بدولتهم الآخذة في الاتساع على حساب جيرانها. ربما راودت إمبراطورَهم الفكرةُ، وذلك أثناء زيارته الفريدة إلى المشرق والمستهلة ببلاد الشام. لقد ركب البحرَ إلى بيروت، ومنها إلى القدس بغيَة الحج لكنيسة القيامة، وصولاً إلى دمشق وفيها زار ضريح قاهر أسلافه الصليبيين. لعل الإمبراطور قدّر أيضاً راحةَ المسافر، التي افتقدها خلال الجولة الطويلة، وليسَ فقط الدوافع السياسية المحض. على المنقلب الآخر، استاءت بقية الدول الأوروبية من فكرة تشييد سكة حديد تربط برلين بالآستانة ومنها إلى بغداد مروراً بالأناضول وحلب ونصيبين والموصل. أكثرهم غضباً لدرجة التهديد بتفجير حرب عظمى، كان الانكليزُ، المتوجسون من أن تكون سكة الحديد طريقاً لنقل الجيوش الألمانية إلى الهند وعموم آسيا.

***
سعى عليكي آغا الكبير إلى منزل أخيه، كون هذا كف عن المجيء إلى العمل مذ قراره بالرحيل. اجتاز أرضَ الديار، الغارقة في سواد العتمة وكما لو أنها في حِداد. قاده صاحبُ المنزل إلى غرفة الضيوف، وكان قد بناها مؤخراً جاعلاً سقف المطبخ القديم أرضيتها. منذ فتحه الباب، لحظ أن أخيه الأصغر يحمل بحرص كيساً ثقيلاً من الخيش. تحت ضوء ثريا كبيرة، مزهوة بقطع الكريستال، متدلية من مركز السقف، عرَضَ الضيفُ على أنظار أخيه محتويات الكيس: " هذا المال لك، واعتبره بمثابة حصتك في تجارتنا "
" لكنك مثلما أرى، جئتني بمالك كله؟ "، رد المضيفُ دونَ أن يمد يده إلى الكيس.
" بل إنه مالك أنت، طالما أنني سأستقل بالتجارة من اليوم فصاعداً "، أصرّ الأخُ وهوَ يدفع الكيس باتجاه مَن كان إلى الأمس شريكه. شاء عليكي آغا الصغير الاعتراضَ مجدداً، إلا أن أخاه انتقل بدهاء إلى موضوع آخر، كان يُدرك أنه سيطغى على ما عداه: " أود تبصيرك، وأنت عازمٌ على السفر غداً أو بعده، بشأن مسلك صهرك: لقد ضبطته يدخن الحشيش ظهراً في حجرة أعمالنا، وكان آنذاك قد ظن أنني غادرتُ للغداء "
" الحشيش؟ هذا كان ينقص سلوكه، الشائن أصلاً! "، هتفَ عليكي آغا الصغير مُقاطعاً. هز الآخرُ رأسه بحركة أسف، ثم استمر في الكلام: " قال لي بقحة، إنه مجرد دخان وليسَ محرّماً مثل الخمر وكذلك يجعل المرء أكثر تركيزاً خلال العمل "
" سأجعله الآنَ، أمامك، يُقسم على المصحف بألا يعاود هذه السيرة الشنيعة "، قالها المضيف وهوَ ينهض منفعلاً. بيد أنه استدرك، فيما يعود لمجلسه: " لا، لا فائدة. هل مَن كان بخلقه، يهتم بحنث القسم أو ليأبه حتى بكتاب الله؟ أعترف لك، يا أخي، أنني كنتُ مخطئاً منذ البداية، وذلك بتفضيلي هذا المتشرد القَمِل على شاب محترم مثل موسي ".

5
ليلو، كانت في العشرين من عُمرها حينَ اقترنت بعليكي آغا الصغير وذلك عقبَ حكاية حب، مشهودة. سوى أنها، لسبب ما، لم تنجب ابنتها البكر إلا عقبَ زواجها بخمس سنين. وهيَ ذي تكتشف نفسها حاملاً للمرة الخامسة، وستنجبُ في هذه الحالة بعد ولادة نازو بنحو شهرين. برغم تلقي الأمُ مبتهجةً بشارةَ القابلة، في نهار يوم الرحيل، كانت ما تنفك قلقة بشأن حمل ابنتها. القابلة، وكانت تُدعى " رفاعية "، طمأنتها بالقول: " عديدُ الولادات، التي تمت على يدي بسلام، إنما جرت لنسوة في سنّ ابنتك ". في المقابل، أمِلَت ليلو أن يكون خبرُ الحمل حافزاً لرجلها كي يؤجل رحيلهم عن الشام؛ أو قد يصرف النظر عنه نهائياً. لكن عليكي آغا الصغير، لما أبلغته امرأته الخبرَ بعد ساعة، لم يَزِد عن إبداء هذه الملاحظة المقتضبة، " السيدة رفاعية ستولّد ابنتنا، حَسْب! "
" من حق ابنتنا علينا أن نكون فوق رأسها أثناء الولادة، كونها لا تزال طفلة بعدُ. كذلك أنت على علم بطبيعة شخصية زوجها، غير المبالية بأحد "، علّقت مستاءةً على قراره. حدج امرأته بنظرة صارمة، ثم ما لبثَ أن خرجَ من الحجرة. كانت على علم، ولا مِراء، أنه في موضوع قبول شيخي صهراً، كان يضع جزءاً كبيراً من اللوم عليها هيَ. كانت إذاك جالسة في صالة الخياطة، وكانت في الأيام الأخيرة تطيل المقام هنا ـ كما لو أنها تستعيد فيها ذكرياتٍ سعيدة وسط كوم من الهموم، المتسبب بها قرارُ الرحيل.
على أثر خروج الرجل، دخلت امرأة العم إلى الصالة. جلست هذه على الأريكة بجانب ليلو، فأمسكت يدها بحنان: " مثلما يمضي الشتاءُ ليحل الربيع مجدداً، فإنكم بإذن الله راجعون إلى الشام "
" آه يا شملكان، رأسه قُدّ من حجر! إنه لا يبغي من الرحيل سوى غاية واحدة، وهيَ أن يجعل الحاج حسن في موضع تأنيب الضمير. لعله يبغي أيضاً معاقبتي، كوني مَن أشار عليه برفض موسي؟ "، قالت ليلو ذلك ثم أطرقت برأسها إلى الأرض وقد احمرّت كليّةً. ضمّتها هذه المرة أرملةُ أوسمان من كتفها، لتعلق بعدئذٍ بالقول في نبرة تتصنّع شعورَ المرح، " عُدّي الأمرَ، يا صغيرتي، رحلةً وليسَ رحيلاً ". ثم أضافت متنهدة، " لولا عبء الأطفال، لكنتُ قد رافقتكم إلى مازيداغ كي أحظى بلقاء الأهل بعد مضي هذه الأعوام الطويلة. حقاً إنّ أخبارهم حملها لنا الحجاج عاماً تلو العام، ولكنني لن أغفر لنفسي عدم زيارتهم حينَ كان عمك حياً وبصحته ".
شملكان، كما علمنا، كان يُنظر إليها في الحارة كامرأة صاحبة كرامات بسبب وصفاتها الناجعة وأعشابها المُطيّبة. لقد أمدت ربيبتها ببعض تلك الأشياء، لتعينها في خلال السفر. لكن ما لم يخطر ببالها قط، في يوم الوداع هذا، أنه سيكون آخر يوم تلتقي فيه بليلو الحبيبة.

***
لقد أعتقدت ليلو على الدوام بأنها وصفات امرأة العم، مَن حَمَت أطفالها من أمراض مميتة في سنّ مبكرة. لكن هذه الأخيرة كانت تعلّق، ضاحكة الثغر لا القلب، " لو كان الأمرُ مثلما تزعمين، لما فقدتُ نصفَ دزينة من أولادي ". وكانت تضيف أيضاً، " عمك ذهبَ إلى الحج، كما تعلمين، من أجل إطالة عُمر حاجي. إلا أنه، غفر الله له، راحَ فيما بعد يردد أن الولد استمرَ على قيد الحياة بفضل البنسلين وليسَ لكون والده قد تشفع له عند أعتاب قبر حضرة الرسول "
" وأتذكر أيضاً، أن المرحوم عمي كان يُنحي باللوم على الدولة، كونها لم تهتم باستيراد لقاحات الأطفال إلا بشكل متأخر "، كانت ليلو قد علّقت على كلام شملكان.
هيَ ذي امرأة عليكي آغا الصغير تودّعُ امرأة عمها، مختلطة دموعهما وكلماتهما بعضهما ببعض، بينما بقية الحاضرين يبكون أو يكبتون مشاعرهم. خارج المنزل، وحتى مدخل الزقاق، أينَ العربة الواقفة على طرف الجادة الرئيسة ـ كان أهل الحارة متجمعين بهدف إلقاء التحيات الأخيرة على أسرة الآغا. هذا الأخير، ألقى بدَوره آخر نظرة على حارته الحبيبة وأناسها الطيبين، الذين اعتادوا كل يوم على تحيته، في أوان ذهابه وعودته من العمل، أو حين يلقونه في المسجد على صلاة الجمعة وفي مناسبات مختلفة. حوذيّ العربة، لم يكن سوى حمّوكي، وقد حضرَ بها للتو من البستان. إنها ذات الكرّوسة، مَن حملتْ سابقاً العاشقين الهاربين في طريقها إلى البادية ثم عادت معهما إلى الحارة، ضمنَ موكب كبير وحافل.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلى والذئاب: الفصل الثالث عشر/ 2
- ليلى والذئاب: الفصل الثالث عشر/ 1
- ليلى والذئاب: بقية الفصل الثاني عشر
- ليلى والذئاب: الفصل الثاني عشر/ 1
- ليلى والذئاب: الفصل الحادي عشر/ 5
- ليلى والذئاب: الفصل الحادي عشر/ 4
- ليلى والذئاب: الفصل الحادي عشر/ 3
- ليلى والذئاب: الفصل الحادي عشر/ 2
- ليلى والذئاب: الفصل الحادي عشر/ 1
- ليلى والذئاب: تتمة الفصل العاشر
- ليلى والذئاب: مستهل الفصل العاشر
- ليلى والذئاب: بقية الفصل التاسع
- ليلى والذئاب: الفصل التاسع/ 2
- ليلى والذئاب: الفصل التاسع/ 1
- ليلى والذئاب: الفصل الثامن/ 5
- ليلى والذئاب: الفصل الثامن/ 4
- ليلى والذئاب: الفصل الثامن/ 3
- ليلى والذئاب: الفصل الثامن/ 2
- ليلى والذئاب: الفصل الثامن/ 1
- ليلى والذئاب: الفصل السابع/ 5


المزيد.....




- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - ليلى والذئاب: بقية الفصل الثالث عشر