أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - ناجي جواد المحامي من أبرز كتاب أدب الرحلات














المزيد.....

ناجي جواد المحامي من أبرز كتاب أدب الرحلات


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6411 - 2019 / 11 / 17 - 16:57
المحور: الادب والفن
    


عجيب أمر هذه المصادفات أو التوافقات، على رأي من لا يقبل فكرة المصادفة، لأنها ما كانت بتدبير وتقدير وتقرير، وكأن الحياة على رأي من قال بالمصادقة، كحاطب ليل دامس بهيم، في حين أن الحياة تسير على قدر مُقَدَر؛ انا كل شيىء جعلناه بقدر.
أقول عجيب أمر هذه المصادفات أو التوافقات في هذه الحياة الدنيا، التي تجعلنا نوقن أن الحياة ليست خبط عشواء، وإلا كيف أفسر انشغالي بقراءة الجزء الأول من كتاب( من أدب الرسائل) للأديب والوجيه البغدادي المعروف ناجي جواد الساعاتي المحامي؛ المطبوع سنة 1966، لأجد نفسي مصادفة ومن غير تدبير، أمام دارته الأنيقة ضحى أحد الأيام، فتمليت الدارة الأنيقة لأجدها على غير ما كنت أعهدها أناقة وجمالا ونظافة، مما يؤكد خلّوها من قاطنيها، إذ نما إلى علمي أن الأستاذ ناجي جواد المحامي، ذهب للعيش في لندن بُعْيد أحداث سنة 1991 الحربية.
أقول عجيب أن أكون مواصلا قراءة كتابه هذا، وأجد نفسي مصادفة أمام دارته المطلة على شارع أبي نؤاس ودجلة الخير،ضحى الأربعاء 20/من مايس/2009 إذ انقطع الطريق بنا فتوجه سائق سيارة النقل العام،تخلصا من إلازدحام نحو شارع أبي نؤاس، ولأقرا نعيه في أليوم ذاته؛ هو المولود في محلة ( صبابيغ أ لآل من رصافة بغداد سنة 1922 والذي امتهن صناعة تصليح الساعات منذ سنة1938مثل كل إخوته: كاظم، وإبراهيم الذي كنت أشاهده في محله بالسوق القريب من المدرسة المستنصرية، فضلا عن المرحوم فخري الذي كان المستورد الوحيد لساعات (فلكا) السويسرية.
وإذ قرأت نعي هذا الوجيه البغدادي الذي غادر الحياة في لندن، وكان قد عانى اليتم في طفولته فرعاه شقيقه الكبير؛ كاظم جواد، عدت متمليا الصور التي زخر بها هذا الكتاب ( من أدب الرسائل) والتي جمعته مع رجال الثقافة والأدب فضلا عن التجارة والمال، إذ عرف عن الأديب ناجي جواد المحامي، شغفه بعقد صداقات مع الأدباء والوجهاء والمثقفين، كما شهدت دارته الأنيقة تلك لقاءات ومجالس أدبية وثقافية، وناجي جواد في هذه الخصيصة يذكرني بالأديب والشاعر العراقي المغترب حارث طه الراوي ( 1929-2014، الذي أفاض في ذكر علاقاته وصداقاته مع الأدباء العراقيين والعرب، ولاسيما أدباء بلاد الشام، ودوّنها في كتابه الممتع ( من ذكرياتي الأدبية) الصادرة طبعته الأولى سنة 1989
ناجي جواد الحاصل على شهادة الليسانس- أي البكالوريوس في الإنكليزية- في القانون من كلية الحقوق ببغداد سنة1954، الذي اشتغل بداية حياته مثل إخوته كلهم في تصليح الساعات، ثم نفخ الله في اهابه فصيّره وكيلا عاما لساعات ( أولما) السويسرية في العراق، ولقد كان العراق ابان نهجه نهج الإقتصاد الحر، بعيداً عن تدخلات الدولة بجهازها البيروقراطي الكسول في العملية الإقتصادية، تجارة وإنتاجا وتسويقا، كان زاهرا هذا العراق بالمستوردين والوكلاء العامين لبضائع العالم المتقدم، قبل أن تعصف باقتصاده الغض تأميمات 14تموز 1964 إلارتجالية، التي جاءت محاكاة لتأميمات دول كانت تئن من هذه الإجراءات، فكان ناجي جواد مختصا بتجارة ساعات ( أولما) في حين كان ثمة من يتولى إستيراد ساعات ( جوفيال) و(جوهرة) وهو علي حسين الساعاتي- رحمه الله-، وثالث بساعات ( نيفادا) وآخر بساعات ( فلكا) وهكذا.
كما عرف عنه حبه للسفر، فإذ منّ الله عليه بخير التجارة، فقد انصرف لزيارة بلدان الدنيا، ولأنه كان يمتاز بحس الأديب الكاتب،فقد دوّن مشاهداته في كتب بعينها، فهذا كتابه ( من وحي السفر) الصادر سنة 1966،فضلا عن كتابه ( رحلة إلى الأندلس) الصادر في السنة ذاتها، كما ألف أكثر من كتاب عن زياراته إلى المغرب العربي، إذ أصدر سنة 1977- كتابه ( رحلتي إلى أفريقية العربية.ليببا.تونس) وكان كتابه الآخر الذي حمل الاسم عينه خاصا برحلته إلى الجزائر ، والثالث عن رحلته إلى المغرب، فضلا عن كتابه ألذي اهدانيه سنة 1992-،وعنوانه( سويسرة خيمة العالم) وفيه يقص وقائع رحلته إلى هذا البلد الرائع صحبة شقيقه فخري.
ولأنه عمل في الساعات تجارة وتصليحا،فلا بد أن يخص هذا العالم بكتاب بعينه سماه ( قصة الوقت)، ولأنه ينتزع وقته انتزاعا هو الموزع بين السفر والتجارة واستقبال الخلان، فقد أمضى هذا الوقت المنتزع في القراءة وليدون مااستوحاه من هذا المقروء، وما أفاد منه في كتابه الموسوم ( كتب قرأتها)الصادر سنة 1962.
قلت: عرف الوجيه البغدادي الأديب المحامي ناجي جواد بسعة صداقاته وعلاقاته، وإذ أرجع إلى كتابه ( من أدب الرسائل) بجزئه الأول أجد قبسا من هذه الرسائل التي تبادلها مع: عبد الحميد سبع العبوسي؛ شقيق الضابط عبد الستار سبع العبوسي، وأحمد الصافي النجفي، ومحمد صالح بحر العلوم، وروفائيل بطي صاحب جريدة ( البلاد) الرائعة، والفنان التشكيلي جميل حمودي، وهاشم الخطاط، والكاتب الأديب محمد شرارة؛ أبو الدكتورة حياة، وبلقيس عقيلة المهندس المعماري المعروف رفعة كامل الجادرجي، وخضر عباس الصالحي، والناقد المصري محمد مندور؛ زوج الشاعرة ملك عبد العزيز، والشاعر اللبناني رشيد سليم الخوري؛ المعروف بـ( الشاعر القروي)، وميخائيل نعيمة، والبير أديب صاحب مجلة ( الأديب) اللبنانية، والشاعر الصدّاح جورج صيدح، والشاعر المهجري الياس فرحات، الذي ما زال بيته الشعري الجميل يرن في سمعي:
إذا كانت الدولات عشرا ليعرب– فكم دولة تستوعب الصين والهند
فضلا عن مراسلات مع الأديب العراقي وحيد الدين بهاء الدين، وجعفر الخليلي، والجواهري الكبير، ونزار قباني، والدكتور صفاء خلوصي، والأديب الأردني روكس بن زائد العزيزي،و،و…
برحيل ناجي جواد يكون أنجال جواد كلهم قد رحلوا عن هذه الدنيا تباعا.



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (بدايات)أمين المعلوف إهتمام مضن ودقيق بتراث الأسرة وتاريخها
- تأريخ ما أهمله التاريخ رواية( ليون الإفريقي) لأمين المعلوف
- مدني صالح الفيلسوف ناقداً.. الناقد فيلسوفاً
- أيهما أصح علميا السامية أم العربية؟
- الدكتور جورج حبش في صفحات من مسيرته النضالية
- ثلاثية شيكاغو.. محمود سعيد يستعيد حنين العراق (2)
- ثلاثية شيكاغو: محمود سعيد يستعيد حنين العراق على ضفة الارض ا ...
- عناد غزوان 1936-2004الموسوعي الذي تخصص في نقد الشعر
- الأديبة الفرنسية فرانسواز ساغان تروي أطيب ذكرياتها
- رحلة إلى تونس الخضراء
- روايات الإجهاز على الباشا نوري السعيد... جثمان من أحرق عصر ي ...
- ثقافة نخبوية باهية..نجيب المانع يكتب في الموسيقى والأدب
- القرامطة والعدالة الاجتماعية ... مناقشة هادئة مع ياسر جاسم ق ...
- عزيز السيد جاسم؛ مفكر رفض التأطير ودعا لمواءمة بين الروح وال ...
- ه‍ل كان سقوط طائرة الرئيس العراقي الأسبق عبد السلام عارف سنة ...
- ملحمة قلقميش
- التاريخ يتماهى مع السرد.... (قسمت) رواية العصف الذي ضرب الكر ...
- هل تأثر المعتزلة بفلسفة اليونان؟ وهل قرأ الجاحظ (فن الشعر) ل ...
- فاضل العزاوي والبحث عن المنزلة النبوئية للشعر والشاعر
- الدكتور عبد الإله الصائغ في بحثه الشاهق -الزمن عند الشعراء ا ...


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - ناجي جواد المحامي من أبرز كتاب أدب الرحلات