أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - المطلب الكردي في سوريا فيدرالية














المزيد.....

المطلب الكردي في سوريا فيدرالية


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 6409 - 2019 / 11 / 15 - 21:12
المحور: المجتمع المدني
    


يوم أمس خرج الرئيس السوري خلال مقابلة أجراها مع "قناة روسيا 24" و"وكالة روسيا سيغودنيا" ليقول: بأن "الحرب لا تعني تقسيم البلد ولا تعني الذهاب باتجاه الانفصال، لا تعني الذهاب باتجاه نسف الدستور، ولا إضعاف الدولة، الحرب يجب أن تكون تجربة نخرج منها بوطن أقوى وليس بوطن أضعف، أي شيء انفصالي لن نقبل به على الإطلاق" وذلك في إشارة إلى مسألة مطالبة البعض وعلى رأسهم الكرد والإدارة الذاتية، بأن تكون سوريا دولة فيدرالية لا مركزية كما كانت وما زالت هي عليها، بل ربما علينا القول؛ بدولة شديدة المركزية يتسلط عليها أجهزة أمنية بفكر وأيديولوجيا عنصرية إقصائية حيث صادرت الوطن لصالح مكون وعرق ومن ثم أختزلت الدولة في جماعة الحكم من تحالف أمني بعثي مع بعض رموز النهب للمال العام والتي تشكلت خلال فترة حكم البعث لنصف قرن تحت شعار دولة المقاومة والعروبة، بل ها هو الرئيس السوري ولكي يؤكد مجدداً على تلك العقلية العنصرية فهو لا يرفض المطلب الكردي بالفيدرالية فقط، بل يعتبرها حقاً لغيرهم -وتحديداً العرب- وذلك إن تم الإقرار بذاك المطلب حيث يقول: بأن "العرب يشكلون 70% من نسبة سكان الجزيرة" وبالتالي فلو طلب أحد الفيدرالية فيجب أن يكون للعرب.

إننا لن نجادل في قضية التواجد والنسب الديموغرافية للسكان حيث هذه تحتاج لجهود مختصين رغم أن ظروف الحرب والهجرة والتهجير وقبلها عمليات الاستيطان تحت مفاهيم الإصلاح الزراعي وغيرها، قد غيّرت من النسب السكانية بالمنطقة، لكن هنا فقط نريد أن نوضح ما يلي: لو كان العرب يشكلون سبعون بالمائة -كما قالها الأسد- وكان الآشوريين يشكلون نسبة مماثلة -بحسب إدعاءات أولئك- فأين هم الكرد وتواجدهم السكاني، بل كيف بنا أن نكمل الباقي حيث بات بحسب تلك الإدعاءات نسبة الآشوريين والعرب فقط يشكلون أكثر من 140% من نسبة السكان وهو مرفوض حسابياً، دعنا من الحقائق والوقائع على الأرض .. وهنا أتذكر حكاية طريفة لأحد أعمامنا؛ "رشويى حسك" فقد كان مختار قرية جقلا تحتاني وفي بداية تشكل الدولة السورية وحالة الفوضى وإنسحاب القوى وهجرة بعض العوائل، فقد وضع عمنا يده على قطعة أرض كان يعتبره أرض أسلافه وبنفس الوقت كان "أحمد آغا"؛ آغا تلك المناطق يريدها لنفسه وعندما رفض عمنا التنازل عنها، أرسل الآعا بعض أزلامه يهدده وبأنه سيقتل مائة رجل منهم -أي من أعمامنا- فما كان من عمنا المختار إلا أن قال لمرسليه؛ قولوا لآغاكم نحن ثلاثة أخوة يمكن أن يقتلنا، بس كيف بدنا نجيبلوا (97) تاني لنكملوا العدد يلي راح يقتلون .. وهيك مع دعوات نسبة سكان كل مكون بالجزيرة السورية.

لكن تلك ليست مشكلتنا حالياً حيث قلنا بأن ذلك سوف تكشف من خلال مسح سكاني ديموغرافي للمنطقة ولكن ورغم ذلك فإن المطلب الكردي بالفيدرالية هو من منطلق الحقوق وتوزيع الثروات والسلطات على كل مكونات المنطقة وبحيث تصبح سوريا دولة لكل مكوناتها وأعراقها وقومياتها وليس حكراً لمكون دون الآخرين؛ أي طلب الفيدرالية لكسر الاستبداد والديكتاتورية التي تسلطت على رقاب الشعب خلال مرحلة حكم البعث لنصف قرن، ثم يتناسى الرئيس السوري بأن الفيدراليات لا تبنى دائماً وفقط على الجانب الأعراقي القومي، بل يمكن ان تكون لها أشكال وصيغ متعددة جغرافية مثلاً، ففي حين تقوم سويسرا -وهي من أعرق الديمقراطيات- على "أساس احترام الأقليات وعلى الديمقراطية المباشرة؛ التي أدّت في نهاية المطاف إلى نظام فدرالي يضم 26 إقليمٍ أو كما تُعرف بكانتون، تلتقي على التواؤم والتضامن فيما بينها. ورغم أنها تختلف فيما بينها بالهوية إلا أن المصلحة المشتركة تجمعها"، فإن الفيدرالية الألمانية أو ألمانيا الاتحادية تقوم على أساس الجغرافيا والمقاطعات وتقول ويكيبيديا بخصوص ذلك "تتألف ألمانيا من 16 ولاية والتي يشار إليها كالدول. لكل ولاية دستورها الخاص الدولة وتتمتع بحكم شبه ذاتي فيما يتعلق بتنظيمها الداخلي. بسبب الاختلافات في حجم السكان وتقسيم هذه الدول تختلف .. لأغراض إدارية إقليمية خمس ولايات، وهي ولاية بادن فورتمبيرغ، بافاريا، هسن، شمال الراين وستفاليا وساكسونيا، تتكون من مجموع الدوائر الحكومية 22 (المقاطعات)..".

أما بخصوص الحجم -حيث يشير الأسد في إحدى حواراته لقناة روسيا اليوم بأن؛ "البلاد أصغر من أن تكون فيدرالية"- وكذلك بالنسبة لموضوع الحجم السكاني لكل مكون من مكونات سوريا، فدعونا نعود مجدداً للمقارنة مع سويسرا حيث في هذه الأخيرة؛ أي "سويسرا، لا توجد لغة رسمية واحدة، بل هناك أربع لغات، ولا توجد ثقافة واحدة، بل هناك عدة ثقافات متنوعة وغنية ومتناقضة فيما بينها. فبعض المواطنين لغتهم الأم الفرنسية، ويعيشون ويعملون في مدينة منفتحة مثل جنيف، يوجد فيها أكثر من 200 منظمة دولية. والبعض من سكان الريف، يعيشون في قرى جبلية تقع في كانتون أوري، ويتحدّثون بلهجة ألمانية، وليس بينهم إلا كما بين اليابانيين والبرازيليين، إلا أنهما يرتبطان سويا بتاريخ من النجاحات التي حقّقها وما زال يحقِّـقها هذا البلد، وبديمقراطية يعود تاريخها إلى أكثر من 700 عام" حيث وللعلم "تضم سويسرا أربع مناطق رئيسية لغوية وثقافية: الألمانية، الفرنسية، الإيطالية والرومانشية، وعلى الرغم من أن الغالبية تتحدث الألمانية، إلا أنها لا تشكل أمة في معنى هوية عرقية أو لغوية مشتركة لكن بينهم شعور قوي بالانتماء إلى البلد الذي تأسس على خلفية تاريخية مشتركة وقيم مشتركة (فدرالية وديمقراطية مباشرة) تتخذ من جبال الألب رمزاً لها" وبخصوص نسبة السكان الذين يتحدثون الرومانشية فهم أقل واحد بالمائة من نسبة سكان سويسرا ولهم إقليم فيدرالي ضمن الأقاليم الست والعشرون، أما بخصوص أن حجم سوريا "أصغر من أن تكون فيدرالية" فنعلم الرئيس السوري بأن سويسرا لا تشكل ربع سوريا حجماً جغرافياً!



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان وحماقات المستبدين
- الكرد والإستراتيجيات الأمريكية.
- القضية الكردية واللجنة الدستورية.
- -إسرائيل الكردية- الكرد إنفصاليين وإن قالوا؛ لا نطالب بدولة ...
- اتفاق ترمب أم محاولة إنقاذه في اللحظة الأخيرة؟!
- الكرد مواطنون ب”المواطنة وليس الأصالة”!
- تهديدات أردوغان الأخيرة ولعبة -الروليت الروسي- أو لعبة الموت ...
- الرئيس بارزاني وملابسات الاستفتاء على استقلال كردستان
- هل حانت لحظة الحقيقة للإعتراف بالوجود والدور الكردي؟!
- المجلس الكردي والحمل -أو الحلم- القومي الكاذب.
- تحرير كردستان مرتبط بتحرير الإنسان الكردي.
- تركيا وإنعدام الخيارات
- أمريكا وعلاقتها مع الشريك الكردي
- كردستان الحمراء قربان المصالح الإشتراكية
- -زمن عتونو راح- والكرد باتوا شركاء بالوطن
- ماذا قدمت لنا الأمريكان؟
- أخاك قد يقتلك أما أعدائك سيبيدونك .. وهذا هو الفرق!
- ما هو الحل لصراعاتنا الحزبية؟
- حروب -الردة- كانت دينية أم اقتصادية؟!
- القربان .. بين الرمز والمدلول الحضاري


المزيد.....




- مندوب روسيا: أقل ما يجب علينا القيام به، قبول عضوية فلسطين ب ...
- هذه مطالبهم.. عائلات الأسرى الإسرائيليين ومتضامنون معها يقوم ...
- مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: تضغط في كل الاتجاهات م ...
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر خلال شهر فبراير لعام 2024
- الصفدي: قبول فلسطين بعضوية كاملة في الأمم المتحدة انتصار للح ...
- واشنطن: لن ندعم قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- روسيا تدعو مجلس الأمن لمنح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة ...
- نيبينزيا لمجلس الأمن: أقل ما يمكننا ويجب علينا القيام به هو ...
- حملة مكافحة الفساد في الصين تطال النائب السابق لمحافظ البنك ...
- رئيس نادي الأسير: الاحتلال يعاقب الأسرى الفلسطينيين بقانون - ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - المطلب الكردي في سوريا فيدرالية