أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - الدستور والمسؤولية التضامنية للحكومة عن اعمالها














المزيد.....

الدستور والمسؤولية التضامنية للحكومة عن اعمالها


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6409 - 2019 / 11 / 15 - 13:50
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


حدد دستور العراق النافذ مسؤولية رئيس الوزراء والوزراء بأنها مسؤولية تضامنية وشخصية وعلى وفق نص المادة (83) من الدستور التي جاء فيها الآتي (تكون مسؤولية رئيس مجلس الوزراء والوزراء أمام مجلس النواب، تضامنيةً وشخصية) ومعنى أن تكون المسؤولية تضامنية وهو الشق الأول من المسؤولية التي حدتها المادة الدستورية أعلاه، بان جميع الكابينة الوزارية مسؤولة عن أداء الحكومة بأي مجال من مجالات عملها ولا تقتصر على الوزير المسؤول المباشر، فقط او رئيس الوزراء ويعتبر التضامن الحكومي في تحمل التبعات سمة من سمات النظام النيابي لأنها مسؤولة أمام البرلمان، وأساس هذا المبدأ هو العرف الدستوري والنيابي البريطاني ويشير احد الكتاب إلى إن أساس المسؤولية السياسية التضامنية يعود إلى المثل الانكليزي الشائع القائل بان (الملك لا يعمل منفرداً) وذلك بعد قيام الملك ك جون ستير الملقب بجون لاكلاند بإعلان الميثاق الأعظم المعرف بماغنا كارتا (MAGNA CARTA) للنبلاء الإنجليز الثائرين عليه عام 1215م، ويعرف المختصون في الفقه الدستوري المسؤولية التضامنية بأنها (المسؤولية التي تكون شاملة للوزارة بأسرها وهي تنهض عندما تتعلق المسؤولية بالسياسة العامة للوزارة أو إذا كان العمل للوزارة أو إذا كان العمل المسبب للمسؤولية صادر عن رئيس مجلس الوزراء) لان رئيس الوزراء مسؤول عن تنفيذ السياسة العامة للدولة على وفق حكم المادة (78) من الدستور ومجلس الوزراء بأكمله مسؤول عن تخطيط وتنفيذ السياسة العامة على وفق المادة (80/أولا) من الدستور ، ومن هذه المقدمة نرى بان رئيس الوزراء او أي وزير في الكابينة الحكومية لا يمكن ان يتحلل من مسؤوليته عن أداء الحكومة بأكملها وليس له أن يتعلل بعدم معرفته بما جرى أو انه غير مختص في هذا الجانب، والأزمة التي تمر بها البلاد في الوقت الحاضر افرزت لنا مؤشرات عن عدم وجود وعي دستوري تجاه تحمل تبعات المسؤولية التضامنية، لربما الامر ناجم عن عد تحسب القائمين على مقاليد الأمور لمثل هذه الأزمة حيث أفقدتهم التركيز وأصبحوا يناورون عبر الإعلام بإبعاد المسؤولية عنهم مثال ذلك اختلال الوضع الأمني وهو من صلب اختصاص الوزراء الأمنيين مثل وزير الداخلية ومسؤوليته في حفظ الأمن العام في البلد ومنع وقوع الجريمة وحماية الحدود ومنافذها، وكذلك مسؤولية وزير الدفاع عن حماية البلاد من اي عدوان لان القوات المسلحة ملزمة بحكم الدستور بحماية البلاد وتدافع عنها ولا تكون أداة لقمع الشعب العراقي ولا تتدخل في الشؤون السياسية وليس لها دور في تداول السلطة سلميا وعلى وفق ما جاء في المادة (9/أولا) من الدستور، وهذه الأمور تعد من مفردات السياسة العامة التي تمارسها وتنفذها الحكومة لذلك ظهور وزير الدفاع او الداخلية أو ضابط كبير في القوات المسلحة مسؤول عن قيادة عمليات بأنه لا يعلم عن الجهة التي تقتل أو التي تتصدى للمتظاهرين أو انه لا يعلم عن كيفية دخول بعض أنواع الأسلحة وكيفية استخدامها ويجهل الجهات التي تستخدمها أو ظهور للمسؤول الأول في الحكومة بمناشدة جهة ارتكبت جريمة خطف مع إن واجبه الأول منع وقوع الجريمة والثاني القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، فان ذلك إقرار بالخطاء والتقصير في تنفيذ الواجب والإلزام الدستوري بحماية البلاد وامن المواطن وحماية الممتلكات العامة والخاصة لان واجب الحكومة في توفير الأمن هو مقابل حق المواطن في الحياة الآمنة الوارد في المادة (15) من الدستور، وكل الأعذار والتبريرات التي تقدمها الحكومة لما جرى لا يعفيها حتى وان سعت إلى تلبية طلبات المحتجين وطلبات الشعب، ويذكر إن احد السياسيين البريطانيين عام 1780م كان له جواب على دعوة رئيس الوزراء آنذاك (اللورد نورثمام) بانه مستعد لتعديل سياسة حكومته وتنفيذ طلبات المعارضين له ، فكان رد السياسي البريطاني انذاك (اللورد فوكس) (بأنه لا يجوز لوزارة إن تستمر في الحكم لتطبيق سياسة وبرامج خصومها ومعارضيها) وهذا الكلام يسري على الكتل التي تبنت تقديم مرشح رئاسة الوزراء في حينه فليس لها ان تعدل عن خيارها وتسعى لتنفيذ برامج خصومها في البرلمان وخارجه.
لذلك أتمنى أن يكون مجلس الوزراء قد تحسب لمسؤوليته التضامنية وان لا يقوم الوزراء بنقل عبء المسؤولية عنهم إلى زملائهم لأنها إقرار بالخطأ وكشف عورة الأداء الحكومي ولا تبعد المسؤولية عنهم، لان الدستور قضى باليقين الجازم إنهم متضامنون في تحمل المسؤولية، وفي تجارب الدول المتقدمة في مجال العمل النيابي نجد في فرنسا إن ميشال روكار ،رئيس الوزراء الأسبق في فترة حكم فرانسوا ميتران، عندما كان وزيرا للزراعة بأنه قدم استقالته لأنه لم يكن موافق على تشريع قانون لم يقتنع به يتعلق بالتمثيل النسبي في الانتخابات التشريعية والأمثلة كثيرة على ذلك للوقاية من تحمل تبعات قرارات غيره من الأعضاء في الكابينة الوزارية، واختم بان جميع الوزراء بما فيهم رئيس الوزراء هم مسؤولون مسؤولية تضامنية ام مجلس النواب بحكم الدستور في المادة (83) وأمام الشعب لأنه مصدر كل سلطاتهم وصلاحياتهم على وفق حكم المادة (5) من الدستور



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس النواب لا يملك صلاحية إصدار القرارات التشريعية
- حظر التجوال الكلي أو الجزئي والموقف الدستوري
- ماذا سيحصل لو أُعتُبِرتْ الحكومة مستقيلة؟
- القيمة القانونية لقرارات اللجان التحقيقية التي تشكلها الحكوم ...
- حجب مواقع التواصل الاجتماعي والحقوق الدستورية
- الدستور وثلاثية ( الفقر والجهل والفوضى)
- رسالة إلى رئيس الجمهورية قانون الانتخابات والاستفتاء الشعبي
- تعديل الدستور أصبح مطلباً شعبياً
- تقصير الأجهزة الحكومية تجاه التجاوز على الأملاك العامة
- مجلس الاتحاد المغيب المفقود
- هل يجوز الاستثمار في المقابر؟ تعليق في ضوء القانون والشريعة ...
- طرق الطعن بعدم دستورية القوانين أمام المحكمة الاتحادية العلي ...
- معاناة استحصال الزوجة لنفقتها مع وجود الحلول القانونية
- القانون هل يمثل وجهة نظر من اقترحه أم من شرعه؟
- مفهوم المدد في الدستور العراقي والآثار المترتبة عنها في ضوء ...
- من هي الجهة المختصة بمحاسبة المتولي على الوقف الذري ؟
- التقادم في الدعوى الدستورية
- قواعد المرافعات في الدعوى الدستورية قراءة في كتاب شرح قانون ...
- مفهوم عبارة (الشك) في القانون المدني وفي قانون الإثبات
- ختلاف المركز القانوني بين النائب في مجلس النواب والمرشح الفا ...


المزيد.....




- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - الدستور والمسؤولية التضامنية للحكومة عن اعمالها