أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - احسان جواد كاظم - كفوّا عنّا مندسيكم !














المزيد.....

كفوّا عنّا مندسيكم !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6409 - 2019 / 11 / 15 - 04:18
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


يرفع مسؤولون حكوميون وقادة ميليشيات عقيرتهم بوجود مندسين بين المتظاهرين السلميين, يقومون بأعمال شغب, تصل حد قتل متظاهرين إسوة بقتل افراد من القوى الأمنية.
ليُخلوا مسؤوليتهم عن ما يحدث, بعد ان بلغ عدد شهداء الانتفاضة, خلال اقل من شهر من انطلاقها, اكثر من ثلاثمئة شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى.
لكن من هو المندس ؟
هو, ببساطة, الشخص المدفوع من جهة متجبرة لينفذ الى طرفٍ مناهضٍ للقيام بعمل تخريبي, مادي او معنوي, يضر او يعطل او يشوه أهداف الجهة الأخري.
وبسبب ان الحركة الاحتجاجية ضد الفساد والمحاصصة في العراق والتي تحولت الى انتفاضة شعبية سلمية, هي حراك عفوي واسع مفتوح لكل الناس, فأنه يسهل اختراقها, ولابد ان تواجه من قبل اعدائها, من اجهزة الدولة القمعية, كما من اطراف الدولة العميقة, بقسوة... إضافة الى محاولات تخريبها من الداخل بدس عملائها فيما بين المنتفضين, وتشويهها إعلامياً.
أليس إثباتاً ادعاءات السلطات بوجود مندسين في صفوف المنتفضين حصراً, دليلاً بأنهم الضحية وان اعدائهم هم من يرسلون هؤلاء المخربين لإفشال الانتفاضة التي يجهد المنتفضون لانجاحها سلمياً ؟
فأن المنطق يشير بأن من له مصلحة في إجهاضها هو من يقف وراء هؤلاء المندسين.
لكنهم يزرعون مندسيهم ثم يطالبون المنتفضين الضحايا بالكشف عنهم !

لذا فلابد للسلطات من معرفتها بالمندسين, قبل غيرها , لأنها وميليشيات احزابها هي التي دستهم, باعتبارهم الطرف الرئيسي الذي له مصلحة في قمع الانتفاضة, وهم أيضاً مسؤولون عن كل اندساس, حتى لو كان خارجياً.
سير الأحداث يؤكد بان أعمال العنف كانت تصدر من الطرف السلطوي بالخصوص, الذي استعمل الرصاص الحي والمطاطي والغازات السامة لتفريق المتظاهرين العزل.
واذا ما كان هناك أفراد متهورين ومندفعين من بين المتظاهرين, فأن اللوم يقع على الأحزاب الحاكمة وعسفها, فهي من أوصلتهم إلى هذه الحالة من اليأس ودفعهم الى إحقاق الحق على طريقتهم وبأسرع ما يمكن, بدون انتظار اعتراف القوى القمعية بتجاوزاتها او التعويل على قضاء تابع مرتعب ان يدين الظلمة.
ولو وجدت مثل هذه الشريحة بين المنتفضين, الذين دللوا على سلميتهم رغم الخسارة الفادحة من شهداء ابرار وجرحى اعزاء, فأنها اقل من القليل ولا تشكل ظاهرة بينهم.
ان اتهامات ممثلو السلطة بوجود مندسين بين المنتفضين هو جزء من الحرب النفسية عليهم ومحاولة جعلهم في دائرة الاتهام دائما وفي موقع الدفاع عن النفس, وتشويه صورتهم الوطنية الناصعة, ووضع العصي في عجلة انتفاضتهم المظفرة.

وكانت جهات امنية وحكومية, قد ادلت بتصريحات تؤكد وجود جهة اخرى كانت تقتل المواطنين وافراد القوات الامنية معاً. اي ان هناك جهة ثالثة ليس لدى المنتفضين علاقة بها, لكنها بالتأكيد, قريبة من السلطة,لا تجرأ الكشف عنها بصراحة, هي التي تقوم بهذه الجرائم الشنيعة والتي كانت اولها عمليات القنص البشعة للمواطنين المسالمين بسادية مفرطة وخطف الناشطين المدنيين وترويع المواطنين.

وكذلك ليس دون دلالة تصريح وزير الدفاع بعدم مسؤولية الجهات الرسمية عن استيراد النوعيات القاتلة من القنابل المسيلة للدموع... فمن هي هذه الجهات التي لا يستطيع حتى وزير الدفاع تسميتها ؟
لا بل حتى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي اشار الى جهات تقوم بالاختطاف مستخدمة سيارات حكومية, وانها ليست فوق القانون, بعد حادثة اختطاف ضابط كبير في وضح النهار وفي وسط العاصمة بغداد, الا انه ايضاً لم يتجرأ على تسميتها.
هؤلاء هم الطابور الخامس الذي خرب البلاد والذي يأملون زرع بذور عدم الثقة بين الشعب وقواته المسلحة, ومن ثمة, اجهاض أعز منجز لشعبنا العراقي في تاريخه المعاصر... انتفاضة تشرين اول / اكتوبر الجبارة.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملها جيل ( السپونج بوب ) وانتفض !
- كل الرصاصات المنطلقة من الفوهات من مسؤولية الحكومة !
- عادل عبد المهدي - شيل حواجز... حط حواجز !
- ليس للقرعة ما تتباهى به, ولا حتى بشعر بنت أختها !*
- إنتشال إستشاري من فشل إنتخابي !
- مراجعة روتينية لدائرة حكومية
- بعيداً عن الشعبوية... قريباً من الحزب الشيوعي
- مخدرات أشكال وكلاشي !
- من يلعب عندنا بالنار ؟
- للشيوعيين سلطة الورد !
- السلام من مطلب نخبوي الى نزوع شعبي !
- شرارات نارية في رسمة كاريكاتورية
- نذُر حرب... والعراق مُسبلاً يديه !
- الهجوم على مقرات الحزب الشيوعي... لعبة تليق بسُرّاق نفط !
- رأي - ليكن نشيدنا الوطني, نشيد مباديء وقيم لا هتافات ونقم !
- الغوث الغوث... داهمنا الغيث !!!
- الأحتمال المكين في قضية مخدرات الأرجنتين
- سِيلفي لواقعنا السياسي !
- غفاريو بغداد وغيفاريّوها !
- في وداع عامٍ مضى - ظاهرتان شعبيتان فاجئتا الأسلام السياسي !


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - احسان جواد كاظم - كفوّا عنّا مندسيكم !