أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم علوان - قصة هذه الرواية















المزيد.....

قصة هذه الرواية


قاسم علوان

الحوار المتمدن-العدد: 1559 - 2006 / 5 / 23 - 09:56
المحور: الادب والفن
    


قصة هذه الرواية...
عندما خرجت من الحلم..
هذه الرواية كتبت في الأسر
قاسم علوان
كان من المفترض أن تكون هذه المداخلة مقدمة للرواية، ولكن شاءت الظروف أن تكتب وتنشر هكذا للأسف متأخرة عنها.. كتب القاص العراقي علي عباس خفيف روايته هذه الأولى (عندما خرجت من الحلم..) في الأسر، بعد وقوعه فيه عام 1988خلال الحرب العراقية الإيرانية عندما كان مجندا فيها، وكان قبل أن تقع تلك الحرب بسنين سجينا سياسيا معارضا محكوم عليه بالحكم بالإعدام شنقا حتى الموت في عام 1975.. ليؤجل تنفيذ الحكم قبل دقائق من تنفيذه عام 1976... وكان ذلك تحت ضغوط دولية في ذلك الحين لا يتسع المجال لذكر تفاصيلها، وهي معروفة للمتتبعين للشأن السياسي العراقي بشكل دقيق، ليخفف الحكم عنه بعد ذلك الى السجن المؤبد، وفيما بعد الى 10 سنوات، ليقضي سبعا منها ويطلق سراحه عام 1979... في العفو (الرئاسي) العام عندما تبوأ صدام (المنصب الرئاسي الأول) بعد (البكر)... ولم يفك أسره من معسكرات الأسرى في إيران إلا في عام 2000، وكان قد بدأ بكتابة روايته بعد ثلاث سنين من أسره كما يروي هو ذلك.. وبعد سنتين من أتمامها صادرها حرس المعسكر بعد حملة تفتيش روتينية....!! ليعيد كتابتها مرة أخرى على ورق دفاتر مدرسية مهربة الى داخل المعسكر... لتقع أيضا بعد إتمامها بيد حرس المعسكر ويصادرونها مرة أخرى...!! ليكتبها مرة ثالثة، ويستطيع إخفائها جيدا هذه المرة، لدرجة أنه من شدة خوفه عليها يتركها أمانة عند أحد أصدقائه من العراقيين الموجودين خارج المعسكر، بعد أشعاره بأنه سوف يغادر الى بلده هو وأسرى آخرون في عملية (تبادل أسرى) جديدة في حينها.. عسى ولعل أن يستطيع ذلك الصديق إيصالها بأي شكل من الأشكال الى العراق فيما بعد، وكان خوفه عليها هذه المرة ليس من الإيرانيين فقط، بل من (الاستخبارات العراقية) والتي من المؤكد (ستستضيف) الأسرى العائدين في أقبيتها بعض من الوقت كما هو حال الأسرى قبلهم، وتفتيشهم جيدا والتحقيق معهم قبل إطلاق سراحهم..
عندما ألتقيته بعد عودتي من ليبيا مؤقتا بإجازة من عملي هناك في صيف 2001 وأخبرني بحكاية روايته تلك... ذهلت حينها.. فقد كانت حقا قصة مدهشة بالتزامن مع سيرة هذا الرجل المحكوم من بيننا دائما بالأحكام الثقيلة القاسية... كان يحدثني عن تلك الرواية لأيام عديدة.. فقد كان يحفظ بعض مقاطعها عن ظهر قلب... كما جاء في حديثه أيضا بأني وزوجتي سعاد سنظهر في المشهد السردي للرواية....!! فقد كانت الرواية عندما قرأت مسوداتها فيما بعد وصولها أليّ من إيران عبر البريد.. رواية تحيل الى أحداث واقعية وحقيقية الى حد ما في حقبة السبعينات من حياتنا ومن تاريخ العراق... قلت له أعطني العنوان البريدي للرجل الذي تركتها عنده في إيران وسأراسله من ليبيا عسى أن يستطيع أن يبعثها لي من هناك باعتبار العلاقات الحسنة بين البلدين... أعطاني العنوان لكنه كان متوجسا من سلطات البريد هناك في إيران كونها متشددة في الرقابة على ما يخرج منها أو يدخل أليها عبر البريد... ولكن بالعكس من توقعه نجحت عملية الاتصال بذلك الرجل النبيل بسهولة، إذ بعث الدكتور جبار الوائلي العراقي المقيم في إيران المؤتمن على تلك المخطوطة مشكورا، فأرسل المسودات على شكل ثلاث دفعات ليدفع شبهات سلطات الرقابة على البريد عن حجم الرزمة المرسلة.. فوصلت مسودة الرواية كاملة الى يد كاتبها خريف عام 2002 بذلك الشكل الغير متوقع بعد عودتي النهائية من ليبيا.. وأخيرا استطاعت أن ترى النور من خلال نشرها مؤخرا عن دار أزمنه (إلياس فركوح) في عمان ـ الأردن..
الرواية ليس لها علاقة بأجواء وتجربة الحياة في معسكرات الأسر.. أو معاناة الأسرى العراقيين في المعسكرات الإيرانية خلال الحرب وحتى الى ما بعد قرارات وقف إطلاق النار بين البلدين، رغم معاناة الكاتب الطويلة والقاسية فيها، أو كما كتبت بعض الروايات عن تلك التجربة قبل سقوط النظام السابق... فالرواية لم تمس تلك الحياة القاسية أبدا... تتناول رواية (عندما خرجت من الحلم..) تجربة سياسية واجتماعية واقعية قريبة من الوثائقية في فترة السبعينات، وتحديدا النصف الثاني منها في مدينة البصرة، عبر معاناة بطلها (محمد علي فردريك) وهو شخصية حقيقية.. لم يقبل حينها في الجامعة أسوة بأصدقائه المحيطين به ومجايليه، لأنه لم يستطع أن يحصل على وثيقة (شهادة الجنسية) العراقية.. لأنه من أصول أجنبية (ليس إيرانية كما يتبادر الى الذهن لأول مرة أو كما حدث فعلا في ذلك الوقت...) فوالده كان من ضمن المجندين البريطانيين (عنوة) من سكان المستعمرات الآسيوية.. والبنغال تحديدا، الذين جندتهم سلطة (التاج البريطاني) من مستعمراتها الآسيوية في ذلك الوقت في جيوشها خلال حروبها في مطلع القرن الماضي في المنطقة وأسمه (فريداد..) ليسجل بعد ذلك في سجلات الجيش البريطاني باسم (فردريك) فأستوطن والد محمد علي في نهاية الحرب مثله مثل الكثيرين من أبناء قومه أو أبناء القوميات الأخرى من أولئك المجندين في العراق، وتحديدا جنوبه واستقر فيه، واستطاع أن يتزوج بعد أثبات حسن سلوكه من (رفيعة ابنة شيخ حسين) إمام المسجد في محلة السكك بالمعقل من البصرة حيث كان يشتغل عاملا مياوما... إضافة الى هذه المعاناة هناك الإنذار الموجه له من قبل دائرة المهندس المقيم في سكك المعقل بأن يرفع (مسقفاته) أي كوخه الذي بناه والده على ضفاف (شط يوسف) الى الشمال من محلة السكك.. هذا ما تقوله الرواية.... لذلك لم تكن هناك أية صلة للرواية بـ (تجربة الأسر) للكاتب نهائيا، اللهم إلا لكونها كتبت على خلفية حروب (نظام حكم صدام) على معارضيه سواء في الداخل أو على بلدان الجوار... كما شهدنا
لم استطع أن اكتب عن هذه الرواية غير هذا لأنني كما اعتقد جزءا منها...
البصرة



#قاسم_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهجير الطائفي القسري...
- كيف تصرف مبلغ 200 مليون دينار عراقي في ثلاثة أيام بدون معلم. ...
- عندما أشتعلت الشرارة صبيحة ذلك اليوم الربيعي الجميل
- عاشت فلسطين حرة عربية
- بانتظار الحكومة المقبلة
- فاعلية الاستحقاق الانتخابي والضرورات الأخرى
- الشعر الشعبي العراقي... سيرة
- كافكا وأرسون ويلز في( المحاكمة) سلطة الأدب وسلطة الكتابة
- هل يوحد الأخوة الكورد (الأخوة) الفرقاء العرب...؟
- بونويل رائد السينما السريالية
- لوليتا... الرواية في السينما
- أسطورة شارلي شابلن
- السنما العراقية.. من اين الى أين...؟
- أزمة هوية الحكومة العراقية المقبلة
- مشروع الدولة القومية والعولمة
- الدستور في ثقافة المجتمع المدني
- محاكمة صدام.. ديمقراطية مية بالمية...
- الانتخابات العراقية المقبلة
- منظمات بلا حدود..!!
- القوى الديمقراطية والخيار الصعب


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم علوان - قصة هذه الرواية