أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم المحبشي - مدني صالح .. مقاربة الاسم والمعنى















المزيد.....

مدني صالح .. مقاربة الاسم والمعنى


قاسم المحبشي
كاتب

(Qasem Abed)


الحوار المتمدن-العدد: 6407 - 2019 / 11 / 13 - 19:45
المحور: سيرة ذاتية
    



لم يكن منتميا الا للفكر والمؤسسة الأكاديمية فقط مدني صالح ؛ اسم ينثر اللفظ به كنانة زاخرة بالدلالات والمعاني والأخيلة لاسيما عند من يعرفه، إذ يثير في القلب والذاكرة تداعيات حميمة من الصور والرموز الباذخة بالفرح والجمال والمحبة والحنان. أنه أسم استاذي الراحل مدني صالح الذي علمني الفهم والحلم والحكمة بروح إنسانية بالغة النبل والسمو والمسؤولية الأكاديمية ذلك لأن التشكيل الأكاديمي عنده هو، تشكيل غايته الكمال الأكمل، والتام الأتم والكلي المطلق المجرد، والمثال الأمثل ..وتأبى الأكاديمية النزول بالتشكيل عن أرقى تصميم، فهي نزوع دائم نحو الأكثر حكمة والأكثر عدلاً والأكثر جمالاً والأكثر نفعاً والأكثر صدقاً والأكثر أمانة والأكثر رقياً مهما كلف الأمر، والأمر من أعلى ما تكون الهمم ومن أرقى ما تكون معالي الأمور. هذا هو معنى الأكاديمية عند مدني صالح. فماذا بوسعي أن أكتب عن حكيم بغدادوسقراطها العربي الهيتي؟ فإذا كانت هيت قلبًا ف مدني هو نبضها الخالد وإذا كانت بغداد واحة ثقافية ف مدني شجرتها الوارفة الظلال. وإذا كانت بغداد أكاديمية ف مدني صالح هو عقلها اليقظ. وإذا كانت العراق مدرسة فكرية ف مدني صالح هو أستاذها الأبرز. وإذا كانت الفلسفة تفكيرًا منهجيًا نقديًا ف مدني صالح هو وهجها المتقد. وإذا كانت المعرفة هما إنسانياً عاما ف مدني صالح هو إنسانها الأجمل. وإذا كانت الكتابة تعبيرًا عن الحياة بنظام الإشارات اللغوية ف مدني صالح هو القلم الذي جعل الكلمات ترقص فرحًا حينما يكتبها. فمن أي الأبواب ينفتح المشهد؟ ومن أي النوافذ يمكن الإطلال على عالم الاستاذ المعلم الفيلسوف والأديب الناقد الواسع الأرجاء والعميق الأغوار والمتزايد التأثير. " يصف بورخس حال أفلاطون وهو يكتب المحاورات واصفا حال أستاذه سقراط :" لم يكن يعرف الصفحة الأخيرة وهو يكتب الصفحة الأولى كان يترك ذكاءه يهيم شاردا ...يخيل إلي أن هدفه الأساسي كان الوهم بأن سقراط مازال يرافقه على الرغم من أن سقراط ...( )يراودني إحساس أن أقتفي اثر بورخس وهو يقتفي اثر أفلاطون في تخيله أساتذته وكأنهم أطياف حاضرة تحيط به .أتخيل بأن مدني صالح يرافقني كطيف يحيط بي لكن من المؤلم والمحزن أن يدرك المرء ، بعد فوات الأوان أنه : (ليس بإمكانه أن ينهل من النبع مرتين) فحين يغيض النبع ـ مرة وإلى الأبد ـ دون أن نغرف منه ؛ لا تتكشف الأسئلة الحارقة عن غياب سهولة الارتواء من النبع ؛ بل عن غياب الجدوى التي تضمر فقراً مخيفا ً ، وذهولا عن الانتباه لعابر هائل مر بنا وكما يقول النفري: ( كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة ) لقد اتسعت الرؤية لدية ربما تكون حاصرته تلك التأويلات ، في هذه العوالم الخرساء ، وزمان النكوص ( لكم تخذل المرء سيماؤه ، ولكم يجهل الناس ما يعرفون ، وهل أنت ، إلا الذي جهلوه ؟إ) "(ينظر، عامر عبد زيد، أطياف مدني صالح، الحوار المتمدن، ٢٠١٢). لقد أوليت على نفسي منذ عرفته أن اكتب عنه ما استطيع إلى ذلك سبيلًا. حينما كنت في بغداد نشرت عنه مقالا في جريدة الوطن الذي كان يرأسها الاستاذ الدكتور طه جازع، ٢٠٠٤م. كتبت مقالا بعنوان: مدني صالح عاصفة ثقافية نقدية ؛ الأثر دليل عن المؤثر ) ونشرت بعض المقالات الصحفية عن الاستاذ مدني في الصحف اليمنية بعد عودتي من العراق، ولكنني ظللت غير مقنعا بما كتبته متربصا أي فرصة سانحة للكتابة عنده بما يستحقه،فاجأتني الدعوة الكريمة من الاستاذ العزيز دكتور طه جازع، يخبرني أن مجلة الثقافة الجديدة ببغداد بصدد إعداد ملف عن حياة الاستاذ الراحل مدني صالح. تلك الدعوة حفزتني على استئناف فكرة الكتابة والشروع بمباشرتها مهما كانت الظروف والأحوال. وها أنا اغتنم فرصة وجودي في القاهرة للوفاء لأستاذي الراحل مدني صالح الذي كان يثق بي ويحكي لي الكثير من أسرار حياته الإبداعية والأكاديمية. وأهداني نسخة من كتابته غير المطبوعة ومنها؛ومسودة كتاب قرندل وحقوق الحمار، وفي مهب عواصف التاريخ، وفي فلسفة الإدارة وفي فلسفة الفن، وببلوغرافيا كل ما كتبه من مقالات صحفية مرقمة بعناوينها واسماء الصحف والمجلات التي نشرتها وتاريخ النشر. لازلت محتفظا بها في مكتبتي بعدن ولكنها ليس بحوزتي هنا والآن رغم حاجتي الماسة لها فيما أنا بصدده. في الواقع الكتابة عن مدني صالح، ليست كمثل الكتابة عن أي شخص آخر، بل هي أشبه بالمغامرة المحفوفة بالمخاطر، فما بال الحوار معه، انك حينما تود أن تحاوره تحس بتلك الرهبة التي تنتاب المرء الذي يقف على شاطئ المحيط لأول مرة، ذلك لان مدني صالح عاصفة ثقافية نقدية شاملة تجتاح كل أنماط وأساليب ومناهج الكتابة التقليدية، فهو فكر متعدد الأبعاد وقلم متنوع الأساليب وتجربة فلسفية علمية ومنهجية لامثيل لها.. وهو صاحب الريادات الثقافية بأحد عشر أسلوب من أساليب التعبير: مقالة ومقامة ومسرحية ونقد وبحث ودراسة وقصيدة وقصة ورواية ومحاورة وعمود صحفي، عشرات الكتب المنشورة ومئات المقالات والكتابات الإبداعية في المجلات والصحف العربية والعراقية التي كتبها مدني صالح منها : كتاب الوجود , وابن طفيل وقصة حي بن يقظان , ابن طفيل قضايا ومواقف , هذا هو السياب , هذا هو البياتي , والفاربي قضايا ومواقف , والغزالي ومناهج الارتقاء , و"مقامات مدني صالح" ثلاثة اجزاء "ما بعد الطوفان" "ما بعد خراب الفلسفة" "قرندل وحقوق الحمار" فلسفة الادارة" "فلسفة الاحتكار" فلسفة الفن" وغيرها.. من النصوص والكتابات المنشورة وغير المنشورة. حينما يكتب يثير أمواج عاتية من ردود الأفعال والتساؤلات، ومهما اختلف النقاد في النظر أليه فهو في رأي الجميع نص مدهش يأسر القارئ بفيض خصيب من الاشراقات المبهجة انه النص الذي يدخل القارئ في رحاب وفضاءات مستعرة بالدهشة والفرح والجمال، انه النص الذي ينحدر من بحر زاخر بالثقافة العالية فمنذ الوهلة الأولى تشعر بتلك الروح الحميمة الجامحة التي تلتهب في جسده النحيل، حينما يتكلم أو يكتب تفيض المعاني من الكلمات كفيض العسل من خلايا النحل الناضجة . فمن هو مدني صالح ؟ هذا هو السؤال الذي نحاول مقاربة الإجابة عليه في الأيام القادمة. ومن لديه ما يفيدني يبعث لي مع الشكر والتقدير. الورقة بجانب الصورة ؛ بخط الأستاذ مدني صالح مشرفي العلمي رحمة الله عليه احتفظت في ذاكرة الجوال حبًا واعتزازا



#قاسم_المحبشي (هاشتاغ)       Qasem_Abed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة التي ادهشت العالم!
- الهُوية إشكالية المفهوم وسياقات المعنى
- وداعا أفلاطون .. الفلسفة والأطفال.. استئناف الدهشة!
- منظمات المجتمع المدني ودورها في بناء السلام باليمن
- حينما يكون الجسد اكثر ادهاشا من الروح


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم المحبشي - مدني صالح .. مقاربة الاسم والمعنى