أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي شاكر العبيدي - كتاب رائد في مجال السيرة النبوية















المزيد.....

كتاب رائد في مجال السيرة النبوية


مهدي شاكر العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6407 - 2019 / 11 / 13 - 17:40
المحور: الادب والفن
    


لمناسبة المولد النبوي الشريف عسى أن يعم الخير والسلام ويتسيدا في بلدي

اوستن-تكساس

صدر هذا الكتاب بطبعته الأولى عام 1942م ، أو في أثناء الحرب العالمية الثانية على وجه التخصيص ، وكانت البشرية في عموم الأقطار والأمصار ، تتطلع إلى الصَّفو والوئام بين المتقاتلينَ على المغانم والحالمينَ باستعباد الأوطان والشُّعوب ، فقد عمَّ الخراب والدَّمار أنحاء شتى من المسكونة ، وطالتْ ويلات الحرب شعوبا ً مختلفة ، ومنها ما هو أصلا ً بمنأى عن مواقعها وحلباتها ، فضلا ً عن آثارها النفسية الضَّارة بوجدان كلِّ فرد لا سِيَّما المشتغل بالأعمال التي تندرج في خانة الإبداع ، كالفنِّ والكتابة على سبيل المثال ، حتى لو كانتْ بلاده تقف على الحياد بين جماعة المحتربين ، ذلك أنَّ ما فطر عليه بنو النوع من السَّماحة والتواصل مع الآخرين والتفجُّع جرَّاء ما يصيبهم ، كفيل إلى حدٍ وفي أحيان كثيرة ، بشلِّ أو توهين طاقة المبدع ، وبالتالي صرفه عن أنْ يسمَ نتاجه بطابعه المُمَيَّز كما لو كان يعيش أو يحيا في طور الدِّعة والاستقرار ، أو يجوز مرحلة من الزَّمن لا يتناهى إلى أسماعه إبَّانها غير أخبار الشُّعوب وإجماع ساستها على تفادي التنازع والشِّقاق .

لكنَّ كتاب العقاد عن عبقرية النبي الأكرم محمد ( ص ) جاء أو انتهى إلى قرَّائه إيَّامذاك في غاية من الرَّصانة الأسلوبية وكأنـَّه يوحي لهم بعدم اكتراثه بتهديد النازيين والفاشست المعسكرين على مقربة من الحدود الدُّولية بين مصر وليبيا حيث أعلن لهم عداءً ووقوفا ً مع الطرف الرَّافض لمآربهم وأطماعهم ، فكان أنْ أنذروه بالويل لو كتبَتْ لهم الغلبة وجابوا البلاد مجتاحينَ واغلينَ ، وتوارَتْ كتائب الانجليز خائبة مدحورة ، وليس في هذا الموقف من العقاد ما يشين ، فقد تضافرَتْ أصوات الدُّول والجماعات ، وتنادى الدُّعاة المستنيرونَ فيها إلى نبذ الحزازات وتوحيد الكلمة لمقابلة العدو المشترك ، أو أنَّ الشُّعوب المغلوب على أمرها في ربوع الشَّرق العربي ومنها مصر ، وجدَتْ من الأوفق لمصلحتها وأملها في مستقبل مزدهر لحياة أجيالها المتعاقبة أنْ تؤثر الوقوف في الصَّف الذي يحتوي أدنى العدوين ِ رغبة وجماحا ً في استعبادها واستباحتها وإلغاء وجودها .

وتسألني عن مكونات العبقرية وخصائصها ومؤثراتها في الجماعة لو اجتمعَتْ واكتملتْ في فرد ، فنردُّ عليك انـَّها لا تعني البتة قيامك أو صنعك للخوارق والأعاجيب من الأفعال والصنايع ممَّا لا يكاد يصدقه العقل أو تقره الفطرة أو الطبيعة الإنسانية ، انـَّها الذكاء والعزيمة والإيمان والإصرار على إنجاحه حتى حمل من يتناهون في معاداته وتسفيهه في مبتدأ علمهم به و تبنيهم دواعيه وعناصره على أنْ يتركوا مواقعهم الأولى من مجافاته وازدرائه ، إلى احتضانه بعد التسليم بصحَّته ، متبارينَ في المدافعة عنه واعتماده خطة عمل ورسالة حياة .

وذاك ما رام العقاد إجماله غير معني بتفصيلاته عبر عنوانات متعدِّدة من قبيل :ـ ( عبقرية الدَّاعي ، عبقرية محمد العسكرية ، محمد البليغ ، محمد الصِّديق ، محمد في التاريخ ، وغيرها من الفصول ) ، متوقلا ً على نسق متماسكٍ بألفاظه المعرِّفة المحيطة بما عنَّ لخاطره أو جاش في وجدانه أو استنبطه عقله من ضروب المعاني والخلجات ووجهات النظر والمعنى ، وهو ممعن مستغرق في تأمُّل السِّيرة النبوية واستعراض ما مرَّتْ به من مراحل وأطوار عُهدَتْ أثناءها صنوفٌ من الأساليب والطرائق المتوسَّل بها لمنازلة المحن والآفات والشُّرور ، وقهر التحديات واستئصال شأفة من لا يجدي في تقويمهم وصلاح نفوسهم لطف أو ملاينة وعطف وإشفاق ، وإذ ذاك لا مناص من الميل إلى السَّيف قاطعا ً للمماراة والجدل الذي إذا طال استحال عقيما ً بين الأطراف المختلفة حول أرجحية الآراء والمنازع ، وأقربها مكانا ً وموضعا ً من الحقِّ واستهداف الصَّالح العام .

على أنـَّه لا يخفى على القارئ المطلع الملم بمجريات الحياة الثقافية في الوطن العربي عموما ً ما استهدفتْ به جهود العقاد لدراسة العبقريات الإسلامية المشهورة والمعهودة وذات الأثر الحاسم البليغ في إشهار الإسلام وانتصار دعوته ، من أنـَّه أغفل المضامينَ الاجتماعية التي رافقتْ مسار تلك العبقريات وفاعليتها ، واقتصر منها على تجلية الخصائص النفسية بمعزل عمَّا يحيط بها من عوامل البيئة وصراع البشر في دنيا المعاش ، وكأنَّ البطل الفرد قادر بطبيعته على تغيير مجرى الحوادث والمستجدات التاريخية لو توفرَتْ له وبين يديه المؤهلات والقابليات ، لكن فات اللاهجينَ بهذا النقد ما يستهل به العقاد كتابه عن عبقرية الرَّسول محمد ( ص ) من نعي على عالم ذلك الزَّمان السَّحيق تداعيه وإشرافه على النهاية جرَّاء افتقاده العقيدة الهادية والنظام الجالب لأسباب الطمأنينة ، فلابد من " دولة تقضي بالشَّريعة وتفصل بين البغاة والأبرياء وتحرس الطريق وتخيف العائثينَ بالفساد " .

وتمَّ للإسلام على يد النبي الأكرم ( ص ) إجهازه على الشِّرك والوثنية ، وتوحيده للعرب بعدما أضرَّ بهم التناحر والشِّقاق ، وما كان ذلك ليتمَّ أو تكتمل دواعيه لولا شخصية محمد ( ص ) المستجمعة للآداب الاجتماعية المطلوبة لكلِّ مَن يصدع بكلمة الحقِّ ويدعو إلى الخير وما تزيده العوائق والمثبِّطات إلا مضاءً وعزما ً وتجردا ً لهداية بني قومه " في غير مأرب يناله ولا نعمة ينعم بها ، لأنـَّه لا يطيق لهم شرا ً ولا ينتظر في الدُّنيا ولا الآخرة جزاءً " .

فيؤول من هذا الاستنتاج الحَريِّ بالإمعان فيه وتمحيصه زيادة في توكيده والتثبُّت من صحَّته ونفيا ً للمراء والمجادلة بالباطل عليه :ـ " إنَّ التاريخ كله بعد محمد ( ص ) متصل مرهون بعمله ، وإن حادثا ً واحدا ً من أحداثه الباقية لمْ يكنْ ليقع في الدُّنيا كما وقع لولا ظهور محمد وظهور عمله ، فلا فتوح الشَّرق والغرب ، ولا حركات أوربا في العصور الوسطى ، ولا الحروب الصَّليبية ، ولا نهضة العلوم بعد تلك الحروب ، ولا كشف القارة الأمريكية ، ولا مساجلة الصِّراع بين الأوربيينَ والآسيويينَ والأفريقيينَ ، ولا الثورة الفرنسية و ما تلاها من ثورات ، ولا الحرب العظمى التي شهدناها ، ولا حادثة قومية أو عالمية ممَّا يتخلل ذلك جميعه ؛ كانتْ واقعة في الدُّنيا كما وقعَت لولا ذلك اليتيم الذي ولد في الجزيرة العربية بعد خمسمائة وإحدى وسبعين من مولد المسيح".



#مهدي_شاكر_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (محمد رسول الله) تأليف المستشرق الفرنسي آيتين دينيه وسليمان ...
- المقابلات الصحفية مع الوجوه الثقافية
- مداخلات ومناوشات
- شاعر من السِّنغال يحيي الهجرة النبوية
- أبو حيان التوحيدي ونبع النتاج الأصيل
- المقتبس من وحي الرسالة
- مآل كتاب مداخلات و مناوشات
- صديقي الذي أجهل اسم أبيه !
- من الصراحة الجارحة
- تفصيل في فحوى مقالة أثيرة وتعقيب عليها واضافة إليها
- كُتابنا في طفولتهم
- شيء عن منير البعلبكي
- عن الوحدة المطلقة
- أسماءٌ لا تموت
- شيخ المفلوكين
- نصوص المصطلح الصوفي في الإسلام
- مذكرات منسية
- مروية عبد الحميد المحاري
- تعقيب على مقالة الباحث شكيب كاظم بخصوص ريادة مارون عبود للنق ...
- قلم الأديب بغير حظٍ مُغزل


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي شاكر العبيدي - كتاب رائد في مجال السيرة النبوية