أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - توفيق أبو شومر - السلفية السياسية














المزيد.....

السلفية السياسية


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 6407 - 2019 / 11 / 13 - 06:48
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


اعتدنا أن نطلق كلمة، السلفية على أصحاب عقيدة العودة إلى التاريخ الديني السالف، وهم مَن يعتقدون بأنَّ مبادئ الأخلاق بأسرها (كانت)، أما الحاضر فهو عدوٌ، مملوء بالموبقات، أما المستقبل فهو شرٌّ مُستطير، يحمل في طياته الشؤم والفساد، ولا نجاةَ للعالم إلا بأنْ يُعيدوا اعتناق تعاليم السلف الصالح، على أيدي دُعاة الحاضر!
غير أنَّ هناك سلفيةً أخرى غير مشهورة، هي سلفية سياسية، سلفية تشبه السلفية الدينية في تمجيدها للماضي السياسي السلفي!
معتنقو مذهب السلفية السياسية والحزبية هم أيضا يرون في الحاضر السياسي خطأ فادحا، يجب تصحيحه فورا، على أيدي ورثة السلفيين السياسيين!!
إن دعوتهم ليست بريئة، بل هي دعوة لأنفسهم، فهم يرفضون الحاضر الآثم، ويُحذرون من المستقبل القادم المظلم، إنهم يعتمدون في ذلك على تقنيات عديدة، أبرزها، تزيين الماضي السياسي، باستخراج لقطات تاريخية، في صورة قصصٍ مشوقة للزعماء العرب السالفين، ثم تسويقها، لتصبح قاعدة رئيسة للحشد الجماهيري!
يستخرج هؤلاء السلفيون السياسيون سيرَ الزعماء السياسيين السالفين، ويجعلون من أقوالهم السالفة شعاراتٍ حزبيةً جديدة، ويرفعون صور السلف السياسي الصالح كزعماء تاريخيين بارزين، ويؤلفون في ذكرى ميلادهم أو وفاتهم الأشعار والطرائف، وينشرون المؤلفاتِ والكتبَ في ذكرى جلوسهم على عرش السياسة!
هؤلاء السلفيون السياسيون مصابون بالنرجسية، أي، عبادة الذات، لأن حبهم للسلف، هو عِشقٌ خالص لصورهم، وتاريخهم الشخصي السالف، فهم حين يمدحون السياسيين الغابرين يمدحون أنفسهم، لأنهم عاصروا تلك الفترة، ورافقوا سياسييها، وأخلصوا في طاعتهم، ونالوا الحُظوة والغنائم.
أما السلفيون، صغار السن، ممن لم يعاصروا السياسيين السالفين فهم في الغالب ناقمون على الراهن السياسي.
أعرف شخصا، كان ينتقد الزعيم الراحل، جمال عبد الناصر، نقدا (تشريحيا)، فعبد الناصر من وجهة نظره، ديكتاتور قامع، أمَّم الشركات، وصادر الحريات، وانتهك حقوق الإنسان، وما إن مرتْ سنواتٌ طويلة على غياب هذا الزعيم، حتى صار هذا الشخص مُحبا (ولهان) لسيرة الزعيم الراحل، بطلِ الأبطال، ومحررِ الأوطان، فهو الرئيس الزاهد، مؤسس الدولة، باني دعائم الوحدة العربية، ومؤسس التيار العالمي الثالث، المتمثل في دول عدم الانحياز!!
نسي هذا السلفيُ السياسيُ نقدَه التشريحي السابق للرئيس، جمال عبد الناصر، ونسيَ أنني كنتُ أسمع نقده، وأشتبك معه في حوارٍ، لا ينتهي إلا بخصامٍ طويل، فقد كنتُ أرفض نقدّه التشريحي، والتجريحي للرئيس جمال عبد الناصر، كنتُ أرى في عبد الناصر بطلا تاريخيا، وسياسيا بارزا في المجال العربي والدولي!
ينتشر مرضُ السلفية السياسية، أو الرجعية السياسية، في أوطان الزلازل والبراكين السياسية، الأوطان التي تسير على مذهب العشوائية، أو الأوطان المُسيَّرة من غيرها، وهي أقل انتشارا في الأوطان المتحضرة، أوطان القيادة والقوة، حيث دول المستقبل المشرق المزهر، المشغولة بتأسيس بنيتها الحضارية، وليس في جدال سلفيتها السياسية.
نَجتْ أكثرُ الدول المتقدمة من مرض السلفية السياسية، بعد أن أدخلتْ السلفيةَ السياسية دروسا في كُتب التاريخ، وأعادت صياغتَه فنيَّا، على شكل أفلام سينمائية، تُحاكي الحقائق التاريخية، لغرض استخلاص الدروس المستفادة، وبخاصة الأخطاء، حتى لا تقع فيها تلك الدول مرة أخرى!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برامج التعليم تنشر الجهل !
- حقائق وعد بلفور !
- اختراع الأبطال
- حصار رقمي على فلسطين !
- السنة العبرية الجديدة
- جمعة الكاوتشوك، وجمعة البيئة
- أثرياؤنا، وأثرياؤهم !
- غزة المقدسية !
- بكتيريا سامة في غزة !!ّ
- غزوة المياه
- نطبق نظرية إسحق نيوتن سياسيا !
- مطاردة كتاب
- كشاجم !!
- مظاهرات عنصرية في إسرائيل !
- أسرار من أرشيف إسرائيل 4-4
- ملفات غزة السرية (3)
- ملفات غزة السرية (2)
- (1) ملفات غزة السرية
- مرض الحصبة، وجنود الشوارع !
- تهديدات عالم الرقميات


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - توفيق أبو شومر - السلفية السياسية