أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاة الموسوي - السلام العالمي في خطر















المزيد.....

السلام العالمي في خطر


نجاة الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 448 - 2003 / 4 / 7 - 03:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 

 
عجزت الأقلام، وجفت الصحف، وتحجر التفكير عن العمل عما يدور حقيقة في العالم. استسلام للأوهام واقتناع بمنطق الحرب. ولم يعد للكتاب والمنظرين والمشرعين والقانونيين والمفكرين من دور لدرء خطر الحرب. أصبح كل شيء ينذر بإغراق المنطقة بالدمار ... إنها الفظاعة البشرية، إنها الترسانة المخيفة التي سمعنا عنها. أصبحت الآن حقيقة نعيشها. هاهو العدوان الأمريكي البريطاني يعود إلى المنطقة. لا أحد يقف في وجهه. فهو شرس للغاية. ما هو السبب يا ترى؟ أهو غياب الاتحاد السوفيتي الذي كان قطباً ضرورياً لحفظ التوازن ودرء الحروب؟ أم هو وجود النفط؟ أم الموقف الاستراتيجي للشرق الأوسط؟ أم طمع الإمبريالية الذي لا يتوقف. لابد أن تكون هذه العوامل جميعها هي السبب. ووجود الولايات المتحدة بترسانتها النووية والعسكرية الهائلة هي أهم هذه الأسباب. إن الخطورة في تلك الثروة الطائلة التي لا يمكن لها أن تستديم في سكونها وهدوئها عن الحروب ليوم واحد. ذلك لأنها لا يمكن أن تستديم مصانعها بوجود حروب مستمرة. تغذيها كلما فرغت طواحينها. كذلك الحال بمشروع الديمقراطية التي ادعت إنها ستفرضه على الحكام المستبدين والدكتاتوريين. وكيف لها أن تقيد مشروعا يتناقض ومصالحها؟ فهل تسعى أمريكا لفقد زبائننا في الحروب؟ عندئذ ستتناقض مع مشاريعها الحربية في التفوق العسكري والهيمنة على العالم من النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. لاشك إذن، في أنها تحمل عناصر الخلل بداخلها. الذي سيؤدي إلى انهيارها إذن كيف سيكون تطبيقها للديمقراطية؟ نستطيع القول إن العكس هو الصحيح. فإن توجهات بوش الحالية هو توجه الراعي نحو الغنم. والديمقراطية والحرية في حال احتضار. بدأتها بإبطال مفعول الأمم المتحدة ومجلس الأمن والأهداف النبيلة التي صيغت بها أهداف الأمم المتحدة بعد الحربين العالميتين وحرب التدمير التي قادها هتلر، وهذا الهدف هو إيجاد موافقة جماعية من كل الأمم قاطبة لإشعال نيران أي حرب. وما أن الموافقة ستكون صعبة جداً لإشعال تلك الحرب فإن النتيجة ستكون لصالح السلام العالمي. ولهذا اكتشف الإنسان الذي جرب الحروب ودرس عواقبها اكتشف طريقة لدرء خطر الحروب وهذه الطريقة هي "حق الفيتو أو الرفض" وهو باختصار يحق لأي دولة من الدول العظمى أن ترفض الحرب بتصويتها ضده. والإنسان الذي اكتشف هذه الطريقة يعرف من خلال خوضه لغمار الحروب أنها لا يمكن للمصالح الدولية أن تتفق كلها على أي حرب معينة. لأنه لا بد من اختلاف المصالح سواء كانت تاريخية أو جغرافية أو حدودية أو تربطها علاقات مصالح بالدولة المراد ضربها إما أن تربطها ديانة أو عقائد حساسة لذلك وضع حق الفيتو لدرء الخطر فماذا فعلت أمريكا بحق الفيتو وبالتصويت على قرار 1441؟ لم تستطع أمريكا أن تجعل هذا القرار بأنه لا يحمل ثغرة تجيز للأمريكيين غزو العراق. فالعبارة التي تضمنها القرار 1441 هو : "اتخاذ كل الوسائل الضرورية لضمان إذعان العراق للالتزامات المطلوبة" وهو مشابه تماماً للتفسير اللغوي الذي توصل إليه البروفسور روبرت بلاك، والتفسير يشمل الصياغة اللغوية المنتقاة بدقة وعناية فائقة بغرض موافقة الغالبية العظمى في مجلس الأمن على القرار 144.1 وتنفي هذه الدراسة الذي أعدها هذا المشرع القانوني، بأن النص المعدل للمشروع الأمريكي البريطاني الأسباني الذي أمهل العراق حتى 17 مارس لنزع سلاحه، تنفي تخويل هذا المشروع إلى تدخل مجلس الأمن المسلح وإشعال حربه ضده. وهذه الفضائح حول استغلال الأمن والتعالي عليه دفعت توني بلير إلى استحداث ملحق للمشروع المعدل يحتفظ فيه بحق التدخل العسكري التلقائي من ستة شروط أول شرط أن يقوم صدام حسين بتكذيب نفسه!!! بالعربية بالاعتراف في التلفزيون بامتلاك أسلحة دمار شامل !!! وهذا طبعاً لن يوافق عليه صدام حسين. وهم يعرفون ذلك من خلال دراسة نفسيته. وبهذا ضمنوا رفض صدام. ويقول المقربون إلى البيت الأبيض إن هذه الفعلة هي من تدبيرات الولايات المتحدة وهي تشبه تماماً ساعة الحسم لقيام حرب الكويت حيث استخدموا نفس الأسالييب لصدام حسين. وهذه خبرة الحروب الأمريكية للإطاحة بكل منفذ لتوقيف آلة الحرب. من خلال ضرب العراق أو تعطيل فرص الفوز بالمبادرات السلمية كلها. إن الولايات المتحدة لن تكتفي بتعطيل دور مجلس الأمن فقط بل لديها مسلسل طويل لتوقيف كل ما هو عائق في طريقها. حتى تكتمل حريتها بعيداً عن أي رقيب. تحاول أن توقف المقاومة الفرنسية الصينية الروسية المدعومة من ألمانيا وسوريا، وإلى حد ما باكستان والمكسيك وشيلي. كذلك التمرد الأوروبي الذي يحس بالقلق من وجود القطب الواحد وتحديداً ألمانيا. ومن المنظمات التي تكيد لها الولايات المتحدة منظمة عدم الانحياز التي تراها صامدة بعد زوال الاتحاد السوفيتي وبقت تنادي بعدم الانحياز إلى الآن رغم عدم قدرتها على تبني أي قرار قوي تشبه في ذلك منظمة الوحدة الأفريقية وجامعة الدول العربية وليس غريباً من أنه بعد ضرب العراق ستتجه أمريكا إلى تفكيك هذه المنظمات بحجة تعارضها مع الديمقراطية والعولمة. الولايات المتحدة أيضاً في أزمة وتوجهها الحربي أكبر مقياس لهذه الأزمة. وعليها بعد تنفيذ الضربة خوض معركة صاخبة ضد البرلمانات "المشاغبة" لتوجهاتها. مثل البرلمان الفرنسي والألماني والبلجيكي والبرتغالي والبريطاني ... وكذلك توجيه إنذارات صاخبة للحكومات التي أذعنت للحرب - 15 دولة سرية - بأن الاتحادات العمالية وحقوق الإنسان والنساء والبيئة والنقابات والأحزاب التقدمية والديمقراطية - إن بقي منها شيء - وتوجيه الإعلام لتسويغ أهداف الحرب ثم الانقضاض على الانجازات الفكرية المناوئة للإمبريالية والفقر والجوع والبطالة. وخلق أجواء تتيح الفرصة للصهاينة أن يسوغوا مشروعهم الاستيطاني التوسعي. يتخيل جورج بوش نفسه بعد ضربه العراق أنه أصبح قائداً لكل امبراطوريات العالم. وأنه واقف على قمة جبلية شاهقة من الكرة الأرضية وفي يده قنابل نووية وفراغية يضرب بها ما يشاء من الطغاة المتمردين الذين يكذبون عليه مثلما يكذبون على شعوبهم والذين يستحيل ضبطهم بسبب انتفاضهم وعنجهيتهم وكأنه يقول لهم : افرضوا عنجهيتكم على شعوبكم. أما أنا فيختلف الأمر عندي تماماً. بإمكانكم أن تصبحوا خدماً لي أضعكم في ملاجئ مع إخوانكم من الرؤساء المتساقطين الذين أجزت لهم حق اللجوء السياسي. وهم على عروشهم وفي بلدانهم. أليس من حقهم أن يحكموا وهم لاجئون تحت رحمة أسيادهم؟ بوش أمام اختبار كبير. والعالم أكبر من أن يقرر مصيره تجار الحروب. فهو يملك أسرار انتصاره وبقائه. ومن يعلم بأن هذه الحرب ربما ستكون وباء وخيماً على سياسة بوش. حينما ينقلب السحر على الساحر فقد بدأ بريق الولايات المتحدة ولمعانها بالأفول. ولن يصدق أحد مشاريعها الاقتصادية حيث الشركات الوهمية التي تقوم بتفريغ جيوب المستثمرين وسرقتهم انكشفت تماماً. والركود الاقتصادي خيم على الولايات االمتحدة من العقد الماضي. من الأيام التي حكم فيها بوش الأب وصار على رأس عمالقة الشركات البترولية. مثل شركة هاليبورتون للمقاولات النفطية وكاركايل الإمريكية. والكشف للعالم أسرار إفلاس الشركات الكبرى مثل شركة إندرون الذي سرقها بوش لتمويل دعايته الانتخابية. إذن الذرائع الذرائع كلها نفدت، ونفد مفعولها. والحجج الواهية لضرب العراق كلها استنفدت تماماً فلجأ يستلف بوش دروب الإيمان فأخذت صحيفة نيويورك تسوغ تبريراً جديداً للحرب بأن بوش لديه "تكليف إلهي" لشن الحرب. ولكن ذلك يتناقض مع قولهم بأنهم لا يحاربون الإسلام ولا يريدون حروباً صليبية جديدة. ولكن هذا اللجوء إلى الإيمان بدا ضرورياً لسد ثغرات الإفلاس في تبرير أخلاقية هذه الحرب الإنسانية. ومن يدري ربما هذه القفزة الإيمانية سيشملها توزيع حصص البترول عقب احتلالها. ربما يأتي المسيح إلى بوش في المنام ليعطيه أسماء الشركات التي تستحق بترول العراق!! ويكلفه بوضع سعر للبرميل!! هذا التدجيل هو الذي حدا بجنرالات الحروب في أمريكا بأن يروجوا بأن هذه الحرب هي حرب نظيفة. فقط ما يستخدم فيها ليس بالنظيف جداً!، فقط سيتم استخدام "أم القنابل"!! التي فجروا بها الجبال العاتية في أفغانستان فهي تزن عشرة أطنان وتنثر رذاذاً قابلاً للاشتعال في محيط خمسمائة متر حول الهدف ... هذا بالنسبة لجبال أفغانستان. أما بالنسبة إلى العراق فهل ستلقي فوق رؤوس المنازل الآهلة بالسكان ... فهل يولي أحد من أنصار هذه الحرب اهتماما بمن سيقتل بهذه القنابل والصواريخ الذكية؟ كأنني بهم يجلسون أمام التلفزة ليكتبوا تقريراً عن مفعولها السريع ويقدمونه إلى المصانع الحربية لتعيد إنتاجها!! فهل وعي العالم "بمن فيهم العرب" هذه الجريمة؟؟ التي تهدد السلام العالمي؟؟
 



#نجاة_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الحرية في التاريخ العربي وآفاق التغيير
- على هامش الذكرى الأربعين لوفاته كلمة صادقة في استشهاد جارالل ...
- رصد لتاريخ حرية المرأة من خلال التحرر الاقتصادي والاجتماعي
- المجتمع القوي يقود إلى دولة قوية


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاة الموسوي - السلام العالمي في خطر