أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - تصعيد اسرائيلي ضد طهران ومحورها















المزيد.....

تصعيد اسرائيلي ضد طهران ومحورها


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6406 - 2019 / 11 / 12 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما حدث من تصعيد اسرائيلي ضد قطاع غزة ودمشق وإستهداف قيادات حركة الجهاد الإسلامي بالإغتيال،يجعلنا متيقنين على ضوء تصريحات نتنياهو المتكررة ضد طهران ومحورها في المنطقة بان هذا التصعيد قادم لا محالة،وان نتنياهو بحاجة له داخلياً وخارجياً،وهذا ليس بمعزل عن التصعيد الخارجي الذي تشارك به امريكا والعديد من الدول الأوروبية الإستعمارية والعديد من المشيحات الخليجية العربية أيضاً،فعمليات إستغلال الحراكات الشعبية في كل من العراق ولبنان،التي تحركت فيها الجماهير الشعبية ضد طغم وطبقات الفساد وناهبي المال العام وهدره،بحيث يجري تعميق ازمتي البلدين الإقتصادية،لدفع الأمور نحو فتن وحروب مذهبية وطائفية،تقود الى تأليب الشارعين في هذين البلدين ضد حلفاء طهران " الحشد الشعبي" العراقي و"حزب الله اللبناني"،ناهيك عن الإستهداف المستمر لسوريا من اجل إطالة امد الأزمة السورية،ومنع استقرار سوريا وإستعادتها لدورها ومكانتها العربية،يضاف لذلك التصعيد السعودي ضد جماعة " انصار الله " الحوثيين" في اليمن.
إذاً هي حرب شاملة تشن على محور المقاومة،ونتنياهو يحتاج لهذه الحرب،حيث يعيش مأزقاً داخلياً يتمثل في عدم قدرته على تشكيل الحكومة برئاسته،وعدم القدرة للوصول مع حزب "أزرق أبيض" لتشكيل حكومة وحدة وطنية صهيوني مقلصة او موسعة برئاسته او بالتناوب مع غانيتس،وإطالة مدة عدم تشكيل الحكومة،يعني بأن موعد تقديم لائحة اتهام ضده يقترب،وبالتالي تصبح فرص تشكيله للحكومة ضئيلة،وهذا يعبد الطريق نحو محاكمته ويقرب من دخوله للسجن بتهم الفساد والرشوة وسوء الإئتمان،وبما يقضي على مستقبله السياسي.
نتنياهو اكثر من مرة كان يتحين الفرصة لشن عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة،ولكن الأجهزة الأمنية والقيادة العسكرية وقوى المعارضة،كانت تحد من إندفاعات نتنياهو معللة ذلك،بأن نتنياهو يريد هذه الحرب لأهداف شخصية،وبعد تعذر فرص تشكيل الحكومة،وربما شعور نتنياهو بأن غانيتس قد ينجح بالتوافق مع ليبرمان في تشكيل حكومة جديدة،كان خياره التصعيد ضد طهران ومحورها وقلب الطاولة،فالتصعيد على قطاع غزة،قد يقود الى عملية عسكرية واسعة،وهنا يستطيع ان يبعد إلتفاف الحبل حول عنقه،وإخراجه من دائرة المنافسة على رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة،حيث في زمن الحرب سيلجا الى تشكيل حكومة طوارىء قد تمتد لمدة شهرين او ثلاثة،بالإعتماد على ما ستؤول إليه الأمور في التصعيد على قطاع غزة وفي المنطقة،وهذا رهن أيضاً بمدى وحجم وطبيعة ونوعية رد قوى المقاومة،والتصعيد الذي يقوم به نتنياهو،يستهدف بالأساس ايران التي بات واضحاً بانها بتخفيض التزامها بالإتفاق النووي ذاهبة نحو الترسخ كقوة إقليمية في المنطقة،ومتقدمة خطوات كبيرة على صعيد إمتلاك السلاح النووي، وهي لم تردعها العقوبات الأمريكية المتواصلة والمستمرة،بل هي تزداد قوة في المنطقة،وأصبحت تشكل تهديد وجودي على اسرائيل،فطائراتها المسيرة وشبكة منظومة صواريخها الدقيقة،يمكن ان تطلقها نحو اسرائيل من لبنان وغربي العراق ومن سوريا ومن اليمن.
نتنياهو يريد ان يخلط الأوراق،ويريد ان يخلق رأي عام معادٍ لطهران،وبما يشكل عامل ضغط قوي على الرئيس الأمريكي ترامب لشن حرب عدوانية على ايران،فنتنياهو غير مرتاح لسياسات الرئيس ترامب،الذي ضحى بالأكراد وجعلهم لقمة صائغة لأردوغان في سبيل مصالحه،وكذلك سحبه للقوات الأمريكية من شرق الفرات،يزيد من المخاطر التي تتعرض لها دولة الإحتلال.
حتى اللحظة ردود حركة الجهاد الإسلامي على عملية اغتيال قائدها الميداني بهاء ابو العطا،في الإطار الذي يمكن إستيعابه،ولكن كما يبدو،فإن الرد على جريمة اغتيال ابو العطا ومحاولة اغتيال القائد اكرم العجوري في دمشق،لم تأت بعد ،ويمكن ان يجري دراستها والتقرير بشأنها من خلال محور كامل،يخرج عن إطار حركة الجهاد اسلامي،" النشامى" المصريين هبوا سريعاً وأرسلوا وفداً أمنياً الى تل أبيب من أجل إحتواء الموقف،والذي عادة يأتي بعد تنفيذ اسرائيل لإعتداءاتها،فالنظام المصري كما قال نتنياهو بإنه معني بإستمرار اتفاقية السلام معه الى جانب الأردن،لأن هذا مهم وضروري لأمن اسرائيل ومصالحها.
النظام الرسمي العربي وصل الى درجة عالية من الإنهيار والتعفن،وهو ناظم ينخره الفساد،وه يعتقد بان حماية عروشه واستمرار نهبه لخيرات وثروات شعوبه،يتاتي من خلال " الإندلاق" التطبيعي العلني والرسمي على دولة الإحتلال،ولم تعد القضية الفلسطينية،تشكل جوهر اهتماماته واولوياته،بل يعتبر اسرائيل دولة "صديقة" لها الحق في الوجود والدفاع عن امنها،وهذا النظام ذهب الى ما هو أبعد من ذلك عبر تغيره لقواعد وأسس الصراع من صراع عربي- اسرائيلي جوهره القضية الفلسطينية الى صراع إسلامي- إسلامي مذهب ( سني- شيعي)،والتنسيق والتعاون والتحالف مع اسرائيل ضد ايران على اعتبار أنها العدو الذي يهدد امن وإستقرار دول النظام الرسمي العربي،كما تغرس واشنطن في أذهانهم.
الصراع الدائر الآن في المنطقة يتعدى الحروب العسكرية،فالمشروع الأمريكي وتوابعه في المنطقة يسير نحو التراجع والإنكفاء،ولكن واشنطن ومحورها لن يسلموا بإنتصار محور المقاومة،ولذلك نشهد تصعيد غير مسبوق في الحروب الإقتصادية والمالية ضد دول وحركات محور المقاومة لتحقيق ما عجزوا عن تحقيه في الحروب العسكرية.
رغم ان الحروب على طهران كما قال سماحة السيد على طهران قد تراجعت بنسبة كبيرة،ولكن هذا لا يعني بان التناقضات في المنطقة،قد لا تدفع نحو إنفجار الأوضاع عسكرياً لرسم سقوف التسويات السياسية،حيث نجد بأن امريكا ومحورها غير قادرين على دفع كلفة الحرب ولا كلفة التسويات السياسية،ولذلك الأوضاع قد تتجه نحو جولة تصعيد،تحسم وجهة المنطقة وخط سيرها وأشكال تحالفاتها الجديدة،فالعهد الأمريكي في المنطقة لم يعد المقرر واللاعب الرئيسي فيها،فالصين قادمة كقوة اقتصادية كبيرة،وكذلك روسيا كقوة عسكرية إستعادت دورها،وأصبحت اللاعب الرئيسي في المنطقة بدل واشنطن.
التصعيد الحاصل الآن في قطاع غزة،وإنتهاج الإحتلال لسياسة جديدة،بالعودة الى سياسة الإغتيالات ،يدفع بالأمور الى مرحلة جديدة في الصراع والمواجهة،فلا اعتقد بان قوى المقاومة ستستجيب الى نظام كامب ديفيد الذي يهرع بعد كل عملية اسرائيلية الى الضغط على قوى المقاومة بعدم الرد،فما حدث تطور نوعي،ومحاولة اسرائيلية لفرض معادلات جديدة في الصراع والمواجهة لا يمكن لقوى المقاومة القبول بها..ومن هنا فإنني أتوقع ان تتجه الأمور نحو تصعيد يطول ولا يتوقف عند يوم أو يومين أو أسبوع.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيسوية وحدها تقاوم
- لكي لا يصبح الأسير إبراهيم أبو مخ ضحية جديدة من ضحايا الإهما ...
- مئة وعامان على وعد بلفور المشؤوم ونكباتنا مستمرة
- ازمة المؤسسات المقدسية عميقة وممتدة
- الثورة اللبنانية بين الإحتواء والتوظيف الخارجيوتحقيق المطالب
- -ميكي ليفي- يكشفمخططات الإحتلال لتصفية وجود شعبنا في القدس
- لا بديل عن الحراك الشعبي لوقف العنف والجريمة في مجتمعنا الفل ...
- هبة اللبدي تعري الاحتلال
- الفساد والوطنية لايلتقيان
- القدس والداخل الفلسطيني في دائرة الإستهداف الصهيوني
- الإنتخابات الإسرائيلية للخروج من المأزق ...منْ سيخون منْ.... ...
- نتنياهو.... اليوميتقرر مصيره ...رئاسة الحكومة او السجن
- في ذكرى اوسلو المشؤوم
- أما آن الاوان لهذا السجن ان يقذف هؤلاء الأسرى..؟؟
- قراءة كان الإنتظار نصف الرد ... وجاء الرد
- لإنتظار نصف الرد
- هل نحن امام فرصة تاريخية لإستعادة الكرامة العربية...؟؟
- ما الهدف من منع دوري العائلات المقدسية..؟؟
- ما الذي يدفع اطفالنا للشهادة...؟؟؟
- ماذا بعد الإشادة بشجاعة المقدسيين..؟؟


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - تصعيد اسرائيلي ضد طهران ومحورها