أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - نحن في وادي والواقع في وادي















المزيد.....

نحن في وادي والواقع في وادي


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6406 - 2019 / 11 / 12 - 02:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


درء لأي لبس ولأي فهم سطحي أو توظيف كيدي، هناك تضحيات مشهودة ونضالات متواصلة لأبناء شعبنا (شئنا أم أبينا). فرغم القمع والترهيب لا تكاد تتوقف معركة حتى تنفجر أخرى. لأن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تتردى بوتيرة متسارعة ومخيفة وفق مخططات طبقية محكمة للنظام القائم، كنظام لاوطني لاديمقراطي لاشعبي، مخططات مؤطرة ومغلفة بشعارات التنمية والديمقراطية والحداثة وحقوق الإنسان والإنصاف والمصالحة وهلم جرا من الكلام المنمق...
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو الى متى ستستمر معاناة شعبنا وهو الذي يقدم "التضحيات المشهودة والنضالات المتواصلة"؟ والخطير هو "التعايش" (بأحد المعاني) مع هيستيريا الإجهاز على العديد من المكتسبات التي انتزعت بالكثير من الجهد (شهداء ومعتقلون سياسيون ومشردون...) والارتهان للإمبريالية ومؤسساتها المالية (قانون المالية لسنة 2020، المديونية الخارجية الخيالية...)، خاصة البنك العالمي وصندوق النقد الدولي، التي تمتص دمنا وتنهب بفظاعة خيراتنا البرية والبحرية والجوية! والخطير أيضا هو "التعايش" مع تواطؤ العديد من الهيئات السياسية والنقابية المحسوبة على الصف "التقدمي"، وهي هيئات متورطة حتى أخمص قدميها في تمرير الصفقات المشبوهة ومخططات النظام الطبقية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، حيت حماية المتورطين في الفساد وتسييد الامتيازات/الريع وتكريس الهشاشة والبؤس (الصحة والتعليم والتشغيل والسكن...)؛ وكأمثلة فقط (الثابت وقريب الثبات)، جرائم التقاعد والتعاقد وتدمير المدرسة والوظيفة العموميتين وقانون الإضراب وتجميد الأجور، بل إنهاكها/إضعافها أمام الزيادات الصاروخية في الأسعار..
بدون شك، هناك خلل ما.. ومادامت الجماهير الشعبية المضطهدة، وفي مقدمتها الطبقة العاملة، حاضرة ولديها ما يكفي من الاستعداد النضالي وكما دائما، حيث يكفي الرجوع الى الانتفاضات الشعبية الخالدة منذ خمسينات القرن الماضي، فالخلل فينا نحن.. والمقصود ب"نحن" كل من يناضل من خندق الشعب المغربي المكافح، أفرادا أو تيارات سياسية أو قوى سياسية ونقابية وجمعوية.
لا يكفي أن تكتظ السجون بالمعتقلين السياسيين. فلم تعد السجون منبع الثوار.. وبالمناسبة، لنناضل ضمن أولوياتنا من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وبدون تمييز أو توظيف. فمن المخجل الاهتمام بمعتقل سياسي دون آخر... لنكن مبدئيين في التعاطي مع قضية الاعتقال السياسي كقضية طبقية..
لا يكفي أن تكتظ الساحات بالمتظاهرين. لقد صارت الوقفات والمسيرات، وحتى الإضرابات والإضرابات العامة، محطات بدون روح كفاحية..
لا يكفي أن نرفع الشعارات وأن نردد المواقف. لا يكفي أن نرغد وأن نزبد، فلم يعد ذلك يخيف أو يرعب النظام. إنه أدرى بعجزنا عن تنزيلها على أرض الواقع، أي ممارستها؛ كما أنه أعلم من خلال جواسيسه المندسة في صفوفنا بحقائقنا المرة (تفشي الانتهازية والوصولية...).
فمن جهة لأننا لم نرق الى مستوى تنظيم صفوفنا وصنع التحالفات المناضلة القادرة على تأطير الجماهير الشعبية المضطهدة، وخاصة الطبقة العاملة؛ وعلى قلب موازين القوى في خضم الصراع الطبقي، وهو التحدي الأول. ومن جهة أخرى لأن النظام يستهدف الحلقات الهشة في صفوفنا لكسر اتحادنا من خلال التشويش والافتراء والتضليل لإلهاء المناضلين وتأليب بعضهم على بعض، والأخطر من ذلك لاستقطاب القواعد وإغرائها وتجفيف الميدان لتصير نداءاتنا و"تنظيراتنا" صيحات في مهب الريح. إن النظام يصنع "الجنرالات" ويصنع "جنودها"، ويقطع الطريق على المناضلين الثوريين ويعمق عزلتهم ويحكم حصارهم..
لا يكفي الإعلان عن الائتلافات وتنظيم الندوات أو حتى الوقفات. لأن مكونات هذه الائتلافات فارغة، ولكل مكون أجندة وأهداف ليست بالضرورة ما يعلنه الائتلاف أو قواسم مشتركة لمكوناته. وتجد في صفوف الائتلاف الواحد "الشيء" ونقيضه. والأخطر الذي ينم عن الغموض (حتى لا أقول شيئا آخرا أكثر وضوحا، حيث تفسير الواضحات من المفضحات) هو انخراط ائتلاف في ائتلاف وبدون معنى غير المزيد من الغموض. أقصد "الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان" عضو "الائتلاف الديمقراطي من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وفك الحصار عن الريف"!
وننتظر "معجزة" مشروع الجبهة الاجتماعية (30 مكون حتى الآن).. إنها خلطة غير منسجمة محكومة بالهاجس العددي، ومن بين مكوناتها من يراهن من خلال هذه "الجبهة" العجيبة على توفير شروط خوض مباراة 2021 (مهزلة الانتخابات التشريعية)..
لا يكفي ولا يكفي.. والى متى؟ وطبعا، لا يكفي وجود النية الحسنة أو الطيبوبة (بمعنى السذاجة).. إن الصراع لا يرحم، فإما أن تكون أو لا تكون..
إن النظام يقوي ذاته ويدود عن مصالحه الطبقية من خلال برامج وآليات عمل مضبوطة وعلى كافة المستويات (الإعلام والتعليم والدين والأجهزة القمعية...)، الى جانب (طبعا) الأساليب القمعية المتنوعة، حسب الحاجة...
ومن يدعي القوة الآن، فإنه في نفس الآن يفضح نفسه. فكيف لجهة سياسية قوية أن تسمح بإرساء المخططات الطبقية المدمرة إلا إذا كانت متواطئة ومساهمة في ذلك؟
نعيش من حين الى آخر امتلاء شوارع الرباط بالمحتجين والمتظاهرين من كل "فج عميق" (ما يسمى بالمسيرات المليونية!) وبانتماءات سياسية معروفة وعلنية، لكن "أثرها" بالنهار يمحوه الليل، كما يمحو النهار "أثرها" بالليل. وأقصد هنا وبالدرجة الأولى القوى الظلامية والشوفينية التي تساوم وتستعرض عضلاتها تحت مظلة النظام وبدعمه. وبالتالي فأي رهان عليها سيسقط أصحابه في مستنقع الخضوع النتن وسيكرس محنة شعبنا ومعاناته..
رسالة/رسائل بالواضح والمرموز الى المناضلين...
لنترك حروب الهامش المدمرة اللصيقة بالبورجوازية الصغرى، ولنتجند لحروب الصراع الطبقي من موقع العمال والفلاحين الفقراء...
لنوقف أو لنحد على الأقل من نزيف "التحول" من الثوري الى الإصلاحي، ثم الى الرجعي..
لنلتزم بالوضوح والانسجام (مع الذات أولا، ومع الرفاق ثانيا)..
إنه التحدي الذي يفضح الجميع...
إننا (وبتفاوت ونسبية) في وادي والواقع في وادي أخرى..
الى متى؟!



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مواعظ- الرفيق أمين عبد الحميد!!
- مرض التهافت
- تضامن المعتقلين السياسيين مع المعتقلين السياسيين
- الكنفدرالية تطوي صفحة -المقاطعة-!!
- الشهيد رحال جبيهة: رحيل نحو الشموخ...
- تونس الأمل.. تونس الإحباط..
- معتقلون سياسيون أم منسيون سياسيون!!
- ميلادي: تاريخ اعتقالي...
- زعماء -نقابيون- أمام مرآة التاريخ
- الانتخابات التونسية: نهاية الحكاية أو سقوط الأقنعة..
- الموسم الدراسي 2019/2020
- اسوأ حكاية..
- سؤال في ذكرى الشهيد/ة
- عندما يبكي المناضل..
- يوم غادرنا دهاليز ابن رشد بالدار البيضاء..
- الشهر الشهيد
- مجموعة مراكش 1984... العزاء والمواساة...
- المنتدى خارج المجلس...!!
- بوعياش -تتخلص- من الصبار
- حرقة الشهيد بلهواري...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - نحن في وادي والواقع في وادي